Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2005, 12:09 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان! ـ ج 4 ـ 2 ـ

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان!


أنشودة الحياة*
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]




2
... ..... .... ....

الإنسانُ بؤرةُ فسادٍ

ثورٌ فاسقٌ

يُشْبِعُ بوهيميته الشَّرهة

تحتَ قميصِ اللَّيلِ

غير مبالٍ بنقاوةِ الصَّباحِ

ولا بجنوحِ الأجيالِ



أجيالٌ في طريقهِم

إلى ظلالِ الشَّيطانِ

هل ثمَّة شيطانٌ

أكثرَ شرَّاً مِنَ الإنسانِ؟!



الأرضُ قبلةُ المحبّين

في صباحِ العيدِ

هبةُ الآلهة لإنسانِ الخيرِ



واأسفاه!

هجرَ الإنسانُ رضابَ الخيرِ



الأرضُ تحميهِ من لُجّةِ الحماقاتِ

من هاوياتِ الانحدارِ

كيفَ تتحمَّلُ الأرضُ زيغَ الإنسان

نحو جنونِ الصَّولجان؟


الإنسانُ شجرةٌ عاقرة

وجعٌ في سماءِ الرُّوحِ

مثلّثٌ سفيهُ الأضلاعِ

تتشرشرُ من زواياهُ البلاداتِ



صراعٌ أبديٌّ ينتهي بالانهزامِ

هزائمٌ مضرّجةٌ بالعارِ

الإنسانُ رحلةُ بكاءٍ

على أكتافِ الجنِّ!



الأرضُ كهفٌ آمنٌ

لدبيبِ الأرضِ



خصوبةٌ وارفةٌ

تنعشُ جذورَ النَّباتِ

تنعشُ قلوبَ الأحبّةِ

قلوبَ الأمَّهاتِ



تغدقُ خيراتَهَا

على بهائمِ الكونِ

على الأخيارِ

والأشرارِ



الأرضُ صديقةُ الهواءِ

صديقةُ اللَّيلِ

صديقةُ البحارِ

صديقةٌ

ولا كلّ الصَّديقاتِ!



أتوقُ إلى مياهِ

نبعٍ صافٍ

أستحمُّ فيهِ

أغسلُ جسدي

أطهِّرُه من غوغائياتِ السِّنينِ

من ضجرِ اللَّيالي



مَنْ يستطيعُ أَنْ يوقفَ

زحفَ العفوناتِ المنبثقةِ

من حوصلةِ هذا الزَّمان؟



مَنْ يستطيعُ

أن ينقذَ باقاتِ الحنطةِ

المتنافرةِ من قبضةِ الإنسان؟ ..



قبضةٌ متراخيةٌ

مهزومةٌ

من أشعَّةِ الخيرِ

من عدالةِ الشَّمسِ

من وجهِ الشَّفقِ!



نضجَتْ سهولُ القمحِ

الممتدّة على مدى البصرِ

تنتظرُ المناجلَ ..

يسربلُني الاندهاش

هلْ ماتَ الحصّادون؟



لماذا فرَّتِ العصافيرُ بعيداً

عن أكوامِ الحنطةِ؟



معادلاتٌ خرقاء غير قابلة للفهمِ

تندلقُ من صدغِ الإنسانِ



حيرةٌ غريبةٌ تسربلُ أفكاري

تعبرُ أحلامي

تبعثرُ خيوطَ فرحي


حيرةٌ تجتاحُني

كعتمةِ البراري



ينتابُني عطشٌ أزلي

إلى عالمِ السموِّ ..



عالمٌ يسمو

فوقَ اعوجاجاتِ الإنسانِ



حياةٌ فاقعةٌ تجتاحُ الكونَ

غير جديرة بمغامرةِ العيشِ



الأرضُ أختُ النُّجومِ

أختُ اللَّيلِ والنَّهارِ

ابنةُ الشَّمسِ المدلَّلة

صديقةُ القمرِ



الأرضُ عاشقةٌ فاضلةٌ لا تنامُ

تحرسُ الكائنات من غضبِ البحارِ

من غليانِ الحيتانِ

في قاعِ المحيطاتِ



تغمرنُي كآبات

من لونِ الاصفرارِ

كآباتٌ هائجة

كمياهِ نهرِ دجلة

أثناءَ هيجانِهِ الأكبر



حزنٌ في قلوبِ الأمَّهاتِ الثُّكالى

يهيمنُ على أغصانِ اللَّيلِ

على سفوحِ الجبالِ

على

أخاديدِ

الجسدِ



حزنٌ من وجعِ الجراحِ

يزدادُ توغُّلاً

في

تجاعيدِ

الحلمِ



الإنسانُ مبدعُ أبجدياتِ الأحزانِ

قائدُ بحيراتِ الألمِ

صانعُ فجائع موغلة في الشَّقاءِ

جرحٌ أعمق من جراحِ المجرّاتِ

يستوطنُ شهيقَ الرُّوحِ



الإنسانُ تاريخُ الغرائبِ

غامضٌ غموض العجائبِ

رحلةٌ طائشةٌ في وادي الضّياعِ

.... تقرعُ جذوعُه بحماقةٍ

طُبُولَ الحروبِ

من أجلِ

استمراريّةِ

جَشَعِ

الصَّولجان



الأرضُ ضمَّتْ إلى أحضانِها

عظامَ القديسين

عظامَ النّصّابين

عظامَ الأنبياءِ

عظامَ المؤمنين

عظامَ أشرارِ العالم!



الأرضُ

مهدُ

البركاتِ

مدرسةُ الخيرِ

قداسةُ القداساتِ!



الإنسانُ بناءٌ مهشَّمٌ

شعارٌ من رملٍ

موشورٌ غير أليف

حضارةٌ متلألئة

تتلاشى سريعاً

عبرَ موجاتِ جنونِ الصَّولجان



قحطٌ أخلاقيّ يمتصُ شهيقَ البشرِ

يرميهم على قارعةِ الطُّرقاتِ

على امتدادِ القارّاتِ



الأرضُ ينابيعُ فرحٍ في كلِّ آنٍ

أمطارُ الدنيا تهطلُ

على جباهِ الأرضِ

على أكتافِ الأرضِ



تعانقُ المحيطاتُ خيراتَ الأرضِ

عناقاً سرمديّاً

تغسلُ جبهةَ الأرضِ

بماءٍ مقدّس



الأرضُ والبحارُ

توأمان متعانقان

على امتدادِ الحياةِ



الإنسانُ جموحٌ أهوجٌ

متعطِّشٌ لشقاءِ أخيهِ الإنسان



آهٍ ..

وجعٌ ينتظرنُي كلَّ مساء



تَبَعْثَرَ حلمي

بينَ ركامِ الآهاتِ ..

آهاتٌ يتلوها آهاتي!



أينَ المفرُّ

من موبقاتِ الإنسان

من شراراتِ جنونِ الصَّولجان؟



وجهٌ كلّه هراء

هواياته مرتكزة على الشَّوشراتِ

مهترئُ الرُّؤيةِ

تجري في شرايينِه عُصيّاتُ الملاريا

يصبُّ عُصيَّاته البغيضة

على أسوارِ البساتينِ

على وهجِ النُّجومِ

على بتلاتِ الزُّهورِ



وجهٌ مكسوٌ بالخطايا

تسطعُ من عينيهِ

كلّ أنواعِ الشُّرورِ

كلّ أنواعِ الهمومِ

كلّ أنواعِ الفسادِ


الإنسانُ سببُ كلّ البلايا

مصدرُ كلّ الخطايا

لم يتركُ رقعةً من جغرافيّةِ الكونِ





إلا دشَّنها بالشَّظايا!
.... ... ... ... يتبع!

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم


*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الرابع، حمل عنواناً فرعياً:

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصَّولجان

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 23-09-2005 الساعة 12:13 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke