قرار الشيوخ الأميركي بشان أقليات العراق .... توقيته مستغَرب ومضمونه محط انتقاد,,
قرار الشيوخ الأميركي بشان أقليات العراق .... توقيته مستغَرب ومضمونه محط انتقاد
وجدان ميخائيل : الاعتداءات التي تحدث ضد الايزيديين والمسيحيين والصابئة لا يمكن أن تسمى انتهاكات دينية
يونادم كنا: لا وجود لصراعات دينية في العراق، لأن أغلب الصراعات هي سياسية
أمين فرحان ججو يرجح ان يكون قرار الكونغرس الامريكي هو بداية لنشر قوات دولية في نينوى لتمركز معظم الأقليات فيها
اعتبر ساسة عراقيون قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي طالب بحماية الأقليات الدينية والعرقية في العراق الخميس الماضي، تدخلا في الشأن العراقي، فيما عبر ممثلون للأقليات العراقية عن استغرابهم من تزامن القرار مع قرب انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وخشيتهم من أن ينعكس سلبا على حقوقهم، لكن آخرون توقعوا أن يكون هذا القرار بداية لنشر قوات دولية لحماية الأقليات وخاصة في نينوى.وكان مجلس الشيوخ الأمريكي صادق في 12 آب على قرار خاص بأحوال الأقليات الدينية والعرقية العراقية، الذي وضعه مجموعة من المشرعين الأمريكيين المناصرين لحقوق الإنسان والمدافعين عن الأقليات الدينية والعرقية، برئاسة السناتور كارل ليفين.الحكومة العراقية أتاحت الفرصة لمجلس الشيوخ للتدخل بشأنناويقول رئيس تجمع الشبك حنين القدو إن "الحكومة العراقية هي التي أعطت مبررا لمجلس الشيوخ الأمريكي للتدخل بالشأن العراقي، لعدم اتخاذها إجراءات عملية لحماية الأقليات في العراق، التي يعاني بعضها من وضع مأساوي في بعض محافظات العراق كنينوى".ويضيف القدو في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الأقليات تعرضت إلى عمليات اضطهاد من قبل بعض الأحزاب المؤثرة في العملية السياسية وبعض الجماعات المسلحة، وعلى الحكومة وضع إجراءات كفيلة بحمايتهم قبل تدخل الدول الأخرى"، لافتا إلى أن "تعرض الايزيديين والشبك والصابئة والمسيحيين إلى الاضطهاد أعطى المبرر للولايات المتحدة للتدخل بالشأن العراقي".ويرى رئيس تجمع الشبك أن "اتخاذ الولايات المتحدة لهذا القرار جاء لتخوفها من أن تتكرر سيناريوهات عنف أخرى ضد المسيحيين والأقليات الأخرى في نينوى"، داعيا الحكومة إلى "توفير الأمان لمكونات الشعب العراقي"، وفقا لتعبيره .ويعرب القرار 322 الصادر عن مجلس الشيوخ الأميركي في الـ12 من آب عن قلق المجلس تجاه ما تعرضت وتتعرض له العديد من أطياف الشعب العراقي من مضايقات وأعمال عنف، ويناشد الإدارة الأمريكية تقديم العون للعراق، حكومة وشعبا، من أجل حماية الأقليات الدينية والعرقية.كما دعا القرار إلى ضرورة أن تحث الإدارة الأميركية، وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" الحكومة العراقية على تعزيز الأمن في أماكن العبادة في العراق، والعمل مع مجتمعات الأقليات وممثليهم لوضع التدابير اللازمة لتنفيذ المادة 125 من الدستور العراقي الذي يضمن الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة.من جهته، يتفق ممثل الايزيدية في البرلمان أمين فرحان ججو، مع رأي القدو، مبديا استغرابه من إصدار مجلس الشيوخ الأمريكي مثل هذا القرار في الوقت الذي لم تبدي فيه الولايات المتحدة أي جهود لحماية هذه الأقليات أثناء وجودها بالعراق.ويتابع ججو في حديث لـ"السومرية نيوز"، قائلا "ورغم أن القرار الصادر من مجلس الشيوخ الأمريكي يعتبر قرارا ايجابيا إلا أن الولايات المتحدة لم تبدي أي إجراء لحماية الأقليات بالعراق وتركت الباب مفتوحا على مصراعيه للمليشيات لاستهدافهم"، مرجحا أن يكون هذا
.ويعتقد ممثل الايزيدية في البرلمان أن "هذا القرار هو مجرد ذر للرماد في العيون، لأن وضع الأقليات بالعراق مرتبط بما ستتخذه الحكومة الجديدة والبرلمان من إجراءات لحمايتهم وضمان حقوقهم"، معربا عن "تخوفه من مستقبل الأقليات في العراق".والإيزيدية هم بقايا ديانة شرقية قديمة مازالت تحتفظ ببعض عقائد وعادات شعوب حضارات وادي الرافدين الموغلة في القدم، وهي ديانة غير تبشيرية تمارس طقوسها باللغة الكردية، ويصل عدد أتباعها إلى أكثر من نصف مليون نسمة بحسب إحصاءات غير رسمية، ويسكن معظمهم في محافظتي دهوك والموصل، ويعتبر معبد لالش الذي يقع في منطقة شيخان، نحو 450 كم شمال بغداد، المركز الديني المقدس لأتباع هذه الديانة.وكان ممثل الأمم المتحدة في العراق آد ملكرت أعرب في تقرير عرضه في الرابع من الشهر الجاري في جلسة الأمم المتحدة بنيويورك الأمم المتحدة، وتسلمت "السومرية نيوز" نسخة منه عن قلقه من تردي حالة حقوق الإنسان في العراق، وأشار فيه إلى أن "شهر أيار المنصرم شهد إصابة قرابة 100 طالب مسيحي، أثناء ذهابهم بالحافلات إلى جامعة الموصل".بدوره، يعرب ممثل المسيحيين في مجلس النواب يونادم كنا عن تخوفه من أن يتضمن هذا القرار جوانب سلبية وليس ايجابية، بالنظر إلى أن هذا الموضوع هو شأن داخلي عراقي.ويؤكد كنا في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "لا وجود لصراعات دينية في العراق، لأن أغلب الصراعات هي سياسية"، مرجحا أن "يرجع إصدار القرار إلى تخوف مجلس الشيوخ من أن تزيد الانتهاكات بحق المسيحيين بعد الانسحاب الأميركي".وكانت وزيرة حقوق الإنسان العراقية وجدان ميخائيل أكدت في حديث لـ"السومرية نيوز"، مطلع الشهر الماضي، أن الانتهاكات التي تتعرض لها الأقليات الدينية في العراق تحمل أهدافا سياسية بحتة تهدف إلى إخلاء العراق من الأقليات المهمة في المجتمع العراقي، مؤكدة في الوقت نفسه وجود أجندات داخلية وخارجية تهدف إلى تغيير الأوضاع السكانية في العراق، لأن الاعتداءات التي تحدث ضد الايزيديين والمسيحيين والصابئة لا يمكن أن تسمى انتهاكات دينية لأن الشعب العراقي بأكمله مستهدف".وينفي ممثل المسيحيين في مجلس النواب أن "يكون هناك أي دور للمسيحيين في العراق بإصدار مثل هذا القرار"، حسب تعبيره.ويشكل المسيحيون نحو 3.1 بالمائة من سكان العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم حينها 149 ألف نسمة، في حين بلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حرب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجر الكثير منهم إلى الخارج بعد عام 2003 بسبب ما تعرضوا له من عمليات قتل وتهجير ومضايقات، في أغلب الأماكن التي يتواجدون فيها داخل العراق.وفي الوقت الذي كان فيه رأي الأقليات في العراق بهذا القرار حذرا، اعتبر عضو في القائمة العراقية أن هذا القرار يعد تدخلا بالشأن العراقي.ويشدد عضو القائمة العراقية صلاح الجبوري على أن "تصريحات الولايات المتحدة بشان حماية الأقليات هي مجرد تصريحات إعلامية وليست جدية، لأن الحرب على الأقليات من قبل المليشيات انتهت"، وفقا لقوله.ويعتبر الجبوري في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "العراقيين يفكرون بأقلياتهم قبل تفكير مجلس الشيوخ بهم"، مشيرا إلى أن الدستور العراقي فيه "الكثير من الثغرات، ولو كان دستورا جيدا فلا خوف على حقوق الأقليات في العراق".ويواصل بقوله إن "الولايات المتحدة تهدف من خلال هذا القرار، لتحقيق غايات إعلامية، بهدف إظهار نفسها للعالم وكأنها مهتمة بالأقليات العراقية"، على حد قوله. فيما ينتقد عضو ائتلاف دولة القانون حيدر الجوراني، تدخل الولايات المتحدة بهذا الشأن لأن موضوع حماية الأقليات بالعراق هو شأن داخلي عراقي.ويلفت الجوراني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إلى أن "الحكومة العراقية حريصة على حماية أقليات العراق وإعطائها جميع حقوقها رغم وجود بعض الهفوات"، مبينا أن "الانتهاكات التي عانت منها هذه الأقليات جاءت بسبب تدخل دول الجوار".ويعرب عضو ائتلاف دولة القانون عن "تخوفه على مستقبل هذه المكونات في العراق مع استمرار وجود هذه التدخلات الخارجية"، بحسب تعبيره. يذكر أن اللجنة الحكومية الأمريكية المعنية بالحريات الدينية في العالم حذرت في تقرير لها أصدرته خلال الفصل الأول من العام الحالي 2010 من تراجع الحريات الدينية في جميع أنحاء العالم وأصدرت قائمة بأسماء ثلاث عشرة دولة في العالم، يحتل العراق من بينها المراكز الأولى في انتهاك حرية المعتقد الديني. وتتعرض الأقليات الدينية في العراق لاسيما المسيحيون إلى أعمال عنف مستمرة، أدت إلى هجرة آلاف الأسر المسيحية إلى خارج العراق خلال السنوات السبعة الماضية، وسجل آخر حادث بالنسبة لاستهداف المسيحيين في الثالث من أيار الماضي إذ شهدت مدينة الموصل انفجار عبوتين ناسفتين على حافلتين تقلان طلبة مسيحيين على جانب أحد الطرق بمنطقة كوك جلي شمال الموصل، ما أسفر عن إصابة قرابة 90 طالبا بجروح مختلفة، فضلا عن قتل مواطن مسيحي في كركوك خلال شهر حزيران الماضي، فيما تعرض الايزيديون خلال عامي 2007 و2008 إلى هجمات عنيفة استهدفت مناطقهم في محافظة نينوى أدت إلى مقتل وإصابة 1000 منهم، كما قتل عدد من الصابئة الذين يمتلكون محالات للصائغة في بغداد والبصرة خلال عامي2009 و 2010 والتي أكدت الشرطة العراقية أنها ليست لدوافع دينية بل لأسباب جنائية
نقلا عن السومرية نيوز
|