Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > أخبار ومتفرقات منوعة أخرى

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-02-2007, 08:39 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي البحث عن حقيقة المسيح




يثير معسكر للجيش الإسرائيلي بجانب قصر هيروديون أو هيردس، في برية القدس، استغراب كثيرين، وكان مثار تساؤل عن الهدف من وضع ثكنة عسكرية بجانب قصر تاريخي لرجل ما زال يثير نقاشا حتى الان.
وصاحب القصر التاريخي هو هيرودوس الكبير، الذي ارتبط اسمه في الميثولوجيا الدينية بقصة قتل أطفال بيت لحم عشية مولد السيد المسيح (عليه السلام)، فسجل اسمه في الذاكرة والكتب الدينية كسفاح ومجرم، وهو الرأي الذي لم يؤثر على معظم الباحثين الذين ما زالوا يعقدون مؤتمرات عالمية لدراسة عصره.
ويعتقد باحث اثري بان الحراسة المشددة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية عليه لها علاقة بالحفريات الأثرية التي لم تهدأ في المنطقة للبحث عن حقيقة المسيح في مصادر أخرى غير الكتب الدينية التي ينظر إليها بأنها كتب غير تاريخية في النهاية.
ويقول جورج سمور، الذي تولى مسؤولية السياحة والآثار في الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية قبل إنشاء السلطة الفلسطينية، بان الإسرائيليين اصرفوا مبالغا طائلة على هذا الموقع في محاولة للكشف عما يخبئه.
وحسب ما هو متواتر فان هيروديون، توفي بمرض السفلس في قصره الشتوي في أريحا، وحسب وصيته وضع في صندوق من الرصاص ومعه يومياته ومذكراته ثم نقل إلى قصره في برية القدس ودفن في مكان ما به، وكان حارسه الشخصي يقف أمام القبر ويستدعي الجنود الذي اشرفوا على الدفن واحدا اثر الأخر فيقتله لكي يبقى مكان الدفن سرا.
ويعتقد كثير من الباحثين أن العثور على قبر هيرودس ويومياته سيحدث ثورة في علم التاريخ والتراث وسيقدم معلومات عن حقبة تكتنفها الغموض في التاريخ الديني المسيحي.
وقال سمور لمراسلنا بان الإسرائيليين تعاونوا مع بعثات أثرية ألمانية، وتم إحضار معدات من ألمانيا لمسح منطقة القصر بالكامل لمعرفة أين توجد فراغات يمكن أن يكون القبر تحتها، ولكنها باءت بالفشل.
ويؤكد سمور الذي كان شاهدا على عمليات المسح هذه بان الإسرائيليين الذين عرفوا باهتمامهم فقط بالآثار التي تخصهم فقط، صرفوا ملايين الدولارات من اجل فك لغز هيرودس والمسيح ولكنهم فشلوا.
ويعتقد سمور بان الإسرائيليين من الصعب أن يتخلوا بسهولة عن هذا الأثر التاريخي الهام للفلسطينيين ولن يكفوا عن البحث عن قبر هيرودوس، فربما يؤدي العثور عليه في إضاءة الحقبة التي ظهر فيها المسيح.
وفي العام 1994، عندما بدأت السلطة الفلسطينية تتسلم بعض الصلاحيات من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وفق اتفاق اوسلو، رفضت إسرائيل تسليم موقع هيروديون رغم انه يقع في منطقة سكنية فلسطينية، وتشرف إدارة الاحتلال السياحية عليه حتى الان، في ظل وجود معسكر للجيش بجانبه، يشكل مصدر توتر كبير في تلك المنطقة.
وما يعرف عن هيرودوس الكبير بأنه، ادومي عربي، ترك مباني مثيرة في قيمتها العمرانية في فلسطين وبلاد الشام، مما جعل الكثيرون يحيطونه بكثير من الأساطير وربما تكون قصة دفنه بالطريقة التي ذكرناها جزء من ذلك.
ولكنه يجد أيضا اهتماما علميا يزداد مع مرور السنوات، وعقدت من اجل دراسة شخصيته وحقبته مؤتمرات علمية كثيرة من بينها ما عقد في المركز الثقافي في المتحف البريطاني ما بين 17-19 نيسان (ابريل) 2001، والذي تقدم فيه 37 باحثا بأخر ما توصلوا إليه من دراسات فيما يتعلق بتاريخ المشرق العربي، وساهم في نقاشات المؤتمر 500 باحث جاءوا من أميركا وأوروبا وإسرائيل، ولم يحضر من العرب سوى اثنين من الأردن.
وتعتبر فترة حكم هيرودوس في ظل الإمبراطورية الرومانية ما يمكن تسميته بأول استقلال ذاتي للبلاد التي حكمها والتي شملت بالإضافة إلى فلسطين، شرق الأردن وجنوب سوريا، ويذكر أن التمثال الوحيد الذي وجد له كان في جنوب سوريا.
وأيضا اعتبر حكمه نوعا من الحكم العلماني بمفاهيم هذا العصر، ففي فترة حكمه منع تطبيق الشرائع اليهودية في المسائل المدنية وحصرها في القضايا الدينية، وطبق القوانين الرومانية على رعاياه واختار معاونيه من الادوميين والفينيقيين والمصريين.
وتعود علاقة هيرودوس الكبير مع الرومان إلى تعاون والده انتيباتر معهم عند وصولهم إلى بلاد الشام في عام 63 قبل الميلاد، ونظرا لخدماته التي قدمها للرومان عين حاكما على فلسطين، بينما كان من صلاحية القائد الروماني تعيين الكاهن الأكبر لهيكل اليهود بالقدس.
وبعد مقتل يوليوس قيصر على سلم مجلس الشيوخ، اثر محاولته الفاشلة لجعل حكم الإمبراطورية وراثيا من بعده، دبت الفوضى في أنحاء الإمبراطورية، وحاولت عدة أقاليم الاستقلال عن الإمبراطورية الرومانية، وقدم إلى الشرق القائد الفذ مارك انتوني الذي خاض طيلة ثلاث سنوات حروبا ضد المتمردين، حتى عاد الاستقرار وعين هيرودوس الذي دعم ووالده انتيباتر مارك انتوني في حروبه، حاكما على فلسطين بعد موت والده.
ومن المعروف عمق العلاقة التي ربطت بين الرجلين: هيرودوس العسقلاني الادومي، ومارك انتوني الروماني، وبسبب هذه العلاقة على الأرجح غض هيرودس النظرة عن خطة وضعها للتخلص من ملكة مصر كليوباترا، زوجة انتوني، التي كان يكرهها كثيرا، وكانت كليوباترا تزور فلسطين لوجود مزارع لها في مدية أريحا، وهي مدينة أعاد هيرودوس بناءها مثل مدن فلسطينية أخرى كسبسطية وقيسارية وغيرها.
ولا يعرف سبب كرهه لكليوباترا، ولكن ربما أحس بأنها كانت بشكل أو بأخر تحول بينه وبين صديقة انتوني.
وارتبط اسم هيرودوس ببناء الهيكل، الذي يقول المتطرفون اليهود بان المسجد الأقصى بني عليه، وفي أريحا التي اتخذها مشتى له مات هيرودوس جاعلا الناس منشغلين به حتى اليوم.
وتم اكتشاف قصره الشتوي في اريحا في موقع تلول أبو العلايق، ومبني بين عدة تلال منخفضة عند التقاء وادي القلط مع سهل أريحا.
وأقدم الاكتشافات في الموقع تعود إلى العصر النحاسي 4500-3100 قبل الميلاد ولكن البقايا المهدمة القديمة تعود للعصر الهلنستي أو العصر الروماني، وعثر على حديقة ضخمة من أشجار النخيل والبلسم بمساحة تقدر بـ 11000 متر مربع خلال حملات التنقيب عن الآثار من الناحية الشمالية من القصر، وسميت الحديقة بالحديقة الملكية وتم العثور أيضاً على أساسات للحائط الذي يحيط بالأبنية وكذلك على بعض الورش وبرك السباحة والأفران ومعصرة لصناعة الخمر وأنظمة مجاري وأبنية لحفظ المياه.
أما قصر هيرودس الذي يخضع للحماية فهو مبني على تلة اصطناعية، ويطلق عليه السكان المحليون (جبل الفريديس) وله تسميه أخرى هي (جبل الإفرنج)، وهو مخروطي الشكل قطره 290 قدما، ويمكن منه رؤية مواقع في القدس وغور الأردن وجبال مؤاب الأردنية والبحر الميت.
ويوجد به بقايا غرف وحمامات وأبراج مراقبة، عملت سلطات الاحتلال على إغلاقها، وكان الصليبيون في القرون الوسطى حولوا هذا القصر إلى قلعة حصينة وحولوا قسم منه إلى كنيسة.




كتبها أسامة العيسة
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:42 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke