Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2005, 03:24 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي شطحات جموح الخيال ـ ج 2 ـ 4 ـ

شطحات جموح الخيال

[أنشودة الحياة*]

(نصّ مفتوح)


إهداء: إلى المصوّرة الفوتوغرافيّة الزَّنبقة السَّوداء





زنبقة سوداء ..

جذورُها درباسيّة

رمتْهَا عواصفُ هذا الزَّمان

في غربةٍ كثيفةِ الاخضرار


تصوِّرُ وروداً ورذاذاتِ الصَّباح

تعشقُ الزهورَ البرّية


وجهٌ يحملُ رحيقَ الزُّهورِ

تتمتّعُ بحياةٍ هادئة

منبسطة

على امتدادِ بهجةِ الطَّبيعة


زنبقة سوداء

نقيّةُ العطاءِ كدموعِ الأطفال

متجذِّرة في سهولِ الشِّمال

ترعرعَتْ في بيتٍ من الطينِ

على تخومِ الدرباسيّة

على مقربةٍ من ينابيعِ الفرحِ

على أمواجِ الرَّحيلِ


زنبقة سوداء

متوغّلة في وهجِ الشَّمسِ

هاربة من ظلالِ المرافئِ الخاملة

عابرة هضاب الغربة


تبحثُ عن أنواعِ النَّفلِ

عن قبّراتٍ مختبئة

تحتَ أغصانِ الفرحِ


تلتقطُ صوراً متطايرة

من أهدابِ الحياةِ

تخصِّصُهَا

لاستراحاتِ مرافئِ العيونِ


زنبقة مسربلة بالخجلِ والحياءِ

تنضحُ حبّاً مستتراً

لقلوبٍ عطشى للربيعِ

لفراشاتٍ حالماتٍ بعشقِ النَّجوم

ِ

هداهدُ الرُّوحِ طارَتْ

حطّّتْ على أغصانِ القرنفل


تاهَتْ عصافيرُ الجنّة من الجنّة

ما كانَتْ تعرفُ أنَّ الجنّة جنّة

طارَتْ صوبَ القمرِ

اختطفَهَا نيزكٌ

من بين وجنةِ القمر!ِ


شواطئٌ مفروشةٌ بالدِّفءِ

ملتحفةٌ بمنحدراتِ الفرحِ

تهفو نحوَ حقولِ الشِّمالِ

صحارى الشِّمال

مللُ الشِّمال ..


وهجٌ

انزلقَ من خاصرةِ ذاكرةِ الشِّمال

عبر ظلالِ الرُّوحِ

آخذاً غفوةً

بين أحضانِ الياسمين ..


أقراصُ العسلِ

مجبولة بوهجِ الشِّمالِ


بحارٌ هائجة

تصرخُ في وجهِ الرِّيحِ


أحلامٌ مبعثرة

تتبرعمُ بين بتلّاتِ الزُّهورِ

صورٌ نابعة

من هسيسِ الطَّبيعةِ

من وهجِ المسافاتِ


تخبِّئُ ليالي الشِّمال

في تعاريجِ غربتِهَا

تغزلُ من المساءاتِ الطَّويلة

صوراً ناضحة بالشَّوقِ

إلى مفاصلِ الرُّوحِ


زهرةٌ بيضاء

كقلوبِ العذارى

وشاحٌ بنّي ضاربٌ إلى السّمرةِ

يعانقُ ضفائرُهَا المتدلّية على خدودِهَا

في وسطِهَا دائرة صفراء

منقطّة بزهورٍ ناعمة

ملوِّنة بالمرجانِ والنِّعناعِ البرِّي


تضحكُ الزَّهرة

في وجهِ ناظرها

تنطقُ براءةً ..

عذوبةً


زرقةٌ شفّافة فاتحة

بضعةُ بتلِّات غامقة الزُّرقة

في وسطِ زهرة

مكثَّفة بالنَّقاءِ والهدوءِ


تبدَّدَ ضجري

أغصانٌ خضراء مزنّرة بالشَّوقِ

إلى بيوتِ الدِّرباسيّة

إلى أزقةٍ غائصةٍ بالحزنِ

إلى مساءاتٍ بعيدة

إلى قبورٍ نبتَتْ عليها أوجاع الغربة

إلى أخٍ تاهَ

في سراديبِ هذا الزَّمان

إلى صديقاتها المتدلدلة

في تجاويفِ الذَّاكرة!


صباحٌ من جليد!


غابَتِ الدَّمعة الطَّافحة

عبرَتْ سهولَ القلبِ

اهتاجَ البحرُ

من خصوبةِ الاشتياقِ!


ثمَّة صورٌ تداعبُ الخيال

تنمو على شواطئِ العمرِ

تحطُّ الطُّيورُ المهاجرة

على أكتافِ المساءِ

تستريحُ من عناءِ الإنتظارِ


تاهَتْ الرَّسائلُ

غرقَتْ في أعماقِ المحيطِ

انتشلتْهَا عروسُ البحرِ


جمالٌ أبهى

من اخضرارِ الغاباتِ

أعبق من الزَّيزفونِ


غروبٌ متوهِّجٌ بحمرةِ الشَّفقِ

غيومٌ هاربة من دكنةِ اللَّيلِ


تفرشُ بياضَهَا

على بقايا خيوطِ الشَّمسِ

ملتحفةٌ بوشاحِ البحرِ


نثرَ الغسقُ احمرارَهُ

فتناثرَتْ حبيبات الشَّوقِ

من جنوبِ كاليفورنيا

عابرةً البحار الهائجة

مسترخيةً ظلالها

فوقَ أوجاعِ الدِّرباسيّة

تستأنسُ بأشجارِ اللَّوزِ

لا ترغبُ العودة

إلى خلفِ البحارِ


عجباً .. غيومٌ سارحة

طفلةٌ من قرنفل

حلمٌ لا يفلتُ

من زنّارِ الذَّاكرة

أرخَتِ الذَّاكرة أوزارَها

على هاماتِ البحرِ


سهولٌ خضراء

تمتدُّ من جموحِ الأمواجِ

نحوَ قببِ الرُّوحِ المنفلتة

من جبالِ طوروس

مروراً بالدِّرباسيّة

وبحيرات استوكهولم

حتّى مروجِ الزَّنبقة السَّوداء

في مرتفعاتِ كاليفورنيا!


بلادُ الغربةِ والبكاءِ

على قارعةِ الرُّوحِ


ثمارٌ ناضجة

منقّّطة بالعذوبةِ

تنتظرُ طفولة مسربلة

بنسيمِ الصَّباحِ


زهورٌ ورديّة ذات بتلات رفيعة

كخيوطِ الشَّمسِ

يتوسّطهُا تاجاً ضارباً

إلى اصفرارٍ مذهَّبٍ

يعانقُهُ البياض النَّقي

خلفه غابة كثيفة الاخضرار

فرحٌ هاطلٌ

من خاصرةِ السَّماءِ


انقشعَ حزني

نما في شواطئِ الرُّوحِ براعمٌ

من لونِ النَّدى


فاكهةٌ تميلُ وجهَهَا للشمسِ

زهرةُ الرُّمّانِ

وجهٌ مفتوحٌ لنكهةِ الحياةِ

يتوسطُهَا عينٌ خضراء غامقة

كأنّها تقرأُ

ما يجولُ في خاطري من اندهاشٍ


أدهشتني غابات الجمال

رذاذات المتعة

وجهٌ أبهى من عشّاقِ اللَّيلِ

أنقى من وداعةِ النَّسيمِ

وجهٌ ينضحُ فرحاً

شوقاً إلى بساتينِ الطُّفولةِ


بتلّتان لزهرةٍ مذهّبة تتعانقان

بينهما فاصلٌ صغير من الجانبين

بتلاتٌ متعانقة من الجهةِ المقابلة

براعمٌ في طورِ الانفتاح

انفتاحُ الكونِ على أحزانِ الطُّفولة


غصنٌ شامخٌ ..

اخضرارٌ متصالبٌ بشهقةِ البحرِ

زهراتٌ ململمةٌ على بعضِهَا

بانسجامٍ لذيذٍ

متوهِّجةٌ بالشَّوقِ

إلى ياسمينِ الرُّوحِ


يداعبُ النَّدى خدودَ النَّهارِ

فتهطلُ رذاذات المحبّة

على أغصانِ اللَّيلِ


تسقي صحارى الحلم

خيوط بتلات زهرة بنفسجيّة ناعمة

كأيدي أطفال الملائكة


خيوطٌ منحنية في نهاياتِهَا

متصالبة مع تغريدِ البلابلِ

في وسطِهَا دائرة قمريّة

مبهرة تويجاتها

يشعُّ من وجهِهَا حروف مذهَّبة

تسندُ أحلامَهَا

على خشبةِ الخلاصِ!


زهورٌ بيضاء صغيرة

تنافسُ الأقحوانَ رونقاً

تطايرَتْ بذورها

من أزهارِ الجنّة

سقطَتْ فوقَ خدودِ التُّرابِ

فأزهرَتْ انتعاش الرُّوح

شوق الانسان

إلى بساتينِ المحبّة

استرخَتْ فوقَ الرِّمالِ الناعمة

نامَتْ على إيقاعِ وشوشاتِ البحرِ!

... ... ... ... ... ... ... يُتْبَعْ!




ستوكهولم: 23.02.2003

صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم






* أنشودة الحياة: قصيدة ملحمية طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كل جزء بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الذي يليه، وهذه القصيدة مقاطع من الجزء الثاني حملت عنواناً فرعيّاً:

شطحات جموح الخيال.

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 03-09-2005 الساعة 03:27 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-09-2005, 03:42 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,949
افتراضي

عزيزي صبري

كمْ من زنابق في حياتك يا رجلْ *** تسعى إليها في هدوء لا عجلْ

خفّفْ علينا حملنا يوم العملْ *** وانشرْ فؤادك رحمةً ما منْ وجلْ

إنّ الزنابق كلّها في مقتبلْ *** منك التواصل في مزيد منْ قبلْ

هات اسقنا منها مزيداً في عجلْ *** واخلصْ إلى ضمّ عناق يا رجلْ!

إنّي أشاؤك مارداً خصباً فحلْ *** دعْ للزنابق عرسها فيما انفعلْ!

قلْ لي بربك هل لقولي من أملْ؟ *** فيما يراه هل سيسمعها أجلْ؟


مع تحياتي الجميلة وصدق مشاعري وللعلم فقد هاتفت اليوم الدكتور الأب يوسف سعيد وعلى الرغم من عدم معرفته الشخصية بي (لكنه سمع عني) سرر جداّ وأطربتُه قولا جميلا صادقاً وأمتعته بما كان في حاجة إلى سماعه. إنه رجل رائع وسعدت بحديثي معه ورجاني أن أستمر وشكرني بل قلت له أنا الذي عليه أن يشكرك. قلت له سيلتقي بك صديق العمر الأستاذ صبري يوسف في جنازة المرحوم عيسى القس أفرام يوم الأحد (غداً) وسيحدّثك عنّي وكانت سعادتي كبيرة في أن صحته لا تزال جيدة على الرغم من هذا الأذى الذي تمّ إلحاقه به من قبل بعض النفوس الضعيفة.
سأكتب له اليوم على صفحة الموقع مثلما وعدته مقالة بعنوان "رسالة محبة وتقدير للأب الدكتور يوسف سعيد".
لك خالص تحياتي وشكري على نشاطك المبدع راجياً لك التوفيق في جميع مشاريعك الحياتيّة و(خاصة) فيما نظمته لك الآن وعلى الفور من أبيات شعر وما تحمله من مضمون واضح لديك!!!!!
أخوك فؤاد

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-09-2005 الساعة 11:45 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-09-2005, 11:42 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد

إلتقيتُ مع الأب يوسف سعيد يوم تشييع جنازة العزيز المرحوم عيسى القس، وبلّغته تحياتكَ مشيراً إلى أنكّ ستتصل معه قريباً، وكان هو قد سمع عنكَ لأنني كنتُ وغيري قد تحدّثنا له عنكَ وعن إهتماماتكَ العديدة، شعرياً ولغوياً ..

أحييك يا صديقي على مروركَ الشفيف على نصوصي وعلى مشاعركَ الطيبة وشعركَ الجميل، النصوص ستهطل عليكم تباعاً، وآمل أن يستمتع كلَّ الأحبة القراء والقارئات في قراءة نصوصي ..

مع خالص مودّتي وإحترامي
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:51 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke