![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() قصيدة "أمّةُ الجهل" للشاعر السوري فؤاد زاديكي تبرز مشاعر العجز و الضياع التي تعيشها أمةٌ غرقت في جهلها، و تصوّر حالتها النفسية و التاريخية بشكل مؤثر من خلال صور شعرية قوية. فيما يلي تحليل للأبيات و توضيح للصور الحركية و السمعية و البصرية، و كذلك المحسنات البلاغية و التشبيه و الاستعارة:
1. الصور الحركية: "أمّةٌ مَغرُوسَةٌ في وَحْلِهَا": الصورة الحركية في هذه العبارة تشير إلى حركة غرق الأمة في وحل الجهل، مما يوحي بحالة من الاستقرار السلبي في الوضع الذي هي فيه. "ثمّ سَارَتْ في تَهَادِي مَهْلِهَا": تظهر هذه الصورة الحركية حركة بطيئة و متهالكة للأمة، و كأنها تسير في طريقها بحذر شديد دون أي تقدم. "جَرَّهَا وَهْمٌ لِمَنْحَى ظِلَّهَا": هذه صورة حركية تُظهر الأمة و هي تُجَرّ إلى مكان خاطئ بسبب الأوهام التي تسيطر عليها. 2. الصور السمعية: على الرغم من أنّ الصور السمعية في القصيدة قليلة، إلا أن هناك تلميحات إلى الصوت الكامن وراء الاضطراب النفسي، مثل الإشارة إلى الجهل و العزلة عن العلم. 3. الصور البصرية: "أمّةٌ مَغرُوسَةٌ في وَحْلِهَا": هذا وصف بصري يظهر الأمة التي تغرق في وحل الجهل، و هذا يجعلنا نتخيل مشهداً قبيحاً، يعكس حالة الغرق في الضياع. "إنَّها غَاراتُ أوهامٍ سَطَتْ": صورة بصرية أخرى تظهر الأوهام التي تهاجم الأمة و تسيطر عليها بشكل غير ملموس. "لا تَرَى فَجْرًا لَيَالِي سَهْلِهَا": صورة بصرية تعكس الظلام و الانغلاق، و تُظهر أن الأمة تعيش في فترة من اللامبالاة، حيث لا ترى النور أو الأمل. 4. المحسنات البلاغية: التكرار: تكرار لفظ "وهم" في القصيدة يعزز من فكرة الضياع الذي تعيشه الأمة. كما يتكرر في العديد من الأبيات كلمات مثل "لا تَرَى" و "لا تَرَى" مما يعكس حالة الانغلاق و الجمود الذهني. التضاد: يظهر التضاد بشكل واضح في الأبيات، مثل: "لَيسَ مِنْ بَعْدٍ و لَا مِنْ قَبْلِهَا": هذا التضاد بين الماضي و المستقبل يعكس الجمود و التوقف العقلي للأمة. "لا تَرَى فَجْرًا لَيَالِي سَهْلِهَا": التناقض بين الليل و الفجر، حيث لا يوجد أمل في طلوع الفجر. الجناس: مثل جناس "مَرَامِي أصْلِهَا" و**"رُؤيَةٍ"**، حيث تعزز هذه التراكيب البلاغية المعنى و تضفي موسيقى خاصة على الأبيات. السجع: في العديد من الأبيات مثل: "إنَّهَا غَاراتُ أوهَامٍ سَطَتْ"، يساهم السجع في تعزيز الإيقاع و الرسالة. 5. التشبيه: "غَيرَ أنّ النَّفسَ فِي تِيْهِ الهَوَى": يقارن الشاعر النفس البشرية في حالة من الضياع بالتائه الذي لا يعرف أين يتجه، مما يعكس حالة الانفصال عن الحقيقة و المعرفة. "لَازَمَتْ كُرْهًا بِمَهْوَى غِلِّهَا": هذه مقارنة توضح ارتباط النفس بكرهها، مثلما يرتبط الشخص بالمكان المظلم الذي يعكر صفوه. 6. الاستعارة: "أمّةٌ مَغرُوسَةٌ في وَحْلِهَا": هنا، يتم استعارة "الغرس" لتصوير الأمة و كأنها عميقة في الجهل، و هو تعبير عن التورط العميق في هذه الحالة. "قد بَنَتْ أوهَامَهَا فِي رُؤيَةٍ": استعارة تُصور الأوهام كأنّها بناء مادّي، مما يشير إلى كيف تُبنى الأكاذيب أو الخرافات في عقل الأمة. "سَارَتْ في تَهَادِي مَهْلِهَا": الاستعارة في كلمة "تهادي" تعكس الانزلاق البطيء و المتسارع نحو الجهل. 7. الكتابة: النص مكتوب بلغة معبرة قوية تنمّ عن حالة من الغضب والشعور باليأس، مما يعكس الشاعر في حالة نفسية مضطربة تتعلق بمصير الأمة. 8. الرسالة: الرسالة المركزية للقصيدة هي التحذير من تأثير الجهل و الأوهام على الأفراد و المجتمعات. الشاعر يوجّه نقدًا لاذعًا للأمة التي ابتعدت عن العلم و ركنت إلى الخرافات و الأوهام، ممّا جعلها غارقة في وحلها، عاجزة عن التقدم أو الفهم الصحيح لواقعها. 9. التوجيه الزمني: الشاعر يتحدث عن الأمة في الحاضر و المستقبل، و يحاول أن يُظهر كيف أن حالة الجهل قد أوقعت الأمة في مأزق يصعب الخروج منه. 10. الختام: في النهاية، يُظهر الشاعر أن الأمة قد تاهت في الجهل، و لم يعد لها من فجر أو أمل. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-12-2024 الساعة 11:30 PM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|