العرب الشتّامون. شعر: فؤاد زاديكه

[fouadzadieke]

العرب الشتّامون

في رحابِ العلمِ بالجهدِ الجليلِ


و اختبارِ الفكرِ في بحثٍ طويلِ

يَعظُمُ الإنسانُ في عصرٍ مجيدٍ,


ساعياً في فتحِ آفاقِ السّبيلِ

يكشفُ العلاّتِ من أمراضِ عصرٍ,


ثمّ يسعى جاهداً نحوَ الحلولِ.

يطرقُ الأبوابَ, في مسعىً دءوبٍ


ليسَ مِنْ خوفٍ, و لا مِنْ مستحيلِ.

هكذا الإنسانُ في الغربِ العظيمِ


مُبدعٌ لا يرتوي, يقوى بحَيلِ

علمُهُ الغازي لأجرامِ الفضاءِ,


صبرُهُ الآسي حبيبٌ في أصيلِ.

مبدعٌ في الفكرِ حرٌّ لا يبالي.


صاحبُ الأفضالِ و الصّنعِ الجميلِ.

ليس إبداعٌ, و لا مسعىً يفوزُ


في ظلالِ الخوفِ, و الوهمِ الكليلِ.

إنّ شكرَ الغربِ مفروضٌ علينا,


إنْ تحلّينا بأخلاقِ الفضيلِ.

يصرفونَ الوقتَ و الجهدَ الكبيرَ,


كي ننالَ الخيرَ, نحظى بالعليلِ

فاشكري يا أمّةَ الأعرابِ غرباً


في كثيرٍ من جميلٍ, لا قليلِ.

دونَ فضلِ الغربِ, ما عشتم هنيئاً,


أو رقيّاً, بل على ظهرِ الخيولِ

في المراعي مثلَ بدوٍ ترحلونَ


خلفَ قطعانِ المواشي في فلولِ.

كلُّ إنسانٍ يسبُّ الغربَ وغدٌ,


لا يعي شيئاً سوى الجهلِ الذليلِ

لولا علمُ الغربِ, و التصنيعُ منه


يا جموعَ الحقدِ, يا شعبَ الرزيلِ

لانتظرتمْ خلفَ أبوابِ احتياجٍ,


ليس مِنْ جدوى و لا بعضُ القليلِ.

عندما زوجٌ إلى أنثاهُ يخلو


رغبةً في الوصلِ, يا ويلي و ويلي

إنّما للغربِ شيءٌ مِنْ حضورٍ


في فراشِ الوصلِ, لو تدري بليلِ!

اشتموا شتماً, فأنتم في ضياعٍ


كلُّكم مُستوردٌ, ما مِنْ بديلِ

ليس يجدي الشتمُ يا قوماً بليداً,


إنْ بعزفِ الناي, أو قَرعِ الطبولِ.

وضعُكم وضعٌ هزيلٌ, و احتياجٌ


إنّما للغربِ حكمٌ في قبولِ

فافهموا بعضاً مِنَ الأفكارِ فيها


نفحةُ العِرفانِ و الشكرِ الجزيلِ.