الشماس كوركيس نيسان بيري ...يتحدث عن كبش المحرقة عيسى عزو

[هشام شمعون]

كبش المحرقة ......عيسى عزو
شاهد عيان الوحيد عن احداث جرت في ازخ الشماس كوركيس نيسان بيري يتحدث عن كبش المحرقة عيسى عزو و الخيانة و البطولة معا في ازخ البطلة دوما علينا ان نتعلم من تجاربنا وهذه سنة الحياة فتراثنا الازخيني ملئ بالصور الكثيرة من الخير و الصور القليلة من الشر و هذه واحدة منها و قد لبست هذه الصورة ثوب القذارة التي دوما تلصق بالمسيحي في الشرق .ألا و هي التجسس و العمالة لصالح الدولة الذي هو متواجد فيها على حساب شعبه وأهله و الحالة التي نحن فيها تمثل قمة القذارة اللا اخلاقية التي تمثلت بالافساد و الاخبار على شخصية بقيت محيرة للعدو و يريد بأي طريقة كانت ان يقبض عليها و لكن اغراء المال من ناحية و التقرب من السلطة من ناحية اخرى جعلت احد ضعفاء النفس و الدين و الاخلاق ان يسقط في هذا الاختبار فقام يخبر عن هؤلاء الابطال للحكومة ليحصل على حفنة من المال و يبدو ان يهوذا دوما موجود بيننا وان تغير اسمه لكن خيانته لن تتغير و الحكاية تبدأ كما يرويها لنا شاهد العيان الوحيد الباقي في الحياة الا وهو الشماس الطيب الذكر كوركيس نيسان بيري .كما يلي ... المرحوم عيسى عزو من ازخ و رفيقه ملكي سعيدو من باسبرين كانوا اتخذوا مهنة لهم لكي يعيشوا منها في ذلك الزمن الاغبر حيث الجوع و الفقر الا و هي"مهربين"او قجقجيةو هي: تقطيع الناس و توصيلهم الى العراق و العودة منها لانهم كانوا مسلحين و مدربين على السير بالليل مقابل القليل من المال من المحتاجين من اهلهم لكي يسافروا الى العراق من اجل العمل او اخذ اغراض و بيعها هناك و العودة مرة اخرى الى ازخ و.ذاع صيتهم على السنة الناس بالكثير من الاعجاب و التكبير و النظر اليهم كانهم ابطال مخلصين لحالات الفقرو الجوع المسيطرة على ازخ الى ان سمع مديرناحية ازخ المدعو اكرم بيك"كان اسود اللون و كان يطلق عليه المدير الاسود بان عيسى و رفيقه ملكي لهم اتصالات بالعراق و يوصلون الناس للعراق فرفع الخبر لقيادته التي اوصته ان يتم القاء القبض عليهم فطلب أكرم من اهل ازخ ان يتم اخباره بموعد وصولهم الى البيت مقابل حفنة من المال .و في احد الايام كان هذين البطلين في ازخ و موجودين في دار المرحوم عيسى عزو و معهم سلاحهم و جالسين بالحوش لكي يسترحيوا قليلا و كان ابن عزو صغير في حضن والده و يدعى عزو وهو حاليا موجود في اوربا يداعبه الى ان مر من هناك احد المفسدين "المخبرين ..الذي اعتذر و بشدة الشماس كوركيس ان يذكر اسمه خوفا من الفتنة "فوجدهم جالسين في الحوش .فذهب بسرعة الى دائرة المدير و ليخبره بان المدعو عيسى عزو و ملكي هم موجودين في دار عيسى عزو و معهم سلاحهم و ليحصل هذا القذر على المعلوم من المال النجس . فقام المدير بسرعة و اخذ ثلة من الجندرمة تقريبا 40 جنديا من الجندرمة و حوط المكان فانتبهى عيسى و ملكي بانهم محوطين من الجندرمة .ملكي كانت البندقية بيده و بسرعة اطلق رصاصة باتجاه الجندي المقابل له حماية لنفسه و هرب الى بيت شكري هبكي في الكول و طلبوا منه اهل ازخ ان يضرب بالبارود ة تجاه الجنود لكن خاف ان يقوم اكرم بيك بحرق ازخ بحجة مقاومة الدولة اما المرحوم عيسى عزو كانت بندقيته داخل الدار فدخل الدار لياخذ البندقية و هم ليخرج فراى الباب محوط من الجندرمة فلم يستطع الهرب فاخذ فاس و صار ينقب بيت الجيران ليهرب من هناك... .يقول الشماس كوركيس : التفت الى صراخ المدير بقوة و يقول نجم نجم "وكان نجم مستخدم بالكراكون أي المخفر يا نجم اجلب لي صفيحة كاز و بسرعة.فقال له :امرك سيدي . و لما وصلت صفيحة الكاز فتحوها و جلبوا فاس و عملوا ثلاث حفرات تبعد الواحدة عن الاخرى حوالي عشرة امتار و صبوا الكاز بالحفرات العميقة التي تتصل بالقش و اشعلوا فيها النار واحترق في هذه العملية اربعة بيوت وهي بيت 1-عيسى عزو احترق كاملا و زوجة عيسى سكنت بعد وفاته عند بيت عزيزة زوجة كو ركيس اسو ثم بعد ذلك هاجر ابنها الى القامشلي و تزوج و سكن منطقة البشيرية ثم هاجر الى اوربا 2- بيت حدو صلطوا الذي سكن بعد حرق بيته عند ابنه صليبا سلطو ثم هاجر الى ديريك و كان عربنجي و يوجد له ابن مو جود في اوربا اسمه بولس .3- -بيت كورو صولكرين .4- -بيت الختيارة خاتون كتكتي و كان بيت صغير الذي سكنت عند بيت حنوكو صلوا و كان ابن عمها و لما كانت البيوت تحترق من كثر كثافة الدخان لم يقدر عيسى ان يحفر بل كان ينزل راسه في دماجنات الماء الموجودة لسقي البقر و التي تجلب من البيرمة التي هي ليست صالحة للشرب الادمي بقي ينزل راسه في الماء الى ان توفي و قبل ان يتوفي كان يضرب رصاص بالسقف و كانت الرصاصات تخترق السقف و تطلع و كانوا يهربون من المكان الذي كانت تخترق رصاصة منه و بعد هدوء عميق و البيوت الثلاث تحترق قال مدير ازخ اعتقد انه مات فليدخل احدكم و يخرجه فدخل واحد و اختنق من كثرة الدخان و هرب للخارج فدخل واحد ثاني و اخرجه و رفعوه الى السقف و يتابع الشماس قائلا : و انا قريب جدا منهم و يوجد اناس كثيرون من اهل ازخ يشاهدون الحدث فقام احد الجندرمة و اطلق على المرحوم عيسى رصاصة في صدره قالوا له لماذ تطلق رصاصة هو ميت فقال الجندي : لكي اتاكد من موته....و من المعلوم ا ن اهل ازخ تبرعوا في بناء البيوت المحترقة ........ وبعد خمسة ايام تقريبا جاءت لجنة من جزيرة ابن عمر لتحقق في امر حرق البيوت فاتوا الى بيت حدو صلطو الذي كان البيت الوحيد الذي احترق بيته كاملا و تضرر اكثر من غيره من البيوت المحترقة و قالوا هذا البيت المحروق تابع لمين فقال المرحوم حدو صلطوا هذا بيتي فقال له المحقق و كان مدير الناحية موجود مع المحققين مين حرق بيتك فقال لحدو انا حرقت بيتي فقال المحقق لماذا حرقته فقال انا حر و اردت احرق بيتي فحرقته" وهذه لحظة من لحظات الجبن التي سيطرت على اهلنا و ما تزال... خوفهم من قول الحق و للاسف ان المسيحي دوما مسيطر عليه الجبن و الرعب و الخوف و حالة لحدو واحدة منها " فكان المرحوم لحدو بشير واقف هناك قال له المحقق خذ الفاس و احفر لنرى عمق الحريق فاخذ الفاس و قال ليش احفر الا ترون الحجارة قد انحلت....وهذه حالة بطولية من قول الحق نطقها لحدو بشير فهز راسه المحقق و قال للجبان للحدو صلطو ابصم هنا على الدفتر فبصم و سافروا من حيث اتوا و في اليوم التالي كان المرحوم لحدو بشيرقد خلص عنده الكاز فاخذ الكازوزي تبعوه لكي يعبيها و طريقه يمر قدام بيت مدير الناحية أكرم فالتفت مدير الناحية و راه فقال له تعال لهون يا ابن الكلب لما اتى عنده انهال عليه بالضرب و قال له الحجارة حلت مو هيك يا ابن الحرام و هنا موقف بطولي للمراة الازخينية اللواتي شاهدن لحدو يضرب فهرعن لانقاذه من يدي المدير و استطعن افلات لحدو من يدي المدير فهرب من بين ايديه و لم يرجع الى البيت نهائيا خوفا من المدير حيث رحل الى سورية و قتل في حوادث ديريك عام 1941 و دفن في القامشلي و كان متزوج و له من الاولاد 4 و اعتقد ان واحد بقي حي و اسمه حنا .مثلما فعلت البقية الباقية من شعبنا و يا ليتها استمرت في العيش بسورية حيث نرى و نعيش الهجرة المنظمة الى بلاد الاغتراب و نترك مرة اخرى ماضيا سنبكي عليه و ذكريات سنتحدث عنها مثلما فعل الشماس الطيب الذكر كوركيس نيسان بيري .