Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-09-2006, 02:31 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي السَّلامُ رحلةُ الرُّوحِ نحوَ قُبَّةِ السَّماء

السَّلامُ رحلةُ الرُّوحِ نحوَ قُبَّةِ السَّماء

أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]

3
... .... .....
السَّلامُ لا يُبنى


على لغاتٍ جوفاء ..


السَّلامُ محرقةٌ متوهِّجةٌ كالجمرِ


منخلٌ كبيرٌ


يُصفِّي شوائبَ هذا الزَّمان


يستأصلُ أحقادَ ملايين البشر


يحوِّلُهَا إلى عناقٍ حميم


إلى تغريدةِ بُلْبُلٍ


في وجهِ الطفولة!



السَّلامُ رؤيةٌ شموليّة وارِفَة بالمحبَّة


نيَّاتٌ مُنبَعِثَة


من حنانِ الليلِ


من وحيِ الخصوبة!


السَّلامُ


مصافحاتٌ حميمة لملايينِ البشرِ


تشرَّبوا قيمَ الخيرِ


على اِمتدادِ أعمارِهم


يقطعونَ عهداً على أنفُسِهُم


لمصافحةِ ملايينِ بشرٍ آخرين!



السَّلامُ لُغةٌ غير مرئيّة


مقدَّسة ..


تحملُ خصوبةَ الحياةِ ..


بعيدةٌ عن لغةِ الألوانِ


عن لغةِ الأجناسِ


بعيدةٌ عن لغةِ العنجهياتِ


مُشَبَّعةٌ


برحيقِ


الأديانِ!



السَّلامُ باللغةِ العربيّة


يعني التحيّة ..


.. والتحيّةُ


تاريخٌ ناصعٌ بالصَّفاءِ ..


وفاءٌ عميقُ المدى


ودادٌ مُتبادلٌ بينَ البشر!



السَّلامُ ليسَ كلمات نقولها ..


ثمَّ نتعرَّضُ بعدَها للموتِ!




السَّلامُ


لا يقودُنَا إلى الموت ..


يقودُنَا إلى إستئصالِ


بذورِ الحقدِ والكراهيّةِ


من قُلوبِ البشر!



لا يُعَدُّ السَّلامُ سلاماً


عندما يقودُنَا إلى الهلاكِ


إلى هضابِ الجحيمِ!



السَّلامُ ليسَ كلاماً نقولُهُ


أمامَ حشدٍ من البشرِ


هوَ مدى استقبالِ هذا الحشد


لحيثياتِ السَّلام ..


هو تشبُّعُ الرُّوحِ


لرحيقِ السَّلامِ


هو شهقةُ حقٍّ


تصدحُ


في فضاءِ الكون!




السَّلامُ هو حالةُ اِنبعاثٍ


نحوَ سماواتِ الفرح ..


نحوَ رفرفاتِ خصوبةِ الرُّوح!



السَّلامُ ينسجُ


من خيوطِ الشَّمسِ فضائل ..


حالةٌ شفّافة


يعيشُهَا الإنسان


في كنفِ وطنِهِ ..


حالةٌ ولا كلَّ الحالاتِ


تنتشرُ كالهواءِ النقيِّ ..


تلغي الحدودَ المجنونة بينَ البشر


لإنجابِ أطفالٍ أصِحَّاء!



السَّلامُ إلتزامٌ مقدَّس ..


انجذابُ الذّاتِ


إلى فعلِ الخيرِ ..


بناءٌ شامخٌ


على أكتافِ المحبَّة


انعتاقُ الرُّوحِ


من ترّهاتِ الجسد!


نقاءُ القلبِ


من غبارِ الحياةِ ..


اجتثاثُ جذور الرُّؤى الجوفاء ..


بعيدٌ عن المنافعِ البغيضة


بعيدٌ عن دناءَةِ الإنسان


عن الصراعاتِ القميئة!



السَّلامُ رحلةُ الرُّوحِ


نحوَ قُبَّةِ السَّماءِ


توهُّجُ الشُّعراءِ


في حالاتِ التجلِّي


اخضرارُ القلبِ ..


رحيقُ الزُّهورِ المنبعثِ


كَشعاعِ الشَّمسِ


من خدودِ الأطفالِ!



أغاني الغجرِ الصادحة


في أعماقِ البراري


حمامةٌ بيضاء


تحلِّقُ فوقَ الصحارى


تبشِّرُ بخيرٍ وفير


ينمو على شفاهِ الكونِ!


بحارٌ من اليقينِ


تغسلُ جبينَ الليلِ


من تعبِ النَّهارِ


تفادياً


لموتِ ملايينِ الأطفالِ


جوعاً في الأزقّةِ العميقة؟


تفادياً لموتِ الكهولِ


على قارعةِ الطُّرقاتِ ..


تفادياً لموتِ الأمّهاتِ


في برّيّةِ الرُّوحِ!



السَّلامُ رسالةُ فرحٍ


حالةُ اِطمئنانٍ ..


وفاقُ الإنسانِ معَ أخيهِ الإنسان!



السَّلامُ أعمق من الجولاتِ المكّوكيّة


أعمق من المشاهدِ الاستعراضيّة ..


مشاهدٌ مسرحيّة مليئة بالنِّفاقِ ..


متَشَعِّبة بالحواراتِ العقيمة


غير مناسبة لأبجدياتِ السَّلام!


السَّلامُ ليسَ بروتوكولات دوليّة


ولا طاولات مستديرة


أو مستطيلة!


هو ثمارٌ ناضجة


بينَ أيدي الأطفال!


سهولٌ خضراء


على اِمتدادِ البصرِ


تغريدةُ بُلبُلٍ عندَ الصَّباحِ


نشوةُ القلبِ أثناءَ العناقِ


صفاءُ الرُّوحِ


قبلَ حُلُولِ المساء!



السَّلامُ طُفُولةٌ بريئة


تُعانِقُ قِمَمَ الجبالِ ..


حبُّ المحافظة


على جمالِ الطبيعة!


نورٌ


مَحَبّة ..


اخضرارُ الأمانِ


في فضاءِ الكونِ!



السَّلامُ عميقٌ كالبحارِ


حنونٌ كأمٍّ


تعانِقُ وجهَ الليلِ


نورٌ مقدّسٌ


يتلألأُ ضياءً


كنجمةِ الصباحِ ..



حالةُ فرحٍ


مزدانة توهُّجاً


منبعثة من خيوطِ الشمسِ


من خُدُودِ السَّماءِ!



السَّلامُ مستوطنٌ


في نسغِ الأشجارِ ..


نقيٌّ كالماءِ الزُّلالِ!


عبقٌ كثيفُ الأريجِ


يحلِّقُ مع النسيمِ


فوقَ البحارِ ..


دُمُوعُ الأطفالِ


المنسابة كَحُبيباتِ الندى


فوقَ أغصانِ الزَّيتون!


حنانُ الأمِّ إلى ابنها الجنديِّ


المرميّ


في أعماقِ الصحارى ..


شهقةُ الوليدِ


عندَ إنبلاجِ الصَّباحِ!


ماءُ الحياةِ ..


بركةٌ مُنبعثةٌ من خارجِ الزَّمان ..


بركةٌ لا يحدُّها مكان!



خيرٌ وفيرٌ ..


رسالةٌ هاطلة


من أحضانِ السَّماء!


السَّلامُ خُبزُ الوجودِ


نعمةٌ من الأعالي ..


تهطلُ كشلالٍ مُقدَّسٍ


فوقَ شِراعِ الحياة!


آهٍ .. يا حياة


لِماذا لا يعقدُ الإنسانُ


معاهدةَ حُبٍّ بينهُ


وبينَ المطر؟!



لِماذا لا يصبحُ قلبَ الإنسان


شفافاً كَزُرقةِ السماء؟!


أجديرٌ أنتَ


أيُّها الإنسان


أن تعيشَ على وجهِ الكون ..


أن تعبرَ هذا الزَّمان؟!



آهٍ .. يا زمان


وألفُ آهٍ يا مكان ..


مُنْذَهِلٌ أنا


كيفَ تتحمَّلُ النُّجومُ


قباحاتِ البشرِ؟!



السَّلامُ هو مدى الحفاظ


على الترابِ


والهواءِ


والماءِ


نقيَّاً ..


هو منديلٌ شافٍ


يجفِّفُ


بكاءَ الأرضِ والسَّماء!


.... .... ..... يُتْبَعْ!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً:
السَّلام أعمق من البحار

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 02-09-2006 الساعة 02:34 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-09-2006, 09:09 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي

السَّلامُ لا يُبنى


على لغاتٍ جوفاء ..



السَّلامُ محرقةٌ متوهِّجةٌ كالجمرِ



منخلٌ كبيرٌ



يُصفِّي شوائبَ هذا الزَّمان



يستأصلُ أحقادَ ملايين البشر



يحوِّلُهَا إلى عناقٍ حميم



إلى تغريدةِ بُلْبُلٍ



في وجهِ الطفولة!

أعتقد أن في هذا القول زبدة الكلام وجلّ الفائدة وكم هو جميل لو تحقق شيء من ذلك؟ لك خالص تقديري ومحبتي وشكري يا صديقي الحبيب.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-09-2006, 09:22 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

اسمح لي أن أقطف من بستان قًصيدتك هذا الكلام الجميل ونحن نعشق السلام وسلمت يداك ياأستاذ صبري
السَّلامُ عميقٌ كالبحارِ



حنونٌ كأمٍّ



تعانِقُ وجهَ الليلِ



نورٌ مقدّسٌ



يتلألأُ ضياءً



كنجمةِ الصباحِ ..




حالةُ فرحٍ



مزدانة توهُّجاً



منبعثة من خيوطِ الشمسِ



من خُدُودِ السَّماءِ!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-09-2006, 11:24 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيزة أم نبيل
تحيّة لمرورِكِ الشفيف
السلام أعمق من البحار، نصّ مفتوح، على مزاج محبّي السلام والوئام في هذا الكون الوسيع، وهو الطَّريق إلى ربوع الفرح والليالي القمراء!
كتبتُ النصّ في قبو فيما كنتُ أقود حانوتي الذي أصبح في ذمة التصفية من غير رجعة، كتبت عوالم النصّ في ساعات اللّيل وفي الصباح وفي الظهيرة في القطار ومحطات القطار، وكلما كنتُ أجد وقتاً للكتابة ..
كتبت النصّ في أوقاتٍ وظروفٍ لا يمكن أن تُصدّق، وعندما أصدرت الكتاب، وبعد سنوات، شعرت أنه يحتاج إلى متابعة فتابعت على ايقاع هدوء الليل أكتب الصفحات الأخيرة منه، فجاء النصّ نتاج مرحلتين، مرحلة الكتابة في قبو دافئ بكل أنواع الدفء والعذاب والآهات، ومرحلة الهدوء ومراقبة جنون هذا الزمان على ايقاع صواريخ مسمومة تستعر ليل نهار، فما وجدت أجدى من الحرفِ لمواجهة عربدات الكثير من البشر!

صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-09-2006, 11:31 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد زاديكه
تحية
مرورك دافئ مثل ينابيع الفرح القادمة من الذَّاكرة البعيدة!
تابعني، ستجد نفسكَ محاصراً في حديقة الوداد، هذا النصّ هو هدية للبشر كل البشر الرائعين، لأنّ البشرية تحتاج سلاماً ولا تحتاج حرباً!
ليس مهمّاً أن يتم تطبيق كلامي اليوم أو غداً أو بعد غد أو بعد قرن أو قرنين أو قرون من الزمان، المهم كل الأهمية أن ما أحببت قوله قد قلته، وقد أصبح منقوشاً على جدار الزمن!

مودّة عميقة متجدِّدة
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:48 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke