قراءة في المثل الأزخيني [عِيشْ يا گدِيش لحتّى يِطْلَعْ الحشيشْ] بقلم فؤاد زاديكى في
قراءة في المثل الأزخيني
[عِيشْ يا گدِيش لحتّى يِطْلَعْ الحشيشْ]
بقلم فؤاد زاديكى
في لهجتنا الآزخية الكثير من الأمثال الشّعبية الدّارجة والشّائعة، وكلّ مثل يحمل معنًى يختلف عن غيره، وهو يتناول بالشرح جانبًا توعويًا أو موقفًا يعبّر عن حالة اجتماعية أو يأتي على غرار طرفة أو غيرها.
واليوم نتناول بالشرح مثلًا يأتي ضمن أمثال كثيرة على السّجع والقافية وقد جمعت الكثير من هذه الأمثال في كتاب أسميته (الجداول الصّافية في ما جاء من الأمثال على السّجع والقافية)
المثل الشعبي «عِيش يا گَديش لحتى يطلع الحشيش» يُستخدم للسخرية من انتظار أمر يحتاج وقتًا طويلًا جدًا أو قد لا يحدث أصلًا، فالجدي الصغير (الگديش) لن يعيش عادة حتى ينبت العشب من جديد بعد موسم الجفاف، والمعنى الضّمني هو أنّ ما تطلبه أو تنتظره أشبه بالمستحيل أو بالشيء الذي لا يُرجى حصوله. ويأتي قريبًا منه في النّبرة معنى كلمة تُقال أحيانًا بتهكّم للدلالة على أنّ المطلوب يحتاج وقتًا طويلًا أو أنّه غير منطقي، وإن كانت في أصلها تُستخدم لطلب الصّبر أو الإمهال. وتوجد أمثال كثيرة تحمل المعنى ذاته، مثل «في المشمش» للدلالة على أمر لن يحدث، و«عند ظهور الغول» للدلالة على المستحيل، وكذلك أمثال شعبية مثل «يا صابر اصبر… بيجيك العصر من بعد الظهر» التي تُقال للاستهزاء بطول الانتظار، ومثل «حلم إبليس بالجنة» وغيرها من التعابير التي تشير إلى انتظار شيء بعيد المنال أو عديم الجدوى.
__________________
fouad.hanna@online.de
|