Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-09-2006, 01:41 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي السَّلامُ عناقٌ مفتوح مع بخورِ السَّماء

السَّلامُ عناقٌ مفتوح مع بخورِ السَّماء

أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]

7

... ..... .... ......

السَّلامُ سنبلةٌ متلألئة


من وَهَجِ البحرِ ..


أقحوانةٌ متراقصة


بين أحضانِ النسيم!



قصيدةُ فرحٍ هاطلة


من بهاءِ الليل


بخورٌ متصاعدة


من شموعِ المحبّة!



السَّلامُ صديقُ الصحارى والبراري


صديقُ الأرضِ والسَّماء


صديقُ الكونِ وكلّ الكائنات


حلمٌ مفتوحٌ


على رحابِ الروح!



السَّلامُ ابتهال عاشقٍ


مع خيوطِ الشَّمس


في ليلةٍ عذراء!


عناقٌ مفتوح


مع بخورِ السَّماء!


مَنْ قالَ أنَّ الإنسان


كائنٌ أليف؟!


ألا ترونَه


كيفَ يكشِّرُ عن أنيابٍ


غارقة في السُّمومِ


غارقة في متاهاتِ الجنون؟



مندهشٌ أنا


من تنافراتِ هذا الأليفِ


أليفٌ يشعُّ


بكلِّ أنواعِ الشظايا


أليفٌ مهووسٌ


في صناعةِ طائراتِ الشبحِ


وصواريخ عابرة القارات!


يعبرُ رحابَ قاراتِ اليتامى


مثلَ جياعِ الذئاب ..


مرشرشاً فوقَ أطفالها


غضباً من لونِ التماسيحِ


سموماً


تفلِقُ أخاديدَ الهضاب!



كائنٌ بعيدٌ كلَّ البعدِ


عن إلفةِ الإنسان


كائنٌ مجبولٌ من تلافيفِ الأفاعي


من إنحناءات ذيولِ العقارب!



كائنٌ مكفهرُّ الوجهِ


يحملُ بينَ طيّاتِهِ شرراً حارقاً


تفوقُ شرارات البراكين!



كائنُ من لونِ المعاصي


أكثر افتراساً


من وحوشِ البراري


ابنٌ غير شرعي


لأحفادِ الزلازل!



مَنْ يستطيعُ أن ينقذَ إخضرارَ المروجِ


من هولِ الحروبِ


من بطشِ المعارك؟!


مَن يستطيعُ أن يخفِّفَ


من لظى النيرانِ الهائجة


حولَ احمرارِ الشفقِ؟!


تاهتِ الأمّهاتُ الثكالى


يبحثنَ عن بقايا الرجولة


عن بقايا الطفولة ..


ماتَ الآباءُ وهم يحضنونَ


بتلاتِ الطفولة!


وجعٌ ينمو في سماءِ الحلقِ


أنينٌ أكثر


من مراراتِ الحنظلِ


من مراراتِ المدائن!



السَّلامُ تجلِّي الروح


مع ضياءِ الصباح!


السَّلامُ خشبةُ مخضّبة بالخلاص


خلاصُ الكائن الحيّ


من جنونِ الصولجان!


خلاصُ الجمادِ


من تعفُّناتِ الفساد


خلاصُ أجنحة الطير


من حشرجاتِ الممات!


خلاصُ اخضرارِ البساتين


من هولِ الشرارات!


السَّلامُ رحلة عناقٍ


معَ رذاذاتِ المحبّة


رحلةٌ عشقٍ


معَ شموخِ السنابل


عطاءٌ من نكهةِ المطر


بهجةُ الأمِّ أثناء


ولاداتِ الجنين!



السَّلامُ حوارُ الأرضِ


معَ عطاءاتِ السماء


حوارُ اليابسة


مع عذوبةِ الماء!



لونٌ من أنقى الألوان


حلمٌ أبهى


من وهجِ الاخضرار!


رسالةُ حبٍّ


منبعثة من أجنحةِ الحمام


ترتيلةُ الروح


في أرقى تجلِّياتها!



وقفَ السَّلامُ يهدهدُ


براعمَ القلب


مبدِّداً برشاقةٍ خيوطَ الأنين



الإنسانُ طموحٌ ممجوج


في معراجِ الحياة!


السَّلامُ بخارٌ مصفّى


من نقاوةِ الذهب


ماءٌ الحياةِ على امتدادِ المدى



رقصةُ الخيرِ في صباحِ العيدِ


نغمةُ موصولة مع خضابِ الحنين


معَ نُسيماتٍ هائمة


حولَ بسمةِ الندى!



قصيدةٌ حالمة


تائهة بينَ أحضانِ المحبَّة



اهتياجُ موجاتِ البحرِ


شوقاً إلى خيوطِ الشمسِ


بخارٌ مصفّى من دموعِ الأطفال!


وقفَ الأطفالُ أمامَ غضبِ الليلِ


لَمْ تصغِ أمواجُه


إلى رقرقاتِ دموعِ البراري



موجاتٌ مجنونة اندلعَت


من أعماقِ البحارِ


هبَّتْ في وجهِ الكهولِ


في وجهِ النسيمِ


زعزعت بسمةَ البدرِ


حطَّمتْ توازنات خيوط المدارِ


ارتعدَتْ نجومُ الليلِ


عندما تصدّعَت هلالات المسارِ؟



هربَتِ الطيورُ بعيداً


عن لظى الإشتعالِ


تخلخلت خاصراتُ الجبالِ


لَمْ تشفعْ كلّ الصلوات


تفاقمَت موجاتُ البحر


جارفةً ما تبقّى من التلالِ


وجعٌ تفحَّمَ في جذوعِ الأشجارِ


تغلغلَ إلى أعماقِ الديارِ


ماتَت آلافُ الكائناتِ


موجةٌ هائجة من أعماقِ البحرِ


غضبٌ مسمومٌ بالبطش


اجتاحتِ الأمواجُ أعشاشَ العصافير


تهدّمَت أوكارُ الطيورِ


جذوعُ الأشجارِ


تهيّضَتْ عظامُ الحيتانِ


هربتِ الأسماكُ إلى أعماقِ القاعِ


بعيداً عن غضبِ النارِ


نارُ الموجِ


نارُ الريحِ


نارُ زلازلِ البحرِ



كيفَ إندلعَتِ النيرانُ


من قلبِ البحرِ؟


هل غضبتِ الشمسُ


فأرسلت أشعّتها الحارقة


فوق خدودِ الكونِ؟


إنذهلَت الطبيعةُ من طبيعتها


هل غضبتِ الطبيعةُ


من تفاقماتِ شرورِ الإنسان


أم أنَّها فقدَت صوابها


من وطأةِ الاشتعال؟ ..



سقطتِ النوارسُ وطيور البطِّ


مهيضةُ الروح


مخلخلةُ العظام


لم ينجُ من غضبِ الريح


حتّى أكواخِ الفقراءِ


صلّت طفلةُ معلّقة


على غصنِ شجرةٍ


ولولت النسوة


الرجال غرقى في أعماقِ الموجِ


إكفهرَّ وجهُ القمرِ


دمعةُ ساخنة خرَّت


فوق صخورِ العمرِ


إبتلعَتِ الأرضُ


كلّ ما يدبُّ على الأرضِ


تراخى بهاءُ الشواطئِ


تاهتِ الأمومة تبحثُ عن ثغرِ الطفولة


مَن يستطيعُ أن يخفِّف


من رعونةِ الموجِ؟


دمعةٌ نقيّة تنسابُ


فوق خدودِ الحبيبة


فوق خدودِ الأبوّة


ضلّتِ الكائنات طريقها


إلى شاطئِ الحياةِ


تهشّمَت خاصرةُ الحياةِ


وجعٌ يتبرعمُ


في جذوعِ الليلِ


في صدورِ الخيلِ



كم من الدموعِ


حتّى اهتاجَتْ أمواجُ البحرِ


كم من الشرورِ


حتّى اجتاحَتِ المعاركُ


صدرَ الجبالِ!



يأتي الإنسانُ متربِّعاً


فوقَ خمائلِ العمرِ


ناسياً أنَّ الحياةَ


رحلةُ عناقٍ


معَ ضياءِ الشموعِ!


... ..... ... ... يُتْبَعْ!


صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً:
السَّلام أعمق من البحار


التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 18-09-2006 الساعة 12:42 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-09-2006, 08:41 PM
الصورة الرمزية Sabah Hakim
Sabah Hakim Sabah Hakim غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,315
افتراضي

السَّلامُ سنبلةٌ متلألئة

من وَهَجِ البحرِ ..

أقحوانةٌ متراقصة

بين أحضانِ النسيم!

قصيدةُ فرحٍ هاطلة

من بهاءِ الليل

بخورٌ متصاعدة

من شموعِ المحبّة!

الم تفقد الامل بالسلام بعد يا استاذي؟
انا فقدت الامل ههه

احساس صادق
رائع ومبدع ، فالابداع رفيقك
دمت للسلام
محبتي



____________________
مــالــي أرى الــشــمــع يــبــكــي فــي مــواقـــده
مـن صــحــبــة الــنــارأم مــن فـــرقـــة الــعــــســـــل




رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-09-2006, 02:04 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

صديقة البحر والجرح والقصيدة
على وجنةِ الرُّوح
ألقي التحية
.................
السلامُ بهجة البهجات
طريقٌ محفوف بالمحبة

صديق البراري والصحارى
صديق عاشقة من وهج الشمس
صديق شاعر مغمور
صديق غربتي في أوج تلألؤها

السَّلام يغفو على أنغام
هديل الحمائم
يسقي عطش الجياع
يروي بساتين فرحي

السَّلام وردة مسترخية
على أهداب الجبال
شوق البحر إلى نسائم الصباح


السَّلامُ صديق شعري
موشور لوني

السلام ومضة حنان
فوقَ أرجوحةِ الحياة!


السلام يا صديقتي
نور البدايات
ونور النهايات

السلام أعمق من البحار!
نص مفتوح
على وجنةِ الشّمس
...............


صبري يوسف ـ ستوكهولم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-09-2006, 06:49 AM
نبيل يوسف دلالكي نبيل يوسف دلالكي غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 2,370
افتراضي

الأستاذ صبري يوسف المحترم
تحية صباحية
قصيدتك / السلام عناق مفتوح مع بخور السماء /
قصيدة وملحمة رائعة أنت يا شاعرنا تكتب من الأعماق تكتب حيث يقف الزمن على حدود السلام، تكتب والغير منا ، لا يفهم السلام إلا لغة التدمير والأرض المحرقة، تكتب يا سيدي والغير ينظر الى الكل على أنه سلعة ، في زمن الجنون زمن تتهاوى فيه القيم وتظهر فيه الفتاوى السياسية يسكت السلام وتبقر الكلمة الجميلة والشعر الرائع في بطون أصحابها ، والكل يريد السلام ، ولكن الكل يريده على طريقته، ألف شكر على رائعتك ونحن بإنتظار أكثر
دمت لنا
لك تحياتي .
نبيل

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 18-09-2006 الساعة 12:53 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18-09-2006, 01:11 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيز نبيل
تحيّة

لا أفكر كثيراً بموقف ورؤى الآخر، كائناً مَن كان هذا الآخر، عندما أكتب نصّي، لأنّي أكتبه كما أحس وأشعر وأرى وبحسب الحالة الابداعية وجموحات المخيلة!
وغالباً ما أعيد صياغات نصوصي قبل نشرها، خاصة من الناحية الفكرية والبنائية للنص، وعندما أوقّع على النص وأدفعه للنشر، أعلم ضمنا أن هناك الكثير الكثير مما لا تتوافق رؤاه مع رؤيتي فيما أنا ذاهب إليه، وأجمل ما في الأدب والإبداع هو هذا الاختلاف..
من جهتي لا أتعمّد الاختلاف بقدر ما أتعمّد كتابة نص بحسب ما أراه مناسباً لتطلعاتي ورؤاي في الحياة!
لا أخفي عليك ولا على القارئ العزيز، أنني أتوقف عند الموضوع ـ المضمون بدقة، ونصي غالباً ما يكون موشّحاً بفكر ورؤية تخالف اعوجاجات ما أراه على هذا الكوكب المسكين! فإذا البشرية برمتها لم تكترث للسلام كما أراه، لا يهمني رأي البشرية، المهم أن رأيي يعجبي وهذا جل ما أتوخّاه، سيأتي يوم من يتبنَّى وينظر إلى ما أراه بعين الاعتبار ..
.. هناك أخبار طيبة سأوردها في موقع عزيزنا الصديق فؤاد زادية تتعلق بالنص الذي بين أيدينا:
السلام أعمق من البحار، وقد سبق وأشرت إلى هذا الأمر في سياق ردي وتعقيبي على الصديق فؤاد مدير الموقع!

أحييك يا عزيزي نبيل على متابعاتكَ لعوالم نصي، آملاً أن تحقق مساهماتي الفائدة والمتعة لكَ وللأحبة القراء كل القراء!
مع عميق مودتي واحترامي
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-09-2006, 07:56 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي

العنوان واضح وهو يعطي المعنى بشكل كاف وقد لا يفيد كثرة التعليق من قبلي على روح النص فهو نص جميل وله مدلولات بعيدة لنا علينا أن ندرك فحواها ونحسن التعامل مع مضامينها. شكرا لك يا شاعرنا المبدع.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke