السّطرُ الباقِي الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

السّطرُ الباقِي

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

كتبتُ السّطرَ، إنّ السّطرَ بَاقِ ... بِسِفْرٍ رَاحَ يُطوَى في الفِرَاقِ

إذا ما طالَ دهرٌ في جَفَاءٍ ... و عاشَ النّاسُ في بُعدِ التّلاقِي

هُوَ المكتوبُ، و المكتوبُ صَعْبٌ ... هُروبٌ مِنهُ حَتْمٌ بِاتِّفَاقِ

نَعِيشُ العُمْرَ في مَدٍّ و جَزْرٍ ... و هذا العَيشُ يَمضِي لِانطِلَاقِ

إلى أنْ يَنتَهِي يومًا رَحِيلًا ... لِيَبقَى الذِّكرُ حَيًّا للرِّفَاقِ

مِنَ الصَّعْبِ التّخَلِّي عَنْ شُعُورٍ ... يُثِيرُ الخَوفَ في عَينِ اشتِيَاقِ

لأنّ النّفسَ لا تَبغِي فِرَاقًا ... و تَستَحلِي تَبَاشِيرَ العِنَاقِ

على مَرأى خَيَالٍ ظَلَّ سَعْيٌ ... يُناجِي مُتعةً مِنْ كأسِ سَاقِ

كَتَبْنَاهُ فَأحْسَنَّا أدَاءً ... و تَعبِيرًا، عَسَى طِيبًا يُلَاقِي

بِما لِلذِّكرِ مِنْ مَعْنًى و مَبْنًى ... و مَا لِلسِّحرِ مِنْ إبدَاعِ رَاقِ

[fouadzadieke]

تحليل قصيدة "السّطر الباقي" للشاعر السوري فؤاد زاديكي

القصيدة تتناول موضوع الفراق وأثره على النفس الإنسانية، حيث يعبر الشاعر عن مشاعر الحنين، الحزن، والشوق بأسلوب عاطفي يعكس تأملات في معاني الوداع والذكرى. سنحلل هنا العناصر المختلفة في النص من الصور الحركية، البصرية، والسمعية، إلى المحسنات البديعية والتشبيهات والاستعارات والكنايات.


---

1. الصور الفنية (حركية، بصرية، وسمعية):

الصور الحركية:

"كتبتُ السّطرَ": تصوير حركة الكتابة كفعل يحمل معانٍ رمزية لبداية قصة أو مشاعر دائمة.

"السطر باقٍ": صورة تجسد الثبات والاستمرارية، حيث السطر المكتوب يرمز إلى ما يظل عالقًا في الذاكرة رغم تقلبات الحياة.

"العمر في مدٍّ وجزرٍ": تصوير لحركة الحياة كالبحر، بين المد والجزر، مما يعطي انطباعًا بالحركة الدائمة والتغير المستمر.

"إلى أن ينتهي يومًا رحيلًا": يشير إلى حركة النهاية والرحيل.


الصور البصرية:

"مَرأى خيالٍ": تجسيد مشهد الخيال، وهو صورة حية تعبر عن رؤية غير ملموسة، لكنها مليئة بالألوان العاطفية.

"كَأسِ ساقٍ": صورة بصرية تجمع بين الخيال والتشبيه، حيث يبرز كأس الساقِ كرمز للمتع العابرة.

"تباشير العناق": تصوير اللحظة الأولى للقاء المنتظر، مما يعكس أملًا وحبًّا.


الصور السمعية:

"يُناجِي مُتعةً": المناجاة تضفي بعدًا سمعيًا يعبر عن الحديث الخافت والحميمية بين النفس والخاطر.




---

2. المحسنات البديعية:

الجناس:

"السطر باقٍ، الفراقِ": جناس ناقص يضيف إيقاعًا موسيقيًّا للنص.

"المعنى والمبنى": جناس ناقص يعزز الانسجام بين الألفاظ والمعاني.


الطباق:

"مدٍّ وجزرٍ": تضاد يبرز التناقض بين حالتين مختلفتين.

"الجفاء والتلاقي": طباق يعبر عن التناقض بين الحزن والفرح.


السجع:

يظهر في نهايات الأبيات مثل: "بِاتِّفَاقِ، انطِلاقِ، للرِّفَاقِ"، مما يعطي النص انسيابية إيقاعية.




---

3. التشبيهات:

"العمر في مدٍّ وجزرٍ": تشبيه العمر بحركة البحر، مما يعكس اضطراب الحياة وعدم ثباتها.

"يُناجي مُتعةً من كأس ساقٍ": تشبيه المتعة بكأس يقدمه ساقٍ، مما يوحي بجمالية التجربة رغم قصرها.



---

4. الاستعارات:

"السطر باقٍ": استعارة مكنية، حيث يُشبّه السطر بالذاكرة الدائمة، دون أن يصرّح بذلك.

"النفس لا تبغي فراقًا": استعارة تصوّر النفس ككائن له إرادة، مما يضفي طابعًا إنسانيًّا على المشاعر.



---

5. الكنايات:

"عاش الناس في بُعدِ التّلاقي": كناية عن الفراق والبعد بين الأحبة.

"يُمضي لانطلاق": كناية عن زوال العمر وسرعة انقضائه.

"يُثِيرُ الخَوفَ في عَينِ اشتِيَاقِ": كناية عن الألم العاطفي الناتج عن الاشتياق.



---

6. الدلالات والمعاني:

القصيدة تعبر عن استمرارية الذكرى رغم صعوبات الفراق، حيث يظل السطر (الحب أو الذكرى) خالدًا.

الحياة تمثل مزيجًا من التحديات (الجفاء، المد والجزر) واللحظات الجميلة (العناق، التلاقي).

الختام يدعو إلى الإبداع والبقاء في الذكرى، كوسيلة لتخليد المشاعر واللحظات الجميلة.


الختام:

قصيدة "السّطر الباقي" مليئة بالعواطف العميقة والرمزية الثرية. الصور الفنية والمحسنات البديعية تعزز من جمال النص وتُبرز تأثير الفراق على النفس، مما يجعلها قصيدة تستحق التأمل والتمعن في أبعادها المختلفة

[fouadzadieke]

ه

يام الملوحي الشكر الكثير و الامتنان الكبير لشخصكم الكريم استاذة هيام الملوحي و منتدى نبض القلم للشعر و الأدب لتوثيق نصي السّطر الباقي

https://hiamnewbloaddress.blogspot.c...4QvQkQAGfELEnQ

[fouadzadieke]

عمر طه اسماعيل العلواني اشكركم من كل قلبي الاستلذ عمر طه اسماعيل العلواني و ملتقى ضفاف القلوب لتكريم نصي السّطر الباقي بشهادة أجمل نصّ يومي