Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ماتَ الحياءُ. شعر: فؤاد زاديكه
ماتَ الحياءُ
ماتَ الحياءُ و ماتتْ نخوةُ الشّرفِ عندَ الأعاربِ، أهلِ اللهوِ و التّرَفِ. ماتَ الحياءُ فلم يبقَ له أثرٌ غير التشدُّقِ بالأخلاقِ و الشّرَفِ. ماتَ الحياءُ، لأنَّ الخافيَ انكشفتْ عنهُ البراقِعُ مِنْ زِيفٍ و مِنْ قَرَفِ سَرْدُ الحوادثِ و الأحداثِ غايتُهم يومَ التفاخرِ بالتاريخِ و السّلَفِ سَرْدٌ يُخَفِّفُ عنهم عبءَ خِزْيِهِمُ لا صِدَقَ يكمنُ في التوصيفِ وا أسَفِي! حَرْفُ الحقائقِ عمّا كانَ واقعُها حَرفٌ توضّحَ فيهِ كلُّ مُنْحَرِفِ. باعوا الأمانةَ، خانوا عهدةً عقدوا. حُكمُ الأدلّةِ بالتزويرِ يعتَرِفِ. باعوا العروبةَ و الإسلامَ و انتهكوا عِرْضَ الكرامةِ، مُعتزّينَ بالخَرَفِ. و اليومُ يظهرُ هذا الوجهُ مُتَّشِحاً لونَ الرياءِ بداعي العشقِ و الشّغَفِ. إنّ المجازرَ في سوريّةَ انتشرتْ و الوغدُ يقتلُ في شعبٍ كَمُحْتَرِفِ (بشّارُ) جُرمُكَ ما استقوى لهُ عَضُدٌ لولا الحقارةُ مِنْ أعرابِ مُنْحَرِفِ. ماتَ الحياءُ، و ساقَ العارُ جَمْعَهُمُ سَوْقَ المواشيَ والأغنامِ للعَلَفِ. هل في بِضاعةِ ألفاظٍ لكم شَرفٌ؟ أم في بلاغةِ إنشاءٍ بلا شَرَفِ؟ إنّا نُسَجِّلُ للتاريخِ ملحمةً فيها البطولةُ و الأمجادُ، فَلْيَقِفِ كلُّ الحرائرِ و الأشرافِ مِنْ بلدي في وجهِ ظلمِكَ يا بشّارُ كالألِفِ فيها استقامةُ أخلاقٍ، و ليسَ كما يسعى الأعاربُ في لَفٍّ و مُنْعَطِفِ. ماتَ الحياءُ و ماتتْ أمّةُ العربِ فلتُعْلِنَ الحقَّ في إعلانِ مُعْتَرِفِ لا ينفعُ اليومَ في تلميعِ صورتِكِ مسعىً فأنتِ رمامٌ, أنْتَنُ الجيَفِ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|