Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-08-2006, 11:15 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي السلام شراع الأماني ـ 1 ـ

السَّلام شراعُ الأماني
أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]

1
... .... .......

السَّلامُ مطرٌ نقيٌّ


يهطلُ مِن أحضانِ السَّماءِ


نعمةً عَلى جبينِ البشر!


خُصوبةٌ يانعة


متدلِّية من عُيُونِ الليلِ ..


من نقاوةِ النَّدى!



نورٌ يزدادُ سُطُوعاً كَوَجْهِ الصَّباحِ


يتلألأُ كاللآلئِ في أعناقِ العذارى


في عُيُونِ الأطفالِ!



محبَّةٌ مُتفَتِّحَة عندَ الضُّحى


على دمدماتِ الليلِ ..


تزدهي كأغصانِ الدَّوالي ..


فوقَ أمواجِ البحار!



السَّلامُ شِراعُ الأماني


بهجةُ الأطفالِ في أوداجِ الخميلة


تتواصلُ فرحاً


مع ضَيَاءِ النجومِ


على اِمتدادِ المدى!



آهٍ .. حُروبٌ في مقتبلِ العمرِ


شرخٌ في جناحِ الجسدِ


كُهولةٌ تزدَادُ حُزناً ..


حياةٌ تندلقُ من أغصانِهَا


أوجاعاً


على مرِّ الدُّهورِ!



زُهُورٌ فوّاحةٌ


مترامية


على شواطئِ الحياةِ ..


تنشرُ عبقَهَا كعناقيدِ الحنينِ


مُتدفِّقةٌ من خاصرةِ الغيثِ


من توهُّجَاتِ الليلِ الطويل!



عطاءٌ


يهطلُ فرحاً حتَّى الغرَقِ


برارةٌ مُنبَعِثةٌ من الأعالي


حكمةٌ نابتةٌ في قُلوبِ البشرِ


تسمو كبراءَةِ الأطفالِ ..


كَبصماتِ المحبَّةِ


في وَجْهِ الدُّجى!



منذُ غابرِ الأزمانِ ..


منذُ الأزَلِ


يجيءُ الإنسانُ إلى الحياةِ


ثمَّ يرحلُ ذائباً في عتمِ الليلِ ..


تاركاً خلفَهُ معاصٍ


تَهُزُّ سفوحَ الجبالِ


تجرحُ أعماقَ الثرى!



يتَبَرْعمُ الإنسانُ


كَشهقةِ فرحٍ


كسنبلةٍ تشمخُ اِخضراراً


ناسياً أنَّ الحياةَ محبَّة


رحلة العمرِ محبّة!


آهٍ .. ينزلقُ الإنسانُ


مبتعداً عن عالمِ الشموخِ


عن عالمِ السموِّ ..


ينمو غرورُهُ في دنيا الرَّماد


غارقاً في ظلمةِ الأيّامِ ..


ناسيَاً أنَّ مستقبلَ الإنسان


نومٌ مديد


في أحضانِ الثرى!



وجهٌ يزدادُ تعفُّراً


في أرضِ العذاب


يترعرعُ في أرضٍ


يكثرُ فيها مكرُ الثعالبِ ..


تزدادُ الأيدي وحشيّةً


كمخالبِ الذئاب!



وجهٌ مكسوٌّ بالأقنعة


ينضحُ فساداً


هارباً من رحيقِ الخيرِ ..


عابراً دنيا المعاصي


يتشرَّبُ بشراهةٍ شرورَ الحياةِ!


يزدادُ مُخّهُ سماكةً


مهووسٌ بتيجانِ العرشِ


بأبواقِ الحربِ


متعطِّشٌ للدمّ


كأفواهِ الوحوشِ!



وجهٌ غارقٌ في الحماقاتِ ..


غارقٌ في عبثِ الحياةِ


في جنونِ الصولجان


وجهٌ ممسوخٌ


لا يختلفٌ عن منحى الدواب!



يقودُ حروباً مجنونة


يجنحُ نحو السَّوادِ


هادراً دمَّ الحمائم


يغدرُ أمواجَ البحار


جارحاً وجهَ السماء ..


وجهٌ شائخٌ


بعيدٌ


عن أرخبيلِ الأمان!



يعبرُ أعماقَ الرذائل


تائهاً


في واحاتِ السَّراب


يخنقُ شهيقَ الوليدِ


غافياً في قاعِ الكلام!



وجهٌ مفعمٌ بالهرطقات ..


ناسياً نورَ الفضائل


ناسياً بساتينَ المحبَّة


في أناشيدِ السَّلام!



وجهٌ ينضحُ منهُ الشذوذ


يبذرُ في الدُّنيا نزيفَ الوغى ..


لا يرتوي من خوضِ البلايا


مستبيحاً أفعالَ الحرام!


يحملُ رأساً عنيداً


تنمو في تجاعيدِ مـخِّـهِ


بلاداتُ الحميرِ


لهُ في دربِ الهوانِ مزالقٌ


لا يعي أبعادَ الخصام

متى ستنجلي أجراسُ الحروبِ؟


متى ستنامُ الأمّهاتُ نوماً عميقاً


تسترخي فوقَ جفونِ الليل!



نفاقٌ بغيضٌ


حيرةٌ كبرى


تسودُ شراعَ الكونِ ..


ها قد ولّى عهدُ الملوكِ


وجاءَ عهدُ الشدائد؟



شراراتُ الحروبِ


تفاقمت من زئيرِ عنادِكُم


من خربشاتِ رؤاكم


تاهَتْ أبجدياتُ الخيرِ


في دهاليزِ المصائب!



ماتَتِ القيمُ


تحتَ متاريسِ الوغى


طارَتِ العصافيرُ بعيداً


تشتكي همّها لأحزانِ المجرّات


لأسرابِ الهداهد!


وجهٌ منشطرٌ


من غدرِ الزمان


مسربلٌ بوشاحِ الأفاعي


وجهٌ مرائيٌّ


مُقَنَّعٌ بجلدِ الثعالب!



بعيدٌ عن حِكْمَةِ الأيّام ..


عن أهزوجةِ الدجى


وجهٌ لا يرتوي


من حرقِ الحقولِ ..


من صَنعِ المكائد!


يهرسُ دونَ وجلٍ


وردَ الخمائل


وجْهٌ مبرقَعٌ بالخصامِ ..


تائهٌ في مزالقِ هذا الزَّمان


وجهٌ كالحٌ


يخلو من أهازيجِ القلبِ


من قناديلِ الطفولة ..


تتشرشرُ بخبثٍ من أشداقه


أشباحُ الهوان!

وجهٌ موشّحٌ بالشؤمِ


ودّعَ صفاءَ الطفولة


ناسجاً من قميصِ الليلِ سهماً


يرديهِ في صدرِ الحمام!


بشرٌ لا يعونَ كنْهَ الأمان


يستحمّونَ


في ساحاتِ الوغى


يرشرشونَ رغواتِ الحروبِِ


فوقَ أعناقِ المدائن


يهرسونَ أعناقَ السَّلام!


سياساتُ غائصة في قشورِ الحياة


محفوفةٌ بالغدرِ ..


يترجرجُ تحتَ أقبيةِ مجالسها


وشاحُ الفجرِ الجريح!


رؤى غارقة في السّراب


مصابة بهلوساتِ جنونِ البشر


نافرة


خارجة عن لُجَّةِ الزَّمان ..


كأنّها متأتّية من شراراتِ النيازكِ


خارجة من تجاويفِ المكان!


ثمَّةَ غبارٌ من لونِ الإسفلتِ


من لونِ الصحارى


يترعرعُ في خلايا الإنسان ..


في تلافيفِ المخيخ!


ثمَّةَ أحزانٌ


تزدادُ تورّماً


في الزاويةِ العليا


من تعاريجِ المخيخ!



ضياعٌ في متاهاتِ النّهار


انحرافٌ تامّ عن خصوبةِ الحياة


عن حوارِ الأرضِ والسَّماء!



ميولٌ طاغية نحو الضَّلال ..


غريزةٌ بوهيميّة تزدادُ تشرُّباً


في شرايينِ الإنسان ..


حياةٌ هشّة مكثَّفة بالضَّباب!


رحلةٌ من رماد


يستشري فيها العذاب!


أحلامٌ مريضة


رؤى سقيمة


تزدادُ شراسةً وجنوناً ..


تتقاطعُ معَ سمومِ الأفاعي


في أعماقِ الوهاد!


.... .... ..... يُتْبَعْ!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم

sabriyousef1@hotmail.com

www.sabriyousef.com

*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً:
السَّلام أعمق من البحار

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 28-08-2006 الساعة 11:18 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-08-2006, 08:24 PM
الصورة الرمزية Sabah Hakim
Sabah Hakim Sabah Hakim غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,315
افتراضي

ميولٌ طاغية نحو الضَّلال ..


غريزةٌ بوهيميّة تزدادُ تشرُّباً


في شرايينِ الإنسان ..


حياةٌ هشّة مكثَّفة بالضَّباب!


رحلةٌ من رماد


يستشري فيها العذاب!


أحلامٌ مريضة


رؤى سقيمة


تزدادُ شراسةً وجنوناً ..


تتقاطعُ معَ سمومِ الأفاعي


في أعماقِ الوهاد!
الحرف بين يديك يشتعل

دمت شاعرنا ودام ابداعك
محبتي




____________________
مــالــي أرى الــشــمــع يــبــكــي فــي مــواقـــده

مـن صــحــبــة الــنــارأم مــن فـــرقـــة الــعــــســـــل
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 082662011539342ki6.jpg‏ (13.5 كيلوبايت, المشاهدات 24)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-08-2006, 09:31 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

عزيزتي الغالية صباح

الشِّعر صديق فرحي وروحي
ومهجة خلاصي
من ضجر الحياة!

أحييك على مروركِ الطيِّب يا صديقتي

مع خالص المودّة والإحترام
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-08-2006, 07:34 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي

مشاعرك صادقة ومراميك واضحة وأهدافك نبيلة
سلمت قريحتك المعطاء أيها الشاعر القادم من وراء آفاق الطموح والمحلّق في سموات العشق الصوفي المتسربل بالمحبة والصدق مع الذات دمت لنا بهذا الإبداع يا صديقي
وما تدعو إليه جميل ويدعو إليه غيرنا
ولكن أين؟ ومتى؟ وكيف سيتم تحقيق هذا الأمل المرجو؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-08-2006, 01:59 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد أبو نبيل
لا أخفي عليك ولا على القراء والقارئات، أنني عندما أكتب نصّي، لا أسعى لتحقيق آمال وأهداف وطموحات معينة، بقدر ما أشعر بنوع من الغبطة والبهجة والفرح لحظة ولادة النصّ، فأنا أكتب النص نصّي، ولا أفكر فيما إذا سيتحقِّق ما أنثره فوق وجنة القصيدة ام لا، ما يهمني هو أنني مسرور ومنتعش في هذه العوالم الفسيحة، وهو عالم يسحرني ويجذبني ويخفف الكثير الكثير من أحزاني وهمومي وغربتي وهو الهدف الأسمى في حياتي! أي الكتابة ككتابة هي الهدف الأعمق حتى أكثر مما أكتبه، ثم أن هناك رؤى وتطلعات يكتبها كاتب ما ربما تتحقق بعد حين وربما تتحقق بعد قرون وربما لا تتحقق أبداً، لأن الكتابة حالة مشاعرية وتجليات راقية وليس بالضرورة أن تتحقق تطلعات وآفاق ما يبدعة الشاعر او الكاتب، وأجمل ما في الكتابة انها أعمق من الحياة التي نعيشها ومن الواقع لأنها تخرق الواقع وتخرق حتى المنطق لأنها تحلق فيما وراء الواقع لأنها من رحاب الخيال المبدع، ولكن الخيال قد يتحقق أيضا وقد لا يتحقق، لهذا فلا يخطر على بالي عندما أكتب نصوصي، أن تتحقَّق هذه الرؤى التي أنقشها فوق شهقة القصيدة، يهمني ان يستمتع المتلقي ويستفيد من النص بطريقة أو بأخرى حتى ولو كانت الفائدة لمجرد متعة قراءة النص!
عموماً أوافقكَ فيما تذهب إليه، وأؤكد لكَ أنه لو تحقّق ما تتصور فلم يعد للنص، السلام أعمق من البحار أي عمق بالمفهوم الذي جاء في متون القصيدة، لهذا تراني أهفو إلى عالم مزنّر بالفراشات وأريج الزيزفون بعيداً عن ضجر الحياة ..
اعتراف غير مسبوق
من الأخطاء التي ارتكبتها أنني لم أرافقكَ في الأيام الأخيرة من زيارتك إلى ستوكهولم، لكن وللأسف الشديد كنت مرتبطاً مع بعض الأصدقاء لحضور أمسية شعرية لأدونيس، ويا حبذا لو حضرت تلكَ الأمسية لأنه قرأ قصائده بالعربية وتم ترجمتها بشكل مباشر إلى السويدية،
تتراقص صورتكَ الآن أمامي وأنتَ تحاور والدي منذ قرابة ربع قرن، تحثّه كي يتكلّم بما لديه من مصطلحات أزخينية من تحت الدست من خلال قصصه ورجولاته .. وأنتَ تمسك قلمكَ وكلما يرد كلمة جديدة عليك تدونها وتطلب منه شرحها، إلى أن قال لكَ شو عم تعمل كل ما نحكي كلمة عم تكتبها خُما ما سرت علينا مخابرات، مليح مو نحكي بالسياسة! ضحكتَ وقلتَ له، أي عمو أي حكيك كو طيّب، أحكيلنا شوية على بيرمة آزخ!
بردت الشاي وبرد الأكل ولم يبرد الحوار! الجميل فيك يا صديقي أنكَ قلت في إحدى دردشاتي معكَ عبر الهاتف، أن ذلكَ الحوار وتلكَ المفردات التي أقتنصتها من والدي ما تزال مؤرشفة في آرشيفكَ، لهذا ومن هذا المنطلق أقول أن الكتابة هي متعة فائقة ونشوة لا يعادلها نشوة على وجه الدنيا لأننا نحافظ عليها بكل جوارحنا وروحنا حتى ولو كانت بسيطة عابرة لا تهم الغير، يكفي أنها تخلق لنا حالة انتعاشية تبهج القلب ..
إحدى اكبر أخطائي في الحياة، وهو أجمل خطأ ارتكبته في حياتي هو انني "بيتوتي" إلى درجة غريبة وعجيبة، فقد جاءني أكثر من دعوة من هولندة، ألمانيا، سويسرة، باريس، لندن سورية و... دعوات من أصدقاء وأهل وشعراء ومترجمين ، لكني اعتكفت في كهفي وصومعتي، في إحدى ضواحي ستوكهولم أكتب نصوصي بعيداً عن صخب الحياة، ومركّزاً على جنون هذا الزمن الأرعن، وعلى الفرح المتهاطل من بسمة طفل ومن نداوة وردة!

مع عميق مودتي وإحترامي
صبري يوسف ـ ستوكهولم

تنويه! هناك فكرة بل مخطط يراودني، وهو أن أمنح لنفسي إجازة طويلة كي أتوه في بقاع الدُّنيا أبحث عن مروجٍ جديدة لشهقةِ القصائد، أحضن الأحبة المبعثرين في هذا الكون الوسيع! وأنتَ يا صديقي ستكون إحدى المحطات الجميلة في رحاب رحلتي بين أحضان القصيدة!
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30-08-2006, 02:04 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي

إنه سيكون يوم المنى وستسعد سميرة لهذا الخبر المفرح والسعيد فأنت تعرف مكانتك في قلوبنا يا صديقي وبيتنا كقلبنا مفتوح لك على مصراعيه كل آن وفي أي يوم فقط أخبرنا قبل أيام قليلة لنكون على استعداد فنحن مشتاقون لك كثيرا جدا بل بوشا بوشا مع عميق محبتي وتقديري يا صديقي الحبيب.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:02 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke