Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2005, 07:59 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان! ـ ج 4 ـ 10

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان!

أنشودة الحياة*
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
10
... .... .... .... ... ...
شهقتانِ مكثّفتانِ بالدُّموعِ

شهقةُ الوداعِ الأخيرة

وشهقةُ غربة الإنسانِ المبرعمة

فوقَ رجرجاتِ الرُّوحِ!



تنمو أحزاني من تراكماتِ الأوجاعِ

فوقَ رحابِ الحلمِ!

أينَ سأخبِّئُ ذاكرتي الطَّافحةِ

بآهاتٍ لا تخطرُ على بال؟!



بدَّدَتْ أنثى من نكهةِ النّعناعِ

شطراً عميقاً من بيادرِ الاشتعالِ


تهتُ عابراً أعماقِ البراري

أبحثُ عن وميضِ الرُّوحِ

عن موجاتٍ هائجة تراخَت

فوقَ مصاطبِ الارتحالِ!

رؤى غارقة في حنايا الآهاتِ ..

في وهادِ الأنينِ

كيفَ سأبدّدُ

كلّ تلكَ الأورامِ المترشرشةِ

في ربوعِ القاعِ؟!



تعالي يا أنثاي وأمسحي عن جبهتي

ما تبقّى من شظايا الاندلاعِ!

كم من الإشتعالِ

حتّى أشرقتِ الشَّمسُ

في قبّةِ السَّماءِ!

إلى متى ستُلوَّثُ نقاوةُ الخمرِ

في أعماقِ الدِّنانِ؟!



كم من المرّاتِ

ترجرجَتِ الأرضُ من تحتِنَا

كلّما فاحَتْ علينا سمومُ الصَّولجانِ؟!



الأرضُ شجرةٌ حُبلى بماءِ الحياةِ

عروسُ طيّبةٌ لكلِّ الكائناتِ

قطراتُ ندى متهاطلة

فوقَ اخضرارِ الدَّالياتِ

تحصدُ مواسمَ حبٍّ

قبلَ انفراجِ بسمةِ الباسماتِ

ترتدي وشاحَ اللَّيلِ

ثم تنثرُ محبّةً مفتوحةً

فوقَ جبينِ العاشقاتِ



الأرضُ أنثى منبعثة

من وهجِ الأعالي

من أعبقِ أعماقِ الخيالِ!

يا صديقةَ عشقي

ما هذا الشَّوقُ المسربلُ

بنكهةِ ارتعاشاتِ الجمالِ؟

يا خمرةَ ليلي

هل نمتِ يوماً بين شجيراتِ الحنينِ

بينَ نسائمِ الظِّلالِ؟

الأرضُ رذاذاتُ مطرِ هاطلٍ

فوقَ خاصراتِ التِّلالِ

متى سنرتقي عشقاً

نحو بهاءِ الهلالِ؟



الإنسانُ أنينُ بئرٍ عميقُ الدَّهاءِ

لا يرتوي من رعونةِ الطَّيشِ

من رشِّ مفرقعاتِ الشُّرورِ

ولا من امتطاءِ الشَّقاءِ

عقمٌ متناثرٌ فوقَ غلاصمِ العمرِ

ينحرُ الإنسانُ أخيهِ الإنسانَ

كأنّهُ من فصيلةِ الخناجرِ

منبعثٌ من أحشاءِ الجمرِ

شرورٌ من لونِ سمومِ الإفاعي



ملايينُ السَّنينِ والدِّماءُ تزدادُ اندلاقاً

فوقَ بتلاتِ الأقاحي

حروبٌ تنمو في وهجِ الحياةِ

في خلاخيلِ اللَّيلِ

قحطٌ مستشري فوقَ شهقةِ القلبِ

تغلغلَ اليباسُ فوقَ ضفافِ الرُّوحِ

فرّتِ البلابلُ بعيداً

عن مخالبِ القرودِ

بشرٌ أدهى من ثعالبِ الوديانِ

أغبى من أغبى القرودِ

ماتَتْ أغصانُ الأماني

قبلَ أن تحلَّ على رحابِ الطُّفولةِ

بسمةَ العيدِ!

حلمٌ مستقطرٌ

من اندلاقاتِ بقايا الحنظلِ

شظايا مبرقعة بالغبارِ

تتهاطلُ فوقَ نداوةِ القرنفلِ



الأرضُ تاجُ المحبّةِ

شهقةُ عاشقةٍ مسترخيةٍ

بين أحضانِ السَّنابلِ

وداعةُ الحمائمِ في ليالي العيدِ

إخضرارُ المروجِ تبرعمَ

من شهقةِ الأرضِ

شهقةُ الأرضِ مكتنزةٌ بماءِ الحياةِ

شهقةُ الإنسانِ مشنفرةٌ بالنَّارِ

اندلقَتِ الدِّماءُ في أعماقِ الأزقّةِ

تخثّرَ الحزنُ في مآقي الأطفالِ

ضبابٌ كثيفُ الرُّعونةِ

مسربلٌ بكآبةٍ هائجةٍ

فوقَ برزخِ الرُّوحِ!

تلالٌ من الآهاتِ ترامَتْ

فوقَ أوجاعِ الحنينِ

فوقَ رِحَابِ السَّنينِ

فرّتِ الفراشاتُ بعيداً

عن رحيقِ الغُصينِ

مَنْ لوّثَ وجهَ الضحى

بتخشّباتِ الحوارِ السَّقيمِ ؟



تعفّرَ وجهُ اللَّيلِ من زئيرِ الطَّائراتِ

من اندلاعِ شظايا القنابلِ

وقفَ الموتُ فوقَ ضياءِ الصَّباحِ

تخلخَتْ عناقيدُ القلبِ

فوقَ حدائقِ بابل



خفتَتْ تلألؤاتُ النُّجومِ

هاجَتْ براكينُ الحروبِ

تنفثُ سموماً

أكثرَ من زعافِ الكوبرا

حربٌ على مساحاتِ خرائطِ الرُّوحِ

جحيمٌ على وقائعِ اللَّيلِ الطَّويلِ

دمعةٌ منسابةٌ فوقَ خدودِ الطُّفولة

فوقَ أغصانِ الدَّوالي

جثثٌ مرميّة في أعماقِ البراري



لا يرتوي الإنسانُ

من اندلاقاتِ الدِّماءِ

من شراراتِ الشَّظايا

ينهضُ مرشرشاً براكينَ الموتِ

فوقَ وجنةِ اللَّيلِ



نامَتِ المدينةُ على أزيزِ الصَّولجانِ

على هديرِ نارِ الشَّبحِ

شبحٌ قميئٌ ولا كلَّ الأشباحِ

يصنعونَ شبحَ الموتِ

كي يزرعوا الموتَ

فوقَ أغصانِ الطُّفولة

فوقَ صدورِ الشَّبابِ

فوقَ هضابِِ الكهولةِ

فوقَ تموُّجاتِ العمرِ



مَنْ يستطيعُ أن ينقذَ شهيقَ الأطفال

من بارودِ المدافعِ

من نيرانِ الوغى المتهاطلة

فوقَ خواصرِ البحار؟



يزرعُ الإنسانُ دونَ وجلٍ

باروداً مميتاً فوقَ سفوحِ الجبالِ

فوقَ رمالِ الصَّحارى



تاهَ النَّسيمُ بعيداً عن حريقِ المدائنِ

بعيداً عن جنونِ الْمُداهِمِ

كم من الأجيالِ

كم من الحضاراتِ

كم من الآهاتِ

كم من المهاراتِ

من العمرانِ

من ناطحاتِ السّحابِ

كم من الحكمةِ

آهٍ .. بعدَ كلّ هذا النِّضالِ المريرِ

لا أرى سوى براكينَ الدّمِّ

تزدادُ هطولاً فوقَ جماجمِ العصرِ

تَبَّاً لكَ أيّها الضَّالّ في أرخبيلاتِ الوغى

حروبٌ قابعة فوقَ غُصينِ الرُّوحِ

فوقَ ينابيعِ القلبِ

حروبٌ في منتهى الشَّناعةِ

تشرخُ جبينَ الصَّباحِ



كلّما أنظرُ إلى وميضِ القمرِ

إلى تلألؤاتِ النُّجومِ

أزدادُ اندهاشاً

كيفَ لا يبني الإنسانُ

معالمَ النُّورِ لبني البشرِ

كيفَ لا يفرشُ وهجَ الإخضرارِ

فوقَ أغصانِ الشَّجرِ؟



تساؤلاتٌ تدمي سماءَ الحلقِ

لم أرَ ولم أسمعْ في حياتي

ذئباً افترسَ ذئباً

ولا نمراً افترسَ نمراً

في كلِّ يومٍ أرى إنساناً

ينهشُ قلوبَ البراءةِ

وحشيّةٌ ما بعدها وحشيّة

صعودٌ مخيفٌ في رحابِ الانحطاطِ

انحدارٌ نحوَ القاعِ

وقاحةٌ ما بعدها وقاحة

مدنيّةٌ متهدِّلةٌ

كأنها منبعثةٌ من عصورِ الحجرِ



متى سيفهمُ أصحابَ الصَّولجانِ

أنَّ رحلةَ العمرِ المضمّخة بالمحبّةِ

أبهى من ترّهاتِ الصَّولجانِ

لماذا لا يتعلّمُ الإنسانُ

أنشودةَ الحياةِ

من خيوطِ الشَّمسِ وتغريدِ البلابلِ؟



سيأتي زمنٌ ليسَ بعيداً

يضحكُ من جنونِ هذا الزَّمان

من تقعّراتِ سياساتِ آخر زمن

قابعةٌ في قعرِ الحضارةِ

أوجاعٌ متفشّيةٌ

على مساحاتِ وميضِ الرُّوحِ



فشلَتْ أبواقُ الحروبِ

طائراتُ الشَّبحِ

مدافعُ الهاونِ

رشاشاتُ ديكتاتورييّ هذا العالم

فشلَ كلّ المتعطّشين إلى الدِّماءِ

توارَتْ أخلاقياتُ قرونٍ من الحضارةِ

مَن يستطيعُ أن يزرعَ أغصانَ المحبّةِ

فوقَ جفونِ اللَّيلِ

يفرشُ وروداً فوقَ أراجيحِ الطُّفولة؟



وحدُها المحبّة ستهزمُ فظاظاتِ الصَّولجانِ

وحدُها المحبّة ستبني عشّاً هنيئاً لشهقةِ الطُّفولةِ

لرحابِ العمرِ

لوقائعِ العشقِ العميقِ

يأتي الإنسانُ إلى الحياةِ في ليلة ٍ قمراءَ

ثمَّ يرحلُ غائصاً في أعماقِ دكنةِ اللَّيلِ

لا يصمدُ الصَّولجانُ في وجهِ الخصوبةِ ..

خصوبةُ الرُّوحِ

نداوةُ البحرِ

شهقةُ القمرِ

عذوبةُ اللَّيلِ البليلِ

سماءُ المحبّةِ عاليةٌ

جامحةٌ

ممتدّةٌ من خيوطِ الشَّفقِ

حتى زرقةِ السَّماءِ

وحدُها المحبّةُ شامخةٌ

قادرة أن تهزمَ رواسبَ الحروبِ

تزرعُ بسمةً يانعةً على وجنةِ الحياةِ

على خدودِ الطُّفولةِ!

نهاية الجزء الرابع، يُتْبَع الجزء الخامس!

ستوكهولم: خريف 2000
صيف 2004
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم


*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الرابع، حمل عنواناً فرعياً:
الإنسان ـ الأرض ، جنون الصَّولجان

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 19-10-2005 الساعة 08:07 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke