Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-08-2005, 08:45 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي أنشودة الحياة ـ نهاية الجزء الأوّل ـ 10 ـ

أنشودة الحياة


[الجزء الأوّل]
( نصّ مفتوح )


آهٍ يا نجمةَ الصَّباح..

أحلامٌ مبقَّعة بالدمِ

مرشوشة على خارطةِ الجسدِ!

مهما سلَّطوا سيوفهم

على رقابِ الكلمات

فلَنْ تُطالَ سيوفُهُم

شراسة الكلماتِ

لن تُطالَ ليونة الكلماتِ

لَنْ تُطالَ وهج الكلماتِ

لَنْ تُطالَ عمر الكلماتِ

لَنْ تُطالَ مجد الكلماتِ

لَنْ تُهزمَ الكلمات



وحدُها الكلمات ساطعة ..

شامخة فوقَ جبهةِ الزمنِ

فوقَ جبهةِ الحياة!



موجة تعانقُ موجة

نغماتٌ ساطعة

تتوالدُ من بهجةِ الجسدِ

تعلو كجبلٍ شامخٍ

كعاشقةٍ متوهِّجةٍ بنكهةِ اللَّيلِ!



أنْ يرقصَ قلبُكَ فرحاً

أنْ تغرقَ في بحارِ البهجةِ

تحتاجُ إلى أنثى عطشى للحنانِ

عابقة بالقرنفلِ

مكلّلة بالنَّدى!



تعالي أيّتها العابقة بالقرنفلِ

ايَّتها المكلَّلة بالنَّدى

لا تخفَي حنانَكِ

بين شقوقِ اللَّيلِ!

أريدُ أنْ أفترشَ فوقَ جناحيكِ

ينابيعَ حناني!



وحدُها أكوامُ الطينِ المتلألئة

في أعماقِ الذَّاكرة

تمنحني صبراً نقيّاً نقاءَ الحياةِ!



أنْ تبكي بكاءً منافساً

طعمَ الحنظلِ

لعلَّكَ تعيد توازنَ الرُّوحِ

جموحٌ غير طبيعي

نحوَ النَّقاءِ!



تفرشُ عجلات القطارِ ضجيجها

على شواطئِ الذَّاكرة كلَّ صباحٍ!

تنامُ النوارجُ برفقٍ

على منحدراتِ أفراحِ الطُّفولةِ

لماذا كلّ هذا الشَّوق

إلى دهاليزِ الذَّاكرة البعيدة؟

مطحونٌ أنا في دنيا من صقيعٍ

غربةٌ متغلغلة في باكورةِ الحلمِ

غربةٌ حارقة كوهجِ الجمرِ

أينَ المفرُّ من صقيعِ قطبِ الشِّمالِ

هل غضبَتِ الآلهة عليّ

فرمتني بين تلالِ الجليدِ؟

ثمَّةَ أَلَمٌ أكثرَ مرارةً من الحنظلِ

يجتاحُ برزخَ الرُّوحِ

ثمَّةَ شوقٌ إلى ذاتي المنشطرة

إلى ذواتٍ لا تخطرُ على بالٍ!

لَمْ يَعُدْ مساحة لحزني ..

حزني أخطبوطٌ يناطحُ شموخَ الجبالِ

انِّي أبحثُ عن وردةٍ مكثَّفةٍ بعبقِ الحياة

غداً سأرقصُ على إيقاعاتِ طبُولِ الغجرِ

رقصةَ الرحيل!



آثرَتِ العصافيرُ أنْ تبقى

فوقَ أغصانِ الخميلةِ

لا تريدُ أنْ تدهسَها أقدامُ الفِيَلة

طُرُقاتٌ ملأى بدماءٍ مخثَّرة

تطايَرَتْ ريشُ البلابلِ

آخذةً مساحةً غير مهدِّئة للأعصابِ

كُنْ يَقِظَاً من جموحِ الأمواجِ!



قاعاتٌ متماوجة احتراباً

حواراتٌ ساخنة

ملوكٌ ورؤساءْ ..

مؤتمراتٌ لا تُحصى

تفرِّخُ فقاعات ..

مناهجٌ يولدُ بين أحشائها

مجاعات



تهلهلَتِ القاعاتُ

دخانٌ كثيفُ الضَّبابِ ..

مفارقاتٌ مذهلة

وصلَ التَّصفيقُ

إلى أقاصي المجرَّات



تزلزلَتِ الدُّنيا

عجباً أرى

ما يزالُ رهانهم

قائمٌ على ضخامةِ الفقاعات!

فقاعاتٌ

فقاعاتٌ

فقاعاتْ!



تبلَّلَ وجهُ الضُّحى بالياسمين

فتوافدَت أسرابُ الحجلِ

من أعالي الجبال

قاصدةً ندى الصَّباح

فارشةً أجنحتها

على تموُّجاتِ الفرحِ



تراقَصَتِ الفراشات

على إيقاعِ حفيفِ الأشجارِ

مشكِّلةً تدرُّجات

ألوان قوس قزح ..



خصوبةُ الأرضِ تنضحُ بهجةً

تناولَتِ الحجلُ عسلاً برّياً

وانزلقَتْ فراخها

بأقراصِ العسلِ!



مَنْ يستَطيعُ أن يبدِّدَ ضجري؟

مَنْ يستَطيعُ أنْ يقهرَ ألمي؟

مَنْ يستَطيعُ أنْ يفْهَمَ

حُبِّي المذهل للحياة؟



نحتاجُ قروناً

كي نفهمَكِ ياحياة؟

يحبو الإنسانُ نحو الارتخاءِ

نحوَ التَّلاشي

هل يستوعبُ الشُّعراءُ وجعَ الانطفاءِ

أمْ أنَّهمْ لا يبالونَ من عتمِ اللَّيلِ

ولا من حشرجاتِ الانطفاءِ؟

إيماناً منهم أنَّ قاماتَهم شامخة

عبرَ كلماتٍ كتبوها

على صدرِ الحياةِ

كلمات مشبَّعة برحيقِ العمرِ

متوهِّجة في أركانِ الكونِ

متصالبة معَ خيوطِ الشَّمسِ

كلمات ستبقى

شامخةً بعدَ زمهريرِ العمرِ

غير قابلة للانطفاء!



ذرفَتْ أمٌّ عجوز دمعتين ليلةَ العيدِ

لم يكُنْ لدى الأطفال الصِّغارِ دمىً

لا حلوى ولا عناقيد!

حُزانى بينَ الأصدقاءِ

لباسٌ رثٌ

مسحةٌ من الحزنِ

انبثقَتْ من شغافِ القلبِ

وجعٌ غير مرئي تطايرَ

من فروةِ الرأسِ



إحدى علامات بؤسِ الحضارةِ

طفولةٌ في قمّةِ الأفراحِ

وطفولةٌ أخرى في قمّةِ الأوجاعِ!

لماذا لا نعقدُ قمّةً مشتركةً بينهما

ونمنحُ قلوبَ الحزانى

فرحاً وابتهالاً؟



مفارقاتٌ تدمي تشعُّبات حُلُمي

في صباحِ العيدِ

اندلقَتْ محبرة

ارتشَفتْهَا مساحةُ خيالٍ

منقوشة على امتدادِ

ذاكرةٍ من حجر!



عندما تعبرُ سفينتَكَ

عبابَ البحارِ

شوقاً إلى نجمةِ الصَّباحِ

تذكَّريني ..

واعلمي أنَّ جموحَ الرُّوحِ

يزهو في قبّةِ السَّماءِ!



ثمَّةَ فرحٌ يهيمنُ

على تضاريسِ الجسدِ

يتبرعمُ حولَ أغصانِ المساءِ

ثمّةَ أنثى من لونِ الحنانِ

معبَّقة برائحةِ الكرومِ

تتواصلُ أمواجها الهائجة

معَ انتشاءِ الرُّوحِ

تتصالبُ بانتعاشٍ عميقٍ

معَ ذبذباتِ الشَّهيقِ

مبدِّدةً بثقةٍ مبهرة

ضجرَ المكان!



تمرُّ السُّنونُ

تفرُّ من بينَ جفونِ الشُّهورِ

الأسابيعُ محطّاتٌ يتيمة

غائرة في بحيراتِ الضَّجرِ

يقصُّ الزمنُ من جسدِ العمرِ

أغصانَ الخصوبةِ

يمتصُّ جموحَ الشَّوقِ

إلى براري الطُّفولة

العمرُ قصيدةٌ عصماء

فسحةٌ قصيرة للغايةِ

متى سأكتبُ عن رحلةِ ضجري

في الحياةِ؟

وجعٌ موشومٌ في سفوحِ العمرِ

في غديرِ الذَّاكرة

وجعٌ يخلخلُ شراعَ العمرِ

تعالَي .. اقتحمي أوجاعي

بدِّديها تحتَ قبابِ المحبّة

وحدُها المحبّة قادرة

على انتشالِ العمرِ

من لظى الأوجاع!



اقفزْ ببسالة فوقَ خفافيشِ هذا الزَّمان

اذهَبْ بعيداً في براري الرُّوحِ

وارمِ كلَّ المنغِّصاتِ

في ثنايا الرماد!



اصعَدْ بهمّةِ الصناضيد

إلى قممِ الجبالِ

عندما تصلُ إلى مرحلةِ

أنْ تضحكَ دونَ تحفُّظٍ

من هيبةِ الصَّولجان

آنذاك

اعلَمْ أنَّكَ عبرْتَ دونَ وجلٍ

إلى تضاريسِ المكان!



تمعَّنْ طويلاً في سقفِ الزِّنزانةِ

تأَمَّلْ طويلاً ينابيعَ الطُّفولةِ

حاولْ أن تثقبَ رعونةَ الزَّمهريرِ

محلِّقاً في فضاءِ الكتابة



بحثاً عن نشوةِ الإبداعِ!



نهاية الجزء الأوّل من أنشودة الحياة


... .... .... يُتبَعْ بأجزاء أخرى!



صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم


موقعي الفرعي عبر موقع الحوار المتمدّن




التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 30-08-2005 الساعة 08:55 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:53 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke