حوار من نار - وقصيدة للتاريخ -

[SamiraZadieke]

أخي الغالي وديع ....
كنا نفهم في بلادنا عن الفكر الشيوعي المساواة بين مختلف طبقات المجتمع وكنا نفكر وهذا كله كان مجرد نظري ان أفكارهم هي وحدها الصحيحة إلى أن عاشرت الكثير من صديقاتي الروسيات وهن تعملن معي ...وواحدة منهن وهي من أعز صديقاتي سألتها عن اللينينية والماركسية وقالت لي إنهم كانوا ظالمين وسردت لي الكثير من القصص الخيالية لايصدقها أي شيوعي في بلادنا وسأسرد لك واحدة بسيطة منها قالت صديقتي ريتا:عندما كنا صغارا وكنا نحضر بيض العيد لعيد القيامة كنا نلون بيض العيد بالخفية مع أهلنا خوفا من الأمن لئلا يمسكوننا بالجرم المشهود فتصور حتى فرحة الأطفال بقدوم عيد القيامة وتلوين البيض كانت ممنوعة !!!!
وقالت: وعندما كنا ندخل الصفوف قبل البدء بالحصة كانوا يتفحصون أيدينا إن كان قد بقي أثرا من صبغة البيض على أيادينا والذي يجدون أثر لون على يديه فكان يحقق مع أهله وينالوا العقاب وسردت هذه القصة وغيرها من القصص على فؤاد وتأثرت بالفعل على شبابنا الذي كان ينخرط بصفوفهم وقالت الحمد لله الآن نستطيع الذهاب إلى الكنيسة لأنها كانت ممنوعة وأغلب المسيحيون الروس واليوغوسلاف يقولون بأنهم مسيحيون ولا يفهمون ماهو جوهر الديانة المسيحية نتيجة لعدم ممارسة التعاليم المسيحية في هذه البلاد خوفا من الشيوعية ويوجد عندنا نحن مبادئ وأخلاق جميلة لاتوجد في كل دول العالم ونحن نعتز بأصالتنا أشكرك ثانية أخي وديع ويارب قوي روح الإيمان فينا ولك مني كل التقدير والاحترام.

[وديع القس]

أختي العزيزة سميرة :
لست قادرا ً بهذه السرعة ة واللحظات القصيرة أن أعبر لك عما جرى من أخطاء ٍ وعثرات صغيرة كانت أو كبيرة وأعود عشرات السنين الى الوراء حتى الآن لأعبرعن الماضي لأن قلمي سيجف ومداده سينتهي ولن أصل إلا إلى طريق مسدود .
فالأفضل ان ننسى ما مضى ونثبت اعيننا الى السماء ونمشي بمعرفة الحدود التي رسمها لنا الله بحكمة وإيمان ، ونترك قيود الجهل التي لا تعرف حد ا ً.
ولاقتلاع الهم والقلق يجب ان نجثوعلى ركبتينا ونصلي إلى الله الذي عرّفنا على نفسه
بابنه يسوع المسيح وهدف من وراء تأديبنا أن يجعلنا مشابهين لابنه الحبيب .
فلنسبحه كل حين والشعور بالذنب ثقل ٌ لم يقصد به الله قط أن يكون على أكتاف أولاده .
" لانه إن لامتنا قلوبنا ،فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء -1 يو 2 :20 "
لأن يد الله المؤدبة هي يد محبة -ولهذا نحمد الله ونسبحه كل حين على تعريفنا على نفسنا
وروحنا التي كانت ضائعة بين أمواج متلاطمة بين الحقيقة واليقين إن كان في المجال السياسي أو اي مجال آخر من مجالات الحياة .
فالله وحده يقدر أن يملأ القلب الموجع فيجب أن نهرع إليه ولا نهرب منه ، لأنه في عجائب الخلق نرى الله الخلا ّق في ميدان كل عمل وأي مجال عندما تتكل عليه وتعرف
محبته اللامحدودة.
وأن تعطي الآخرين قطعة من قلبك ، خير ٌ من أن تعطيهم قطعة من عقلك لأنك ستتعب
ولن تجدي نفعا ً.
فمن كان عاقلا ً، كانت شهادة الكتاب المقدس عنده كافية ووافية .
الرب معك يا اختاه
اخوكم وديع القس

[SamiraZadieke]

ألف شكر ياأخي وديع على كلامك الذي ينقط جواهرا..والرب يقويك أكتر أكتر وعلينا أن نمجد الرب دائما على تواجده بيننا...وهو يعرف مابنا من هموم..تجارب..فرح والخ..علينا الاتكال عليه والايمان به
ودمت لنا بفكرك المنير..