Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2005, 11:42 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان! ـ ج 4 ـ 4 ـ

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان!

أنشودة الحياة*
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
4
... .. ...
أنا القائل:

"السَّلامُ أعمق من البحارِ"



كنتُ أعلمُ أنَّ سلاماً أجوفاً

كسلامِكُم لا يدومُ

"السَّلامُ ليسَ ميثاقاً على الورقِ

السَّلامُ ودادٌ متبادلٌ بينَ البشرِ"

هذا إذا كانَ في دمائِكُم

دماءُ البشرِ

إذا كانَتْ رؤاكم

تنحو منحى البشرِ!



لا يعطي سلاماً

إلا مَنْ تشرَّبَ حيثياتِ السَّلامِ

إلا مَنْ عشقَ الإنسان

مَنْ عشقَ الطفولة



أمّا أنتم أيُّها المجانين ..

مجانين العالمِ أفضلَ منكم

هل سمعتم في تاريخِكم

أحدَ مجانينَ العالم

قتلَ أطفالاً بأسلحةٍ مميتة؟



إنّهُ جنونُ الصَّولجان ..

جنونُ آخر زمان!



يا أطفالَ العالم

لماذا لا تثورون

بأجسادِكم الطَّريّة

وتبقونَ مثلَ السَّيفِ

في وجهِ الصَّولجان؟



يا أطفالَ العالم

يا نورَ العالم

انهضوا ببسالةِ الرِّيحِ

بجرأةِ البحارِ

لا تهابوا فراقيعَ الصَّولجان!



أنتم ملحُ الحياةِ

نسغُ النَّسيمِ المعانق حُبيبات النَّدى

(ابتسامةُ الشَّمسِ لوجهِ الثَّرى)

لوجهِ المطرِ

الهاطلِ من وهجِ الضّياءِ!



أنتم رحيقُ الحياةِ

نشوةُ الرُّوحِ

عندما تعانقُ زرقةَ السَّماءِ



تبَّاً لكم يا أصحابَ الصَّولجان!

فشلٌ مميتٌ يتفرَّعُ

من زفيرِكُم المشؤوم

عنجهياتٌ حمقاء

تفوحُ من جباهِكُم المتخشّبة

المتصالبة معَ أحجارِ الصّوان



جباهٌ معفَّرة بالقيرِ

بروثِ البقرِ

نافرة كأنيابِ الحيتان!



ما هذهِ المعادلات الخرقاء

أراها تزدادُ يوماً

بعدَ يوم؟!



ثمَّةَ مجانينٌ لا يضاهيهم مجانين

يقودون الأطفالَ

براعمَ الرُّوحِ

نحوَ الجحيمِ



ثمةَ اعوجاجٌ أخرق

واضحُ المعالمِ

يهيمنُ على امتدادِ

حياةِ الصَّولجان



أيُّها المعوجُّون

هل ثمَّةَ دمٌ بشريّ

يجري في عروقِكم

أم أنَّ دماءَكم

استُحْلِبَتْ من أجسادِكم

وحُقِنْتُم بماءِ الشَّظايا

بالدَّهاءِ

بكلّ أنواعِ الخطايا؟!



لا أذكرُ يوماً نمتُ نوماً هنيئاً

يقتحمُ الألمُ بوّابات روحي

يفترشُ أنيابَه

فوقَ جسدِ المساءِ



لا أنجو من حزنِ النَّهارِ

يلاحقني

يمسكُ بتلابيبِ حلمي

يعفِّرُه بالشَّوكِ

يقتلعُ أفراحي الصَّغيرة

النابتة في لُجَّةِ الحلمِ

يرميها على جثثِ أطفالٍ

من لونِ الرَّبيعِ

من لونِ البراءةِ

عذابٌ ينمو في قبّةِ الرَّوحِ

فارشاً جناحيهِ

على امتدادِ المدى



الإنسانُ رحلةُ عبثٍ

في محرابِ الحياة

رحلةُ شقاءٍ

فوقَ أمواجِ البحار

رحلةُ ضلالٍ

مؤرّجحة على كفِّ عفريت



الإنسانُ قامةٌ فولاذيّة شرهة

يتطايرُ منها

شرارات قاذفات الهاونِ ..

قاذفاتٌ تنشطرُ

إلى آلافِ الشَّظايا



تجرحُ وجهَ الطَّبيعةِ

تنغِّصُ هدوءَ اللَّيلِ

تدمي خدودَ الصَّباحِ

وجعٌ متجذِّرٌ

في أغصانِ النُّجومِ



آهٍ ..

تتآكلُ يوميّاً خصوبةُ الحياةِ

انحدارٌ نحوَ القاعِ

ما الفرقُ بينَ إنسانٍ

ووحشٍ مفترسٍ؟

الوحشُ مفترسٌ

ربَّما مِنَ الجوعِ

ربَّما لأنّ تكوينه حيوانٌ مفترسٌ



الإنسانُ أكثرَ افتراساً مِنَ الوحوشِ

لحماقتِهِ

لجشاعتِهِ اللانهائيّة

لموتِ أخلاقيّاته

لتهدُّلِ رؤاه

وتعفُّرُها باسفلتِ هذا الزَّمان



الإنسانُ صرخةُ أذى

في بساتيِن المحبّة

تآمرٌ مخيفٌ

على بذورِ الحبِّ والياسمين



علاقاتٌ أكثرَ مرارةً مِنَ الحنظلِ

تنمو في شهيقِ الإنسانِ

تجنحُ نحوَ دنيا الجنونِ

تفرشُ خيباتها

على جبينِ الطُّفولةِ



مجوَّفة بالترّهاتِ

تقدحُ بلاءً

تحرقُ خيراتِ قرونٍ مِنَ الزَّمانِ



أبالسةُ العصرِ تآمروا

على عشّاقِ هذا العالم

طعنوا شفاهَ الأحبَّة

قبلَ الاحتضانِ

قبلَ ارتعاشِ القبلةِ



علاقاتٌ مزنَّرة بأنيابِ الضِّباعِ

تبني أبراجَها

على أجنحةِ الطُّفولةِ

تذري رماداً في وجهِ اللَّيلِ

من عظامِ البشرِ



الإنسانُ مجبولٌ بالخطيئةِ

بالشَّراهةِ

بأنانيّةٍ مفتوحةٍ على امتدادِ النَّهارِ

أنانيّةٌ محشوّةٌ بالقذارةِ

متصالبةٌ معَ دربِ الدَّناءةِ

مع شياطينِ آخرِ اللَّيلِ

الإنسانُ معادلةٌ مجنونة

غير قابلة للحلِّ

يعبثُ دونَ وجلٍ

في أرواحِ الأطفالِ

يطحنُ بتعطُّشٍ مجنونٍ

عظامَ الشبّانِ

في ساحاتِ الوغى



آهٍ .. علومُ آلافِ السِّنين

تنحدرُ نحوَ أسفلِ السَّافلين

انزلاقٌ نحو جحورِ الظَّلامِ

رؤى تدمي الجبين

وباءٌ يستشري

في أعماقِ الدمّ

إنّه أحد علامات جنونِ الصَّولجان



يا أوباشَ هذا الزَّمان

إلى أينَ يجرجرُكم

لمعان الصَّولجان؟

آهٍ ..

متى سينتهي عهدُ الصَّولجان؟
بشرٌ يأكلونَ بشراً
انحدارٌ حتّى النِّخاع!
... .. ... ... يتبع!
صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الرابع، حمل عنواناً فرعياً:
الإنسان ـ الأرض ، جنون الصَّولجان


التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 25-09-2005 الساعة 11:46 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke