Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-09-2005, 04:29 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان! ـ ج 4 ـ 3 ـ

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان!

أنشودة الحياة*
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
3

... ..... ... ......
الأرضُ حُبلى بالبراءةِ

تنمو فوقَ تلالِها أغصانُ الزَّيتونِ

ترفرفُ فوقَ سهولِها الفسيحة

أسرابُ الحمائمِ



الأرضُ مكحَّلةٌ بالوئامِ

تستقبلُ دفءَ الشَّمسِ

كلَّ صباحٍ

وعندَ المساءِ تغطّي جسدَها

بمنديلِ اللَّيلِ

تناجي ابتسامات النُّجوم

تغازلُ ضياءَ القمرِ



الأرضُ عاشقةُ الحبِّ والوفاءِ

أختُ الغيومِ

تقبِّلُ كلّ يومٍ قبّةَ السَّماءِ!



الإنسانُ بحرٌ مِنَ الهمومِ

حماقاتٌ هوجاء تتوالدُ من فكّيهِ

ليلَ نهار

لا يتَّعظُ من ملايينِ التَّجاربِ

من ملايينِ الحكماءِ

يسخِّرُ علومَ الحياةِ لجشاعتِهِ

لقهرِ ملايينِ البشرِ

لا يتوانى ثانيةً واحدةً

عن خلخلةِ نداءِ الطُّفولةِ

يقترفُ المعاصي بطريقةٍ بوهيميّة

يريدُ إعادةَ مجدَ الظُّلماتِ



تطوُّرٌ انزلاقيٌّ نحوَ حوضِ الخياناتِ

انحرافٌ لا يُصَدَّق نحوَ شرائعِ الغابِ

مَنْ يستطيعُ أَنْ يعيدَ توازنَ الرُّوحِ

في أصقاعِ المعمورةِ؟



الأرضُ بهجةُ الحياةِ

فرحُ الفلاحِ وهو يملأُ سلالَهُ بالتِّينِ

شوقُ الأطفالِ إلى بساتينِ العنبِ

عناقُ المحبّينَ في ليلةٍ مقمرة



الأرضُ صديقةُ الزَّمانِ ..

مركزُ المكانِ

مهجةُ الشَّمسِ

في أعماقِ السَّماءِ

برارةُ القدَّيسينَ أثناءَ الصَّلاةِ

وهجُ الشُّعراءِ

في حالاتِ التَّجلّي

الأرضُ قمَّةُ الاخلاصِ



الإنسانُ وكرُ الخياناتِ

بئرٌ عميقُ المكرِ

تركنُ في قاعِهِ المراراتِ



آهٍ ..

تيبَّسَتْ أغصانُ الرُّوحِ



القلبُ يناجي زرقةَ السَّماءِ

هجرَ طيورُ السُّنونو من غيرِ رجعةٍ

وحطََّ البومُ

فوقَ أكوامِ الخرائبِ



انحدارٌ مخيفٌ

نحوَ

دنيا

الغرائزِ



عطشٌ لا يرتوي

تغلغلَ في مخيخِ الإنسانِ



جوعٌ غير قابل للاشباعِ

تأصَّلَ في أعصابِ النِّخاعِ



ماتَتْ قيمُ قرونٍ من الزَّمانِ

براكينٌ فائرةٌ

تغلي في صدورِ البشرِ

مَنْ يستَطيعُ أنْ ينقذَ الإنسانَ

من ضجرِ الحصارِ؟

من هولِ النِّهايات؟

نهاياتٌ

ملتهبةٌ

بالشَّقاءِ



الأرضُ مسرحُ الإنسانِ

ستارٌ يسترُ عوراتِ ملايينِ الطُّغاةِ



دواءٌ شافٍ لكلِّ المنحرفين

عن دربِ الحياةِ



الإنسانُ غيرُ قادرٍ

على قيادةِ نفسِهِ

كيفَ سيقودُ ملايينَ البشرِ؟

خياناتٌ على قدمٍ وساق

ضجرٌ ينمو كلَّ يومٍ

في سماءِ الرُّوحِ

بدايةُ ألفيتنا الثالثة

حُبلى بالفجائعِ

تجنحُ نحوَ بناءِ عصرٍ جديدٍ

تخيِّمُ عليهِ الكآبات!

آهٍ .. إلى متى سنكابدُ الكآبات؟

.......... ...... ......



الأرضُ مهدُ البركاتِ

مهدُ الخصوبةِ والحياةِ



عطاءٌ خيِّرٌ من حجمِ البحارِ

كنوزُ الدُّنيا وُلِدَتْ

من رحمِ الأرضِ

من أجوافِها البكماءِ



الإنسانُ رحلةٌ مُشَرْشَرَةٌ بالعذابِ

يغيظُهُ أَنْ ينبعثَ الفرحُ

في أركانِ الحياةِ



رؤى مجوَّفة (بالقيرِ) ..

خارجة عن أبجدياتِ هذا الزَّمان

كأنَّها متأتية

من عصورِ الحجرِ



رؤى بغيضة

مهترئة

في غايةِ الخباثةِ

تشرَّبَتْ

بنجاساتِ عهودِ الانحطاطِ



الأرضُ كتلةُ فرحٍ

خطوةُ انبهارٍ

نحوَ صفاءِ السَّماءِ

كنوزٌ من ذهبٍ

غافيةٌ في قاعِ البحارِ



الإنسانُ صفقةُ حزنٍ

في دنيا الشَّقاءِ



آهٍ .. قهرٌ مؤلمٌ ينبتُ يوميّاً

في أركانِ المعمورةِ

يدوسُ فوقَ رقابِ

براعمِ هذا الكون



أيُّ قهرٍ هذا الّذي أراهُ؟

مَنْ يستطيعُ أَنْ يكسرَ

كوعَ الصَّولجانِ؟



أن يخفِّفَ ولو قليلاً

من لظى النِّيرانِ الزَّاحفةِ

حولَ غلاصمِ الرُّوحِ



أيُّها الشُّرفاء المبعثرون

في أنحاءِ العالمِ

ها قد آنَ الأوان

أنْ تثوروا ضدّ جنون الصَّولجانِ

إلى متى ستقودُ مجموعةٌ من الحمقى

هذا الزَّمان؟

إلى متى ستسقي أجسادُ الأطفالِ

عطشَ الصَّولجانِ؟



تبَّاً لكم يا أصحابَ الصَّولجان!

كيف تداعبون أطفالَكم

بأياديكم الخشنة؟

أياديكم المعفَّرة بالويلاتِ

أياديكم المهووسة بالدَّم

طعنْتُم برماحِكُم المسمومة

أطفالَ الجوارِ ..



ترفعونَ شعارَ السَّلامِ

ومنكُمُ تنبعُ أبشعَ الموبقاتِ

كيفَ تنامونَ اللَّيلَ

وأيديكُمُ تسطعُبدماءِ الأطفالِ؟



ماتَ السَّلامُ قبلَ الأوانِ

ما كنتُ أصدِّق أبداً

أن ينبثقَ من رؤاكم سلامٌ

ماكنتُ أصدِّقُ أبداً

أَنْ يسطعَ من قلوبِكُم سلامٌ

لكنّي كنتُ أواسي نفسي

هامساً لروحي الحزينة

ربَّما اهتدوا إلى طريقِ السَّلامِ ..



سلامُكُم مقصوصُ الأجنحةِ

جثّةٌ هامدة

سلامُكُم ميّتٌ

وُلِدَ بطريقةٍ مفتعلة

ولادةً قيصريّة

تبعاتها

أكثرَ خساسةً من النِّفاقِ



سلامُكُم ينفثُ سمَّاً

على جباهِ الأطفالِ

أينَ عهودُكم

التي قطعتمونَها لأطفالِكُم؟

هل كنتم

توقِّعونَ مواثيقَكُم

وأنتم سُكارى؟



تطوُّر غريبٌ وعجيبٌ

آلافٌ اللقاءاتِ

آلافُ المؤتمراتِ

آلافُ المواعيدِ

دولٌ عظمى شهودُ عيانٍ ..

فجأةً تعودونَ

إلى شخصيَّتِكُم المجصَّصةِ بالاسفلتِ

تحرقونَ توجُّهاتِكُم

غير مُبالين بالرُّعبِ المخيّمِ على أطفالِكُم

وعلى أطفالِ الجوارِ

غير مبالينَ بعالمِ البراءةِ

عفواً نسيتُ أنَّكم نسيتم إنسانيتكم

جلّ تفكيركم تقولبَ

في جنونِ الصَّولجان!



ورمٌ خبيثٌ

تفشَّى في موشورِ رؤاكُم

سلامُكُم قنبلةٌ موقوتة

تنفجرُ في أيِّ حين

سلامُكُم نكتةٌ سمجة

على شاكلةِ الضّحكِ على الذّقونِ!



سلامُكُم يشبهُ نفيرَ زئيرِكُم

يشبهُ صهيلَ جنونِكُم

يشبهُ سمومَكُم المتطايرة

من جوفِ طائراتِكُم
سلامُكُم يصبَّ في قاعِ الجحيمِ!
..... ..... ... ... ..... يتبع!



صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم




*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الرابع، حمل عنواناً فرعياً:

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصَّولجان




التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 24-09-2005 الساعة 04:34 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-09-2005, 11:45 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي

صديقي الحبيب أبو الصبر

لقد استلمت بريدك وكان أيضاً مشفّراً لكني فككت الرمز بواسط الكبس مرتين بالماوس اليميني على النص المرسل ومن ثم أذهب إلى Ansischt حيث codierung وأضعه على الوندو الأوروبي فيتم حل الإشكال حاول أنت كذلك يا صديقي.
لقد قمت بحذف القصيدة وكما ارتأيت واحتفظت بها في الأرشيف إني أفهم الغاية النبيلة التي تقصدها وأحترم وفاءك وصداقتك الحقة وأعتز بها وسميرة تسلّم عليك كثيراً وسأدخل إلى نصك لأقرأه بتمعّن وأردّ عليك مرة أخرى.
لك خالص محبتي.
أين الكتاب الذي وعدتَ بإرساله يا (أفندي؟)
صديقك الصدوق فؤاد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-09-2005, 01:02 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد

الوعد ما يزال قائماً، لكن أنتَ "مُلَحْلَقْ" قليلاً وأنا بطيء كثيراً .. و"لحْلقتكَ" أمام بطئي تكاد تكون إيجابية .. هاهاهاها

سأرفقُ مع الكتاب الذي وعدتكَ به كتاباً آخر من كتبي ..

إنشغلتُ جدّاً يا صديقي لأنني أعدُّ الكثير من القضايا الأدبية والإبداعية دفعة واحدة.

كلما أتذكر قصيدتكَ الجميلة: لقد بيّرتُ يا صبري، ينتابني الفرح والضحك اللذيذ، مع يقيني أن نماذج من أمثالكَ لا يبيِّرون أبداً، لأنك ذات روح طرية ومرحة وفرحة!

قريباً ستستلم بريداً فيه ما وعدتكَ به.

منذ فترة قصيرة إقترحت إحدى قارئاتي المغربيات المتذوقات للشعر والقراءات الشعرية والتي تعدُّ بين الحين والآخر أمسيات شعرية، اقترحت عليّ بعد أن تابعتني ثم تواصلت معي عبر الشبكة العنكبوتية، أن تقيم أمسية شعرية لي في المغرب غيابياً، أي تقدّمها هي نيابة عنّي، لأنها تحب أن تقيم أمسيات شعرية لشعراء وتقرأ هي نيابة عن الشعراء! فرحّبت بالفكرة وقد قرأتْ لي بعض القصائد عبر الماسنجر وكانت قراءتها الشعرية جيدة فعلاً!


بشوق للزاديكيين جميعاً
أتمنى لجهودكم ولموقعكم الفسيح التألق والانتشار ولكم دوام الصحة

مع خالص مودتي وإحترامي
صبري يوسف ـ ستوكهولم

تنويه! حول موضوع تحويل النص المشنفر، إلى وضعه الطبيعي، فانا أطبق نفس الطريقة يا صديقي، لكن للأسف يظل التشنفر قائما والطلاسم تزداد طلسمةً، ويصلني يومياً بريد يتغير الحرف، لكني اعدله بالطريقة التي أشرتَ إليها لكن بريدكَ وبعض البريد القليل لا يتم فتحه عندي، لكن عندما يصلني عبر المرفقات أفتحه طبيعي!

هذه وردتي أقدِّمها لكم من ستوكهولم

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 25-09-2005 الساعة 11:28 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:59 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke