Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2006, 09:14 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي السَّلامُ إنسانٌ مصفّى من مرجانِ البحر

السَّلامُ إنسانٌ مصفّى من مرجانِ البحر


أنشودةُ الحياة*

[نصّ مفتوح]

6

... ..... .... ......


بشرٌ يموتونَ من البردِ


دماءٌ تسيلُ


جوعٌ حتَّى النخاعِ!


بُكاءٌ


يحمِلُ مراراتِ السنينِ!


حزنٌ متكوّرٌ


تحتَ رداءِ الليلِ!



تتسابقُ الأقطابُ


في جرِّ لِحافٍ جديدٍ


يتمزَّقُ اللّحاف ثانيةً


وباءٌ يتفشَّى


في عيونِ الكونِ


رقمٌ جديد


يُضافُ إلى قائمةِ التعاسةِ!



أقطابُكُم لا تروقُ لي


مناهِجُكُم مُبَطَّنة بالدمّ


شرِّيرة


بعيدة عن شفافيّةِ الإنسانِ


بعيدة عن اِخضرارِ الرُّوحِ ..


أريدُ أن أُصافحَ إنساناً


يحضنُ بينَ جناحيهِ


حكمةَ الحياةِ!



لا أريدُ منهجاً شرِّيراً ..


أقطابُكُم مزدانة بالشَّوشراتِ


شوشراتُكُم الدَّمويّة لا تنتهي ..



سُمِّيَ الإنسانُ إنساناً


لأنَّهُ يألفُ المؤانسة ..


آهٍ .. خرجَ الإنسانُ


عن آدميّتهِ


عن سلوكِهِ


ككائنٍ أليفٍ ..


يرفعُ شعارات مبطّنة


تحملُ بين جنباتِهَا


وهجاً برَّاقاً ..


حالَمَا تقتربُ من وهجِهَا


تتراخى قدماكَ


تموتُ في العراءِ


كموتِ البعيرِ!


حقوقٌ مهدورة


اِنتهاكاتٌ صارخة


مريرة ..


غثيانٌ في الصَّباحِ


قرفٌ عندَ الظهيرةِ


عندَ هبوطِ الليلِ!



أنهارٌ من الدِّمَاءِ


تَسيلُ معَ بزوغِ الفجرِ


في كلِّ الفصولِ ..


لا ترحمُ حتّى الشِّتاءِ!



حُرُوبٌ قميئة ..


صراعاتٌ دوّخوا بها العالَم ..


أينَ تصبُّ عُلُومُكُم


أين وجهُ الحضارة؟


لا أرى في السَّاحةِ الآن


سوى حضارة حربٍ ..


حضارةٌ مُكتظّة بالدَّمّ


بالغبارِ


بكلِّ أنواعِ المرارة!


حضارةٌ شائخة


مندلقة من رؤوسِ الصَّواريخِ


تَهْطلُ سُمُومَها بسخاءٍ جُنُونيّ


فوقَ صُدُورِ البشرِ!



مُعادلاتٌ مَخرومة


تقتلني كُلّ يوم ..



مَنْ خوَّلَكُم أيُّها (الْمَهَابيل)


أن تهطلوا وابلَ سُمُومِكُم


على مدنٍ موغلة في العراقةِ


موغلة في الحضارةِ؟!


قُلُوبُكم تتقاطعُ شرَّاً


مع قُلُوبِ البهائمِ


بلا نخوة ..


بلا أدني حضارة ..



تنحونَ منحى الافتراسِ


في جوانِحِكُم تَنمو الشُّرُور


تنمو براكينَ القذارة!



تُدَمِّرونَ مُنشآتِ الحياةِ


تُخلخِلونَ أجنحةَ الأشجارِ


مُنحدراتِ الِجبالِ ..


تعفِّرونَ خُدودَ الليلِ


غير مكترثينَ لخوفِ الأطفالِ


لخوفِ الغزلانِ


لخوفِ العصافيرِ الهاربة بعيداً


مِنْ جُنُونِ الشَّظايا!



تُدنِّسونَ وجهَ الأرضِ


وأمواجَ الهواءِ


تُضيِّقونَ الخناقَ على رقابِ الأوطان ..


تُهرسونَ براءَةَ الأطفال


جماجِمَ النِّساءِ والرِّجال


غير مُبالينَ بالأرضِ


ولا بالسَّماءِ ..


آهٍ .. يا سماء!


هل ستغضبينَ يا سَمَاء؟!


متى ستغضبينَ يا سَمَاء؟


آهٍ .. وألف آهٍ يا سَمَاء!


****


ثمّةَ أحزانٌ غائرة


في تجاويفِ الروحِ


ثمَّةَ جراحٌ غافية


بين مغائرِ القلبِ!



وحدُهُ السَّلامُ قادرٌ


على منحي ألقَ الضياءِ


وحدُهُ السَّلامُ يمنحني


رغبةً في اللقاءِ


لقاءُ الشِّعرِ معَ جمرةِ الارتقاءِ


لقاءُ الشِّعرِ معَ خصوبةِ البهاءِ


بهاءُ الروحِ معَ بخورِ المحبّة


معَ بهجةِ الاخضرارِ


اخضرارُ خيوط الحنين


اخضرارُ دكنة الليل



وحدُهُ الشِّعرُ يعبرُ دونَ وجلٍ


رحابَ السَّلامِ


يتناثرُ حبقُهُ بإنتعاشٍ


على إيقاعاتِ هديلِ الحمامِ!



صباحٌ من فرح


من لونِ السنابل


من لونِ القصائد!


وقفَ البحرُ يناجي رعشاتِ الحنين


يغنّي للنوارسِ أنشودةَ الرحيل


أنشودة منبعثة


من جموحاتِ البنين!



تنسابُ الأيّام والشهور متوغِّلةً


في بيادرِ الآهاتِ


آهاتنا ملأى بالحسراتِ


ملأى بتساؤلاتٍ دائمةِ الاشتعالِ ..


وحدُهُ الشِّعرُ قادرٌ


على اِرتشافِ رحيقِ السَّلامِ


على زَرْعِ بذورِ السَّلامِ


وحدُهُ الشِّعرُ معبّقٌ بأزاهيرِ الليلِ


بباقاتِ الحنطة



تاهتِ القبَّراتُ بعيداً


عن اشتعالِ المدائن


بعيداً عن غضبِ الريح


وحدُهُ السَّلامُ يعانقُ زمهريرَ البراري


يعانقُ صخبَ الروحِ


يلوِّنُ وجنتَي الحبيبة بأريجِ النعناعِ!



يضيءُ مساحاتِ الحلمِ


بأغصانِ الطفولة


بنقاوةِ الندى الغافية


حولَ عذوبةِ الينابيعِ



السَّلامُ رسالةٌ منبعثة


من أحشاءِ الأرضِ


متوجِّهة نحوَ خدودِ السَّماءِ


رسالةٌ متطايرة من هدوءِ الليلِ


من اهتياجِ موجاتِ البحرِ


رسالةٌ متراقصة


بين أجنحةِ البلابلِ!



السَّلامُ بسمةٌ راعشة


مرسومة على وجهِ الهلالِ


على حنينِ البساتينِ


على شموخِ الجبالِ!


السَّلامُ شهقةُ أنثى


تضعُ مولودَهَا في صباحٍ باكرٍ


على إيقاعاتِ وشوشاتِ البحرِ!



وحدُهُ الشعرُ يقطفُ رحيقَ الوجودِ


يلملمُ نضارةَ الطفولةِ


يزرعُ خيوطَ الشَّمسِ


في هلاهلِ غيمة!



السَّلامُ شقيقُ الشِّعرِ


صديقُ الغمامِ


عاشقٌ من أصفى الينابيعِ!



السَّلامُ موجةُ عشقٍ


ترفرفُ فوقَ براعمِ الحياةِ


فوقَ عطاءاتِ الأمومةِ


السَّلامُ أمُّ الأمَّهات!



السَّلامُ إنسانٌ مصفّى


من مرجانِ البحرِ


من عبيرِ الزهورِ!


السَّلامُ شموخُ أنثى


متطهِّرة


من ترَّهاتِ الحياةِ!


مسربلة بقميصِ الليلِ


معبَّقة بتواشيحِ المساءِ!



السَّلامُ بوّابةُ عشقٍ مفتوحة


على بيادرِ الرُّوح


على رحابِ الحلمِ


على خصوبةِ البساتين!



السلامُ ريحٌ جامحة


في وجهِ وحوشِ هذا الزَّمان


وحوشٌ تترعرعُ يوميّاً


أنيابُها أكثرَ افتراساً


من أنيابِ الحيتان!



السَّلامُ صحوةُ شاعرٍ


في أرقى حالاتِ التجلّي ..


نغمةُ وترٍ منسابة


من تهاليلِ الليل!


... ... ... ... يُتْبَعْ!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم



*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً:
السَّلام أعمق من البحار
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-09-2006, 12:40 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,951
افتراضي

سُمِّيَ الإنسانُ إنساناً



لأنَّهُ يألفُ المؤانسة ..
جميلٌ كلّ هذا يا شاعرنا المبدع إلا أني أرى أن السلام غدا عجوز الكون لم تعد له نعومة الملمس التي كانت له منذ غابر الأزمان, لقد أفقدته شراسة الإنسان الكثير الكثير من هذه الليونة والنعومة ونخشى أن ينتهي به الأمر إلى حدّ لا يعود فيه قادراً على الإعلان عن نفسه خوفاً من لصوص الليل وقطاع طرق التنفس على البشرية. حزني شديد ولوعتي تكبر مع تقادم الزمن لأن التاريخ قد انحرف مساره عمّا يجب أن يكون فبات يعيش في أدغال التوحّش وفي غابات الوحشية والشراسة وإلى أن تنقضي عصور الظلمة والظلام لنا قليل من الأمل في أن يستعيد السلام بعض عافيته فيتمكن من الإعلان عن نفسه ومن ثم الدفاع عمّا خلق لأجله وهو أمن واستقرار وراحة الكائن البشري المقدّس! شكرا لك يا صديقي ونحن على تواصل مع هذه الدفقات من طيب المشاعر لنعيش معك محلقين في سموات آمال عريضة قد تجلب لنا معها شيئا من الخير!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-09-2006, 01:56 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد زاديكه أبو نبيل

تحية
نعم يا صديقي، كلّ ما تقوله فيه من الدقّة الشيء الكثير، لهذا سبق وكتبت الجزء الرابع من أنشودة الحياة، الذي حمل عنوان: الإنسان ـ الأرض، جنون الصولجان، وقد كان هذا النص، "مائة صفحة من القطع المتوسط"، ردّاً على همجيات إنسان هذا الزَّمان، وجاء بعده، السلام أعمق من البحار، كي أؤكّد على ضرورة التركيز على إنسانية الإنسان وليس على ترّهات آخر زمن وعلى ساحات الوغى والحروب المفتوحة المرصرصة برؤى دولارية مدمَّرة ومزرية، تقشعرُّ لها الأبدان!

جاءني إيميل منذ يومين من رئيس تحرير جريدة أسبوعية ستصدر الخميس القادم من لندن، بعنوان : العرب تلغراف، أشار إلى أنه يريد أن يحصل على موافقتي لنشر قصيدة: السلام أعمق من البحار، في صحيفته التي ستولد قريباً، والجريدة لها طابع إنساني سلمي أدبي ثقافي مفتوح، مستقلة، فرديتُ على إيميله بأنني أوافق على نشر القصيدة: السلام أعمق من البحار، كعمود ثابت في الجريدة الوليدة وأشرت إلى جملة من الشروط المتعلقة بحيثيات النشر بعد ان تتحوّل الجريدة بعد ثلاثة شهور إلى جريدة يومية ناطقة بالعربية والانكليزية، فردّ على إيميلي يطلب رقم هاتفي لمناقشة بعض التفاصيل المتعلقة في التعاقد حول حقوق النشر، فزودته بأرقام هواتفي، وإذ به يتصل بي على الموبايل ليلة أمس، فيما كنتُ في سهرة دافئة تفوح بشهقة الاشتعال، عرفت من كود لندن أنه مدير التحرير، شكرني على أستجابتي وأشار إلى النفس الطويل المحموم بالسلام في سياق القصيدة، واقترح علي أن ينشر ثماني صفحات من النص في كل عدد، لكني قدمت له اقتراحاً، بأن يتم نشر القصيدة كل عشرة صفحات في كل عدد ضمن عمود ثابت، فوافق بصدر رحب، خاصة عندما أشرت له أنني بوّبت النص إلى عشرة أجزاء فرعية متفرعة عن النص العام أنشودة الحياة، وعندما سألني عن عدد الأجزاء التي وصلت إليها، ذُهل متسائلاً: هل كل الأجزاء هي عن السلام؟! لا يا صديقي هي عن الحياة، عن الحرب، السلام، الوئام، الإنسان، عن فيروز، الموسيقى، العشق، الحنين ، الرثاء، الموت، الولادة، الطفولة، الطبيعة، الذاكرة البعيدة وعشرات عشرات المواضيع المتفرعة التي تصب في حيميمات جوهر الحياة، وهكذا خرجنا باقتراح على أن يتم نشر السلام أعمق من البحار في المرحلة التأسيسية للجريدة على مدى ثلاثة شهور، ثم وبعد أن تصبح الجريدة يومية وتحصل على دعم مادي من الجهات المختصة في لندن و ... أن يتم نشر الأنشودة كاملة إبتداءً من الجزء الأول وصاعداً، كعمود ثابت مفتوح على مدار الأعوام القادمة، ثم سيصار إلى ترجمة الأنشودة إلى الانكليزية ولغاتٍ أخرى وهذا ما كنتُ أسعى إليه منذ أن نويتُ أن أخوض هذه التجرية التي خصَّصت لها أجمل وأمتع الأوقات فها قد جاء الوان لأن أحقِّقَ هذا الطموح، وهذه الرغبة، كي تبقى نصوصنا ساطعة على جدار الزمن، بعد أن نعبرَ وجنة السماء، ننام نوماً عميقاً على أجنحة اللَّيل الحنون!

مع عميق مودّتي وإحترامي
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-09-2006, 09:58 PM
الصورة الرمزية Sabah Hakim
Sabah Hakim Sabah Hakim غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,315
افتراضي

السَّلامُ موجةُ عشقٍ


ترفرفُ فوقَ براعمِ الحياةِ


فوقَ عطاءاتِ الأمومةِ


السَّلامُ أمُّ الأمَّهات!



السَّلامُ إنسانٌ مصفّى


من مرجانِ البحرِ


من عبيرِ الزهورِ!



حروفك ياصديقي
مميزه في أحاسيسهاالصادقه
سلم نبر حرفك الصادق
وإبداع كلماتك المتألقه
ودمت محبا للسلام طالماهي أنثى ههه
محبتي


____________________
مــالــي أرى الــشــمــع يــبــكــي فــي مــواقـــده

مـن صــحــبــة الــنــارأم مــن فـــرقـــة الــعــــســـــل

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-09-2006, 10:13 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

بارك الرب كل من ناشد السلام
سلاما على من يحب السلام
عشت أستاذ صبري لتزين كلماتك
صدق الكلام وعذوبته ....أحييك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-09-2006, 11:03 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديقة العزيزة صباح
تحيّة
نعم يا عزيزتي، السلام أنثى حبلى بالخير ..
تابعي سلامي ستجدين بين طيّاته حبات المطر، أريج السَّوسن .. حنين الرُّوح إلى ينابيع الماء الزَّلال!

السَّلام أعمق من البحار، قريباً سينشر تباعاً على صفحات جريدة العرب تلغراف الصادرة من لندن ..

مع خالص المودّة والإحترام
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-09-2006, 11:05 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيزة أم نبيل
أحييك على متابعاتكِ الشفيفة ..
السَّلام حبق الحياة في دنيا من حجر!

مع خالص المودَّة والإحترام
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke