Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
مزّقيني يا شظيّةْ
صبيّة في عمر الورد قضت شظيّةُ عنف أهوج على هذا العمر وإلى أن احتضرتْ على سرير آلامها، ظلّتْ تتحدّى الشظيّة التي مزّقتْ جسدها وصارت عالقةً فيه لا أمل من إخراجها من جسدها الغضّ هذا. كما لا أمل لها في الحياة. وكانت آخر كلماتها إلى رسول العنف والموت الذي حرمها والديها وإخوتها وصدّاقاتها ومدرستها التي كانت تحبّها حبّاً جمّاً:
مزّقيني يا شظيّةْ .. والحِقي بيّ الأذيّةْ فأنا أهوى الحياةَ .. إنّني البنتُ الصبيّةْ لنْ يموتَ الحلمُ منّي .. فهو عنوانُ القضيّةْ! أعشقُ ضمَّ الورودِ .. أجمعُ منها سريّةْ حينَ تأتي أمّي صوبي .. وأبي آتي الوصيّةْ مزّقيني ما استطعتِِ .. باسمِ (بدرٍ) (قادسيّةْ) باسمِ (جندِ اللهِ) أو تلك التي ثارتْ حميّةْ تغرسُ الأحقادَ تدعو .. للإبادةِ والبليّةْ كلّنا ندري أذاها .. فهي في هذا سخيّةْ. مزّقي ما شئتِ منّي ..بخفاياكِ الغبيّةْ! فأنا حينَ أموتُ .. تُفتحُ منّي الشهيّةْ أزرعُ نبتَ السّلامِ .. بين أبناءِ البريّةْ. كي أعودَ منْ جديدٍ .. وعلى عهدي وفيّةْ! كمْ قتلتِ منْ رفاقي .. كم حرقتِ أبجديّةْ! كمْ ظلمتِ كمْ قهرتِ .. كمْ كفرتِ يا وليّةْ! مزّقيني لا أخافُ .. لا أحبُّ العنصريّةْ فأنا بنتُ السّلامِ .. طلعتي منّي بهيّةْ! بسمتي فيها ثراءٌ .. وجنتي منّي نديّةْ! مزّقي ليس يهمُّ .. دعوةٌ باتتْ جليّةْ تفتكُ بالخيرِ وهيَ .. ترسمُ شكلَ الخطيّةْ! ما له غفرانُ قطُّ .. مَنْ يسوّغكِ قضيّةْ! مّنْ يسوّقكِ إليَّ .. وإلى غيري هديّةْ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|