Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ العراق

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2011, 06:56 AM
وحيد كوريال ياقو وحيد كوريال ياقو غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 64
افتراضي لماذا يشعر ابناء شعبنا بالغربة وهم في وطنهم الام العراق ؟

لماذا يشعر ابناء شعبنا بالغربة وهم في وطنهم الام العراق ؟
وحيد كوريال ياقو
تشرين ثان – 2011
في مقال سابق حول هذا الموضوع وتحت عنوان ( لماذا يفضل ابناء شعبنا الاغتراب على العيش في وطنهم الام العراق ؟ ) ذكرنا تعريفا بسيطا للغربة على انها ظاهرة اجتماعية او حالة نفسية يشعر بها الانسان عندما يعيش بعيدا عن المكان الذي ولد او تربى فيه ، او بعيدا عن المجتمع الذي عاش معه ، وبتعبير اخر عندما يصبح الانسان في غير المكان الذي اعتاد عليه او المجتمع الذي تعود عليه ، فتتولد لديه معاناة بسبب هذا البعد او الفرق الذي يكون عادة بسبب الهجرة ( بأستثناء حالات خاصة او معينة يشعر بها الانسان بالغربة وهو في وطنه الام من دون ان يهاجر ) ...
ونحن الان في هذا المقال بصدد هذه الحالات الخاصة التي يشعر فيها الانسان بالغربة وهو في وطنه الام والتي تكون عادة هي السبب الرئيسي للهجرة والابتعاد عن الوطن ، وعادة يقال ان الغربة التي تأتي من الهجرة والابتعاد هي مرة وقاسية وصعبة ، ولكننا هنا نستطيع ان نقول ان الغربة التي تأتي من غير الهجرة لهي امر واقسى واصعب وان الشعور بهذا النوع من الغربة هو اخطر بكثير من النوع الاول ...
ولهذا فأننا في هذا المقال الذي هو بالحقيقة مكمل للمقال السابق سنتناول هذا النوع من الغربة لأننا نعتقد ان هذا النوع من الشعور بالغربة هو الذي حصل وما زال يحصل لأبناء شعبنا في العراق وهذا كان السبب الرئيسي لهجرتهم من العراق ..
واما ما جعلني اكتب او اتطرق الى هذا الموضوع هو بالحقيقة بعض الردود والتعليقات التي وردت على المقال السابق عند نشره في بعض المواقع التي تسمح بالرد والتعليق ومنها على سبيل المثال تعليق السيد ( فؤاد زاديكة ) صاحب الموقع الذي بأسمه وهو طبعا يعيش في الغربة حيث قال ( ... أن اصبحنا غرباء في دول اخرى فهذا اهون من ان نعيش غرباء في اوطاننا ... ) وهي اشارة واضحة الى ان الشعور بالغربة في الوطن الام امر من الغرب في الخارج ، وبودي ايضا ان اشير الى ما ذكره احد الاخوة من الكتاب الكورد في مقال له في هذا الصدد وهو يتحدث عن فئة مهمشة من المجتمع الكردي من الذين عملوا وناضلوا وضحوا بالغالي والنفيس من اجل القضية الكردية الى ان اوصلوها الى ما هي عليه الان ، ولكنهم الان مهمشون ويشعرون بالغربة وهم في وطنهم حيث يقول ( ان تكون بوطن ليس بوطنك او داخل منظومة غريبة عنك ، فمن الطبيعي ان تشعر بالاغتراب ، ولكن ان تكون في وطنك وداخل منظومة سعيت بكل جهد لبلورة شكلها النهائي ، وعلاوة على ذلك تشعر بالاغتراب ، فهذا ما ليس بالطبيعي ... ) ( ئارام باله ته ى .. ماجستير في القانون .. مقال منشور في موقع عنكاوا كوم ) وهذا تأكيد اخر على ان الغربة في الوطن الام اقسى واصعب من الغربة في الخارج .
هذا طبعا بالاضافة الى ما نسمعه كل يوم من قصص وحكايات لا تعد ولا تحصى لمعاناة ابناء شعبنا في العراق فهي كلها تؤكد ان الشعور بالغربة في الوطن اخطر من الغربة في المهجر ..
ولأعطاء ارضية لهذا الموضوع لابد مرة اخرى ان نرجع الى التاريخ ، فهو خير شاهد على ذلك ، فنظرة خاطفة على تاريخ العراق سواء القديم الغير البعيد او الحديث القريب والى التاريخ المعاصر وما تعرض اليه ابناء هذا الشعب خلال كل تلك الحقبات من ظلم واعتداء وسوء معاملة وعدم اعتبارهم مواطنين اصلاء في هذا البلد ، فهي تكفي لأثبات او لبيان لماذا يشعر ابناء هذا الشعب بالغربة وهم في بلدهم الام العراق ..
فمنذ سقوط بابل ونينوى وبعد اعتناق ابناء هذا الشعب المسيحية فقد تعرضوا الى شتى انواع الظلم والاضطهاد التي جعلتهم يشعرون بالغربة وعدم الاطمئنام وهم في وطنهم والتي لا داعي لسردها او الدخول في تفاصيلها ولكن فقط للتذكير لا بد من الاشار الى بعضها كمجازر الفرس المستمرة في القرون الاولى للمسيحية ومن بعدها ما حصل اثناء الفتوحات الاسلامية ومن ثم مجازر العهد العثماني وبدرخان والامير الاعور وغيرها كثيرة وهي كلها مدونة في كتب التاريخ ..
ولكي لا نبقى دائما اسرى للتاريخ القديم ، فلا بد ان نأخذ الواقع الحالي ولكن لا بأس ان نشير الى الماضي القريب لاثبات ما نريد ان نقوله في هذا الصدد ...
ففيما يخص الماضي القريب الذي كان فيه معظم ابناء شعبنا يعيشون في قرى متناثرة في شمال العراق ، ولكي نبتعد عن الاستنتاج او الاعتماد على المصادر المحلية وخاصة المكتوبة من قبل ابناء شعبنا وهي حتما صادقة ولا نشك فيها ولكن بودي ان اشير الى كتاب وقع بين ايدينا مؤخرا ، احداثه في منتصف القرن التاسع عشر ، مؤلفه ليس من ابناء شعبنا ولم يكن هدفه تدوين معاناة ابناء شعبنا ولكنه شاهد عيان زار المنطقة ودون بكل دقة كل ما شاهده بأم عينه ، حيث ان الكاتب يهودي روماني كان يبحث عن ابناء قومه اليهود الضائعين في الشرق ليدون مظالمهم ومعاناتهم ومأساتهم ، ولكن القاريء يستطيع ان يجد فيما بين السطور وهي واضحة تماما ان حال ابناء شعبنا لم يكن بأحسن من حال هؤلاء اليهود ، هذا بالاضافة الى انه يذكر ايضا ان ما يصيب ابناء قومه هو نفسه ما يصيب المسيحيين ( النساطرة ) الذين كانوا يعيشون مثل اليهود في قرى متناثرة في شمال العراق ، فمن جملة ما يذكره ان هؤلاء كانوا يعيشون تحت حماية رئيس العشيرة ( الاغا ) ويعتبرون ملكا خاصا له ، وكان للاغا سلطة مطلقة على الجميع ، وحماية الاغا هذه كان لها مقابل ، فمن الناحية المعنوية كانت الطاعة والخضوع الى درجة الخنوع احيانا ، واما من الناحية المادية فقد كانت مكلفة ايضا حيث كان يتطلب اداء الكثير من الاعمال للاغا في مختلف مواسم السنة بالمجان وكذلك كان يتطلب دفع بعض المبالغ احيانا ، ويسرد تفاصيل لأعمال معيبة ومشينة لا داعي لذكرها هنا ..
( كتاب رحلة بنيامين الثاني لمؤلفه اليهودي الروماني جوزف اسرائيل بنيامين ، رحلة الى الشرق 1845 – 1850 ، ترجمة وتحقيق الاستاذ سالم عيسى تولا ، مشيكن اواخر 2010 ، الفصل الثالث عشر صفحة 160 ) ..
واما فيما يخص ابناء شعبنا الذين كانوا يعيشون في المدن الكبيرة في تلك الفترة مثل بغداد والموصل وبلدات سهل نينوى الكبيرة نسبيا ، فلا اعتقد ان حالهم كان بأفضل من حال الذين كانوا يعيشون في القرى الصغيرة حيث لم يكن وضعهم العام يختلف كثيرا من هذه الناحية في تلك الفترة .
واما بعد تكوين الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي ، وهذا هو الاهم طبعا حيث ظهور مفهوم الوطن والمواطنة والمساوات لجميع ابناء الشعب من دون تمييز او تفريق على اساس الدين او العرق او المذهب او ما الى ذلك ، نستطيع ان نقول بصورة عامة انه لم يحصل اي تحسن ملموس في هذا الجانب ، لا بل العكس صحيح حيث انه في بعض الاوقات اصبح الحال اسوء من ذي قبل وخاصة بالنسبة للذين كانوا يعيشون في القرى والارياف ، وقد تفاقم الوضع اكثر وخاصة بعد منتصف القرن الماضي بعد اضطرار معظم ابناء شعبنا النزوح الى المدن الكبيرة وهذا ما جعلهم يشعرون بالغربة اولا وهم في بلدهم الام العراق ...
ولتوضيح ذلك وبأختصار شديد لا بد من تقسيم هذه الفترة الى ثلاث مراحل تاريخية مختلفة من تاريخ العراق الحديث :-
1 – مرحلة العهد الملكي :-
( منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة والى منتصف القرن العشرين )
في هذه المرحلة كان معظم ابناء شعبنا ما زالوا يعيشون في قراهم ومناطقهم التاريخية في شمال العراق ، وقد استمرت احوال هؤلاء على ما كانت عليها قبل تكوين الدولة العراقية بسبب عدم قدرة الدولة على فرض سلطتها على تلك المناطق في تلك المرحلة المبكرة ، فبقيت سلطة رئيس العشيرة ( الاغا ) هي السلطة الفعلية فيما يخص الحياة اليومية والاحوال العامة لابناء شعبنا ..
واما الذين كانوا يعيشون في المدن الكبيرة فنستطيع ان نقول انه بتفانيهم في العمل واخلاصهم للوطن فقد استطاعوا الى حد ما ان يلفتوا انظار الجهات الرسمية الى وجودهم كشريحة من المجتمع العراقي ، فأتيحت بعض الفرص لبعضهم الا انها كانت محدودة جدا ومقتصرة جدا وعلى بعض المستويات الخاصة وليس على المستوى العام .
واما فيما يخص الشأن القومي والموقف الرسمي للحكومة العراقية الحديثة ، فيكفي فقط ان نشير الى مجزرة ( سميل ) سنة 1933 فهي خير دليل على الموقف الرسمي للحكومة من قضية ابناء شعبنا ..
2 – مرحلة النظام السابق :-
( منذ استيلاء النظام السابق على السلطة سنة 1963 والى سقوطه سنة 2003 )
هذا النظام الذي اطاح بالثورة التي غيرت النظام الملكي المفروض على العراق من قبل بريطانيا الى نظام جمهوري ، ابتدأ منذ اللحظة الاولى بأراقة دماء ابناء الشعب في الشوارع والساحات العامة ، هذا النظام الذي لا احد يستطيع ان يعد او يحصى جرائمه التي ارتكبها ضد الشعب العراقي ، ولا احد يستطيع ان يصف تماما ما فعل بالعراق والعراقيين الى ان اوصل العراق الى ما هو عليه الان بسبب سياسته القمعية وحروبه الداخلية والخارجية ، ولكننا نستطيع ان نقول انه كان عادلا في توزيع الظلم على كافة ابناء الشعب العراقي الذين لم يأمنوا بمباديء حزبه ولم يشاركوا في ( ثورته ) ولم يسيروا بحسب اهوائه من دون تمييز او تفريق على اساس الدين او العرق او المذهب ، فكل من يخالفه الرأي فهو خائن وكل من هو على غير منهجه فهو عدو الوطن والثورة وعميل للاجنبي ولا يستحق الحياة ويجب ان يموت لا محال ، ومنهم طبعا الكثير الكثير من ابناء شعبنا ، فسواء الذين عارضوه وناضلوا ضده في احزاب وطنية معارضة له وكانوا مثالا للنضال والوطنية والتضحية ، او الذين رفضوه ونبذوه وارادوا الابتعاد عنه وعن شروره مضحين بكل ما يملكون وما لا يملكون من اجل كرامتهم وحريتهم وهويتهم التي حاول الغائها وخاصة عندما خيرهم اما ان يكونوا عربا او اكرادا ،
وما كانت هجرتهم الى الخارج اِلا اكبر ( لا ) بوجه ذلك النظام في تلك الايام التي لم يكن احدا يستطيع ان يقول ( لا ) ..
ومن ناحية اخرى لا بد ان نشير الى ان باكورة انجازات ( ثورة ) هذا النظام فيما يخص ابناء شعبنا على المستوى الرسمي كانت مجزرة قرية ( صوريا ) الشهيدة سنة 1969 التي راح ضحيتها الكثير من ابناء شعبنا المسالمين لا لسبب سوى كونهم مسيحيين .
3 – مرحلة اللانظام الحالي :-
( بعد زوال النظام السابق سنة 2003 والى يومنا هذا )
اما بعد زوال النظام السابق فقد كان متوقعا ان ينال كل ابناء الشعب العراقي بعضا من حقوقهم المسلوبة دائما وابدا ، ومنهم طبعا ابناء شعبنا كمواطنين اصلاء في البلد ، ولكن ما حصل ان ابناء الشعب العراقي كافة وجدوا انفسهم من حيث لا يدرون في خضم صراع طائفي واقتتال مذهبي من اجل السلطة ومن اجل الحفاظ على المصالح الضيقة الطائفية والمذهبية وحتى الحزبية والعشائرية والى العائلية من دون اي مراعات للمصالح الوطنية العامة ، وهكذا فقد الشعب العراقي عامة بالاضافة الى حقوقه المسلوبة دائما وابدا ، الأمن والأمان والاستقرار وكل انواع الخدمات ايضا ..
واما فيما يخص ابناء شعبنا فبالاضافة الى هذا كله فقد حصلوا على اوامر تهديد بالقتل والتهجير في كافة المدن الكبيرة التي كانوا يتواجدون فيها مثل بغداد والبصرة والموصل من قبل جهات يقال انها مجهولة ولكنها بالحقيقة معروفة ومعلومة وخططتها مدروسة بدقة ، وهذا ما دعاهم الى الهروب من هذه المدن والهجرة ثانية الى مناطق تواجدهم التاريخية في شمال العراق التي هاجروها قبل ما يقارب النصف قرن حيث وجدوا ان الكثير من الامور قد تغيرت هناك وهكذا كان الاختيار للكثير منهم هو الهجرة الى الخارج بعد ان تأكدوا ان ما سيحصلون عليه من الحكومة العراقية الجديدة سوف لن يكون افضل مما حصلوا عليه من الحكومات السابقة وما يحصلون عليه الان من الجهات المجهولة ، وسوف لن يكون اكثر من التمييز والتهميش وطمس الهوية وعدم المساوات ، هذا بالاضافة الى فقدان الامن والامان التي راح بسببها الكثير من ابناء شعبنا وزائدا المعاناة الكثيرة التي يعاني منها كل ابناء الشعب العراقي بسبب قلة الخدمات وعدم توفير المستلزمات الاساسية للحياة اليومية وخاصة الماء والكهرباء والغذاء غيرها ...
وختاما نقول انه ليس من السهل على الانسان ان يعيش في وطن لا يشعر فيه بالامن والاستقرار ، او ان يعيش في وطن لا يوجد فيه من يحميه اومن يحفظ له كرامته ويضمن له حقه في الحياة الحرة الكريمة ولا حتى من يعتبره مواطن ..
انه حتما يشعر انه غريب بالرغم من انه في وطنه الام ...
اليس هذا هو ما يجعل ابناء شعبنا يشعرون بالغربة وهم في بلدهم الام العراق ؟؟؟ .
انه مجرد رأي وليس سؤال للاجابة لأن الاجابة واضحة من دون ادنى شك .

التعديل الأخير تم بواسطة وحيد كوريال ياقو ; 26-11-2011 الساعة 07:00 AM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:44 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke