Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2005, 09:18 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي أميريكا حضارةُ نارٍٍٍٍ وكبريت* ج 2 ـ 2 ـ

أميريكا حضارةُ نارٍٍٍٍ وكبريت*



أنشودة الحياة
الجزء الثاني

( نصّ مفتوح )
2


... .... ....

غيمةٌ سوداء

موشّحة بالدمّ



غولٌ فوقَ أراجيحِ الطفولة

برقٌ فوقَ جسدِ المدائنِ



زنازينٌ غير مرئيّة

شيوخٌ مجنّحة بالحسرةِ

تخشى احتراق أحلام العمرِ

أحلام البنينِ

أحلام السنينِ



تاهَتِ الحضارةُ

عن لُجينِ الطينِ

زاغَتْ عن دربِ الملوحةِ



لا طعم في وهادِ العمرِ

ولا رائحة في دروبِ الربيعِ



حضارةٌ مصقولةٌ بالاسفلتِ

بطائراتِ الشبحِ

بالمكرِ

بشراهةِ السيطرة

على مالِ الغيرِ



آهٍ .. يا ثعلب الصحراء

عن قصدٍ أو دونَ قصدٍ! ..

طرَحْتِ نفْسَكِ ثعلبَ الصحراء!



ماذا يتوقَّعُ الإنسانُ

من ثعلبٍ

يعبرُ أعماقَ الصحارى ؟



تحملينَ في لاشعورِكِ الضمنيِّ

مكرَ الثعالبِ

منحى الثعالب

تهجمينَ هجومَ الثعالبِ

وإلا

لماذا وُلِدَ ثعلبُ الصحراءِ؟!



هل انبثقَ الثعلبُ

من بينَ القططِ الأليفةِ

من بين الخرافِ الوديعةِ؟



كيف فاتَكِ

أن تطرحي نفسَكِ ثعلباً؟

أنسيتِ أنّنا معشر الشعراء

نمقتُ منهجَ الثعالبِ

رؤى الثعالبِ

طموحَ الثعالبِ

غدرَ الثعالبِ ..؟



سلوكٌ مثلَ الثعلبِ

هذا كانَ نعتكِ

هل يشرِّفكِ

أن تحملي بينَ ضلوعِكِ

خبثَ الثعالبِ

خيانةَ الثعالبِ



عجباً أرى حضارةً تنهضُ

على ذيولِ الثعالبِ

على جماجمِ الطفولةِ

على جوعِ الكهولةِ

حضارةٌ من رمل

تطمسُ وهجَ الحضاراتِ



تعفِّرُ وجهَ بابلَ

تقتلُ نينوى دونَ وجلٍ

وتحرقُ عشبةَ كلكامش

غير مكترثة لدموعِ الثكالى

لدموعِ العشَّاق المنسابة

على قبورِ ضحايا قُتلوا

عندَ مفترقِ الصحارى



حضارةٌ من نارٍ وكبريت

قائمة على نهجِ الكراتينِ

على زيادةِ بلوكوزاتِ الدولارِ

زيادة أوجاع الإنسان



حضارةٌ كثيفةُ الحموضةِ

غير مستساغة حتّى من بَنيها



حضارةٌ طائشةٌ

تدوسُ فوقَ حميميّاتِ البشرِ

فوقَ عفويّاتِ الريفِ

فوقَ شموخِ السنابلِ



تكسرُ بحماقةٍ أغصانَ النخيلِ

تعفِّرُ دماءَ الأنهارِ

تهرقُ سكينةَ الليلِ

تقلقُ هدوءَ الكهولِ

تفزعُ الطيورَ المهاجرة



حضارةٌ ملطّخةٌ بالبراكينِ

تعفِّرُ وجهَ الشفقِ بالقيرِ

تملأ الدنيا حيرةً

قلقاً

ضجراً لا يُطاق!



سئمْتُ اشراقةَ الصباحِ

مللْتُ من الإنزلاقاتِ

في بُرَكِ الحزنِ



تحشرجَ الشهيقُ

في سماءِ الألمِ

أوجاعٌ من كلِّ الجهاتِ



جيوشٌ جرّارة

تتربّصُ أطفالاً مرضى

تتربَّصُ شيوخاً

أكلهم الأنين والقنوط

تتربَّصُ نساءً مصابات

بجفافِ العمرِ

تتربَّصُ شباباً

كرهوا اليومَ الّذي وُلدوا فيه

تتربَّصُ أرضاً موغلة

في أعماقِ الحضارات



تريدُ أنْ تسحقَ

جماجمَ آشور

الجنائن المعلقّة

سور بابل ..



تريدُ أنْ تعفِّرَ عذوبةَ المياهِ

تريدُ أنْ تقتلعَ وردةَ الربيعِ

تحرقُ الاقاحي



آهٍ ..

ما ذنبي يا أبتي أن أُوْلَدَ

في أرضِ الحضاراتِ؟



ما ذنبي يا أبتي

أن أكونَ أوّل المشرّعين

كتبتُ دساتيري على الطّينِ



ها هم ثعالب الصحارى

يريدونَ أنْ يكسروا ألواحَ الطينِ



دساتيري

اِبَقَيْ يا دساتيري صامدةً

في حنايا الطينِ!



إيّاكِ أنْ تستسلمي لثعالبِ

هذا الزمان

إيّاكِ أن تحني رأسكِ

لهراطقةِ العصرِ



أينَ أنتَ يا كلكامش

هل ماتزالُ نبتة الخلودِ

خالدة في وهادِ سومر وأكّاد



لا تقلقي يا بابلَ

ثعالبُ هذا الزمان

غير قادرة

على طمسِ جنائنِكِ

غير قادرة على زحزحةِ

وجهِكِ الشامخِ

في برجِ الحضارةِ



حضاراتٌ تأتي وتزول

تبقى أنقى الحضارات .. لا تزول



وحدُها الكلمة الحقّ

تبقى ساطعةً

بينَ أضلاعِ التاريخِ

شامخةً فوقَ قبَّةِ الحياةِ

وحدُها المحبّة باقية

فوقَ أجنحةِ الحضارةِ



كلّ معارك الكونِ

تنتهي في مهاوي الريحِ

تنتهي في ظلمةٍ ظالمة

عالقة

في

هوامشِ

التاريخِ



كلّ معارك الكون معاركٌ باطلة

لا منتصر في الحروبِ

كلّ الحروب في طريقِهَا

إلى وادي الجنونِ

جنونُ البشرِ!



منذهلٌ أنا

كيفَ يريدُ الإنسانُ

خوضَ المعارك



منذهلٌ أنا

كيف يقتلُ الإنسانُ الإنسانَ

من أجلِ أرضٍ أو نفطٍ أو جاه؟



إنّه جنون الصولجان

انزلاقُ الحضارةِ

في قعرِ اللاحضارة



تختفي رويداً .. رويداً

تباشير حضارة

لا أرى في رؤى السَّاسة الكبار

غير انحرافٍ عن دربِ المنارة

لا أرى في وجهِ الشفقِ

ملامحَ فرحٍ

ولا في خيوطِ الشمسِ

وهجَ الحرارة



يراودني أن الشمسَ ضَجِرَت

من عبثِ الإنسانِ

فتقلّصَ وهجها

غير راغبة

أن تغدقَ على البشرِ

دفء البرارة!



لم أعُدْ أطيقُ نشرةَ الأخبارِ

تحاليل السَّاسة

التعبئة الطارئة

حواراتٌ منخورة

جيوشٌ مخيفة

حاملات الطائرات

تلعلعُ على وجهِ المياهِ ..



آهٍ .. مَنْ يهدِّد مَنْ؟

تلكَ هي المسألة ..

جنونٌ حتّى النخاع!

انحدارٌ نحو الهاوية

إنّه آخر موبقات الصولجان



هل الدولارُ

الذهبُ الأسود

البنّي

الذهبُ الأزرق

الأصفر

هل كنوزُ الكونِ

تساوي موت الطفولة؟



هل كنوزُ الكونِ

تعادلُ موت الكهولة

تعادلُ شهيقَ الصديقة؟



هل نحن باقون على وجهِ الأرضِ

أكثرَ من الأرضِ ..

لماذا لا نتركُ الأرضَ وشأنها؟!



نحن ياسادة ياكرام

مجرّد كُتَلٍ صغيرة

أصغر من حبّاتِ الرملِ

على الأرضِ



جزءٌ نافرٌ

من حبيباتِ الأرضِ

ضيوفٌ على الأرضِ

رحلةٌ عابرة

فوقَ شهقةِ الأرضِ



لماذا لا نعطي صورةً تليقُ بنا

لأمِّنَا الأرضِ؟



لماذا لا نردُّ جميلَ الأرضِ للأرضِ

أَلمْ تأوينا فوقَ لحافِهَا الدافئ

سنيناً ..

قروناً طوال؟!



لماذا نتركُ الأرضَ تغضبُ منّا

لماذا أيّها الإنسان

يغريكَ بريقَ الدِّماءِ

بريقَ الأخذِ لا العطاءِ؟



الأرضُ تغدقُ حبّاً عليكَ

وأنتَ تغدقُ جمراً

من لونِ الوباءِ



آهٍ .. يا حمقى هذا الزمان

لو تعلمون

كم رؤاكم المتحجِّرة

قصيرة!



لو تعلمون

كم ثعلبياتم

معاصٍ كبيرة!



لو تعلمون

أنَّ الإنسانَ أخو الأرض

ابنُ الأرضِ

صديقُ الأرضِ

سيّدُ الأرضِ

حبيبُ الأرضِ

لو تعلموا أن علاقاتكم

غير داجنة مع الأرضِ



ما تزالوا ضالّين

في جاداتِ الأرضِ

تائهينَ بينَ وخمِ المالِ

وشبق الصعودِ

إلى قمةٍ الأبراجِ!



تائهين

بينَ رؤى مفهرسة

بجلدِ الثعالبِ

بناطحاتٍ مترجرجة

فوقَ كثبانِ الرملِ

تائهينَ عن خصوبةِ الحقِّ

عن درعِ العدالةِ

عن جمالِ الوردةِ



حضارةٌ مندلقة

من جلودِ الافاعي

شائخة في قمّةِ أوجِهَا

ستهبطينَ أيَّتها المزركشة بقشٍّ متطايرٍ

في مهبِّ الانحدارِ



نحنُ في عصرِ سرعةٍ مميتة

لا نستغلُّ سرعةَ العصرِ

لصالحِ العصرِ



يُقتَلُ العصرُ بسرعتِهِ المريبة

عصرٌ غير مكترث

لأغصانِ الحياةِ

لا مبالٍ لخصوبةِ الغاباتِ

يقتلعُ تعبَ العمرِ

يرميه في قاعٍ الزنازينِ



عصرٌ يفرّخُ سجوناً

من أوداجِ الحزنِ

من قنوطِ الأيامِ والشهورِ والسنين!



عصرٌ لا يأبه بطموحِ البشرِ

براحةِ البشرِ

بنعاسِ البشرِ

عصرٌ منفلتٌ من مخالبِ الضباعِ

من جشاعاتٍ تجثمُ ثقلها المريع

فوقَ دماءِ الربيعِ



عصرٌ خارجٌ عن القانونِ

عودةٌ مريبة

إلى شريعةِ ما قبلَ الغابِ



قرفٌ من ضجرِ التلاطمِ

لماذا يفرشُ الشرُّ أجنحَتَهُ

فوقَ رحيقِ الخيرِ

يدمي سموَّ الروحِ



ضجرٌ عندَ الولادةِ

بكاءٌ علىامتدادِ يفاعةِ الشبابِ

حزنٌ على مساحاتِ أحلامِ الكهولِ

شيوخٌ تقارعُ مرارةَ الحنظلِ



"غريبةٌ أنتِ يا روح في دنيا من حجر"



وجعٌ أكثرَ مرارةً من الفراقِ

فراقُ الأحبّةِ

فراقُ البنينِ

فراقُ نسيمِ الصباحِ



وجعٌ أكثر إيلاماً

من فرارِ الأيّامِ

من فرارِ الحجلِ

من فرارِ عبقِ الياسمينِ

من فرارِ العشّاقِ إلى قفرِ الحياةِ!



وجعٌ من لونِ الزمهريرِ

تتوالدُ المعاركُ كالأرانبِ

يتطايرُ من أوداجِهَا

أجنحةُ بشرٍ

عابرة كهوفَ الموتِ



قبورٌ على مساحاتِ البحرِ

قبورٌ على حافّاتِ الليلِ

قبورٌ محنّطة بانشراخِ الحياةِ

قبورٌ صغيرة

من بتلاتِ الوردِ!



وجعٌ ينضحُ أنيناً هادئاً

يتصالبُ معَ زرقةِ السَّماءِ

يمتدُّ من فروةِ الحلمِ

حتّى أعماقِ ينابيعِ الروحِ!



أريدُ أن أنامَ نوماً عميقاً

أن أعيشَ قرناً من الزمانِ

أن أعيشَ عمراً مفتوحاً

على أغصانِ الحياةِ

لأكتبَ شلالاً من الفرحِ

شلالاً من العشقِ



أسقي أجنحةَ الطفولةِ العطشى

أزرعُ حبّات المحبّة

في سماءِ الكينونةِ

في سماءِ العمرِ



أفرشُ محبّةَ البشرِ

فوقَ هضابِ الحياةِ



أعانقُ أصدقائي الشعراء

ألملمُ صديقاتي الشاعرات

وأدعوهنَّ إلى الشواطئِ البكرِ

من قبابِ الروحِ



نعانقُ سويةً

بهجةَ انتصارِ الشِّعرِ

على موبقاتِ الصولجان!

.... ..... ....... .... يُتْبَعْ!





ستوكهولم: 5.3.2003

صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم





*أنشودة الحياة: قصيدة ملحمية طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كل جزء بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الذي يليه، وهذه القصيدة مقاطع من الجزء الثاني حملت عنواناً فرعيّاً:

أميريكا حضارة نارٍ وكبريت

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 01-09-2005 الساعة 09:51 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-09-2005, 11:01 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

استاذي صبري،،ما كتبته عن الارض وقداستها ،عن الامتنان والا امتنان، شيئ جميل ومعبر،ولكن لدي سؤال اتمنى ان لا يفهم غلط**الا يمكن اننا مع الصغرجرعنا جرعة زائدة عن اللازم من الحقد باميريكا؟ الا يمكن ان تكون المظاهرات التي كنا نقوم بها ايام الشباب للتعدي والشتم بها سبب رسخ وركب ضميرنا ونحن لا نريد ان نرى سوى ذلك الا يمكن ذلك؟؟؟
انني لا اناقش بمواضيع سياسية ولكن هل ما صنع في اميريكا 11.11. وما ذهب معه من ضحاية اكان حق الم تمت اطفالا وتيتمت اخرى؟ ام لها ما يجري عليها..
هل كانو اخوتنا العراقيين تحت ظلم وفظاعة الحكومة العراقية بحالة احسن من الان،،لا تعتقد باني وباي شكل مع ما جرى انما لنسال انفسنا لما وعند اي مشكلة صغيرة تحدث في العالم العربي اول من ينادى للمساعدة هي اميريكا؟ عندما تدخلت لتحمي كويت واهلها من ظلم اخوانهم العراقيين لم يتكلم احد عن البترول والقتلة والموت لما لا؟
كل ما احب ان اعرف هو لماذا كل هذه الخصامات والتخالف حول العرب والاميريكيين فمثلما نخاف على اخوتنا العرب والذين اذا استطاعو لتخلصو مننا مثل تخلصهم من الفئران كذلك لنا اخوة في اميريكا ،،اتمنى فقط ان تنتهي هذه الخلافات التي لا نهاية لها..
اعذرني على طولة لساني انما اود فقط ان افهم ما السبب لكل ذلك..جورجيت

التعديل الأخير تم بواسطة georgette ; 01-09-2005 الساعة 11:04 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-09-2005, 12:30 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

عزيزتي الغالية جورجيت

لا شكّ أن أميريكا فيها حضارة ومدنية وتقدم وقوّة وجبروت وديمقراطية وقائمة طويلة من المزايا اللاحصر لها، لكن فيها أيضاً كبريت من نوعٍ خاصّ أيضاً، عبر هذا النصّ: لا أناقش قضايا شكلانية فأنا أطرح أكثر مما يتبدّى للمرء للوهلة الأولى، لأنَّ هناك الكثير ممّا لانراه ممكن أن نراه فيما وراء هذا النصّ، فأنا لستُ ضدّ المدنية وحضارة العصر، سواء كانت صادرة من العمق الأميريكي أو العمق الشرقي لكنّي ضدّ إعوجاجات هذا الزمان سواء صدر هذا الاعوجاج من الشرق أو من الغرب، أنا مع الإنسان، مع تنشئة طفل سويّ طبيعي بعيد كل البعد عن العنجهية والتسلط والغطرسة والديكتاتورية والقمع وبعيد عن مبدأ القوي يأكل الضعيف وبعيد عن الصراعات الفاقعة التي تنتهجها أغلب سياسات وتوجُّهات هذا الزمن المعفر بترهات الحياة! لربّما تكمن أولى هذه الترّهات في المال/ المادّة، صحيح أن المال ورأس المال هو عصب الحياة، لكن يجب أن لا يكون على حساب جماجم البشر وإعوجاجات آخر زمن!

تساؤل بسيط، لماذا لا يتمّ توزيع رأس مال الكون على كائنات هذا الكون بشكل عادل؟ هناك خلل مقيت يا عزيزتي في توزيع الثروات على البشر، على مستوى المعمورة كلها، ويزداد الظلم في الدول الفقيرة أكثر من الدول الغنية، لأن أنظمة الدول الفقيرة تهيمن على لقيمات خبز الكائن الحي/ مواطنيها وكائناتها! فيزداد الفقير فقراً، بينما في البلاد المتقدِّمة فالفجوة أو المعادلة أرحم قليلاً أو كثيراً بحسب أخلاقيات قوانين كل بلد!
لا يعجبني توجّهات أغلب سياسات دول العالم في مسألة تنشئة طفل سوي طبيعي، لأنّها لا تحقق له ما يحتاجه هذا الكائن الحيّ بشكل يليق به، ويزداد هذا اللاإعجاب أكثر في الدول الفقيرة، والدول الفقيرة ليست فقيرة كما يتوقّع أو يتوهّم البعض، لكنها دول منهوبة! منهوبة مرّة من أنظمتها ومرّة أخرى من القوى العملاقة في العالم وفي مقدِّمتها أميركا ومن لفَّ لفّها وبهذا المنظورأريد أن أقول أن أميركا يا عزيزتي هي : حضارةُ نارٍ وكبريت، مع أنها حقَّقت الكثير لمواطنيها وشعبها لكنها في الآن نفسه تطحن الكثير من شعوب العالم دون أن يرمش لها جفن، فأنا يا عزيزتي من خلال هذه الحيثيات واطلعات عديدة أخرى كتبت هذا النصّ، آملاً أن تتحقق معادلات الخير للبشرية جمعاء في دنيا الشرق والغرب على حدٍّ سواء!

أودُّ أن أؤكِّدَ على أنني ضدّ الإرهاب، وضدّ الإرهاب المضاد للإرهاب، فإذا ولّد الإرهاب إرهاباً من طرف على أساس أنه ينشد الأمان فالإرهاب المتوالد عن الإرهاب لا يختلف عن الإرهاب نفسه، لهذا على الدول القوية العملاقة معالجة مشاكل الإرهاب والفقر والقمع والتسلّط بمزيد من العدالة والسلام والتآخي والأخلاق والديمقراطية والحرية الخ .. لكن بشكل عملي وإقناعي لا أن تحقِّق متراً من الديمقراطية وتفرض جبلاً من الهموم والمشاكل خلقها، القضية أعمق من أن يظن البعض يا عزيزتي!

الإرهاب شيئ غلط وخطأ فادح! لكن السؤال الهام، كيف وُلِدَ أو نشأ الإرهاب؟ ألم ينشأ عن سبب ما، عن ظلم ما، عن خلل ما، ومهما كان سببه: سواء كان جوهرياً أو قشورياً فيجب معالجته من جذوره، لا أن تسعى الدول العملاقة إلى استفحاله كي تـأتي هي وتحصد ثمار معالجته، وأنا أرى أنَّ معالجة الإرهاب بالإرهاب هو الإرهاب بعينه، لهذا علينا أن نكون يقظين وحذرين في تحليل وتفنيد ومعالجة خلخلات علاقات الدول والبشر على أسسٍ عادلة وأخلاقية وإنسانية تليق بنا كبشر، وإلا بعد قرنِ أو قرنين أو قرون سيأتي أجيال لها رؤى وتطلعات إنسانية خلاقة، ستسخر وتضحك على أغلب أفكار قياديي هذا العالم!

مع خالص مودّتي وإحترامي
صبري يوسف ـ ستوكهولم

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 02-09-2005 الساعة 06:46 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-09-2005, 02:19 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

اخي المحترم صبري..في اكثر حنايا سطورك احط يدي على يدك واعطيك حق،،واتصور بأن فقر الدول العاجزة يعود بلأول للسلطة الداخليةالتي تغمض عينيها على الوباء وثم على السلطات الخارجية .
اتمنى ان يأخذ كل فرد في المجتمع شرقي كان ام غربي،،قادر كان ام مبتز حقه وبشرف لاننا جميعا نستحق ان نعيش ..اختك جورجيت **انه شعر جميل فإلينا بالجزء التالي**
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke