Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-03-2010, 11:17 AM
نوري إيشوع مندو نوري إيشوع مندو غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 96
افتراضي خميس الأسرار

خميس الأسرار

" خميس الفصح _ غسل أرجل التلاميذ _ المسكة "
الشماس نوري إيشوع مندو
1_ خميس الفصح
القراءات الطقسية:
القراءة الأولى: الخروج 12 / 1 _ 20 وكلم الرب موسى وهارون في أرض . .
القراءة الثانية: 1 قورنتس 5 / 7 _ 8 طهروا أنفسكم من الخميرة القديمة . . .
+ 1 قورنتس 10 / 15 _ 17 أكلمكم كما أكلم قوماً عقلاء . .
+ 1 قورنتس 11 / 23 _ 34 فإني تسلمت من الرب ما . . .
القراءة الثالثة: متى 26 / 1 _ 5 ولما أتم يسوع هذا الكلام كله قال لتلاميذه . .
+ متى 26 / 14 _ 30 فذهب أحد الاثني عشر ذاك الذي . . .
خميس الفصح: تحتفل الكنيسة بعيد الفصح أي العبور بفرح. إنه عبور المسيح إلى الآب وعبور المسيحيين إليه. لقد وهب المسيح ذاته للكنيسة في فعل حب كامل. وأراد أن يستمر هذا العطاء بين تلاميذه. فاختار الخبز والخمر رمزاً لجسده المبذول من أجلهم. الخبز يرمز إلى تعب الإنسان ومعاناته في سبيل العيش الكريم. والخمر تشير إلى فرح الملكوت. والاثنان يعبران عن الحب العميق. ونحن إذ نشترك في هذا الفصح. إنما حتى نعيش نفس القدر من الحب، وبنفس المستوى من العلاقة. وفي هذا اليوم نستمع إلى كلمة الله تعلن لنا من خلال ثلاث قراءات هي: الأولى من سفر الخروج تحكي خبر فصح العبرانيين أي عبورهم من أرض مصرالعبودية إلى أرض الحرية. هذا الفصح الذي يحتفلون به كل عام في شهر نيسان، يشمل تناولحمل مذبوح وقوفاً مع خبز فطير. هذا لا يذكرهم بالماضي السحيق فحسب، بل يجعلهم يعيشونه في الحاضر الراهن، وفي فعل شكر عميق لله على كل ما صنعه، ولا يزال يصنعه من أجلهم. والثانية من رسالة بولس إلى أهل قورنتس تعطينا معلومات دقيقة حول احتفال المسيحيين الأولين بكسر الخبز، وعن القيمة الإيمانية التي كانوا يعلقونها على هذا الاحتفال. والثالثة من إنجيل متى تروي خبر احتفال يسوع بالفصح الجديد، أي العبور من ظلام الخطيئة إلى نور البنوة الإلهية.[1]
كان الفصح ليلة واحدة، ووجبة واحدة. ولكن عيد الفطير الذي كان يتصل به، كان يستمر أسبوعاً كاملاً. وكان اليهود يستبعدون كل خمير من منازلهم، إحياء لذكرى خروج أسلافهم من مثر، الذين لم يتسع الوقت أمامهم لتخمير العجين. وكل اسم يطلق على هذه الفريضة يكشف عن بعد مختلف من أبعادها، فهي عشاء الرب لأنها تذكرنا بالفصح الذي أكله الرب يسوع مع تلاميذه. وهي الأفخارستيا أي الشكر لأننا فيها نعبر عن شكرنا لله ولأجل عمل المسيح لأجلنا. وهي شركة لأننا من خلالها نشترك مع الله ومع المؤمنين الآخرين.
كان العهد القديم صورة للعهد الجديد، يشير إلى اليوم الذي سيكون فيه الرب يسوع الذبيحة الكاملة والنهائية عن الخطيئة. فعوضاً عن الحمل الذي بلا عيب على المذبح، ذبح حمل الله القدوس الكامل على الصليب، ذبيحة بلا خطيئة. حتى يمكن غفران خطايانا مرة واحدة وإلى الأبد.[2]
وردت كلمة الفصح للمرة الأولى في سفر الخروج ( 12/ 11 ) في إطار الخروج من مصر. لكن معناها الصحيح وأصلها لا يزالان مجهولين. ثم استعملت لتلخيص أحداث الخروج من مصر. وكان الفصح يحتفل به كل سنة في أثناء أحد الأعياد الطقسية الكبرى التي كان يُفرض على اليهود أن يحجوا فيها أورشليم. وكان هذا الاحتفال يتضمن عشاءً طقسياً يأكلون في أثنائه حمل الفصح.[3]
وكانوا يأكلون مع حمل الفصح خبز فطير، وهو الخبز الذي لم يختمر عجينه. ويرمز الفطير إلى عدم الفساد، أي إلى الطهارة والصفاء.[4]
والفصح كلمة عبرية تعني " العبور " وهو أول الأعياد السنوية، ويعرف أيضاً بعيد الفطير. أنشأ هذا العيد في مصر تذكاراً للحادث الذي بلغ فيه خلاص بني إسرائيل ذروته، حين ضرب الرب ليلاً كل بكر في مصر، وعبر عن بيوت بني إسرائيل المرشوشة بالدم، والمقيمون فيها واقفون وعصيهم في أيديهم في انتظار الخلاص الموعود. فكان المفروض أن تحفظ تلك الليلة للرب. وكان العيد يبدأ مساء الرابع عشر من شهر نيسان، أي بداية الخامس عشر منه. فكان يذبح خروف أو جدي بين العشاءين نحو غروب الشمس، ويشوى صحيحاً، ثم يؤكل مع فطير وأعشاب مرة. وكان الدم المسفوك يشير إلى التكفير. أما الأعشاب المرة فكانت ترمز إلى مرارة العبودية في مصر، والفطير إلى الطهارة إشارة إلى أن المشتركين في الفصح ينبذون كل خبث وشر، ويكونون في شركة مقدسة مع الرب. وكان جميع أفراد البيت يشتركون في أكل الفصح. وكان رأس العائلة أو المتقدم بينهم يتلو على الحضور تاريخ الفداء. وكان المشتركون في أكل الفصح في أول عهده يقفون، بينما في الأزمنة الأخيرة صاروا يتكئون، وقد أضافوا إلى فريضة الفصح فيما بعد الأمور التالية: أربع كؤوس خمر يديرها رأس العائلة بالتتابع ممزوجة بالماء، مع ترنيم المزمورين 113 و 118. وتقديم وعاء من الأثمار ممزوجة بالخل، لتذكيرهم بالطين الذي استعمله آباؤهم أثناء العبودية في مصر.
وكان عشاء الفصح أول وأهم شعائر العيد، وكان يستمر سبعة أيام حيث ينتهي في الحادي والعشرين من نيسان. وكان اليومان الأول والسابع من أيام العيد مقدستين كالسبت. وفي اليوم الثاني كان يؤتى بحزمة أول حصيد من الشعير، فيرددها الكاهن أمام الرب مدشناً أول الحصاد. وفي بيت العبادة كان يقدم في كل يوم من أيام الفصح ثوران وكبش وسبعة خراف محرقة، وتيس ذبيحة خطيئة للتكفير. وكل مدة الأيام السبعة كان الخبز يؤكل فطيراً، إشارة إلى الإخلاص والحق، وتذكاراً للسرعة التي هربوا بها من مصر.[5]
واليوم يجمع يسوع تلاميذه ليشركهم في شركة مع ربهم، حمل الله الحقيقي. هذا الفصح الجديد يشرك المؤمنين مع المسيح في موته وقيامته، اللذين حررهم من الخطيئة والموت.هنالك اتصال واضح بين العيدين، لكن الوضع تغير بالانتقال من العهد القديم إلى العهد الجديد بوساطة فصح يسوع.
وفي البداية اشترك يسوع في الفصح اليهودي، وهو يودّ لو كان أفضل، ولكنه في النهاية سيحتل مكانته وهو يقوم بإتمامه. ففي وقت الفصح ينطق يسوع ببعض الكلمات، ويقوم ببعض أفعال من شأنها تغير معنى الفصح قليلاً قليلاً. وهكذا يتوفر لدينا الآن فصح الابن الوحيد، الذي يتوقف عند قدس الأقداس، لأنه يعلم أن فيه سيكون هو عند أبيه. فصح الهيكل الجديد حيث يطهر يسوع المقدس المؤقت، ويعلن عن المقدس النهائي، أي جسده القائم من بين الأموات. وفصح الخبز الذي كثره والذي سيصير جسده المقدم ذبيحة.
وأخيراً وقبل كل شيء فصح الحمل الجديد، حيث يحل يسوع محل الضحية الفصحية، ويؤسس وليمة الفصح الجديدة، ويتمم خروجه الجديد، أي عبوره من هذا العالم الخاطيء إلى ملكوت الآب.
لقد فهم الإنجيليون تماماً مقاصد يسوع، وأوضحوها مع إيراد فوارق مختلفة. وتصف الأناجيل الإزائية[6] عشاء يسوع الأخير على أنه هو وجبة الفصح. لقد تناولوا العشاء داخل أسوار أورشليم، وقد رتب في إطار طقس يضمن فيما يتضمن تلاوة المزامير الفصحية. لكنه هو وجبة فصح جديد. فقد أقام يسوع سر الأفخارستيا على البركات الطقسية مضفاة على الخبز والخمر. فبينما يعطي جسده مأكلاً ودمه المسفوك مشرباً، يرسم موته بأنه ذبيحة الفصح، وبأنه هو حمله الجديد. أما يوحنا الإنجيلي فيفضل التأكيد على هذه الحقيقة، ويتضمن إنجيله إشارات كثيرة إلى يسوع الحمل، مع التوفيق في مساء 14 نيسان بين ذبح الحمل، وبين موت ذبيحة الصليب الحقيقية على الصليب.
ومن بعد قيامة يسوع سوف يجتمع المسيحيون في اليوم الأول من الأسبوع ليشتركوا معاً في كسر الخبز ( أعمال 20: 7 ). وسوف يطلق سريعاً اسم جديد على ذلك اليوم: هو يوم الرب أو يوم الأحد ( رؤيا 1: 10 ). وهو يذكر المؤمنين بقيامة المسيح، ويوحدهم بشخصه في الأفخارستيا، ويوجههم نحو رجاء مجيئه ( 1 قورنتس 11: 26 ). وعلاوة على فصح يوم الأحد، هنالك أيضاً بالنسبة إلى المسيحيين احتفال سنوي. فكان اليهود يحتفلون بذكرى نجاتهم من نير العبودية في مصر، وينتظرون المسيح محرراً لوطنهم.
وأما المسيحيون فيحتفلون بذكرى تحررهم من الخطيئة ومن الموت، فيتحدون بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات ليشتركوا معه في الحياة الأبدية، ويوجهون رجاءهم نحو مجيئه الثاني المجيد. لقد كانوا يأتون معاً في تلك الليلة التي تضيء في أعينهم مثل النهار، ليستعدوا للقاء في العشاء الرباني مع حمل الله الذي يحمل خطايا العالم ويرفعها، فيجتمعون معاً اجتماع عشية حيث يتلى عليهم وصف الخروج في عمق جديد ( 1 بطرس 1: 13 _ 21 ).
فهم المعمدون يؤلفون شعب الله في السبي، ويمشون بأحقاء ممنطقة، وقد تخلصوا من الشر نحو أرض الميعاد، أرض ملكوت السماوات. وبما أن المسيح ضحيتهم الفصحية قد ذبح، فينبغي لهم أن يحتفلوا بالعيد، لا بخميرة الشر العتيقة، بل بفطير الطهارة الحقيقية. لقد عاشوا شخصياً مع المسيح سر الفصح، بموتهم عن الخطيئة، وبقيامتهم لحياة جديدة ( رومة 6: 3 _ 11 ). هذا هو السبب الذي لأجله سرعان ما صار عيد القيامة اللحظة السعيدة للمعمودية، قيامة المسيحيين الذين يحيا فيهم سر الفصح ثانية.
وسوف يكمل سر الفصح بالنسبة للمسيحيين بالموت والقيامة، واللقاء مع الرب، ويهيئهم الفصح الأرضي لهذا العبور الأخير، أي لذلك الفصح المرتقب في الآخرة. والواقع أن كلمة فصح لا تعبر فقط عن سر موت المسيح وقيامته، أو عن احتفال سر الأفخارستيا الأسبوعي أو السنوي، ولكنها تشير أيضاً إلى الوليمة السماوية التي نحوها نحن جميعاً سائرون. ويرفع كتاب الرؤيا أنظارنا إلى الحمل الذي لا تزال آثار آلامه ظاهرة، لكنه حي وواقف باستقامة، وإذ هو مكلل بالمجد، يجذب شهداءه نحو شخصه ( رؤيا 5: 6 _ 12 ). لقد أتم يسوع الفصح حقاً، بحسب كلامه هو ذاته، بالتقدمة القربانية بموته وقيامته من بين الأموات، وبسر ذبيحته الدائمة، وأخيراً بمجيئه الثاني ( لوقا 22: 16 ). العتيد أن يجمعنا متآلفين لفرح الوليمة النهائية في ملكوت أبيه ( متى 26: 29 ).[7]
وترتل كنيسة المشرق عشية خميس الفصحهذه الصلاة: " إلى مأدبة قتلك اليوم يا ابن الله. أهلنا جميعاً بحنانك. إذ أننا لا نكسر جسدك للأعداء. ولا مع يهوذا نعطي سلام الغش، ولكن على غرار لص اليمين نتضرع إليك. إلى وليمة سر قتلك، أهلنا جميعاً، أيها المسيح الملك، بمراحم نعمتك ".[8]
وفي فرض خميس الفصح ترتل هذه الصلاة: " يا عظيم أحبار إيماننا ومبررنا، أيها المسيح الذي صار ذبيحة مقبولة بلا عيب لأجلنا. نسألك غفران الذنوب حين يُعدُّ الكرسي للدينونة، أزل الآلام عن جنسنا. بحق تلك الآلام والعذابات التي اقتبلتها لأجل خلاصنا ".[9]
وأخرى: " أمام السر المذبوح من أجلنا، نطلب الغفران، لنجلس على مائدة العشاء الأخير، مستعدين، لا مثل يهوذا الخائن، ولا مثل سمعان الذي أنكره، بل في الليل لنسهر معه، لا مثل التلاميذ النائمين، لنرافق الرب عندما يحمل آلام العالم عليه ".[10]
ويبدأ قداس الفصح الاحتفالي بالآية 18 من المزمور 35: " أعترف لك في الجماعة الكبيرة ". ويجيب جوق الشمامسة بالجزء الثاني من الآية: " وأسبحك بين الشعوب الكثيرة ". ويطلق طقسياً على هذه الآية الاصطلاح الطقسي انُكيًَا " أقبثا " أي التعقيبة. ويهملون كل ما سبق من العناصر أي: المجد لله في العلى، والصلاة الربية، والمزامير. وفي هذه المناسبة يحتفلون بالأقداس الأكثر احتفالية ألا وهو القداس الثالث أو الانافورة المنسوب تأليفها إلى نسطوريوس.[11]
وخلال قداس الفصح يكرس البطريرك والأساقفة الزيوت المقدسة. ويحتفل الكهنة بعيد الكهنوت، لأن الرب يسوع في هذا اليوم أسس سر الكهنوت المقدس.
وترتل في بداية القداس ترتيلة الدخول نذكر منها: " * يا مخلصنا إن كنيستك تقيم ذكرى آلامك الثمينة، التي تمت من أجل خلاصنا، فأحفظ أبناءها من الأضرار. * أيها المسيح يا من بصليبك الكريم أنقذت جنسنا من الضلال، كنيستك تكمل ألمك، أهلها لتفرح بقيامتك. ".[12]
وخلال قداس الفصح ترتل الكنيسة الصلاة التي وضعها الجاثليق مار شمعون برصباعي يوم خميس الفصح وهو في السجن عشية استشهاده، إذ أقام قداس الفصح على ظهر أحد الكهنة: " بعين الفكر والمحبة. نرى جميعنا المسيح. في الأسرار والرموز التي سلمنا إياها. بينما كان يساق إلى عذاب الصليب. وها هو موضوع على المذبح المقدس ذبيحاً حياً. يحتفل الكهنة كالملائكة بذكرى موته. ويحمدونه ويشكرونه على موهبته التي لا توصف. ".[13]
وخلال المناولة ترتل هذه الترتيلة: " الردة: بألم نتناول جسد المسيح الابن ودمه، الذي تألم من أجلنا. * طوبى لك أيها المساء الأخير، فمساء مصر بك اكتمل. فالسر الذي أكمله موسى في مصر، اكتمل في المسيح الابن. شعب موسى تناول فصحاً صغيراً. وربنا جعله فصحاً عظيماً. وبين الخروفين وقف التلاميذ، فذبحوا الفصح وكسروا الجسد. ".[14]

2_ غسل أرجل التلاميذ
القراءات الطقسية:
القراءة الأولى: التكوين 40 / 1 _ 23 وكان بعد هذه الأحداث أن ساقي ملك . .
القراءة الثانية: العبرانيين 9 / 11 _ 28 أما المسيح فقد جاء عظيم كهنة . . .
القراءة الثالثة: يوحنا 13 / 1 _ 17 قبل عيد الفصح كان يسوع يعلم بأن . . .
غسل أرجل التلاميذ: تقوم كافة الكنائس برتبة تغسيل أرجل التلاميذ يوم خميس الفصح، إذ تختار كل رعية اثني عشر شخصاً يمثلون الرسل الاثني عشر. يترأس الرتبة مطران أو كاهن وخلالها يغسل أرجلهم. ويتخلل هذه الرتبة الرائعة الصلوات والتراتيل وقراءة من إنجيل يوحنا، وذلك إحياءً لذكرى ما قام به يسوع نفسه في مثل هذا اليوم، حين غسل أرجل تلاميذه. وتنفيذاً لأمره حينما قال لتلاميذه بعد غسله أرجلهم: " فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أرجل أقدام بعض ". ( يوحنا 13: 14 ).
وهذه الرتبة التي قام بها يسوع في مثل هذا اليوم يربطها الإنجيلي يوحنا بالعشاء الفصحي، إذ يبدأ سرده لهذه الحادثة بقوله: " قبل عيد الفصح . . . في أثناء العشاء خلع ثيابه، وأخذ منديلاً فائتزر به، ثم صب ماء في مطهرة وأخذ بغسل أرجل تلاميذه ويمسحها بالمنديل الذي كان مئتزراً به . . " ( يوحنا 13: 1 _ 6 ). وتفيدنا المصادر في العهد القديم التي تستعرض سياق مراسيم العشاء الفصحي السنوي التي كانت تجري في البيت، حيث كان أصغر الأولاد في بداية العشاء، يجلب إبريق ماء ومنشفة، ويصب الماء على أيدي المتكئين من أفراد العائلة ومن الضيوف، ويغسل أيديهم وينشفها، استعداداً للعشاء الفصحي.
وأراد يسوع أن يعبر عن محبته العظيمة لتلاميذه في هذه الرتبة، إذ يقول يوحنا الإنجيلي: " كان قد أحب خاصته الذين في العالم، فبلغ به الحب لهم أقصى حدوده " ( يوحنا 13: 1 ). وغير أمرين في هذه الرتبة: الأمر الأول أن أصغر الأولاد كان يقوم بهذه الرتبة، بينما في هذه الحالة يسوع الذي هو الأكبر منزلة من الرسل يقوم بهذه الرتبة.
والأمر الثاني أن الولد كان يغسل أيدي المتكئين، بينما يسوع يغسل أرجلهم. ويقوم يسوع بنفسه بتفسير هذه الوقائع قائلاً لتلاميذه بعد الرتبة: " أتفهمون ما صنعت لكم؟ أنتم تدعوني المعلم والرب، وأصبتم فيما تقولون، فهكذا أنا. فإذا كنت أنا الرب والمعلم قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أقدام بعض. فقد جعلت لكم من نفسي قدوة" ( يوحنا 13: 1 _ 12 _ 15 ).[15]
كان الرب يسوع خادماً نموذجياً وقد بين هذا الاتجاه لتلاميذه. فقد كان غسل أرجل الضيوف عملاً من أعمال خادم البيت عند وصول الضيوف. إلا أن الرب لف منشفة على وسطه كأدنى عبد، وغسل أقدام تلاميذه. فإن كان يسوع الله الظاهر في الجسد، مستعداً للخدمة فعلينا نحن أتباعه أن نكون خداماً أيضاً، ومستعدين للخدمة بأي طريقة من أجل تمجيد الله. هناك حقيقة عميقة في هذه العبارة البسيطة: " أحبهم أقصى المحبة " أو " أحبهم حتى المنتهى ".
كان الرب يسوع يعلم أن واحداً من تلاميذه سيخونه، وأن تلميذاً آخر سينكره، وأن جميعهم سيتركونه لفترة. وظل هو يحبهم. إن الله يعرفنا تماماً كما عرف يسوع تلاميذه. وهو يعلم الخطايا التي صنعناها والتي سنصنعها أيضاً. ويظل الله يحبنا مع ذلك. وعندما اقترب يسوع من بطرس ليغسل قدمه اضطرب وارتبك حين رأى سيده ومعلمه يتصرف كعبد. إلا أن يسوع أوضح بتصوير رائع أنه لكي يكون بطرس تلميذاً له عليه أن يتبع مثاله. فلكي يكون قائداً لا بد أن يكون خادماً. وليس هذا مسلكاً سهلاً بالنسبة للكثيرين من المسئولين عن القيادة، والذين يجدون صعوبة في خدمة من هم أدنى منهم. لم يغسل الرب يسوع أقدام تلاميذه لمجرد أن يجعلهم لطفاء مع بعضهم البعض. فإن هدفه الأعظم هو امتداد إرساليته على الأرض بعد ذهابه. فقد كان عليهم أن يجولوا في العالم يخدمون الله ويخدمون بعضهم البعض، بل ويخدمون كل من يحملون إليه رسالة الخلاص.[16]
كان غسل قدمي أحد يُعد عملاً مذلاً، لا يُفرض حتى على عبد يهودي، لكنه قد يصبح أسمى وجه للتعبير عن البر بأبٍ أو معلم. ويشبه عمل يسوع تلك الأعمال الرمزية التي قام بها بعض الأنبياء. ويحكم بطرس بحسب المقاييس البشرية، فلا يقبل عملاً مذلاً يعارض حبه للمسيح والصورة التي كونها عنه. وعلى بطرس أن يقبل منذ الآن عمل التواضع الذي قام به يسوع، وهو يجعل نفسه في خدمته ليطهره، إن أراد أن يفهم بعدئذ وضع المعلم ويشاركه فيه، وأن ينتقل معه من العذاب إلى المجد. ولا يهدف عمل يسوع أولاً إلى التطهير، والمهم أن يقبل الإنسان في الإيمان ما يرمز إليه في هذا العمل. ويعبر غسل الأقدام تعبيراً رمزياً عما كان جوهر حياة يسوع وآلامه، وهو المحبة التي تقوم بأوضع الخدمات لخلاص البشر. وهذا النمط الحياتي هو أساس لمقدرة التلاميذ على الإقتداء بالرب وإلزامهم بهذا الإقتداء.[17]
لم تكن محبة الآخرين وصية جديدة، ولكن أن نحب الآخرين كما أحب المسيح الآخرين فكان ثورة فكرية. والآن علينا أن نحب الآخرين حباً مبنياً على محبة يسوع المضحية لنا. ومثل هذا الحب لن يجذب غير المؤمنين وحسب، بل وسيقوي المؤمنين ويوحد فيما بينهم في عالم معادِ لله. يقدم الرب يسوع مثالاً حياً لمحبة الله، وكذلك علينا نحن أن نكون أمثلة حية لمحبة الرب يسوع. وليست المحبة مجرد مشاعر حارة، لكنها سلوك يتجلى في الفعل. فبطرس قال ليسوع بكل فخر إنه مستعد للموت عوضاً عنه. ولكن الرب يسوع صحح له حديثه فقد عرف أن بطرس سينكره في تلك الليلة ذاتها حتى يحمي نفسه. فالرب يسوع كان عالماً بالضبط بما سيحدث. فقد عرف بما سيحدث من بطرس، لكنه لم يغير الموقف، كما لا يكف عن أن يحبه. وقد أدرك بطرس ذلك، وبرغم تقصيراته انتهت حياته بصورة منتصرة لأنه لم يتزعزع أبداً عن إيمانه.
أما يهوذا الإسخريوطي[18] فإن دور الشيطان في خيانته ليسوع لا يزيح أي مسئولية عنه. وربما اختلط الأمر عليه لأن يسوع كان يتحدث عن موته وليس عن إقامة مملكته. أو ربما أن يهوذا بسبب أنه لم يفهم إرسالية الرب يسوع، لم يعد يؤمن بأنه المختار من الله. ومهما كان فكر يهوذا فإن الشيطان افترض أن موت يسوع سينهي إرساليته، ويشتت خطة الله ويفسدها. ولكن الشيطان مثل يهوذا لم يكن يعرف أن موت الرب يسوع هو أهم جزء في خطة الله على الإطلاق. ولم يدرك يهوذا أن الرب يحبنا بلا شروط، وسيهبنا الغفران حينما نطلبه. فانتهت حياته بصورة مأسوية مفجعة.[19]
وتبدأ رتبة الغسل في كنيسة المشرق الكلدانية، بترتيل هذه الأبيات البديعة، التي تقارن بين كهنوت العهد القديم بشخص هارون، وكهنوت العهد الجديد بشخص بطرس. بينما يرتدي المترأس ثيابه الحبرية على المذبح: " كهنتك يلبسون الصفاء وأصفياؤك المجد: كهنوت بيت هارون خدم السر وشبهه وظلال الشريعة. ورسالة بيت بطرس اقتبلت جوهر وكمال وحقيقة التجسد. الذي به شاء وريث الآب أن يصطاد الأرض. وبواسطة الصيادين رجع فاصطاد الخليقة كلها. وها هي ذي تصعد المجد وتعتمد بكمال أقنوم الآب والابن والروح القدس المجد لك ".[20]
وما أن ينتهي المحتفل من ارتداء ثيابه حتى ترتل بعض الأبيات نذكر منها:" هوذا السر السماوي الذي أعده لكم، الراعي الحقيقي الذي تألم لأجلنا. ومثل شاة بليغة افتدانا بالصليب. اقترب وتتلذذ بالأسرار المحيية، وأشرب من كأس الخلاص الذي مزجه لنا ".[21]
وأخرى: " من سكب وأرتضى، مثل المسيح المتواضع، الذي بيديه الطاهرتين، غسل أرجل تلاميذه ".[22]

3_ المسكة " إلقاء القبض على يسوع "
القراءات الطقسية:
القراءة الأولى: متى 26 / 31 _ 44 فقال لهم يسوع: سأكون لكم جميعاً . . .
+ لوقا 22 / 43 _ 44 وتراءى له ملاك من السماء يشدد . .
+ متى 26 / 45 _ 50 ثم رجع إلى التلاميذ وقال لهم: ناموا .
+ لوقا 22 / 49 _ 50 فلما رأى الذين حوله ما أوشك أن . .
+ يوحنا 18 / 10 فقط الجملة: " وكان اسم الخادم ولخس ".
+ متى 26 / 52 فقط الجملة: " فقال له يسوع: إغمد سيفك ".
+ يوحنا 18 / 11 فقط الجملة: " أفلا أشرب الكأس التي ناولني أبي إياها ".
+ متى 26 / 52 _ 75 بدء من الجملة: فكل من يأخذ . . .
المسكة: يشرح كتاب الحوذرة الجزء الثاني في مقدمة رتبة المسكة عن معنى هذه السهرة: " هذه الليلة بعد تناول عشاء خفيف، يقضونها كلها في السهر، كما قال ربنا لتلاميذه: اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في التجربة ".[23]
تبدأ هذه السهرة بثلاث جلسات صلاة تدعى الجلسة الواحدة منها ماوتبا. تتكون كل جلسة من العناصر التالية: أبيات من الشعر الكنسي تسمى عونياثا، ومزمور مختار يسمى شوباحا، ومناداةتسمى كاروزوثا،وتعليم يسمى مدراش يتكلم عن آلام المسيح. ولإعطاء فكرة موجزة عن روحانية هذه السهرة نستعرض استعراضاً سريعاً عناصر كل جلسة:
الجلسة الأولى تحتوي على العناصر التالية:
1_ المزامير: يقرأ بالتناوب بين جوقين ثلاث هولالات هي: ا _ ب _ ث. والتي تضم من المزمور 1 وحتى المزمور 30.[24]
2_ أبيات شعرية: فيما يلي ترجمة بعض من هذه الأبيات: " * في هذا الليل المقدس أوصى يسوع تلاميذه قائلاً: أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم، وأبذل نفسي من أجلكم، محتملاً الآلام والموت، وسوف أعلق على الصليب لأوفر الخلاص والحياة للجميع. * في هذا اليوم المقدس لنمجد كلنا المسيح، الذي أعطانا جسده للغفران، ودمه الحي لخلاصنا، وغسل أرجل تلاميذه بيديه الطاهرتين، فرسم وأعلن لنا بغسله هذا نموذجاً مجيداً للتواضع. * لما تمت واكتملت الأسرار في العلية، قال ربنا لتلاميذه: انظروا ما صنعته لكم، فأنا ربكم وسيدكم قد غسلت لكم أرجلكم، فاقتدوا بي أنتم أيضاً، وافعلوا كم علمتكم. * بحبك يا رب تنازلت، وأصبحت ذبيحة من أجل جنسنا، وذاق جسدك موتاً زمنياً وافتديت رعيتك بدمك، وحينما رأت السماء والأرض هو أنك اتشحتا بثياب الحداد، إذ كنت تهان مع اللصوص. تبارك موتك محيي الكل. ".[25]
3_ شوباحا:( المزمور 35 / 15 _ 28 ) " أما هم فعند زلتي شمتوا . . ".[26]
4_ التسبحة: " * أيها الراعي الذي أسلم ذاته لأجلنا. أغفر لشعبك وغنم رعيتك. * يا ابن الله الذي ذبح لأجلنا. احفظ كنيستك بمراحمك الغزيرة. * أيها المسيح الذي خلصنا بذبيحة شخصه. ارحم كنيستك المفتداة بصليبك. ".[27]
6_ المناداة " كاروزوثا ": " * لنقف حسناً كلنا بالحزن والاهتمام ولنطلب قائلين يا رب ارحمنا. * الرب القدير يا ضابط الكل إله آبائنا نطلب منك. ".[28]
7_ المدراش:
الردة: تيقظوا أيها الــساهرون. وانشدوا المجد بأعلـــــــــــى أصواتكم. لأن شبل الأســـد سجين. فمن يأخذه
النوم.
* لقد أرسل الأب ابنه. بدافع حبه لنا. ولـكن الأشرار صلبوه. فمن يأخذه النوم.
* لقد حكموا عليه وأجرموه. وألقوه في الســـجن وجلدوه. وأخذوا القصبة وضربوه. فمن يأخذه النوم.
* جذلوا إكيلاً من الشوك. ووضعوه عــــــلى رأس سيد التيجان ووجهوا إليه كل أنواع الشتائم. فمن
يأخذه النوم.
* إنـه الشمس التي تضيء العالم. قادوه إلى الظلمات. وأوصدوا الأبواب وراءه. فمن يأخذه النوم.[29]
الجلسة الثانية تحتوي على العناصر التالية:
1_ المزامير: يقرأ بالتناوب بين جوقين ثلاث هولالات هي: س _ ش _ ص. والتي تضم من المزمور 59 _ وحتى المزمور 77.[30]
2_ أبيات شعرية: فيما يلي ترجمة أحد هذه الأبيات: " * إننا نقيم ذكرى المسيح المتألم لأجلنا، بالخبز والخمر كما كتب. نقدس أجسادنا ونطهر نياتنا من الأفكار المنقسمة والخادعة، لئلا نُلام متى يأتي ويدين العالم. * هو ذا الراعي الحقيقي المتألم لأجلنا، قد أعد لكم سراً سماوياً. لأجلنا نحن الخراف الناطقة المخلَّصة بالصليب، فاقتربوا وانعموا بالأسرار المحيية، واشربوا كأس الخلاص التي مزجها المسيح لكم. * التمجيد لك أيها المسيح ملكنا المظفر، إذ خلصتنا من الضلال بصليبك، جددنا بقوة صليبك، ليقهر الموت ويعم بعث أجسادنا، أهلنا لنوال مراحمك، أيها الملك الذي سيقيمنا من بين الأموات ".[31]
3_ شوباحا: يرتل الجوقين المزمور 141 " بصوتي إلى الرب أصرخ. بصوتي إلى الرب أتضرع ".[32]
وبعد الانتهاء من ترتيل المزمور يُكمل بترتيل تسبحة الاثنين الأول من الصوم الكبير: " المجد لك يا الله. المجد لك يا الله. في النهار والليل. المجد لك يا الله. في كل زمان وكل مكان. برحمتك تحنن يا الله ".[33]
4_ المنادة " كاروزوثا ": " * لنقف حسناً كلنا بالحزن والاهتمام ولنطلب قائلين يا رب ارحمنا. * الرب القدير الكائن الأزلي السرمدي الساكن في السماوات العليا نطلب منك . . . ".[34]
5_ المدراش:
الردة: استيقظوا يا أيها الصديقون. وشاهدوا الآلام. التــــي احتملتها من أجلكم. استيقظوا.
* استيقظ يا إبراهيم. افرح وابتهج. لأن السر الــذي رسمته بموت اسحق قد اكتمل. استيقظ.
* استيقظ يـا موسى يا ابن عمران. وشاهد الابن الذي يقوده أبناء شعبك. استيقظ.
* استيقظ يـا داود يا ابن يسى. وخذ كنارتك ورنم أمامنا. لأن رب الحرية بين الأموات. استيقظ.
* استيقظ يا أشعيا يا ابن عاموص. واخرج من القبر. وشاهد عمانوئيل فوق الصليب. استيقظ.
* استيقظ يا يونان يا ابن متاي. واخرج مـن السمكة. وشاهد كيف أن السر الذي رسمته في الأعماق قد
تحقق. استيقظ.
* استيقظ يا دانيال. واخرج مـن الجب. وشاهد كيف أن النبوة التي تنبأت بها قد تحققت. استيقظ.[35]
الجلسة الثالثة تحتوي على العناصر التالية:
1_ المزامير: يقرأ بالتناوب بين جوقين هولالا واحد هو: صث. والذي يضم المزمور 89 وحتى المزمور 92.[36]
2_ إنجيل المسكة: وهو مجمع من أناجيل متى ولوقا ويوحنا، والذي يسرد أحداث الآلام: نزاع يسوع في بستان الزيتون، ووقائع المحاكمة الدينية أمام رئيس الكهنة، ونكران القديس بطرس ليسوع.
ومن خلال الحوذرة نجد أن الكاهن عندما يقرأ الإنجيل يحمل الشماس شمعة واحدة، ويبخر أمام الإنجيل والمبخرة فارغة من النار والبخور،[37] وذلك لتذكير المؤمنين أنه في هذا اليوم لا يجوز إقامة الذبيحة الإلهية، لأن يسوع في مثل هذا اليوم قدم نفسه ذبيحة حية من أجل خلاص البشر.
ويوضع بجانب الإنجيل شمعدان على قمته شمعة ترمز إلى يسوع. ومن يمين القمة ست شمعات، ومن يسارها ست شمعة أخرى، ترمز الشمعات الاثنتا عشر إلى التلاميذ الاثني عشر.
وخلال قراءة الإنجيل وعند مقاطع معينة يطفئ الشماس شمعة من اليمين واليسار. وعندما يصل الكاهن عند كلمة " وألقوا القبض على يسوع " يطفئ الشماس الشمعة الأخيرة على قمة الشمعدان.
ويبدأ إنجيل المسكة مع الإنجيلي متى، الذي ينقل لنا ما قاله يسوع لتلاميذه في تلك الليلة: " في هذه الليلة ستشكون فيَّ كلكم، لأنه قد كتب: سأضرب الراعي فتتشتت خراف القطيع " ( متى 26: 31 ). أعلن كل التلاميذ استعدادهم للموت دون التخلي عن يسوع. ولكن لم تمض بضع ساعات حتى تركه الجميع. وكان يسوع يعاني آلاماً مبرحة ليس فقط من أجل آلامه الجسدية الوشيكة، والموت عن خطايا العالم. لكن أيضاً بسبب الانفصال عن الأب.
كانت الخطة السماوية مقررة تماماً، ولكنه في طبيعته البشرية كان يعاني. ولم يكن يسوع يتمرد على إرادة أبيه عندما طلب أن تعبر عنه الكأس، بل بالحري أكد رغبته في إتمام مشيئة الله قائلاً: لكن لا كما أريد أنا، بل كما تريد أنت. لقد حمل ابن الله القدوس الذي بلا خطيئة، خطايانا على نفسه ليخلصنا من العذاب والانفصال عن الله. وقد استخدم الرب يسوع نعاس بطرس ليحذره من التجربة التي سيواجهها، فالطريق للغلبة على التجربة هي السهر والصلاة. فالصلاة ضرورية لأنها تبعث فينا القوة للغلبة على قوة الشيطان.[38]
ثم نقرأ من إنجيل لوقا الذي يحدثنا عن الملاك الذي ظهر من السماء ليشدد يسوع، الذي لم يخضع أو يستسلم للآلام المزمع أن يتحملها، واستمر في إتمام المهمة التي جاء إليها. ومن بين الإنجيليين الأربعة لم يتحدث سوى لوقا عن العرق الذي ينزل من يسوع على الأرض كقطرات دم.[39]
ثم ننتقل مرة أخرى إلى إنجيل متى الذي يحدثنا عن إلقاء القبض على يسوع. فيهوذا الإسخريوطي كان قد اتفق مع حراس الهيكل أن يمسكوا الشخص الذي يقبله، ليس لأنه كان من العسير عليهم تمييزه، بل لأنه اتفق معهم أن يكون هو المدعي الشرعي في حالة انعقاد المحاكمة. واستطاع أن يقودهم يهوذا إلى أحد الأماكن التي كان يذهب إليها يسوع، حيث لا توجد جموع يمكن أن تعترض على القبض عليه.[40]
ونعود مرة أخرى إلى إنجيل لوقا الذي يحدثنا عن طلب التلاميذ من يسوع السماح لهم لضرب الذين جاؤوا ليقبضوا عليه بالسيف، وكيف ضرب بطرس عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. لكن يسوع يدعوهم إلى القبول بالقبض عليه، لأن هذا ما قضي به.[41]
ثم ننتقل إلى إنجيل يوحنا الذي يحدثنا عن اسم ذلك العبد الذي يدعى ملخس.[42] ونعود مرة أخرى إلى إنجيل متى الذي يحدثنا عن طلب يسوع من بطرس ليرد سيفه إلى غمده. فقد حاول بطرس أن يمنع ما بدا له أنه هزيمة. ولم يدرك أن يسوع يجب أن يموت لتتم النصرة، ولكن الرب يسوع أبدى تسليماً كاملاً لمشيئة أبيه، فملكوته لا يتحقق بالسيوف بل بالإيمان والطاعة.[43]
ونعود مرة ثانية إلى إنجيل يوحنا حيث نسمع يسوع يقول لتلاميذه، بأنه مستعد أن يشرب الكأس التي أعطاه إياها الآب. وهذه الكأس تعني الألم والموت الذي يجب أن يتحمله، ليكفر عن خطايا العالم.[44]
وعندما يصل قارئ الإنجيل إلى عبارة: " وألقوا القبض على يسوع " يتوقف عن القراءة حيث تطفأ جميع أنوار الكنيسة، ويخيم الظلام الدامس عليها، إشارة إلى الحزن على يسوع في هذه اللحظات العصيبة. بينما يرتل الجوق هذه التسبحة من طقس الصباح للأعياد والتذكارات والآحاد، وهي من تأليف تأودورس المفسر: " المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر، نسبحك، نمجدك، نعظمك . . . يسوع المسيح. ".[45]
وبعد الانتهاء من التسبحة تشعل أنوار الكنيسة، ويختم إنجيل المسكة بإنجيل متى والذي يحدثنا عن هروب التلاميذ بعد إن ألقي القبض على يسوع، وكيف ساق الجند يسوع إلى بيت حنان[46]، الذي أرسله بدوره إلى بيت قيافا[47] رئيس الكهنة لاستجوابه. واجتمع القادة الدينيون في بيت قيافا ليلاً دون أن ينتظروا إلى الصباح ليجتمعوا في الهيكل. وكانت المحكمة العليا عند اليهود تدعى السنهدريم،[48]وهي أقوى هيئة دينية وسياسية عند الشعب اليهودي.
ومع أن الرومان كانوا يسيطرون على حكومة إسرائيل، إلا أنهم منحوا الشعب سلطة معالجة مشاكلهم الدينية، وبعض القضايا المدنية الصغيرة. فكان للسنهدريم حق إصدار الأحكام، لكن الحكم بالموت، كان يجب أن يوافق عليه الرومان. حاولت المحكمة أن تجد شهوداً يستطيعون أن يحرفوا تعاليم الرب يسوع، وأخيراً وجدوا شاهدين أدعيا أن يسوع قال إنه يقدر أن يهدم الهيكل. وفي ثلاثة أيام يقيمه. أما يسوع فكان يتكلم عن جسده وليس عن مبنى الهيكل كما فهموا.
ومن خلال عبارات لا غموض فيها، أعلن يسوع أنه ملك. ومع أنه قال إنه ابن الإنسان، إلا أن جميع الحاضرين كانوا يعلمون أنه قال إنه المسيح. وكان يعلم أن في ذلك موته، لكنه لم يرهب، بل كان هادئاً شجاعاً ثابتاً. فقد اتهمه رئيس الكهنة بالتجديف. إذ قال إنه ابن الله. وكانت هذه جريمة كبرى عند اليهود، عقوبتها الموت. ورفض القادة الدينيون مجرد التفكير في أن كلمات يسوع قد تكون هي الحقيقة. لقد أصدروا فعلاً حكمهم عليه، وبذلك ختموا مصيرهم ومصيره.
وهنا نجد بطرس ينكر يسوع. فبعد أن اضطرب وحاول إبعاد الشبهات عنه بتغير الموضوع في المرحلة الأولى، نجده في المرحلة الثانية ينكر يسوع بشدة، أما في المرحلة الثالثة والأخيرة ينكره بقسم. وليس معنى ذلك أن بطرس قد أنكر المسيح بقسم وبلعن وبحلف، أنه تفوه بألفاظ قبيحة، بل كان قسمه هو القسم الذي يستلزمه القانون في المحكمة. فقد حلف أنه لا يعرف الرب يسوع، ولعن نفسه لو أن كلماته كانت غير صادقة. لقد أراد في الواقع أن يقول: ليقتلني الله إن كنت كاذباً. وبعد أن خرج بطرس من بيت قيافا سمع صياح الديك، فتذكر كلام يسوع له: " قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات ". فبكى بكاءً مراً، ليس فقط لأنه أدرك أنه أنكر سيده وربه يسوع، بل أيضاً لأنه تخلى عن صديق حميم عزيز طالما أحبه وعلمه.[49]
3_ أبيات شعرية: ما أن يختم إنجيل المسكة حتى يبدأ الجوق أبيات شعرية بديعة عن حدث إلقاء القبض على يسوع نذكر منها: " كان بطرس يصرخ عند باب قيافا، عندما تألم ربنا قائلاً: الويل لي لأني أخطأت، الويل لي، لأني صرت غير أهل للعروش الاثني عشر التي سيمنحها الرب لتلاميذه، الويل لي لأني صرت رفيقاً ليهوذا الذي باع سيده، إن السماء والأرض ستكيل لي الويل، لأني أنكرت ابن الله الحي. لكن الله الذي يفحص خفايا الضمائر، إذ رأى إن بطرس قد تواضع وتاب، مد له يد المعونة لئلا يفقد الأمل بالغفران والرجاء والحياة. تبارك الرب الذي يرجع التائبين، ويفتح بابه للتائبين. ".[50]
ثم ينتقل الجوق إلى نوع أخر من الأبيات الشعرية نذكر منها: " * الراعي الصالح بذل نفسه. من أجل رعيته سفك دمه. أهلنا لنشترك بألمك. ونتحد بملكوتك. * يا يهوذا المتمرد. عدو العدالة كلها. لقد أسلمت بسلام الغش. الكريم إلى آلام الصليب. * يهوذا باع ربه. وقبض ثلاثين من الفضة. ولم يرث مما أقتناه. سوى الغم والشنق. * يهوذا الذي أعطى الصالبين. علامة بخصوص يسوع. من أقبل أمسكوه. إذ إياه وحده تطلبون. * الويل ليهوذا المليء مكراً. لأنه باع سيده بالمال. فماذا تراه يفعل في ذلك اليوم. الذي فيه تدان الخلائق. ".[51]
وينتقل الجوق إلى نوع أخر من الأبيات الشعرية نذكر منها: " * الراعي الصالح الذي بذل نفسه. عن خرافه وخلصها بدمه. أهلنا لنشترك في آلامك. ونلاقيك في ملكوتك. * في هذه الليلة قام بيلاطس. أخذ ماء وغسل يديه. وقال إنني بريء من دم. هذا الرجل الصديق. * رئيس التلاميذ أنكر كثيراً. لا أعرف هذا الرجل. ولص اليمين صرخ. أذكرني يا رب. * عرق مخلصنا وصلى. وصرخ إلى أبيه متوسلاً. أبي أجز عني إن أمكن. كأس الموت القاتل. * في العشاء اتكأ على صدره. التلميذ الذي كان يحبه. وأثناء الصلب خاف أن يقترب. لما رأى أن الصالبين قد احتقروه.".[52]
وينتقل الجوق إلى نوع أخر من الأبيات الشعرية نذكر منها: " * في الليل كسر. ربنا الجسد لرسله. أكل الفصح وكشف سره. ذكرى عودته وحبه لنا. * ولما أراد فضح يهوذا. ومكره قال يخونني واحد منكم. * حزن الرسل وثاروا هلعاً. إرتجوا رعباً وتناظروا. * وأشار الرب من يغمس معي. اللقمة ويأكل هو المسلم. ويعزلني عنكم. * وقام الرسل. في لوم الخائن. يهوذا الماكر. * يهوذا لم تخجل. من يدي البار. غسل رجلك. وسلمته. * يهوذا لم تخجل. من أخذك الفصح. مع التلاميذ. أمام فادينا. * ويلك يهوذا. سقطت عن العرش. وصرت غريباً. عن وطن المجد. * ويلك يهوذا. ورثت الظلام. وناراً تتقد. * ويلك يهوذا. من الكنيسة التي على الأرض. ومن تلك التي في السماء. ".[53]
4_ قانونا " القانون ": يقرأ الجوقين المزمور 59: " اللهم من أعدائي أنقذني ". وبعد الانتهاء من قراءة المزمور يرتل الجوق بعض الأبيات نذكر منها: " أيها الذي وعد اللص، الرجل المبتلي بالمعاصي، والذي صلب معه على خشبة، اليوم تكون معي في الفردوس. تحنن وأغفر خطايانا، واشفي أوجاعنا برحمتك. ".[54]
5_ التسبحة: ويرتل الجوق تسبحة نذكر منها: " ارتجت الأرض عندما صرخوا: اصلبوا اصلبوا ملك اليهود. ".[55]
6_ المناداة " كاروزوثا ": " * لنقف حسناً كلنا بالحزن والاهتمام ولنطلب قائلين يا رب ارحمنا. * يا من علمتنا أن نصلي بلا ملل نطلب منك . . . ".[56]
7_ مدراش:
الردة: ارحمني يا أيها الحنون. ارحمني يا أيها الفائض رحمة.
* يـا أخوتي تأملت بالكتب المقدسة، وامتلأت حزناً حين تألم ربنا. كان بطرس الصفا يبكي لسببين: الأول
لأنهم صلبوا سيده. والثاني لأنه هو أنكره، وكــان يصرخ حزيناً: إني أضعت حصتي، لأني كفرت
بسيدي.
* صرخ بطرس علـى عتبة بيت قيافا قائلاً: الويل لي، لأني صرت غريباً للابن، فإني أنكرته. دعاني صخرة.
وأصبحت رملاً. ولــن يبني كنيسته على الرمل. إني أنكرت ذاتي.
* أعطاني الطوبى وهنأني، إذ تعلمت من أبيه وقلت لـــه: إنك أنت المسيح الابن المبارك. إلى مـن التجئ الآن
ليتشفع لي لدى والده، لأن الأب لن يقبلني بدون ابنه. إني لقد أخطأت.[57]
بعد ذلك تبدأ ألحان السهرة، وما يسترعي الانتباه في بداية هذا الفرض هو الملاحظة التالية: اعتباراً من فرض السهرة هذا وحتى عيد البنطقسطي " العنصرة " لا يوجد ركوع.[58] وتشير هذه الملاحظة وكأن احتفالية الفصح تبدأ يوم الجمعة العظيمة. إن ما يؤكد ذلك هو إن بنية صلاة فرض السهرة لهذا اليوم وللأيام القادمة يماثل بنية الأعياد الكبيرة، وهذا ما يعكس الإيمان المسيحي، الذي يؤكد على الوحدة الموجودة بين موت المسيح وقيامته المجيدة. وتدوم هذه السهرة طيلة الليل.[59]

1_ حياتنا الليترجية الورقة الطقسية للقداس الكلداني لمدار السنة الأب ( المطران ) لويس ساكو ص 82.

2_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 100.

3_ معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 354.

4_ معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 356.

5_ قاموس الكتاب المقدس ص 678 _ 679.

6_ الإزائية: جدول يوضع فيه جنباً إلى جنب ما ورد في أناجيل متى ومرقس ولوقا من نصوص متشابهة، للمقارنة بينها بمزيد من السهولة.

7_ معجم اللاهوت الكتابي ص 608 _ 610.

8_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىعش.

9_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىغ.

10_ الفصح في كنيسة المشرق الأب منصور المخلصي ص 5.

11_ الفرض الإلهي لكنيسة المشرق الكلدانية الآثورية المطران جاك اسحق ص 87.

12_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىغر.

13_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىغر.

14_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىغر.

15 _ الفرض الإلهي لكنيسة المشرق الكلدانية الآثورية المطران جاك اسحق ص 86 _ 87.

16_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص360.

17_ الكتاب المقدس " العهد الجديد " دار المشرق إنجيل يوحنا هامش 10 + 11 + 12 + 13 + 15 ص 333.

18_ يهوذا الإسخريوطي: لقب بالإسخريوطي تميزاً عن يهوذا الآخر. والإسخريوطي خان سيده. وقد يشتق لقبه من ايش كريوت أي رجل قريوت. ولربما كانت خربة القريتين على سفح القسم الجنوبي من جبال اليهودية. والإسخريوطي هو التلميذ الوحيد بين التلاميذ الذي لم يكن جليلياً. وقد أصبح اسمه تعبيراً للخيانة. وكان الطمع الباعث الأقوى لخيانته، فقد اسلم سيده بثلاثين من الفضة. وعندما بانت له فعلته الشنعاء مضى وخنق نفسه. قاموس الكتاب المقدس ص 1089 _ 1090.

19_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 362 _ 363.

20_ضيتا دادْصًا دضذْغا " كتاوا دأيدي دكهني " كتاب لأيادي الكهنة صقس.

21_ضيتا دادْصًا دضذْغا " كتاوا دأيدي دكهني " كتاب لأيادي الكهنة صقس.

22_ضيتا دادْصًا دضذْغا " كتاوا دأيدي دكهني " كناب لأيادي الكهنة صك.

23_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىغز.

24_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص 216 _ 235 من الترقيم الغربي.

25_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىغز_ ىغش.

26_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص 239 _ 240 من الترقيم الغربي.

27_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىف.

28_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص 344 من الترقيم الغربي.

29_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىف.

30_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص 257 _ 272 من الترقيم الغربي.

31_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىف _ ىفث.

32_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص 325 _ 326.

33_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صفز _ فس.

34_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص 345 من الترقيم الغربي.

35_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىفب.

36_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص 283 _ 287 من الترقيم الغربي.

37_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني ص ىفب.

38_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 101 _ 102.

39_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 294.

40_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 102.

41_ الكتاب المقدس " العهد الجديد " دار المشرق إنجيل لوقا هامش 46 ص 271.

42_ ملخس هي الصيغة اليونانية للاسم العبري " ملك " الذي معناه " مَلِك ". قاموس الكتاب المقدس ص 915.

43_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 102.

44_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 373.

45_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة صظز _ ظس.

46_ حنان: اسم عبري اختصار حنانيا " يهو قد انعم ". رئيس كهنة في أورشليم. عينه كيرينيوس والي سورية رئيس كهنة نحو سنة 6 م. وخلعه الوالي الحاكم الموكل على اليهودية فاليريوس جراتوس نحو سنة 15 م. وحنان هو حما رئيس الكهنة قيافا. ومع أن حنان لم يكن يقوم بوظيفة رئيس الكهنة عندما قبض على يسوع، لكنه كان أكثر الكهنة نفوذاً، وكان لا يزال يحمل لقب رئيس الكهنة. وإليه أخذ يسوع أولاً ، وبعد أن فحصه أرسله مقيداً إلى قيافا. قاموس الكتاب المقدس ص 323 _ 324.

47_ قيافا: اسم آرامي ربما معناه " صخرة ". رئيس كهنة لليهود من سنة 27 حتى سنة 36. وكان حاضراً وقت القضاء على يسوع بالصلب. وكانت هذه الوظيفة في ابتداء أمرها تدوم مدة حياة متقلدها، إلا أن الدولة الرومانية في ذلك الوقت كانت تنصب رئيس الكهنة أو تعزله حسب مشيئتها. وعندما سأل قيافا يسوع قائلاً: " أأنت هو المسيح ابن الله؟ ". أجابه يسوع بالإيجاب، فحسب جوابه تجديفاً وقال أنه غير محتاج إلى شهود بعد،فحكموا عليه بصوت واحد بالموت. وقد طرد الرومان قيافا من وظيفته سنة 36. قاموس الكتاب المقدس ص 750 _ 751.

48_ السنهدريم: يعتبر المحكمة العليا للأمة اليهودية. وهو يمثل الشعب اليهودي أمام سلطات الرومان. ويتكون من واحد وسبعين عضواً، سبعين منهم مثل عدد الشيوخ الذين عاونوا النبي موسى، والحادي والسبعون هو رئيس الكهنة. وقد توقف عمله بعد عام 70 م وذلك بعد خراب أورشليم. قاموس الكتاب المقدس ص 489.

49_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد 104 _ 105.

50_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىفب _ ىفث.

51_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىفث _ ىفد.

52_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىفد _ ىفذ.

53_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىفر.

54_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني ص ىفز.

55_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىفز _ ىفس.

56_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص 345 من الترقيم الغربي.

57_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىفس.

58_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني صىفس.

59_ الفرض الإلهي لكنيسة المشرق الكلدانية الآثورية المطران جاك اسحق ص 87 _ 92.

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 31-03-2010 الساعة 12:18 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-03-2010, 12:27 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي

شكرا كبيرا لك آحونو نوري و كل فصح و أنت بخير و سلامة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke