Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-09-2005, 04:15 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان! ـ ج 4 ـ 1 ـ

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان!
أنشودة الحياة*
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]

1





.... .... .... .... ....

حزنٌ مكعَّبُ الأطْرَافِ

يَشْطَحُ صَوْبَ خُصُوْبَةِ الروحِ

حُزْنٌ كَطَعْمِ الترياقِ

أكْثَرَ مرارةً مِنَ الْعَلْقَم

عيونٌ تتورَّمُ بؤساً

جحوظاً

غيظاً



الإنسانُ ومضةُ حزنٍ

وخزةُ عارٍ

في صنعِ المعارك



الأرضُ سهولٌ ممتدّة

تستقبلُ أوجاعَ الضمير

تلملمُ شيخوخةَ هذا الزَّمان

صامدة

غير قلقة من جموحِ البشرِ

من غليانِ الكائنِ الحيِّ

من جراحِ المحبّةِ

من قدومِ الطوفان!



الإنسان مشروعٌ فاشلٌ

في محرابِ الحياةِ



تائهٌ خلفَ لذائذٍ من سراب

غير مبالٍ بأرخبيلِ المحبّة



جلَّ تفكيره متمحورٌ

حولَ غريزةِ الفناءِ

يرمي قنابلَهُ

على شفاهِ الكونِ



نسى أنَّ رحلتَهُ في الحياةِ آنيّة

نسى أنَّ رحلةَ العمرِ

هي بناءُ جيلٍ مسالمٍ

مشبَّعٍ بالخيرِ والوفاءِ



الأرضُ عروسُ البحارِ

عروسُ اللَّيلِ والنَّهار

الأرضُ مرصَّعةٌ برداءِ الرَّبيعِ

باخضرارِ الصَّباحِ

بخصوبةِ السَّلامِ كلّ مساء



الإنسانُ كتلةٌ نافرة

مؤرّقة بالضَّجرِ

متعطِّشة لرشرشةِ وجهِ الدُّنيا

بالسَّوادِ



دموعي تلتقي

معَ رذاذِ اللَّيلِ

حزني يضاهي تخومَ المراراتِ

يقارعُ سماءَ الحلقِ

يصبُّ في تقعُّراتِ الحلمِ



حزني

اخطبوطيُّ الانشطارِ

يحرقُ تفاصيلَ الذَّاكرة الموغلة

في شواطئِ الطُّفولةِ

يدمي شهقةَ البراءةِ

القابعة في المساءاتِ البعيدة



لم أنهضْ من فراشي صباحَ العيدِ

حزنٌ مخيفٌ كأنيابِ التَّماسيحِ

يسمِّمُ شفافيةَ رؤاي!



الأرضُ تلملمُ جراحي

تسقي غليلَ الشَّوقِ

تهدِّئُ اصطراعَ القلبِ

من وجعِ الأيّامِ



وحدُهَا الأرضُ

تداعبُ لُجّةَ الأحلامِ

تفرشُ بساطَ الأمانِ

لأعشابِ الرُّوحِ



الإنسانُ كرتونٌ غير مقوَّى

يتنطَّحُ

لمجابهةِ جبروتِ الطَّبـيعة

لكسرِ أغصانِ الطُّفولة



يتشرَّبُ بشراهةٍ

جموحَ الجسدِ

نحوَ عوالمِ الفساد



الإنسانُ دهاليزٌ سوداء

مرتَّقةٌ بحبلِ الغرائزِ

جنونٌ حتَّى النِّخاعِ



آهٍ .. صداعٌ متطاولُ الأوجاعِ

يلازمني في كلِّ حين

كأنّه محشوٌ بالأشواكِ



وجعٌ عندَ الصَّباحِ

عندَ منتصفِ الظهيرةِ

قبلَ حلولِ الظلامِ

عندَ المساءِ



وجعٌ

حتّى

بزوغِ

الشَّفقِ



أينَ المفرّ

من مضاعفاتِ الصُّداعِ؟



الأرضُ تمتصُّ أوجاعَ البشرِ

تهدِّئُ بحنانٍ

أمواجَ البحارِ



تغازلُ نجومَ اللَّيلِ

تفتحُ صدرَها بكرمٍ

لكلِّ الكائنات



الأرضُ صديقةُ الورودِ

صديقةُ الرِّيحِ واليمام

الأرضُ بستانُ محبّة

حضنُكِ يا أرض

ولا كلَّ الأحضانِ!



الإنسانُ

صديقُ الكائناتِ الشَّائكة

ينحو منحى الافتراسِ

بعيدٌ عَنْ أواصرِ المسرَّةِ

رحلةُ بكاءٍ

موشومة على صدرِ اللَّيلِ



الأرضُ شهقةُ طفلٍ

مبلَّلة بالخيرِ



مخاضُ أنثى حبلى بماءِ الحياةِ

بسمةُ وليدٍ

في صباحٍ باكر



الإنسانُ ..

إلى أين؟!

آهٍ ..

هجرَ إنسانيّتَهُ

هجرَ براءةَ الطُّفولةِ

ماتَتْ توهُّجاتُ القلبِ

فرَّتِ الرُّوحُ

عابرةً دكنةَ اللَّيلِ

متواريةً بينَ طيّاتِ الغيومِ

تعودُ هاطلةً

معَ زخّاتِ المطرِ

الأرضُ مهدُ اللِّقاءاتِ

لقاءُ الأرضِ معَ شفافيّةِ الهواءِ

معَ خيراتِ السَّماءِ



الأرضُ نعيمٌ مكتنـزٌ بالخصوبةِ

بستانٌ مطرَّزٌ بالذَّهبِ

بحارٌ

حُبْلى

بالمرجانِ

واللؤلؤ



الأرضُ أمُّ المحبّة ..



الإنسانُ كائنٌ غير آمن

يترنَّحُ خبثاً

تسطعُ من جنباتِه

معاهداتٌ فائرةٌ بالدَّمِ



يكسرُ أجنحةَ الحمامِ

أجنحةَ الطُّفولةِ

براعمُ الحياةِ



الإنسانُ أنانيّةٌ بغيضةٌ

بحيرةُ المتاهاتِ

طاؤوسٌ أهوجٌ

جوعٌ يجنحُ نحوَ جوعِ الضِّباعِ



الأرضُ أمٌّ مباركةٌ

صامدةٌ في وجهِ الأعاصيرِ

في وجهِ شرورِ الإنسان



سفينةٌ شامخةٌ

تقودُكَ إلى برِّ الأمانِ

متسامحةٌ

غزيرةُ العطاءِ

جليلةٌ

فوقَ وجهِهَا

تركنُ خصوبةُ الوجودِ



الإنسانُ طاقةٌ مهدورة

مُسخَّرة

لبناءِ هيكلِ الشَّيطانِ



طريقٌ مكلَّلة بشوكِ الصّبّارِ

وجعٌ يؤذي بهجةَ المحبّين

ورمٌ ينمو ليلَ نهار



الأرضُ بحيرةٌ مكلَّلةٌ بالورودِ

مشبَّعةٌ بنكهةِ الحشيشِ

برحيقِ البيلسان!



كوكبٌ منبعثٌ

من وهجِ الآلهة

مرتكزٌ على شهيقِ السَّماءِ
... ... ...... ..... ... يتبع!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com


*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الرابع، حمل عنواناً فرعياً:
الإنسان ـ الأرض ، جنون الصَّولجان

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 21-09-2005 الساعة 04:19 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-09-2005, 08:04 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,949
افتراضي

أستاذي الكبير صبري

لدى قراءتي لنصك الشعري الجميل والمحلّق هذا لفت انتباهي عبارة تشبيهك القائلة:

"الإنسانُ كرتونٌ غير مقوَّى"
وتذكرت ما فاله قبل عشرات السنين المفكر الماركسي ماو تسي تونج حين قال وهو يطلب من روسيا الشيوعية آنذاك أن تنهض معه لمحارة الأمريكان والإستعمار الغربي بالقول: إن الأستعمار نمر من ورق" فردّ عليه خروتشوف بالقول ساخراً منه "إن لهذا النمر أنياباً ذريةّ!" وهل تصح مقولة الأول أم الثاني أم الإثنين معاً؟ فهذا ما لا يعرف بعد! لكن الذي يعرف ويكاد يعرفه الجميع لأنه صار من البديهيات هو "أن الإنسان هو في عصرنا هذا لا يساوي شيئاً" وباتت المصالح الدولية تلعب به كرة متقاذفة هنا وهناك ويو يدفع أثمان هذه الركلات من مصيره وحياته ومستقبله.
أشكرك يا عزيزي على هذا العطاء الجميل وإننا نطرب دائماً بتغريدك في دوحة منتداك الذي يحبك ويحب جميع أحبته المشاركين فيه. لكم جميعاً كل الشكر فؤاد






رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-09-2005, 09:24 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد

تحيّة طيّبة

أرى في الكثير من الأحيان "الإنسان كرتون غير مقوَّى!" لماذا؟

لأنّه ينصاع إلى ترّهات الحياة تارةً، ويتهلهل أمام مغريات الحياة تارةً أخرى، ناهيك أنَّ الإنسان ـ الغول، غول آخر زمان، قد طحن الأخضر واليابس، من جهة أخرى فإن هذا النصّ يحمل بعداً حول انجراف الإنسان نحو المصالح السقيمة ضاربا عرض الحائط ، كيان الإنسان ككائن سامي، فأكثر من يفترس الإنسان هو الإنسان نفسه، لهذا فقد أجريت مقارنة ما بين الإنسان والأرض فوجدت أن الأرض تتفوَّق على الإنسان من أغلب مناحي الحياة، ألا ترى معي أن الحروب تقوم ركباً، مع اننا في بداية ألفية جديدة، ومن المفروض أن يخطط الإنسان لرفاهية البشر ـ الإنسان، لكن لللأسف الشديد تراه يركِّز جلّ إهتمامه على الإقتصاد وكأن الإقتصاد هو محور الكون والحياة، أنا لا أقلل من قيمة الاقتصاد لأنه عصب الحياة، لكن من العار أن يتحول إلى هدف بحد ذاته فهو أي المال وسيلة للعيش وليس هدفاً نعيش من أجله، وفي سياق النص أطرح وجهات نظر عديدة حول سياسات مهووسة بالدولار، سياسات مهبولة، مقعّرة، ملولبة مثل جحور الأفاعي، جل هدفها هو المال، تزجُّ الإنسان ـ العبد الفقير في حروب أقل ما أقول عنها قمة الجنون، جنون آخر زمان، وقد أشرت في أكثر من موضع شعري أن جنون البقر ناجم عن جنون البشر، لأن (بعض) البقر أعلنت جنونها من خلال ما شاهدت من تفاقمات جنون البشر! وأرى أن بعد قرنين أو ثلاثة أو خمسة قرون قادمة أن الإنسان سيضحك من بشر هذا الزمان، حيث كل شيء متاح له ومع هذا فالحروب تقوم ركباً، سياسات على أكثر من صعيد، .. عالمية معفّرة بروث البقر! نص مشاكس، أضع من خلاله أصابعي الرفيعة على جراحات الإنسان في هذا الزمن الأحمق!

وإليكَ يا صديقي العزيز، النص كاملاً ( ديوان كامل، الجزء الرابع) من أنشودة الحياة، منشور في موقع : بيتنا، أضخم دليل عربي في البلاد، عبر الرابط التالي:


http://www.bettna.com/main/she3er/sabreyosif1.htm


وسأنشر النص عبر حلقات ليتسنّى للقارئ المتابع الإطلاع على هذا النصّ بهدوء ويقدِّم وجهات نظره عبرالمنتدى ..

وأودّ أن أنوّه للقارئ العزيز، والقارئة العزيزة، لو لم يكن لديه/لديها صبراً طويلاً أن يتجنّب/ تتجنّب قراءة هذا النص لأنّني أرى فيه ضجراً فسيحاً لأنّ النص يعكس حالات ضجرية متجذِّرة في الكثير من جغرافيات العالم، وبنفس الوقت ربما يجد القارئ العزيز متنفِّساً لما يراه من فجائع كل صباح، لذا أحببت التنويه!


مع خالص المودّة والإحترام
صبري يوسف ـ ستوكهولم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke