![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطوة مباركة ليس للزمن أن تقف عجلاته, و ليس للقدر أن يُحسمَ أمرُه, و لكن للإرادة القادرة و المسئولة أن تفعل فعلها الساحر و المؤثّر و العظيم في كليهما معاً و أعني الزمن و القدر. لقد كانت آزخ, هذه البلدة الصغيرة مثالاً لما شئتُ قوله. لم تكن بلدة كغيرها من البلدات, ربّما كانت كغيرها من حيثُ كونها بلدة فيها ماء و شجر و بشر و أبنية طينيّة أو مقامة من الحجر الأسود, ربّما كانت بلدة تنطلق فيها الحياة على رتابة في الأحوال العاديّة, أمّا عندما كان يحين الحين و تتأزّم الأمور و تشتدّ وطأة الظلم, فإنّها كانت تتحوّل إلى جحيم للغزاة و إلى مقبرة للطامعين.
لم تكن آزخ معتدية. لم تكن آزخ ظالمة بل كانت تعين الملتجئ إليها, و تنصف المظلوم و تدافع عن الحقّ و بهذا ضربت خير مثل في المحافظة على روح البقاء بالرغم من كلّ الظروف العصيبة و المحن القاسية التي ألمّت بها و حوّلتها في أزمنة كثيرة إلى رماد و كتل من النيران المحترقة من هول ما جاء به الطغاة و الفاتحون لكنّ إرادة حب الأرض و العودة إلى الحياة مجددا لم تغادر عزيمة هذا الشعب فكان ما كان من شأنه العظيم الذي كتب تاريخه بحروف من شرف و عزّة و نور. هكذا كانت بلدتنا آزخ و هكذا كان أجدادنا الأوائل و آباؤنا و ليس غريباً أن يكون الأبناء و الأحفاد صورة طبق الأصل عن هذه البطولة و البسالة و الأصالة. لكل زمان رجاله و لكل ظرف مستجداته, و قد كان من سبقنا من الآباء و الأجداد يعيشون ظروفهم بما يتوفّر لهم من شظف العيش و من قسوة الحياة إلاّ أنّ إيمانهم الكبير بمعتقدهم و ببلدتهم و بربهم و عذرتهم المحبة و الحنون, جعلهم يتجاوزون جميع تلك المصائب و يعيدون البناء من جديد و ها نحن نرى اليوم هذه الصورة الرائعة من الجهود المبذولة بسخاء و محبة, جهود تدعو إلى الوحدة لا إلى التفرقة و التشرذم. مساعٍ خيّرة بنّاءة تضع لبنة فوق أخرى لكي يقوى البنيان و سيشدّ بعضه بعضاً. في وحدتكم و محبتكم و تعاونكم و تضامنكم تنالون احترام هذا الشعب الطيّب الذي وضع ثقته بكم, و سلّم لكم أمور قياده فهل من المعقول أن تخيّبوا آماله الكبيرة التي عقد عزمه على أن يراها تنتعش و تكبر لتحدّث عن موقف مشرّف يكون لنا جميعاً؟ أي عمل يحمل روح التفاني و التضحية هو عمل مقدّس و كل مسعى ينطلق من الأنانية و حبّ التسلّط و العنجهية مرفوض و غير محترم أو مقبول. خبر انطلاق موقع الأسرة الأزخينيّة على الإنترنت هو خطوة كبيرة ستوفّر التواصل الضروري و الواجب بين أبناء الشعب الأزخيني في جميع أنحاء العالم. أتمنى ألاّ يداخلكم الغرور و ألا تسيطر عليكم الأنانية كما حصل مع بعض المواقع التي تعاونّا معها و قدّمنا لها ما كان بالإمكان لكن خيبة أملنا فيهم كانت كبيرة. هم قاطعونا و لم يعودوا يتواصلوا معنا. ليس بمقدورنا أن نلزمهم أو نلزم غيرهم بأن يتواصلوا معنا لكن أقول متى سيطرت الأنانية عندكم أيضا كما حصل مع بعض المواقع الأخرى فإني أقول لكم و بكل صدق و صراحة و محبة سأقطع صلتي بكم و تعاوني معكم. أعلن لكم عن محبتي و تضامني و تعاوني معكم, لكن بالمقابل يكون من الجميل و المفيد أن تتعاونوا معي على نفس الوتيرة من التواصل و بأن تنشروا أخباركم و نشاطاتكم عندي أيضا. لقد رغبتم في التعاون فيما بيننا و هذه هي رغبتي كذلك. أتمنى لكم كل الخير و التوفيق و إني على استعداد تام و كامل _ و كما أعلنت ذلك في ردّي على بريدكم _ في التعاون سواء من خلال نشر المقالات أو القصائد أو كل ما يمكن أن يعود بالفائدة على أبناء شعبنا الأزخيني. مرة أخرى أقول و بكل محبّة هذه خطوة مباركة و لا يمكن لنا أن نستمرّ في الحياة إلاّ بالعمل المشترك و بالتفاني و بالتضحية و بالابتعاد عن الأنانية القاتلة و المصلحة الشخصية المقيتة. كلّنا أبناء آزخ و كلّنا سواسية في ميزان عدلها و ليس لأحد منّا فضل على الآخر لأننا جميعا واحد و هذا ما أؤمن به و أعمل من أجله. مع محبّتي و أخوّتي فؤاد زاديكه المانيا في 25\7\2008 |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|