![]() |
Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
مشاركتي على برنامج ماذا لو و فقرة كان القلب ينبض باسمك و يرسم في وجدانه لوحات الوفاء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام من إعداد و تقديم الدكتورة سيليا علي و إشراف الدكتورة شهناز العبادي عميد الأكاديمية
ماذا لَوْ كانَ القَلْبُ يَنْبِضُ بِاسْمِكَ وَ يَرْسُمُ فِي وِجْدانِهِ لَوْحاتِ الوَفاءِ بقلم: فُؤاد زاديكى ماذا لَوْ كانَ القَلْبُ يَنْبِضُ بِاسْمِكَ كُلَّ صَباحٍ، وَ يُرَدِّدُهُ مَعَ أَغاريدِ العَصافيرِ فِي أُفُقِ النَّهارِ؟ ماذا لَوْ كَانَ يُخَطِّ بِحُروفِكَ مَلَامِحَ الزَّهْرِ، وَ يُحَوِّلُ أَحْلامَهُ إِلَى بُسْتانٍ لا يَذْبُلُ أبَداً؟ أَيُّهَا الحُبُّ، الَّذي أَشْعَلْتَ فِي الأَعْماقِ مَصابيحَ الأَمَلِ، أَلا تَرَى كَيْفَ أَضْحَتِ اللَّيالي بِلَا سِناكَ عَقيمَةً؟ وَ كَيْفَ غَدَتِ الأَيَّامُ سُطوراً فارِغَةً مِنْ صَوْتِكَ وَ حُضورِكَ؟ ماذا لَوْ كانَ القَلْبُ يَرْسُمُ عَلَى جُدْرانِ الوِجْدانِ لَوْحاتِ الوَفاءِ، وَ يُظَلِّلُها بِأَلْوانِ الحَنينِ وَ العَطْفِ وَ النَّقَاءِ؟ إِنَّ القَلْبَ، إِذَا سَكَنْتَهُ أَنْتَ، يُصْبِحُ مَعْبَداً تُصَلِّي فِيهِ أَطْيافُ المَحَبَّةِ، وَ يُصْبِحُ حَديقَةً تُغَرِّدُ فِيها رُوحُ الأَمَلِ، وَ يُصْبِحُ بَحْراً يَفِيضُ بِأَمْواجِ العَطاءِ. ماذا لَوْ كانَ كُلُّ خَفْقَةٍ تُنْشِدُ اسْمَكَ، وَ كُلُّ نَبْضَةٍ تُرَتِّلُ قَصِيدَةَ حُبٍّ لَكَ وَحْدَكَ؟ هَلْ سَتَسْمَعُ أَصْداءَ الرُّوحِ وَ هِيَ تُنادِيكَ؟ هَلْ سَتَلْمَسُ جَمالَ الحُلْمِ وَ هُوَ يَحْيا بِكَ؟ ماذا لَوْ عَرَفْتَ أَنَّ الوَفاءَ، الَّذي يَسْكُنُ حُنايايَ، لَمْ يَعُدْ يَجِدُ لَهُ أَرْضاً إِلَّا فِي قَلْبِكَ؟ وَ أَنَّ الحُبَّ، الَّذي يُغَطِّي سَماواتِ نَفْسِي، لَمْ يَعُدْ يَرَى نُجُوماً سِوَى عَيْنَيْكَ؟ ماذا لَوْ كَانَتِ الرُّوحُ تَكْتُبُ فِي كُلِّ سَطْرٍ مِنْ حَياتِها: «أَنْتَ البِدايَةُ وَ أَنْتَ النِّهايَةُ»؟ أَفَتَرَى، هَلْ سَتُصْغِي إِلَى هَمَسَاتِ الأَمَانِي؟ أَمْ سَتَتْرُكُ القَلْبَ يُناجِي فِي صَمْتٍ، وَ يَسْكُبُ أَلْوانَ الحُبِّ عَلَى وُجُوهِ الغُيُومِ؟ إِنَّ الوَفاءَ لَيسَ صُورَةً تُرْسَمُ فَقَطْ، بَلْ هُوَ عِطْرٌ يَمْلَأُ الأَرْواحَ،وَ هُوَ نَغْمَةٌ تُبْقِي أَوتارَ القَلْبِ صَاحِيَةً. ماذا لَوْ كانَ القَلْبُ يَنْبُضُ بِاسْمِكَ حَتَّى آخِرِ زَفْرَةٍ؟ هَلْ سَتَعْرِفُ أَنَّكَ كُنْتَ الوَطَنَ، وَ أَنَّكَ كُنْتَ الحُلْمَ، وَ أَنَّكَ كُنْتَ المَصِيرَ؟ فَكُلُّ خَفْقَةٍ هِيَ إِعْلانُ وُجُودِكَ فِي دَمِي، وَ كُلُّ رَسْمَةِ وَفاءٍ هِيَ وَعْدٌ بِأَلَّا أَخونَ، وَ كُلُّ حَرْفٍ هُوَ شِعْرٌ يَكْتُبُهُ الحُبُّ بِصَمْتٍ. هَكَذا يَبْقَى القَلْبُ نَبْعاً لا يَجِفُّ، وَلَوْحاتُهُ تَتَزَيَّنُ بِوَفاءٍ أَبَدِيٍّ، مَا دُمْتَ أَنْتَ فِي سُكُونِهِ، وَمَا دَامَتِ الحَياةُ تَفِيضُ بِنَبْضٍ يَحْمِلُ اسْمَكَ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|