Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-04-2006, 08:17 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي رأيتُ المسيح يبكي مرّتين! خاطرة: فؤاد زاديكه

رأيتُ المسيح يبكي مرّتين!



تناهى إلى سمعي أن المسيح قد جاء إلى الأرض, إلى دنيانا الفانية, وكنتُ أعتقد أن مجيئه الثاني لن يكون إلاّ في نهاية المطاف, عندما تُطفأ الأنوار, وتحلّ ظلمةٌ حالكةٌ في الكون, وتعصف الرعود والرياح وتتلاطمُ أمواجُ البحر بعواصف هائلة تعبّر عن خشوع ورهبة وفزع شديد!

سمعتُ أنك قدمت إلة هنا أيّها الابن السماوي الممجّد, ويا ربّ الأرباب الخالق, فرأيتُ أنّ رائحة الكون قد انبعث منها حريقٌ هائلٌ كأنّه ناجمٌ عن أفران جثث نتنة, يتمّ حرقها في أتون محرقة عظيمة, أحسستُ أنّ القمر لم يعد يتحرّك, وأنّ الشّمس أخفتْ بوجهها عن الأنظار خشية وحياءً لتحجب نفسها عن أنظار الربّ وبهاء مجده. نظرتُ إلى الطيور على اختلاف أنواعها تصمتُ وهي في حيرة ممّا حصل في هذا الكون, من انقلاب عجيب ومظهر غريب, علمتُ أنّ جميع الورود ورياحين البساتين, وكلّ المياه المتدفّقة من ينابيع الأرض, وكلّ حركة في الحياة قد جمدتْ في مكانها, وتحوّلتْ إلى هالة من الصمت القابع في عمق السكون, وكان النّور السماويّ يرشدُ الجميع إلى حيث مكان الابن, ربّ السّماء والأرض, ومالك المجد والجبروت.

قررتُ أن أذهب إليه مع مَنْ ذهب, لأتعرّف إليه عن قرب, لألمس أذيال ثوبه, لأكحّل عيني بمرأى جماله البهيّ, وأمتّع روحي ببهجة صفائه الذي كنتُ أتصوره عليه. لا أعرف كيف كانت سرعة خطاي, وهل تعثّرتُ أثناء مسيري واندفاعي مع هذا الجمع العظيم الذي اندفع يقصد رؤية الرب يسوع, وهو حلم لم نكن نتوقّع أن يصير حقيقة في يوم من الأيام! كانت موجات الشّعب القادم لرؤيته تتلاطم بين اندفاع وتراجع. إذ عرف الجميع أنّ الرب قدم إلى هذا المكان, وهو على موعد للقاء شعبه والتكلّم معه.

لم يكن الربّ جالسا في غرفة أو صومعة, ولا في معبد أو دير أو كنيسة, بل كان واقفاً في الهواء الطلق وهو يرفع يديه إلى أعلى ويشير إلينا لنقترب منه أكثر. كان في موضع يراه فيه الجميع, وشاء الجميع أن يتبرّكوا به. كنتُ أتوقّع أنْ ألمس في نظراته قوّة هائلة تفزعنا, وفي حركاته ما ينمّ عن جبروت العظام وهيبة الكبار, وفي كلماته ما يحمل معاني الحزم والتوثّب, وأنّ أراه على تلك الهيئة التي أرادها له الرسّامون والمصوّرون وبقيّة المشعوذين, ممّن دفعتهم خصوبة خيالهم المنبثقة من ضعف بشريّ غير محسودين عليه! إنّه لم يكن بتلك الهيبة ولا الهالة من الرّهبة, بل كان وديعاً هادئاً.

كنّا نجري إليه على الرغم من اتّساع المكان, ونتدافع قاطعين بلغطنا وثرثرتنا هدوء المكان, وكنّا نعبّر بحقّ عن واقع الإنسان القابع في أعماقنا, بضعفه وتشتّت أفكاره أمام عظمة كهذه وفي تلك اللحظات غير المحسوبة من عمر الزمن. نظرتُ إليه, مثلما كان ينظر الجميع, فرأيته يبكي, رأيناه وسمعناه يبكي! أجل رأينا ربّنا يبكي. يا لها من رهبة وعظمة! ويا له من خوف وقشعريرة تهزّ الأبدان! الرّبّ يبكي؟ هذا ما لم يكن أحدٌ منّا يتصوّره أو يتخيّل أن يكون! نعم رأيناه يذرف دموعاً, كما نزف دماءً وهو على خشبة الصليب, يدفع ثمن خطيئتنا, ويريحنا من نير عبوديّة مهلكة!

" أتبكي يا ربّ؟" بهذا النداء المؤلم, وبهذا الصّراخ العميق المتصاعد من آهات ولوعة الوجع المنغرس في نفوسنا وقلوبنا سألناه. وفوجئنا به يجيب! فوجئنا به يتكلّم وهو ما كنّا نتمنّى أن نسمعه منه.

"لماذا لا أبكي؟ ... وهل في حياتكم ما يجعلني ألاّ أبكي عليه؟ ... ولدتُ واحداً فجعلتموني اثنين ... عشتُ واحداً فحمّلتموني عبء وزركم مرتين ... صلبت ومتّ واحدا وها أنتم تميتونني مرتين وتقيمونني مرّتين ... تدفنونني مرّتين وتضاعفون أحزاني أكثر من مرّة ... فهل تريدونني بعد كلّ الذي تفعلونه معي ألاّ أبكي؟ ... إنّ أكثر ما أخشاه أن تزيد حدود مناسباتكم عن المرّتين ... أنا واحد في أبي ولستُ اثنين ... ولن أكون إلاّ واحدا مهما طال الزمن ... فلماذا تتوه سبلكم؟ ... لماذا تصغرُ عقولكم؟ ... لماذا تكبرُ أطماعكم؟ ... لماذا تشذ نفوسكم؟ لماذا يزداد كذبكم عليّ في كلّ سنة مرّتين بدواعي الشرق والغرب ... بدواعي التقويم الذي ليس من حساباتي في شيء ... إنّي أبكي عليكم وعلى جهالتكم وضلال سبلكم وتعدّد مذاهبكم واختلاف رؤاكم وتشعّب مصالحكم وكأنّ مملكتكم هي من هذا العالم".

ما أن أكمل الربّ كلامه, حتّى خرّت الجموع خاشعة, وأعلنت براءتها من كلّ ما هو حاصلٌ وكائن! إنّ في احتفالنا بذكراه تعدّ صارخ على هذه الذكرى, وهو براءٌ من كلّ ما نقوم به, وما يقوم به الكبار الذين يقودون خرافهم إلى ما يجعل المسيح يولد ويموت ويقوم مرّتين من كلّ عام! يريد المسيح أن يموت مرة واحدة ويموت مرة واحدة ويقوم مرّة واحدة كما فعل وكما كانت الحقيقة, وكل أمر آخر عدا ذلك هو إغضابٌ لمشيئته, لأنها مشيئة أرضيّة لا يريدها أن تكون. فإلى متى نجعل المسيح يبكي في كل عام مرّتين كما رأيناه يفعلُ اليوم؟ سؤالٌ قد لا يستطيع الصغار أمثالنا فعل شيء من أجله لأن إرادة الكبار هي العليا, وتبقى الخراف ضائعة في متاهات التقويمات وخزعبلات الروزنامات!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-04-2006, 09:11 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ( لوقا 23 - 34 )
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-04-2006, 09:43 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

إلى متى سنترك يسوع المسيح رب الكون يحزن؟؟؟ تشكر يافؤاد خاطرتك رائعة..
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-04-2006, 10:06 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

كلام محزن ويدعو النائمين للصحو ولكن اين منهم
تشكر ابو نبيل على هذه الاسطر التي تزيدنا امانا بان صراخنا سياتي يوما بمفعول وسنصبح بيت واحدة وامة واحدة بكنيسة واحدة حارسها الرب يسوع
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19-04-2006, 11:53 AM
Fahmi Wiedmann Fahmi Wiedmann غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 144
افتراضي

انه واقع محزن مخزي يا أخي. يبقى السؤال لماذا؟
اليكم ترجمة نص قرأته في الجريدة الصباحية ليوم السبت 15/4/2006

عيد الميلاد يذكرنا باله الشمس وتحديد عيد القيامة يتماشى مع القمر:
....... هناك ارتباط سببي بين عيد الفصح المسيحي وعيد الفصح اليهودي / Passah/.
لكون التقويم الديني اليهودي يسير حسب التقويم القمري فيتحدد موعد عيد فصحهم حسب وضعية القمر.
لذلك تبدأ السنة اليهودية بدءامن 1 نيسان وهو اول يوم تمكن فيه رؤية القمر بعد القمرالجديد الأول في الربيع الجديد .عيد الفصح اليهودي يبدأ بتاريخ 14 نيسان وهو اول يوم في الربيع يظهر فيه القمر كاملا حيث يؤكل فيه خروف عيد الفصح.
السيد المسيح صلب في عيد الفصح اليهودي والسؤال يبقى ان كان ذلك يوم 14 نيسان يوم العشاء السري كما ذكر الرسول يوحنا أو في اليوم الثاني كما كتب الرسل متى ومرقس ولوقا.

المسيحيون اليهود احتفلوا بعيد الفصح في يوم 14 نيسان بينما رأى المسيحيون الروم يوم القيامةهو الأجدر للاحتفال بالعيد ومن هنا جاء التضارب بالموعدين. باعتبار عيد الفصح موعد يتماشى مع وضع القمر ومن وراء ذلك يتم تحديد العيد بغض النظر عن اليوم الذي يقع فيه آثر المسيحيون الروم ان يكون يوم العيد دائما يوم الأحد بعد عيد الفصح اليهودي.
بتاريخ 325 حاول المجلس الملي في Nikaea ازالة هذه الخلافات وحدد يوم الأحد أول احد بعد اكتمال القمر في الربيع موعدا لاحتفالات عيد القيامة وحدد يوم 21 آذار بداية للربيع.ووكل مطران الاسكندرية آنذاك بتحديد يوم العيد.
في ذلك الوقت كان التقويم اليولياني سائدا وساري المفعول.لعدم دقته انتقل تحديد بداية الربيع نحو الامام . عدم الدقة هذه انهاها البابا غريغور الثالث عشر. التقويم الغريغوري صار سائدا اعتبارا من 1582 في كل البلدان الكاثوليكية وجاءت بعدهم البلدان الانجيلية والأرثودوكسية. لكن حتى الآن تعين الطائفة الأرثودوكسية باستثناء الفينليندية موعد عيد القيامة بموجب التقويم اليولياني وهذا هو السبب الرئيسي لماذا نحتفل نحن واليونان بعيد الفصح بعد الكنيسة الغربية.
بتاريخ 1997 اجتمع المجلس الملي المشترك بمؤتمر كنسي في سوريا/ مدينةحلب/ وقرر بالاجماع على ان يكون يوم عيد القيامة واحدا لكل الطوائف بدءا من سنة 2001 /في هذه السنة كان يوم العيد واحدا في كل البلدان/ ولكن الكنيسة الارثوذوكسية خافت من معارضة كبيرة في القاعدة والشعب ولغت هذا الاتفاق.
المسيحيون الغربيون يحتفلون بعيد القيامة بين 22 آذار و 25 نيسان.

يا ريت لو توحدت الاصوات في كل الكنائس والطوائف في كل انحاءالمعمورة وافقوا على موعد واحد لاحتفالات عيد القيامة كما هي الحال في عيدالميلاد.
وما دام الأمر هكذا فسأحتفل مع الأثنين وانني على يقين تام بأنه لم يصلب سوى مرة واحدة ولذلك لم يقوم سوى مرة واحدة.
اخوكم فهمي
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-04-2006, 12:11 PM
د.جان شمعون د.جان شمعون غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 51
افتراضي

" ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه "
اخي فؤاد نشكرك على عبقريتك وطرحك افكار عظيمة ولكن يلذم هذه الافكار اذان صاغية ولكن هذه حال طوائفنا في كل العالم
الصور المرفقة
نوع الملف: gif أ‡أ،أ•أ،أ­أˆ.gif‏ (46.2 كيلوبايت, المشاهدات 32)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19-04-2006, 09:31 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي

عزيزي فادي
حبيبتي سميرة
أختي جورجيت
أخي فهمي
صديقي جان
أشكركم جميعا على وجهات نظركم الصحيحة ومشاعركم الصادقة وهي غيرة موجودة في كل منّا ولسنا ندري إلى متى سوف يستمرّ هذا الوضع على ما هو عليه؟ كلماتكم جميلة ومعبّرة وأغنت النص أكثر.

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 19-04-2006 الساعة 09:48 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:00 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke