Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-07-2013, 09:01 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي الوضع السوري يتعقّد أكثر فأكثر. بقلم فؤاد زاديكه

الوضع السوري يتعقّد أكثر فأكثر

تعيشُ سورية حالة لا تُحسَد عليها من أيّ أحد كان لما آلت إليه أمورها من تعقيدات سياسية شيطانيّة خفيّة و مكشوفة معاً. بحيث لا أحد يستطيع التكهن بما ستؤول إليه الأمور و الأوضاع بما في ذلك أصحاب ذوي الخبرات و الكفاءات السياسية المرموقة و صُنّاع التحليلات و التوقعات الاستراتيجية الدقيقة. لأن أكثر من جهة و أكثر من توجّه و أكثر من يد تعمل في نفس الوقت منها ما يتقارب و يتطابق مع البعض الآخر في فترة و في فترة أخرى يتنافران لأنّ أجندة خارجية متعددة تلعب و تتلاعب بها. إن أيادي أكثر من شيطان واحد صارت تنصب شباك شرها و تنشر مكائد خبثها في جسد سورية الفتي ليدفع الشعب السوري وحده فاتورة الدم و الخراب و الدمار و التشرد و يعاني الألم و الغصة و الحزن و يعيش كوابيس أبدية لن يفيق منها على المدى القريب على الأقل و سيترك عاهات دائمة في النفس و الجسد. هناك أطراف تريد أن يستمر هذا الوضع على ما هو عليه لإنهاك البلد و إدخاله في دوامة الصراعات الإقليمية و ربما العالمية فيما بعد.
إن الوضع السياسي في سورية بات معقداً للغاية و من الصعب بل يكاد يكون من المستحيل أن تصدق وجهةُ نظر واحدة في تحديد النهاية كيف ستكون و لا في ما سيحصل و لا حتى تحديد بعض الملامح التي يمكن أن تلوح في الأفق القريب. هل كُتِب على السوريين هذا المصير عن قصد و سبق إصرار و ترصّد؟ أقول نعم. إنّ عائلة الأسد استطاعت أن تسيطر على الجيش و تحولّه إلى جيش حزبيّ عقائدي يخدم الحزب الحاكم و السلطة و آل الأسد, فلو بقي الجيش على الحياد كما هو حاصل في مصر و تونس فإنّ الأوضاع كانت ستصير إلى غير ما هي صائرة إليه. استطاع آل الأسد بدهاء أن يسيطروا على كل مرافق الحياة السياسية و الاقتصادية و أن يغرسوا في نفوس الناس سرطان الخوف و هذا ما نرى تبعاته إلى اليوم على الرغم من مرور ما يزيد عن العامين من انتفاضة الشعب السوري ضد هذا النظام. إن دخول إيران و حزب الله على الخط عملياتيّا و ميدانيّا و قتاليّا قلب بعض موازين القوى, و ساعد في إطالة عمر النظام ظهور مجموعات أصولية تكفيرية متطرفة استطاعت أن تسيطر على بعض المناطق لتكون شمّاعة للغرب يعلقون عليها أسباب عدم دعمهم القوي و المباشر للثورة بحجة أن هناك تنظيمات جهادية, قد تكون هذه الدول الكبرى على حق فهي تخشى من أن تتحول سورية إلى افغانستان طالبانية أخرى مما سيكلفها أضعاف ما كلفتها حرب أفغانستان. و اليوم فُرض على الجيش الحر أن يقاتل هذه المجموعات الجهادية الأصولية و هذا التطور مع أنه ضروري -و ربما ليس بتوقيت سليم - إلاّ أن الحالة الجديدة هذه ستريح النظام و ستضعه في موقف أفضل مما هو عليه سياسيا و عسكريا, سياسيا ليقول إني قلت لكن أنها ليست ثورة بل هي جماعات جهادية و عصابات مسلحة ليس إلا و عسكرياً لأن الضغط على قوات النظام سيضعف لأن الجيش الحر و هذه الميليشيات المسلحة سيتحاربان على الساحة السورية و سيكون هذا مكلفاً للطرفين.
و قبل أيام أعلن تنظيم القاعدة أنه سينضم إلى جانب المقاتلين الجهاديين و هذا أيضا مظهر من مظاهر التخبط و الضياع و التوهان لكل محلل و مراقب لما يمكن أن يستخلصه من مجمل ما يجري و يدور في سورية.
لا يجب أن نغفل أهمية الدور الروسي أيضاً فهو حجر الزاوية في كلّ ما يدور هنا, فالغرب لا يهمه مصير الشعب السوري و لا ثورته بقدر ما تهمه المصالح الاستراتيجية مع شريكته روسيا لهذا لا يمكن لأمريكا و لدول الغرب أن تتخذ قرارا منفرداً ضد إرادة روسيا فيما يخص الشأن السوري, و من أجل هذا كله نقول إننا نسير إلى المجهول الذي لا يعلمه لا خبراء الاستراتيجيات و لا علماء الفلك و لا أمهر سحرة العالم.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke