Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > شخصيات و رجالات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-10-2024, 08:35 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,893
افتراضي الشماس أسطيفان لحدو بازو الآزخي البرصومكي

الشماس أسطيفان لحدو بازو الآزخي البرصومكي، هو شخصية مسيحية سريانية بارزة من بلدة آزخ (المعروفة اليوم باسم İdil و تقع في تركيا، تمّ ضمّها الى تركيا بموجب اتفاقية سايكس- بيكو الفرنسية البريطانية. تمّ توقيع اتفاقية سايكس بيكو في 16 مايو 1916، و كانت اتفاقية سرية بين بريطانيا و فرنسا، بموافقة الإمبراطورية الروسية، لتقسيم مناطق النّفوذ في الشرق الأوسط بعد انهيار الدّولة العثمانية المتوقَّع آنذاك خلال الحرب العالمية الأولى. أصله من حيشترك, تزوّج من حانة بنت جمعة آدم, توفيت ثم لم يتزوّج بعد ذلك.
نصّت الاتفاقية على تقسيم الأراضي، التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية في منطقة الشرق الأوسط إلى مناطق تحت الإدارة البريطانية و الفرنسية، بحيث تحصل بريطانيا على مناطق تشمل العراق و الأردن و الخليج العربي، بينما تحصل فرنسا على مناطق تشمل سوريا و لبنان وبعض المناطق الأخرى) التي كانت جزءًا من منطقة طور عبدين ذات الأغلبية السريانية. عاش الشماس أسطيفان في فترة حَرِجة من تاريخ السّريان في القرن التّاسع عشر، حين كانت منطقتهم تحت تهديدات متعدّدة من قبل القبائل الكردية المجاورة، و من بينها قبائل أمير جزيرة بوطان، بدرخان بك.

السياق التاريخي

في تلك الفترة، كان بدرخان بك يسعى لتوسيع نفوذه و تقوية سيطرته على المناطق المجاورة، بما في ذلك المناطق السريانية. أدّت حملات بدرخان إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين قواته و السكان السريان في طور عبدين. إلّا أنّ الشماس أسطيفان الآزخي، الذي كان يتمتّع بسمعة طيّبة و حكمة في التعامل مع القضايا المعقدة، قرّر التفاوض مع الأمير بدرخان لتجنّب وقوع المزيد من الدمار و الخسائر البشرية بين شعبه (في قصّة مشهورة و معروفة لدى أهل آزخ، حيث كانت آزخ في تلك الفترة تتبع إمارة البوطان الكردية، و لهذا كانت تدفع لها الضريبة، و في ذات يوم قدم غلمان الأمير الموكلون بجمع الضرائب إلى آزخ، لكنّ سلوكهم الأخلاقي، لم يكن مقبولًا، إذ قصدوا العين، و هي مصدر المياه الوحيد و الرئيس في البلدة للاحتياجات اليومية، و كان من الطبيعي أن تقصدها النسوة و الفتيات الآزخيات لجلب الماء من أجل الشرب و الطهي، في تلك الأثناء تعرّى غلمان الامير و سبحوا في العين تحت أنظار النّسوة و الفتيات، ممّا أثار اشمئزاز و قرف نساء البلدة، و حين كان الشماس اسطيفان يسير في طريقه، إذ به يسمع شكوى النسوة و هنّ يقلن ألَا يُوجد في هذه البلدة مَنْ يدافع عن شرف و عرض نسوتها؟ و لما سأل الشماس عن الموضوع و علم حقيقته، خرج إلى خارج البلدة بعصًى كانت بيده، فكمن للغلمان و هو يعرف الطريق الذي سوف يسلكونه، ثمّ قام بعملية جريئة و بطولية و هي السيطرة على الغلمان الثلاثة و نزع أسلحتهم و تقييدهم، ذهب الغلمان إلى الامير بدرخان بك البختي و اعلموه بما جرى، و هم يروون قصة كاذبة، ممّا أغاظ الأمير فأرسل في طلب الشماس، ليحضر في ديوانه على الفور، كان رأي بعض رجال آزخ ألّا يذهب الشماس، خوفًا منهم على حياته، لكنّه أصرّ على الذهاب، و هو يودّعهم قائلًا: إنْ كان لي نصيب بالحياة فسوف أعود و إنْ لم يكنْ فأنا سأموت مرتاح البال. كان اللقاء في بداية الأمر جافًّا من الأمير تجاه الشماس اسطيفان، لأنّ ما فعله من اعتداء على جباة الضرائب هو إهانة شخصية للأمير، و كسرٌ لهيبه أمام العشائر، لكونهم يمثّلون شخصه. عندما أراد الأمير معرفة ما جرى بالضبط، كان جواب الشماس واضحًا و هو يقول: أميري الموقر. إنّ هؤلاء الغلمان أساؤوا لشخصك اكثر ممّا أساؤوا لأهل بلدتي، ثمّ قصّ عليه كلّ الحكاية و ما فعلوه من عمل شنيع لا يقبله دين و لا عُرف و لا أخلاق، غضب الأمير غضبًا شديدًا و سأل الغلمان هل ما يقوله الشماس صحيح؟ و بعد التهديد أجابوا بالقول إنّ كلّ ما قاله الشماس اسطيفان صحيح، امر الأمير بمعاقبة الغلمان بما هو مستحقّ، ثم قام من مكانه و جاء إلى الشماس اسطيفان، مرحّبًا به كلّ الترحيب، و هو يشكره على ما قام به من فعل محقّ، ثم أغدق عليه ببدلة أميرية و بخنجر كهدايا، ثمّ قال له: أنت من اليوم ستكون زعيمًا على جميع عشائر الممّان و كانت آزخ في حلف مع عشائر كردية مميّة مثل زيوكة بزعامة طاهرِه محمو و غيرها من القرى)

اللقاء بين الشماس أسطيفان و الأمير بدرخان

يقال إنّ الشماس أسطيفان كان يتمتع بشخصية قوية و مؤثّرة، و قد تمكّن بالفعل من لقاء بدرخان بك. خلال هذا اللقاء، أبدى الشماس شجاعة و دبلوماسية متميزة، مما أثار إعجاب بدرخان. و هناك روايات تفيد بأنّ الأمير منح الشماس أسطيفان خنجر الإمارة كرمز للزعامة و الاحترام، و اعترافًا بقدراته القيادية، و قام بمنحه أيضاً زعامة "عشائر الممان" (أي: القوة أو السلطة للدفاع عن جماعته)، بهدف منح السريان استقلالية أكبر ضمن إطاره الإمبراطوري.

أهمية هذا اللقاء و الرمزية

منح بدرخان بك خنجر الإمارة للشماس أسطيفان يُعبّر عن درجة من الاحترام و الاعتراف بالسريان كقوّة محلّيّة قادرة على الدّفاع عن نفسها. كما يرمز إلى محاولة الشماس أسطيفان حماية حقوق السريان و مصالحهم بطرق سلمية، محاولًا تجنّب الصّراع المباشر، الذي قد يؤذي مجتمعه.

إرث الشماس أسطيفان الآزخي

بفضل هذا اللقاء و المفاوضات، التي تمّت، نجح الشماس في الحفاظ على نوع من السلام و الاستقرار لمنطقة آزخ و المناطق المجاورة لفترة من الوقت. و أصبح الشماس أسطيفان شخصيّة رمزيّة تعبّر عن الحكمة و القيادة و الدّفاع عن الحقوق بوسائل دبلوماسية و سلمية.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-10-2024 الساعة 11:51 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke