عليا وعصام

[الياس زاديكه]

رلى عرب قصورهم الخيام ومنزلهم حماة والشام
غزاة ينشدون ارزق دوما على صهوات خيل لاتضام
اذا ركبت رجالهم لغزو فما في رهطهم رجل كهام
ولا يبقى من الفرسان إلا عجايا الربع والولد العظام
وكانت من عجايا الربع عليا ومن عجيانه النجب عصام
لقد نشاا رعاة للمواشي كما ينشا من العرب الغلام
هناللك على الولا عقد الايادي وعاقد حبل قلبهما الغرام
ولما اصبحت عليا فتاة يليق بها النجب واللثام
وصار عصام ذا زند قوي يهز به المهند والحسام
دعته امه يوما اليها وقالت ياحسام يا عصام
بثار ابيك خذ من قاتليه وإلا عابك العرب الكرام
فصاح وهل ابي مات قتلا وان يقتل البطل الهمام
الاسمي لي الأعداء حالا فما للصبر في قلبي مقام
ابو عليا الغريم بني فانهض فهذي الدرع درعك والحسام
فحل عصام مهرته سريعا وسار وسحب مدمعه سجام
هناك تبارز الخصمان حتى علا راسيهما عقد القتام
عصام ارسل الطعنات تترى فقدت من مبارزه العظام
وعاد لامه جذلا طروبا فصاحت ما وراءك يا عصام
فجر سيفه الدامي ضحوكا فقال لها ابشري قضي المرام
وبين هما بضحك إذ بعليا وقد ادمى مباسمها اللطام
فقالت يا عصام ابي قتيل الافاثار لعليا يا همام
فقال لها ابشري عليا فان لأهل العهد في الدنيا إمام
واغمد سيفه بحشاه حالا فخر وللكلوم به كلام
ولما شاهدته في هواها قتيلا يستقي دمه الرغام
نضت من صدره الهندي حالا وقالت لاتمت قبلي عصام
ساثار من غريمك يا حبيبي كذلك العهد يقضي والذمام
واغمدت الحسام بها وقالت على الدنيا ومن فيها السلام
فريده زاديكه
للشاعر فوزي المعلوف