قراءة في المثل الأزخيني [أبُونا بَرِّخْ بَرٍّخ قَبِلْ ما وَردِهْ تْفَرِّخْ] هذا المثل

[fouadzadieke]

قراءة في المثل الأزخيني [أبُونا بَرِّخْ بَرٍّخ قَبِلْ ما وَردِهْ تْفَرِّخْ]
هذا المثل واقعي من حيث أنّه حصل فعلًا، وهو يتحدّث بمضمونه عن فتاة تُدعَى (وردة) غرّر بها أحد الشّبّان فأفقدها عُذريّتها ونقول في لهجة آزخ (أخَزْ وِچَّا) أو (زِحِكْ عَلَيَا). إذْ من المعروف أنّ مثل هذه الحالات تُعتبر عارًا على الفتاة وعائلتها، وسيبقى هذا العار يلاحق العائلة إلى أبد الآبدين، بسبب سيطرة العادات البالية على المجتمعات الشرقية عمومًا، وكثيرٌ من الفتيات فقدن حياتهنّ في مثل هذه الحال، حيث قام أهلهنّ بقتلهنّ، ظنًّا منهم أنّهم بهذا الفعل هم يمسحون العار، الذي الحقته الفتاة بهم وبعائلتهم، وبقتل الفتاة يتمّ التخلّص من هذا العار كما يتوهّمون مَخدُوعين.
بكلّ تأكيد فمثل هذا السّلوك من الأهل تجاه هذه البنت أمر غير مقبول لا دينيًّا ولا اجتماعيًّا ولا إنسانيًّا، إذْ على الأغلب يكون الشّاب أو الرّجل، الذي فعل فعلته هذه هو خارج نطاق المحاسبة والمساءلة والعقاب، لأنّ هذه المجتمعات خاضعة لسيطرة الفكر الذكوريّ، تُحاسب الفتاة وليس الشابّ.
لا أحدَ يستطيع القول بأنّ الفتاة غيرُ مسؤولة عمّا حصل، هي الأخرى شريك في ذلك، لكنّها الطرف الأضعف ولهذا هي الوحيدة، التي تُحاسَب على تلك الفعلة بموجب ما هو سائد من الأعراف والعادات والتّقاليد وهذا خطأ جسيم وظلم غير مقبول.
يجب اجتثاث مثل هذه الأحكام الاجتماعية المنتشرة والسّائدة في المجتمعات الشرقية.
إذا بحثنا عن أسباب ذلك فهي كثيرة ومن أهمّها غياب الوعي، وعدم استطاعة المرء ممارسة طريقة حياته بحرية وقناعة كما يُريد بسبب المنع والتّابو الحاصل.
لنعود إلى شرح المثل بمفرداته ومضمونه
أبُونا: هو الكاهن. رجل الدين المسيحيّ، الذي يبارك هذا الزواج وفق القواعد والأصول الكنسيّة وبموافقة الطّرفين
بَرِّخْ: كلمة سريانية تعني (كَلّل) أي بارك هذا الزواج وحلّله
تْفَرِّخْ: أي تَلِد. تأتي بالجنين الذي في بطنها وهذه الدّعوة بالإسراع في إعلان الزواج هو تفادٍ لما يمكن أن يحصل بعد تسعة أشهر عندما يَحين موعد وضع الجنين، حينها ستكون هناك فضيحة مجلجلة إنجاب بدون زواج، وهذا غير مألوف البتّة في هذه المجتمعات. عِلمًا أنّ حالات كثيرة تحصل وهو أن تحملَ (تحبل) الفتاة بدون زواج فتحاول التخلّصَ من المولودِ لأنّه غيرُ شرعيّ (پِيچ) أو (بِيژِي) دِرءًا للعارِ خَوفًا من المجتمع.