أموتُ وأحيا

[fouadzadieke]

يقولُ أبو النواس في الغزل:


أموتُ ولا تدري وأنتَ قتلتني .. ولو كنتَ تدري كنتَ، لا شكّ، ترحمُ
أهابكَ أنْ أشكو إليك صبابتي .. فلا أنا أبديها ولا أنتَ تعلمُ
لساني وقلبي يكتمان هواكمُ .. ولكنّ دمعي بالهوى يتكلّمُ
وإنْ لم يبحْ دمعي بمكنون حبّكمْ .. تكلّمَ جسمي بالنحولِ يترجمُ.

فنظمتُ شعراً في هذا رادّاً على بعض الأفكار واللواعج المختمرة فيه:

أحيا وأقضي, والمُميتُ هواكمُ .. يا مَنْ لوضع ِ العشق ِ لا يتفهّمُ
لو كنتَ تدري ما المُصابُ عذرتني ..عانيتُ هجرَكَ والمواجعُ تكتمُ
ما شئتُ أشكو لوعتي وصبابتي .. لكنّ ما كتمَ الفؤادُ يُترجمُ
دمعي تهاطلَ والدّروبُ عسيرةٌ .. والجسمُ يُذهبُه النحولُ المجرمُ!
عندي لسانٌ لو أجيزُ سراحًه .. لدعا عليك لما تجورُ وتظلمُ!
ما كلّ دمع ٍ قد يفيضُ كناية ً .. عمّا يعاني المرءُ ممّا يُضرمُ.
أنتَ الصلبتَ مشاعري وقتلتني .. يا أظلمَ الظلاّم، لستَ اليرحمُ.
خّذني إلى مثوايَ واشربْ كأسك .. عند احتوائي القبر فهو الأسلمُ.
إني أموتُ لأنّ قلبي هامكم .. لولا الهيامُ لما أصابني مؤلمُ!
رحماك ربّ العالمين أغظتك .. أنت الوحيدُ ال(قد) يُعينُني, يُكرمُ!