عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-05-2022, 12:21 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,810
افتراضي لسنا أحرارَ فكرٍ شعر- فؤاد زاديكى

لسنا أحرارَ فكرٍ

شعر- فؤاد زاديكى

هَلِ الإنسانُ مَحكومٌ بأمرٍ ... بهذا الكونِ لا يحيا كَحُرِّ
عليهِ أنْ يُراعي أمرَ دينٍ ... وعاداتٍ وإفرازاتِ قَهْرِ؟
أجَلْ هذا الذي يبدو عليهِ ... وهذا واضِحٌ يأتي بِجَهْرِ
فَمهما حاولَ التّبريرَ شخصٌ ... وَنَفْيًا لم يَعُدْ هذا بِسِرِّ
لأنّ الحُكمَ مَفروضٌ علينا ... وزادوا طينةً جاءتْ بِعُسْرِ
إذِ الدّينُ الذي ليسَ اعتِراضٌ ... عليهِ مُمْسِكٌ فِعْلًا بِدَهْرِ
تَقاليدٌ وعاداتٌ تَليهِ ... على منوالِها الأحوالُ تَجرِي
فإنّ المُسْتَجِدَّ اليومَ وضعٌ ... مُضافٌ فوقَها يأتي بِقَسْرِ
رِجالُ الحُكمِ يختالونَ دومًا ... بِفَرْضِ الرّأيِ في عُسْرٍ وَيُسْرِ
أُضِيفَتْ هذه والقولُ حَقٌّ ... فكمْ مِنْ عِلَّةٍ صارتْ بِصَدْرِ
نُباهِي أنّنا أحرارُ رأيٍ ... وفِكرٍ بِادّعاءٍ مُسْتَمِرِّ
وهذا كلُّهُ مَحْضُ افتِرَاءٍ ... عبيدٌ ما بأحرارٍ وندرِي
كثيرًا ما يُريدُ البَعضُ مِنّا ... عُزُوفًا نحوَ صمتٍ صارَ يُغْرِي
فَكَشْفُ الواقِعِ المُؤذي جَميعًا ... لهُ رَدَّاتُ فِعْلٍ مِنْ مُضِرِّ
يَشاءُ الوضعَ يبقى في مكانٍ ... فلا تَغييرَ في نَهْجٍ وفِكْرِ
لهذا قلتُ قولِي لا أُبالِي ... بِمَنْ يَسعى إلى طعنٍ بِظَهْرِي
ومَنْ لا يقبلُ التغييرَ حَلًّا ... فهذا شأنُهُ. إنّي أُعَرِّي
سلوكَ المُدَّعي كِذْبًا بأنّا ... معَ التّعبيرِ في وَضْعٍ مُسِرِّ
مُنِعْنَا مِنْ ثَلاثٍ[1] مَانِعَاتٍ ... إذا سُقْنَاهَا قد نُمْنَى بِحَظْرِ.

[1] - الممنوعات الثلاث التي اعتادت عليها مجتمعاتنا العربيّة هي الكلام في الدّين والجنس والسّياسة, علمًا أنّ هذه الممنوعات المفترضة لم تكن على هذا النّحوِ من التّشديد في العهود والأزمنة القديمة بدليل وجود مئات الكتب الفاضحة التي تتحدث عن الجنس بصراحة ووضوح تامّ وكذلك في أمور الدّين حين كانت تقوم مجادلات بين أصحاب الديانات المختلفة وفي هذا المجال يحضرني قول الشعر أبو العلاء المعرّي:

في اللاذقيةِ ضَجّةٌ ما بينَ أحمدَ والــــمسيحْ
هذا بناقوسٍ يَدقُّ وذَا بمئذنةٍ يـَـــــــــــصيحْ
كلٌّ يُعَظِّم دينَهُ يا ليتَ شِعري ما الصّحيحْ


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس