Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-01-2010, 12:42 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,949
افتراضي




دلع المفتي :



كثيرة هي القضايا المسكوت عنها في العالم العربي، وعندما يلامس مقال جرحا نازفا نجد أن ردود الفعل عليه من القراء تفوق كل التوقعات. احدى تلك القضايا التي يفضل «الكثيرون» عدم الاقتراب منها هي قضية مسيحيي الشرق. ومسيحيو الشرق (العرب)، كما نعلم، هم أهل تلك البلاد، ليسوا مهاجرين ولا لاجئين، بل هم في بعض الدول السكان الأصليون. وفي الوقت الذي يطالب فيه مسلمو المهجر الحكومات الغربية بإتاحة حرية ممارسة شعائر دينهم بكل تفاصيلها، يقبع مسيحيو بعض الدول العربية تحت قوانين وأعراف ظالمة تحرمهم في بعض الأحيان من أبسط حقوقهم ألا وهو حق العبادة، وتبدو هذه الازدواجية في أوضح مظاهرها، حين يطالب المسلمون الآخرين بتطبيق قوانين العلمانية التي يهاجمونها ليلا ونهارا كما حدث في موضوع مآذن سويسرا.
الحقيقة أني فوجئت بالصدى الذي أحدثه مقالي (هل نسيتم أجراس الكنائس) الذي نشر في القبس 3/12/09 فقد تمت ترجمته لعدة لغات، كما نشرته عدة صحف عالمية منها le tempsالسويسرية، هذا عدا عن مناقشته في الكثير من المواقع والمنتديات الالكترونية العربية والأجنبية. لكن حتى أكون صادقة مع نفسي فلست الوحيدة التي كتبت عن مآذن سويسرا بذاك المنظور، ولم أكن الأولى ولن أكون الأخيرة في انتقاد منطقنا الذي يعرف «الذي له» ولا يعرف «الذي عليه»، لكن كان لمقالي الحظ الأكبر في الانتشار لأسباب أجهلها لكني أشكرها.
الغريب في الموضوع هو كم الرسائل التي وصلتني من أنحاء مختلفة من العالم، من بينها الشاكر والشاكي والساخط والعاتب والمهاجم والشاتم، لكن الأغلبية الساحقة من الرسائل كانت من مسيحيي بعض الدول العربية، أولئك الذين يعانون الغبن والظلم وتضييق الخناق عليهم وتغريبهم، وكل ذنبهم هو عقيدتهم، ولا شيء أصعب وأبشع من أن يشعر الإنسان بالغربة في وطنه. كما أن الكثير من الرسائل كانت لعرب مهاجرين في بلدان الله الواسعة عبروا فيها عن ألم الفراق الذي تكبدوه من أجل أن يمارسوا شعائر دينهم بحرية ومساواة مع باقي الأديان.
لكن أكثر الرسائل الموجعة وصلتني من مسيحيي العراق الذين لم يتبق منهم الكثير إثر تعرضهم للتهجير والترحيل بعد أن أحرقت كنائسهم واغتيل قساوستهم على يد صبية الإرهاب الأعمى. فبعد أن قاسوا ما قاسوه يئس الكثير منهم واستسلموا ليختاروا الهجرة عن أوطانهم والرحيل إلى حيث يستطيعون أن يفخروا باختلافهم وبدينهم ومرجعيتهم من دون تهديد ووعيد.
إلى جانب ذلك الكم من الرسائل التي تجاوزت الـ 300، وصلتني رسالة من قارئ كان سعيدا أن يلقب نفسه بـ «إرهابي متعصب» وكتب ما يعف قلمي عن تكراره، لكن ما جعلني متفائلة أن نسبة تلك النوعية من الرسائل لم تزد على الواحد في المائة.

شكرا
اليوم نطوي سنة ونستقبل أخرى.. هي أيام راحت وتحسب من أعمارنا، فدعونا نستمتع بكل دقيقة تمر علينا ونحتفي بالحياة.. فما زال هناك ما يستحق ان نحتفل به.
ولقرائي الأعزاء.. غمرتموني بمحبتكم، فألف شكر لكل من كتب لي وراسلني وبعث وعلق ولو بكلمة شكر أو عتب... ممتنة لكم فلولاكم ما كتبت. وكل عام وأنتم بحب.

دلع المفتي
dalaa@fasttelco.com
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:56 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke