مشاركتي على برنامج فرسان الحرف الذهبي في أكاديمية العبادي للأدب و السلام بإشراف الدكت
مشاركتي على برنامج فرسان الحرف الذهبي في أكاديمية العبادي للأدب و السلام بإشراف الدكتورة شهناز العبادي عميد الأكاديمية والأستاذة الدكتورة شهد الملكة حلمم نائبة عميد الأكاديمية
💡 فِكْرَةٌ لَا تَقِفُ عِنْدَ حَدٍّ
( دَعْوَةٌ لِلتَّعَايُشِ ونَبْذِ التَّكْفِيرِ)
إِنَّ النَّفْسَ البَشَرِيَّةَ مَفْطُورَةٌ عَلَى التَّنَوُّعِ والِاخْتِلَافِ، وَهُوَ مَصْدَرُ إِثْرَاءٍ لَا مَنْبَعُ صِرَاعٍ. فَالِانْفِتَاحُ الفِكْرِيُّ لَيْسَ مُجَرَّدَ خِيَارٍ حَضَارِيٍّ، بَلْ هُوَ ضَرُورَةٌ وُجُودِيَّةٌ تَقُومُ عَلَيْهَا عِمَارَةُ الأَرْضِ وَتَقَدُّمُ المُجْتَمَعَاتِ. فَلَو كَانَتِ العُقُولُ نُسَخًا مُتَطَابِقَةً، لَتَوَقَّفَ الإِبْدَاعُ وَرَكَدَتْ حَرَكَةُ التَّارِيخِ.
إِنَّ حُرِّيَّةَ الرَّأْيِ مَبْدَأٌ مُقَدَّسٌ وَمَصُونٌ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ، وَهِيَ مِرْآةٌ لِاحْتِرَامِ كَرَامَةِ الإِنْسَانِ وَإِرَادَتِهِ المُسْتَقِلَّةِ. فَلَا يَجُوزُ بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ إِقْصَاءُ فَرْدٍ أَوْ التَّشْهِيرُ بِهِ أَوْ النَّيْلُ مِنْهُ بِسَبَبِ مُعْتَقَدِهِ أَوْ دِينِهِ أَوْ خِيَارِهِ الفِكْرِيِّ. إِنَّ التَّكْفِيرَ وَالتَّمْيِيزَ سَيْفَانِ مَسْلُولَانِ عَلَى وَحْدَةِ الصَّفِّ وَسَلَامَةِ النَّسِيجِ الاجْتِمَاعِيِّ، وَهُمَا يُؤَدِّيَانِ حَتْمًا إِلَى الِانْقِسَامِ والعُزْلَةِ.
يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ دَائِمًا أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ عَنْ خِيَارَاتِهِ الفِكْرِيَّةِ وَالعَقَائِدِيَّةِ وَالشَّخْصِيَّةِ أَمَامَ ضَمِيرِهِ وَخَالِقِهِ، وَلَيْسَ لِأَيِّ أَحَدٍ حَقُّ الوَصَايَةِ عَلَى عُقُولِ الآخَرِينَ أَوْ مُصَادَرَةِ حَقِّهِمْ فِي الِاعْتِقَادِ أَوِ التَّعْبِيرِ. الِاحْتِرَامُ المُتَبَادَلُ وَالحِوَارُ البَنَّاءُ هُمَا الجِسْرَانِ الوَحِيدَانِ الَّلذَانِ يُمْكِنُ أَنْ نَعْبُرَ عَلَيْهِمَا نَحْوَ مُسْتَقْبَلٍ أَكْثَرِ تَسَامُحًا وعَدْلًا. فَلْنَتَّحِدْ حَوْلَ قِيمِ المَوَاْطَنَةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ الَّتِي تَجْمَعُنَا، وَنَنْبِذْ كُلَّ مَا يُفَرِّقُنَا.
بقلم الشاعر والباحث والمؤرخ الآزَخِيّ فؤاد زاديكى
__________________
fouad.hanna@online.de
|