مشاركتي على برنامج بوح الخواطر في مجلة أسرة القلم للثقافة و الأدب تقديم الأديبة إنصاف ابو ترابي بإشراف الدكتور عدنان الطيبي و الدكتورة مها يوسف نصر. عنوان الفقرة هو المرأة في المجتمع الذكوري
المرأة في المجتمعات الذكورية
بقلم: فؤاد زاديكى
تعيشُ المرأةُ في كثيرٍ من المجتمعاتِ الشرقيُةِ المتخلّفةِ تحتَ وطأةِ الفكرِ الذّكوريِّ، الذي يُقلِّلُ من قيمتها و يَحُدُّ من حقوقِها. هذا الفكرُ يجعلُ الرجلَ هو السيدَ المُطلَقَ في الأسرةِ و المجتمعِ، و يُفرَضُ على المرأةِ أنْ تَكونَ تابعًا له، سواءً كانت أمًّا، أختًا، زوجةً، أو حبيبةً. تُحرَمُ المرأةُ من حقوقٍ أساسيةٍ مثلَ التّعليمِ، العملِ، و حرّيةِ اتخاذِ القرارِ في حياتِها الخاصّةِ، و كثيرًا ما تُقابلُ بالتّمييزِ و العنفِ الجسديِّ و النّفسيِّ.
إنَّ إنصافَ المرأةِ يتطلَّبُ ثورةً فكريةً و اجتماعيةً تَبدأُ بتغييرِ المفاهيمِ و التّصوراتِ الخاطئةِ حولَ دورِ المرأةِ ومكانتها، و كذلك إدخالَ تعديلاتٍ أساسيّةٍ جوهريّةٍ و عادلةٍ على قوانينِ الأحوالِ الشّخصيّة الحاليّةِ، فهيَ بمعظمِها تَصُبُّ في خَانةِ الرّجُلِ الذّكَرِ
يجبُ أوّلًا إقرارُ حقِّها الكاملِ في التّعليمِ، إذ إنَّ التعليمَ هو المدخلُ الأساسُ لتحريرِ عقلِ المرأةِ و إكسابِها القوّةَ لمواجهةِ الظلمِ. كما ينبغي أن يكونَ لها الحقُّ في العملِ و الاعتمادِ على نفسها، ممّا يُسهِمُ في تحرُّرِها الاقتصاديِّ و استقلالِها الماديِّ.
إضافةً إلى ذلك، يجبُ تفعيلُ القوانينِ، التي تُجرِّمُ العنفَ ضدَّ المرأةِ و تَحمي حقوقَها. إنَّ التربيةَ السّليمةَ، التي تُعلِّمُ الأجيالَ الجديدةَ احترامَ المرأةِ و تقديرَ دورِها كأمٍّ، و أختٍ، و زوجةٍ، و حبيبةٍ هي أيضًا عاملٌ حاسمٌ في التغييرِ. إنَّ المرأةَ هي ركنٌ أساسيٌّ في بناءِ المجتمعِ، و لا يُمكنُ لأيِّ مجتمعٍ أن يتقدَّمَ دونَ أن يُنصفَ نصفَه الآخرَ و يُعطيهِ حقوقَهُ كاملةً.
بِالنّتِيجَةِ، فإنَّ رفعَ الظّلمِ عن المرأةِ في المُجتمعَاتِ الذُّكوريّةِ يتطلَّبُ وعيًا جماعيًّا و تكاتُفًا مِنْ الرّجالِ و النّساءِ معًا لتحقيقِ العدالةِ و المساواةِ، لأنَّ إنصافَ المرأةِ ليس فقط قضيّةَ المرأةِ، بل قضيّةَ الإنسانيّةِ كلِّها.
المانيا في ٢٢ اوكتوبر ٢٤