البيان الختامي للمؤتمر العام الحادي عشر للمنظمة الآثورية الديمقراطية
07/05/2008
سوريا ـ مطاكستا ـ ـ انعقد المؤتمر العام الحادي عشر للمنظمة الآثورية الديمقراطية في وقتٍ أضحت فيه منطقة الشرق الأوسط ساحة لتجاذبات ونزاعات إقليمية ودولية كبيرة أثقلت كاهل شعوبها، وضاعفت من حدة الاحتقان في العديد من دولها، التي تمر بحالٍ من التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حيث غياب الحريات، وانتهاك حقوق الإنسان، والتنكر لوجود وحقوق القوميات، وتغييب المجتمع المدني، وتنامي الفكر الديني والقومي المتطرف، وتدهور الأوضاع المعاشية. وانعكس هذا سلباً على شعوب المنطقة عموماً، وعلى شعبنا الآشوري (الكلداني السرياني) خصوصاً، لا سيما في العراق، حيث يواجه أخطاراً تمس وجوده وبقاءه في وطنه التاريخي، جرّاء الاستهداف المستمر لأبنائه وقياداته السياسية والروحية من قبل قوى التكفير الظلامي.
جاء انعقاد المؤتمر العام الحادي عشر للمنظمة الآثورية الديمقراطية في ختام مرحلة كانت سمتها الأبرز العلنية والانفتاح. وبالرغم من العقبات والعراقيل نجحت المنظمة في تفعيل حراكها السياسي، وبلورة رؤية واضحة لمطالبها وأهدافها وعبر نهجها السلمي الديمقراطي استطاعت ترسيخ دورها وحضورها على الصعيدين القومي والوطني. وقد أكد المؤتمر على الاستمرار في هذا النهج وتطويره بما يدفع نحو المزيد من الانفتاح والتحاور والتنسيق مع أحزابنا ومؤسساتنا القومية، وتعميق التواصل مع أبناء شعبنا بهدف تفعيل أطر وآليات العمل القومي المشترك، من أجل الارتقاء بقضيتنا القومية، وضمان الاعتراف الدستوري بشعبنا الآشوري (السرياني الكلداني) كشعب أصيل.
كما حثّ على استمرار الانفتاح على شركائنا في الوطن وبناء أوثق العلاقات معهم بما يعزز قيم العيش المشترك، والشراكة الحقيقية، وحض على المزيد من التفاعل مع القضايا الوطنية، والانخراط في الشأن العام مع كافة القوى الوطنية المؤمنة بقضية التحول الديمقراطي السلمي التدرجي وصولاً إلى بناء نظام ديمقراطي علماني وبناء دولة القانون والمؤسسات.
إن رسوخ النهج الديمقراطي في حياة المنظمة الآثورية الديمقراطية، كان عاملاً حاسماً في نجاح المؤتمر العام الحادي عشر، وتجلى ذلك في مستوى النقاشات والحوارات حيال مختلف القضايا والمحاور السياسية والفكرية والتنظيمية التي تدارسها المؤتمرون بروح عالية من المسؤولية. وأيضاً في القدرة على تجاوز الاشكالات المختلفة (التنظيمية) وفق روح ونصوص النظام الداخلي. وكذلك في التغيير الذي أفرزته انتخابات الهيئات القيادية، والذي وفّر فرصة الجمع بين الخبرة والشباب، وأتاح دخول المرأة الآثورية لأول مرة إلى القيادة في سابقة تاريخية تعكس مستوى وعمق الوعي والنضج الديمقراطي الذي بلغته المنظمة الآثورية الديمقراطية.
لا شك أن الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها شعبنا، والتحديات التي تواجهه، تفرض علينا مسؤوليات جمة، وتتطلب منا جميعاً عملاً دؤوباً وعطاءً مستمراً، وقدراً كبيراً من المرونة والتفاهم والانسجام بين هيئات المنظمة وفروعها. والاستفادة من كل الطاقات والخبرات المتاحة، والبناء على ما أنجز في المرحلة السابقة وتطويره، وصولاً إلى بناء حالة مؤسساتية تحكم عمل المنظمة وهيئاتها، تضمن استمرار تقدمها وتطورها بما يحقق أماني وتطلعات شعبنا المشروعة.
- أوائل آيار 2008 م 6758 آ
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي