💖 نَشْوَةُ الْأُنْثَى الْفَرِيدَةِ بقلم: فؤاد زاديكى لِقَلْبِي حِكَايَةٌ لَا يَفْه
💖 نَشْوَةُ الْأُنْثَى الْفَرِيدَةِ
بقلم: فؤاد زاديكى
لِقَلْبِي حِكَايَةٌ لَا يَفْهَمُهَا إِلَّا مَنْ غَاصَ فِي بَحْرِ الْعِشْقِ الْعَمِيقِ. كَانَتْ حَيَاتِي خَالِيَةً، جَدْبَاءَ تُوَرِّثُ الْأَحْزَانَ، إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ هَذِهِ الْأُنْثَى الْمُمَيَّزَةُ. لَقَدْ تَوَّجَتْ عَرْشَ فُؤَادِي، فَصَارَتْ بِهَا كُلُّ لَحْظَةٍ مُتْعَةً غَامِرَةً وَ سَعَادَةً عُظْمَى. هِيَ الْفِتْنَةُ، الَّتِي تُحَوِّلُ اللَّيْلَ إِلَى أَلْحَانِ قُبَلٍ دَافِئَةٍ، وَ الصُّبْحَ إِلَى عِطْرٍ يَفُوحُ أَيْنَمَا حَلَّتْ.
هَذِهِ الْحَبِيبَةُ لَيْسَتْ كَأَيِّ امْرَأَةٍ أُخْرَى، إِنَّهَا فَرْدٌ بِجَمَالِهَا وَ رُوحِهَا، قَدْ أُسْبِغَ عَلَيْهَا طُهْرُ الْبَيَانِ وَ صِدْقُ الْعَاطِفَةِ. إِنَّهَا تَفْهَمُ لُغَةَ الْعِشْقِ دُونَ حَاجَةٍ إِلَى الْكَلِمَاتِ، وَ تَعْرِفُ شَعَائِرَهُ خَيْرَ مَعْرِفَةٍ، فَتُؤَدِّيهَا بِكُلِّ صِدْقٍ وَ تَفَانٍ يَتَجَاوَزُ مَا يُكِنُّهُ الْقَلْبُ. قَدْ بَادَلَتْنِي الْوِدَّ، وَ احْتَضَنَتْ رُوحِي بِكُلِّ مَا فِيهَا مِنْ حَنَانٍ، فَأَلْقَتْ عَلَى حَيَاتِي عَبِيرَ الْجَنَّةِ. تَعِيشُ فِي حُضْنِي بِسَكِينَةٍ، تَنْثُرُ عَلَى أَيَّامِي الْبَهْجَةَ وَ الْحُبَّ، فَمَا عُدْتُ أَشْكُو ظَمَأً بَعْدَ أَنْ أَرْوَتْ رُوحِي.
هِيَ الْمُعَلِّمَةُ الْأُولَى فِي مَدْرَسَةِ الْهَوَى، بِيَدَيْهَا سَقَتْنِي مِنْ خَمْرِ الشَّوْقِ الْعَذْبِ. لَقَدْ عَلَّمَتْنِي فُنُونَ الْغَرَامِ، وَ كَيْفَ أُبْحِرُ فِي عَالَمِهِ الْوَاسِعِ، وَ كَيْفَ أَفْهَمُ ضُرُوبَهُ، الَّتِي لَمْ أَكُنْ لِأَعْرِفَهَا حَتَّى فِي الْأَحْلَامِ. بِفَضْلِهَا، انْفَتَحَتْ عَيْنَايَ عَلَى عَوَالِمَ لَمْ أُدْرِكْ وُجُودَهَا مِنْ قَبْلُ، فَصَارَ قَلْبِي يَشْدُو بِأَعْذَبِ الْأَشْعَارِ، الَّتِي مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُكْتَمَلَ لَوْلَاهَا. مِنْ أَجْلِهَا، تَدَفَّقَ الشِّعْرُ مِنْ رُوحِي بِبَلَاغَةٍ وَ جَمَالٍ، فَأَبْدَعْتُ فِي وَصْفِ الْحُبِّ وَ بَيَانِهِ، وَ صَارَ قَلَمِي يَنْطِقُ بِهَا حِسًّا عَمِيقًا، وَ يَتَرَجَّمُ كُلَّ شَوْقٍ إِلَى كَلِمَاتٍ تُعَزَفُ كَالْأَلْحَانِ. إِنَّهَا وَحْيِيَ وَ مُلْهِمَتِي الدَّائِمَةُ، وَ لِأَجْلِهَا يَزْدَادُ الشَّوْقُ تَوَقُّدًا فِي قَلْبٍ لَا يَمْلِكُ إِلَّا أَنْ يَسْكُنَ فِيهَا.
__________________
fouad.hanna@online.de
|