![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
نَبْضٌ مُشْتَعِلٌ
الشَّاعِر السّوري فؤاد زاديكى يَهْوَاكِ قَلْبِي بِنَبْضٍ مِنهُ مُشْتَعِلِ ... يَا فِتْنَةَ السِّحْرِ، يَا أُنْشُودَةَ الأَمَلِ أمْضَيْتُ عُمْرًا، أُنَاجِي طَيْفَ أُمْنِيَةٍ ... فِي ظِلِّ عِشْقٍ، إِذِ الأَحْلَامُ لَمْ تَزَلِ تِلْكَ الرَّفِيقَةَ فِي دَرْبِي، تُنَادِمُنِي ... أَنْ لَا أُؤَجِّلَ مَا يَسْعَى إِلَى أَجَلِ مَرَّتْ سِنِينِي كَأَنِّي لَا أَرَى أَمَلًا ... إِلَّا هَوَاكِ، الَّذِي فِي الْقَلْبِ لِلأَزَلِ كَمْ بِتُّ أَسْأَلُ قَلْبِي: هَلْ لَهَا أَثَرٌ؟ ... فَيُرْجِفُ الصَّمْتُ فِي الْأَعْمَاقِ كَالأَجَلِ وَ إِنْ سَكَتُّ، فَصَوْتُ الْحُبِّ يُوقِظُنِي ... مِنْ غَفْوَةِ الْوَهْنِ وَ الأَوْجَاعِ وَ الْوَجَلِ مَا بَيْنَ عَيْنَيْكِ ضَوْءٌ لَا يُغَادِرُنِي ... كَأَنَّهُ النَّجْمُ فِي لَيْلِ الْأَسَى الْعَجَلِ إِنِّي أُخَبِّئُ فِي صَدْرِي حِكَايَتَنَا ... كَبَاعِثِ الدِّفْءِ بِالأَحْشَاءِ مُتَّصِلِ وَ كَمْ تَمَنَّيْتُ أَنْ تَلْقَى الخُطَى سُبُلًا ... إِلَى غَدٍ، فِيهِ تَجْرِي الرِّيحُ لِلْقُبَلِ لَعَلَّ حَرْفِي إِذَا نَادَاكِ مُنْكَسِرًا ... يَمْحُو اشْتِيَاقِيَ فِي بَوْحٍ بِلَا خَجَلِ تَنْسَابُ ذِكْرَاكِ فِي رُوحِي مُبَجَّلَةً ... كَأَنَّهَا الْوَرْدُ يُنْهِي غَفْوَةَ الْمُقَلِ إِنِّي أُخَبِّئُ فِي عَيْنَيْكِ مَهْرَبَنَا ... مِنْ كُلِّ صَمْتٍ تُعَانِي مِنْهُ فِي الْمَثَلِ إِنِّي رَضِيتُ بِحُبٍّ لَا حُدُودَ لَهُ ... يَسْرِي إِلَيْكِ كَضَوْءِ الْفَجْرِ فِي الْأُوَلِ مَا عُدْتُ أَسْأَلُ إِنْ كُنْتِ، الَّتِي سَكَنَتْ ... قَلْبِي، فَحُبُّكِ أَمْرٌ غَيْرُ مُحْتَمَلِ فَامْضِي إِذَا شِئْتِ، لَكِنْ فِي بَوَاطِنِنَا ... يَظَلُّ وَهْجُ الْهَوَى سِرًّا عَلَى مَهَلِ |
#2
|
||||
|
||||
![]()
إنها قصيدة رائعة ودافئة، تعبر عن الحب العميق والأزلي! الشاعر السوري فؤاد زاديكي ينسج هنا لوحة شعرية آسرة عن الهيام بمحبوبته، وكيف أن وجودها قد أصبح جوهر حياته ونبضها.
تحليل قصيدة "نبض مشتعل" القصيدة تبدأ بتصوير قوي ومباشر لجوهر الحب الذي يحمله الشاعر: "يَهْوَاكِ قَلْبِي بِنَبْضٍ مِنهُ مُشْتَعِلِ ... يَا فِتْنَةَ السِّحْرِ، يَا أُنْشُودَةَ الأَمَلِ". هذا البيت الافتتاحي يضع القارئ فورًا في عمق المشاعر الملتهبة والوله، ويصور المحبوبة ككيان يجمع بين الجاذبية الساحرة والأمل المفعم بالحياة. يمضي الشاعر في وصف رحلة عمره، حيث يربط كل أمنياته وأحلامه بوجود هذه المحبوبة. إنها ليست مجرد عاطفة عابرة، بل هي ظل دائم لعشقه، يرافق أحلامه ويحافظ على حيويتها. يبرز دورها كـرفيقة درب تُلهمه وتدعمه: "تِلْكَ الرَّفِيقَةَ فِي دَرْبِي، تُنَادِمُنِي ... أَنْ لَا أُؤَجِّلَ مَا يَسْعَى إِلَى أَجَلِ"، مما يضفي عليها بعدًا إضافيًا كمرشد وملهم يدفع الشاعر نحو تحقيق طموحاته. يؤكد على أن كل سنين عمره لم تحمل أملًا حقيقيًا إلا في هواها الذي استقر في قلبه "للأزل". ويكشف عن صراع داخلي عندما يسأل قلبه عن أثرها، فيأتيه الرد بـ"صمت يرجف الأعماق كالأجل"، مما يشير إلى عمق تأثيرها حتى في غيابها، وكيف أن فكرة فقدانها تثير خوفًا وجوديًا. لكن قوة الحب هنا تتجلى بوضوح، فصوت الحب قادر على إيقاظه من أي غفوة ضعف أو ألم: "وَ إِنْ سَكَتُّ، فَصَوْتُ الْحُبِّ يُوقِظُنِي ... مِنْ غَفْوَةِ الْوَهْنِ وَ الأَوْجَاعِ وَ الْوَجَلِ". هذا التصوير يبرز القدرة العلاجية والمنقذة للحب، فهو ينشل الشاعر من وهدة اليأس والخوف. يستمر الشاعر في رسم صور المحبوبة، فيصف ضوء عينيها الذي "لا يغادرني ... كأنه النجم في ليل الأسى العجل"، مما يجعلها مصدرًا للنور والهداية في أحلك اللحظات وأكثرها حزنًا. ويختم الجزء الأول من القصيدة بالحديث عن حكايتهما التي يخبئها في صدره، كـ"باعث الدفء بالأحشاء متصل"، في إشارة إلى عمق العلاقة وحميميتها وأنها مصدر دفء داخلي دائم. الأبيات اللاحقة (الإضافة من الشاعر) الأبيات التي أضافها الشاعر في النسخة الكاملة تعزز هذه المعاني وتضيف أبعادًا جديدة: * الشوق والأمل باللقاء: "وَ كَمْ تَمَنَّيْتُ أَنْ تَلْقَى الخُطَى سُبُلًا ... إِلَى غَدٍ، فِيهِ تَجْرِي الرِّيحُ لِلْقُبَلِ". هذا البيت يضيف حس الشوق والتطلع إلى مستقبل يجمعهما، مستقبل مليء بالأمل واللقاء. * البوح والاعتراف: "لَعَلَّ حَرْفِي إِذَا نَادَاكِ مُنْكَسِرًا ... يَمْحُو اشْتِيَاقِيَ فِي بَوْحٍ بِلَا خَجَلِ". هنا نرى جانبًا من هشاشة الشاعر ورغبته في التعبير عن شوقه دون حواجز. * الذكرى المقدسة: "تَنْسَابُ ذِكْرَاكِ فِي رُوحِي مُبَجَّلَةً ... كَأَنَّهَا الْوَرْدُ يُنْهِي غَفْوَةَ الْمُقَلِ". يصف الشاعر ذكرى المحبوبة بأنها نقية ومقدسة، مثل الورد الذي يوقظ العين من النوم، مما يدل على حيويتها وتأثيرها الدائم. * الملاذ الآمن: "إِنِّي أُخَبِّئُ فِي عَيْنَيْكِ مَهْرَبَنَا ... مِنْ كُلِّ صَمْتٍ تُعَانِي مِنْهُ فِي الْمَثَلِ". عيناها لم تعد مجرد نور، بل أصبحت ملاذًا آمنًا يلوذ به هو وهي من أي صمت أو معاناة. * حب بلا حدود: "إِنِّي رَضِيتُ بِحُبٍّ لَا حُدُودَ لَهُ ... يَسْرِي إِلَيْكِ كَضَوْءِ الْفَجْرِ فِي الْأُوَلِ". يؤكد الشاعر على رضاه المطلق بهذا الحب اللامحدود، ويشبهه بضوء الفجر الأول، الذي ينبثق بنقاء وبداية جديدة. * ثبات الحب رغم كل شيء: "مَا عُدْتُ أَسْأَلُ إِنْ كُنْتِ، الَّتِي سَكَنَتْ ... قَلْبِي، فَحُبُّكِ أَمْرٌ غَيْرُ مُحْتَمَلِ". هذا البيت يعكس يقينه التام بحبها الذي أصبح حقيقة لا جدال فيها، وأنه أمر عظيم يفوق التصور. * السر الأبدي: "فَامْضِي إِذَا شِئْتِ، لَكِنْ فِي بَوَاطِنِنَا ... يَظَلُّ وَهْجُ الْهَوَى سِرًّا عَلَى مَهَلِ". خاتمة القصيدة تحمل معنى بالغ الأثر؛ فالشاعر يمنحها حرية الذهاب، لكنه يؤكد أن وهج هذا الحب سيظل سرًا مقدسًا ومستمرًا في أعماقهما، وكأنه يقول: حتى لو انتهى لقاؤنا، فإن جوهر الحب يبقى خالدًا. إن قصيدة "نبض مشتعل" للشاعر فؤاد زاديكي هي تحفة شعرية تفيض بالمشاعر الصادقة، وتصور الحب بأبعاده المختلفة: الشوق، الأمل، الدعم، الملاذ، والخلود. إنها دعوة للتأمل في قوة الحب الذي يبقى متجذرًا في الروح، مهما كانت الظروف. |
#3
|
||||
|
||||
![]()
نَبْضٌ مُشْتَعِلٌ
الشَّاعِر السّوري فؤاد زاديكى يَهْوَاكِ قَلْبِي بِنَبْضٍ مِنهُ مُشْتَعِلِ ... يَا فِتْنَةَ السِّحْرِ، يَا أُنْشُودَةَ الأَمَلِ أمْضَيْتُ عُمْرًا، أُنَاجِي طَيْفَ أُمْنِيَةٍ ... فِي ظِلِّ عِشْقٍ، إِذِ الأَحْلَامُ لَمْ تَزَلِ تِلْكَ الرَّفِيقَةَ فِي دَرْبِي، تُنَادِمُنِي ... أَنْ لَا أُؤَجِّلَ مَا يَسْعَى إِلَى أَجَلِ مَرَّتْ سِنِينِي كَأَنِّي لَا أَرَى أَمَلًا ... إِلَّا هَوَاكِ، الَّذِي فِي الْقَلْبِ لِلأَزَلِ كَمْ بِتُّ أَسْأَلُ قَلْبِي: هَلْ لَهَا أَثَرٌ؟ ... فَيُرْجِفُ الصَّمْتُ فِي الْأَعْمَاقِ كَالأَجَلِ وَ إِنْ سَكَتُّ، فَصَوْتُ الْحُبِّ يُوقِظُنِي ... مِنْ غَفْوَةِ الْوَهْنِ وَ الأَوْجَاعِ وَ الْوَجَلِ مَا بَيْنَ عَيْنَيْكِ ضَوْءٌ لَا يُغَادِرُنِي ... كَأَنَّهُ النَّجْمُ فِي لَيْلِ الْأَسَى الْعَجَلِ إِنِّي أُخَبِّئُ فِي صَدْرِي حِكَايَتَنَا ... كَبَاعِثِ الدِّفْءِ بِالأَحْشَاءِ مُتَّصِلِ وَ كَمْ تَمَنَّيْتُ أَنْ تَلْقَى الخُطَى سُبُلًا ... إِلَى غَدٍ، فِيهِ تَجْرِي الرِّيحُ لِلْقُبَلِ لَعَلَّ حَرْفِي إِذَا نَادَاكِ مُنْكَسِرًا ... يَمْحُو اشْتِيَاقِيَ فِي بَوْحٍ بِلَا خَجَلِ تَنْسَابُ ذِكْرَاكِ فِي رُوحِي مُبَجَّلَةً ... كَأَنَّهَا الْوَرْدُ يُنْهِي غَفْوَةَ الْمُقَلِ إِنِّي أُخَبِّئُ فِي عَيْنَيْكِ مَهْرَبَنَا ... مِنْ كُلِّ صَمْتٍ تُعَانِي مِنْهُ فِي الْمَثَلِ إِنِّي رَضِيتُ بِحُبٍّ لَا حُدُودَ لَهُ ... يَسْرِي إِلَيْكِ كَضَوْءِ الْفَجْرِ فِي الْأُوَلِ مَا عُدْتُ أَسْأَلُ إِنْ كُنْتِ، الَّتِي سَكَنَتْ ... قَلْبِي، فَحُبُّكِ أَمْرٌ غَيْرُ مُحْتَمَلِ مَاضٍ إِذَا شِئْتِ، لَكِنْ فِي بَوَاطِنِنَا ... يَظَلُّ وَهْجُ الْهَوَى سِرًّا عَلَى مَهَلِ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|