قراءة في مثل آزخي [قاضِي لُولَادْ شَنَقْ روحُو] بقلم فؤاد زاديكى المثل الشعبي الآز

[fouadzadieke]

قراءة في مثل آزخي
[قاضِي لُولَادْ شَنَقْ روحُو]

بقلم فؤاد زاديكى


المثل الشعبي الآزخي "قاضِي لُولَادْ شَنَقْ روحُو (حاله)" يُقال عادةً في سياق ساخر أو للتعبير عن صعوبة الحكم أو الفصل بين الأبناء أو بين أطراف متقاربة، خُصوصًا عندما يكون جميعهم على علاقة قريبة أو عزيزة على القاضي (أو الشّخص الذي يحكم بينهم).

🔹 المعنى الحرفي:
القاضي الذي يحكم بين أولاده وصل به الأمر إلى أن "شنق نفسه"، أي أنّه لم يستطعْ تحمّل الموقف أو اتّخاذ قرار عادل دون ظلم أحدهم، لأنّ كلاً منهم عزيز عليه. و قد يكون عامًّا لا يقتصر على الأولاد أو أفراد الأسرة و الأصدقاء و الأقارب فقط.

🔹 المعنى المجازي:
يُستخدم المثل للدلالة على أنّ من يتولّى التحكيم أو الحكم بين أطراف قريبة منه (مثل أولاده، أقاربه، أصدقائه...) يجد نفسه في موقف صعب جدًا، لأنّ أي قرار سيتّخذه قد يُغضب طرفًا منهم، ولهذا يُقال إن القاضي "شنق روحُو" أي أنّه تورّط في أمر لا يُحسد عليه.

🔹 يُقال المثل في مواقف مثل:

عندما يُطلب من شخص أن يحكم بين أولاده أو أصدقائه المختلفين.

أو عندما يُوضع أحد في موقف لا يمكنه فيه إرضاء الجميع.

🟢 خلاصة المعنى:

المثل يعني أنّ الحكم بين الأقربين صعب، ومَن يحاول أن يكون قاضيًا بينهم يُتعب نفسه ولا يسلم من اللوم.

المثل "قاضي الأولاد شنق حاله" متداول في بلاد الشام (وخاصة في سوريا، فلسطين، والأردن) وأحيانًا يُسمع بصيغ قريبة في لبنان أيضًا.

🔹 الأصل والمصدر الشعبي:
يرجّح أن أصل المثل من الرّيف الشامي، حيث كانت القضايا والخلافات العائلية تُحلّ غالبًا داخل البيت أو بين كبار العائلة. فإذا وقع خلاف بين الأبناء، كان الأب أو الجد يُكلَّف بالتحكيم. لكن بما أنّ جميع الأطراف أولاده أو أقاربه، يصبح الحكم بينهم شديد الصعوبة، لأن أي قرار سيعتبره أحدهم "ظلمًا". ومن هنا قيل المثل "قاضي الأولاد شنق حاله" — أي أنه تورّط في مأزق لا مخرج منه.

🔹 نُظَراء المثل في لهجات أخرى:

في المغرب العربي يُقال مثل قريب: "ما يحكم بين أولادو غير اللي ما في عقلو" أي "فقط من لا عقل له يحكم بين أولاده"، بنفس المعنى تقريبًا.

وفي مصر يقولون أحيانًا: "ما ينفعش تبقى القاضي والخصم واحد" أو "اللي يحكم بين ولاده يظلم نفسه".

🟤 خلاصة ثقافية:
المثل يُعبّر عن حكمة اجتماعية عميقة:

لا تدخل لتفصل بين مَن تحبّ، لأنّك مهما حاولت تكون عادلًا، سيظنّ أحدُهم أنّك ظالم.