Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-07-2005, 03:00 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي ترتيلةُ الرَّحيل ـ قصّة قصيرة

ترتيلةُ الرَّحيل






قصّة قصيرة



تتراقصُ الفراشاتُ في رحاب قصصي، تزدهي مثل الزُّهورِ البرّية، هل لأنها رمزُ الجمال والتحليق أم رمزُ الإنبهار في توهُّجاتِ النُّورِ؟ لستُ أدري ولا أريدُ أن أدري، وكلُّ ما أدريه هو أنَّني عندما أتمعّنُ في خفّةِ الفراشة، أنظر إلى حفيف جناحيها المبرعمينِ بنكهةِ الكرومِ، أشعرُ أنَّ نصوصي باهتة أمام تلاوينها الزاهية! ما كنتُ أظنُّ يوماً أنّي سأمسُك فرشاةً وأرسمُ فراشةً تحطُّ على خدِّ وردة أو على موجةِ البحرِ، فجأةً وجدتُني أتعانقُ مع ألوانِ الحياة، فرشتُ ألواني كي أستريحَ بين عوالم طفولتي المتلألئة بين حقول القمح، سارحاً في براري الروحِ، أركضُ خلفَ الفراشاتِ والعصافير ..

عندما كنتُ أمسكُ فراشةً بعد مطاردة طفوليّة لذيذة، بعيداً عن أنظار الامِّ، كنتُ أمسكُها بهدوءٍ يبهج كينونتي .. كنتُ أتكلَّمُ معها وأنظر إلى الوبر الناعم، إلى تشكيلِ بهائها الجميلِ، ما كنتُ أقاوم جمالها فكنتُ أبوسُها بكلِّ حبق الطفولة ثم أطيّرها في الهواء وأبكي عليها لأنَّها كانت تطير بعيداً عنّي! كم كنتُ أشعر بالفرحِ وهي تكحّل طفولتي بألوانها الرائعة، الآن تتراقص أمامي بهجة تلكَ الأيَّام فأجدني أحنُّ إلى فراشتي التي كنتُ أخبِّئها بين جوانحِ الروحِ بعيداً عن الأضواء المبهرة كي لا تشتعل أجنحتها الشفيفة، ترقص فرشاتي مثل قطرات النَّدى وأرسمُ فراشة تجاورها فراشة ثم تنفرشُ الفراشات فرحاً فتولد لوحة من رحم الزمن الآفل، من جوانح الذاكرة البعيدة.

أتساءل: هل نحنُ الّذين عبرنا البحار وعبرنا الجسور وعبرنا بوّابات الشِّعر والنصِّ والقصِّ والسَّردِ والعشقِ، عرفنا لماذا تحومُ الفراشات حول الضَّوءِ إلى حدّ الإشتعال؟!

تعالي أيّتها الفراشة التائهة في عوالم الحلم، في عوالم البحث عن الفرح الآفلِ، لماذا لا تبقى أفراحنا ساطعةً فوق خيوطِ الشَّمس؟!

جنوحٌ لا يخطر على بال، كيف لا يتشرَّبُ الإنسان جمال الحياة من جمال الفراشات، من جمال سهول القمح، من جمالِ الزُّهور، من خدودِ الكون؟ هل كانت المرأة يوماً فراشةً أو زهرة أو سنبلة أو شجرة يانعة ولا ندري، وإلا كيفَ تلألأت هذه الكائنات الرائعة في صيغة التأنيثِ، في صيغةِ البهاءِ، في صيغة إنعاشِ القلبِ وإنتعاشِ براري الرُّوحِ؟! عندما أتمعّنُ في وردةٍ قبل أن أقدِّمَهَا إلى صديقةٍ من لونِ الماءِ، يراودُني أنَّ وردتي ستعانقُ وردةً من عذوبةِ الدفءِ، فأغارُ من عناقهما فلا أقاوم بهجةَ العناقِ فأغوصُ في طقسِ عناقهما ولا أميّز وردتي عن الأخرى فكلُّ الورودِ لها نكهة عبقة من نقاوةِ بزوغِ الفجر، من لونِ خميلةِ الليلِ، خرجتُ عن خيوطِ العناقِ، عن ولادةِ الحبرِ وعن حيثياتِ نضوحِ البهاءِ، تهتُ بين تضاريسِ العمر، عابراً لجينَ الحلمِ أبحث عن وجه أمّي، عن وجهِ غربتي عن تمزُّقاتِ الليلِ الحنون!

كنتُ في الطابق السابع من سماوات غربتي، وحيداً مع دمعتي مع خيوطِ الحنين، فجأةً هجمتُ على قلمي ثم كتبتُ ما أملته عليّ إرتعاشات مفاصلي، هطلت دموعي على أصابعي الرفيعة .. لم أعُدْ قادراً على إستمراريَّة العبورِ، عبورُ بحار اللونِ، أمواج العمرِ، دموع الإنتظارِ ..

هدوءٌ متناغمٌ معَ صمتِ الخمائلِ، عودي ينتظرني، موسيقى من نداوةِ السنابل، من إحمرارِ طينِ الأزقّة التي ترعرعت فيها، بخورُ الحرفِ يتراقصُ فوقَ قداسةِ المكانِ، هل للمكانِ قداسة دون قداسةِ القداسات؟ تموجُ أصابعي على أوتار الشُّوقِ، على إنبعاثِ الرُّوح في شهقةِ أمّي، هل أنا في بحيراتِ حلمٍ أم في نصاعةِ اليقين؟ بكاءٌ من لونِ زرقةِ السّماءِ، أعزف فوق أوتارِ الليلِ، فوقَ ينابيعِ حزني، أرتّل ترتيلةً من وهجِ الرحيل، أبكي ثمَّ أبكي وأبكي، من قطب الشِّمال، تنزاحُ دمعتي نحو بيارقِ الشَّرق، بيارق الدفء، بيارق أمّي لا يعلوها بيارق الكون، أمٌّ أنجبتني على حفيفِ الموجِ بين سنابل القمحِ، على أنغامِ الليل ونجمة الصَّباح شاهدة على أوجاعِ المخاضِ ..

آهٍ يا موجة حلمي، لماذا كلّ هذا البكاء، ثمة عناقٌ لروحِ الأمّ رغم أمواجِ البحار، رغم سماكةِ الضَّباب وجموحِ القارات، عجباً أرى من هذا الثراء، ثراء دمعتي لا يعادله ثراءً على مساحات المساء، أمسكتُ قملي، أنسجُ كيفيّة عبور أمّي فضاء السَّماء، كيف ودَّعَتِ الكون بعد أن عانقَتْ روحي عناقاً من لونِ عذوبةِ البحرِ، من الجهة الأخرى المقابلة لملوحةِ البحر، تيبّسَتْ شفاه أمّي وهي تردِّد إسمي، غابت عن الوعي لكنّه لم يغِبْ عن كينونتها إسمي، بدأتْ تردِّدُ إسمي قبلَ أن تعبرَ شهقةَ السَّماءِ، بحارٌ من الهمِّ بيننا، معلّقٌ في انشراخِ سماوات غربتي، وهي هناكَ على مخدّةِ الوداعِ، وداعُ أحبَّتي وأنا تائهٌ بين أمواجِ الجنونِ، جنونُ الغربةِ، جنونُ الحنينِ، أليسَ جنوناً أن نعبرَ البحارَ تاركين خلفنا أمّهاتنا يبحثن عن قبلةٍ يطبعونها فوق جباهنا قبل أن يودّعْنَ الكونَ، أليس حماقةَ الحماقات أن نعبرَ البحارَ بحثاً عن خرائطِ الإخضرار، وهل على وجهِ الدنيا إخضراراً يضاهي بسمةَ أمّي؟!

تطلب من إخوتي حضوري الفوريّ رغم أنف البحر ورغمَ ضجيجِ الريحِ، تطلبني على جناحِ الموجِ ونداوةِ النسيمِ، يبكون من هذا العرض المستحيل، من هذا الطلب المعفّر بكلِّ تفرُّعاتِ الدُّموعِ، آهٍ دموعي دموعٌ لا تجفِّفها المناديل، لا هاتف عبر البحار عندي ولا حضارة العصر تفيدني في الإرتماء بين أحضانِ الحياة، أليست أمّي مَنْ أهدتني للحياة؟ .. ثم أراني بعد ثلث قرن من الزمانِ مشلوحاً فوقَ بوَّاباتِ المدائنِ، مدائن غريبة عن دمعتي، غريبة عن وجنتي، غريبة عن شهقتي، مدائن من لونِ المودّةِ، من لونِ الثَّلج من لونِ الإنشراخِ، انشراخ ذاكرتي إلى قناديل مشتعلة على امتدادِ الليل، على مساحاتِ الحنانِ ..

اِحتار الأحبَّة هناك خلفَ البحارِ البعيدة في تحقيقِ رغبة أمّي، تريدُ أن تقبّلني قبلة واحدة، قبلَ أن تعبر ضيافةَ السَّماءِ، قبلة واحدة لا غير، هل هذا كثير عليها أن تقبِّلَ آخر العنقودِ، إبنها الذي كان يركض خلسةً خلفَ الجرادِ والفراشات والعصافير .. كم ضحكَتْ بوداعةٍ مبهجة عندما كنتُ أرتطم في خدودِ السنابلِ، وكانت تزدادُ إندهاشاً عندما كانت تراني أقبِّلُ فراشةً وأتركها تطيرُ فوقَ بيادرِ المحبَّةِ ثم يزدادُ إندهاشها عندما ترى صفاء دمعتي تنساب على رحاب خدّي، هل كانت أمّي فراشةً يوما ما ولا أدري، هل سأصبحُ فراشةً يوماً ولا أدري، هل نحن البشر أجمل من الزهور؟! آهٍ لو كنتُ زهرةً يانعة فوقَ تخومِ الوادي، على قمَّةِ جبلٍ، فوقَ رابيةٍ مبرعمة بالنَّفلِ، فوقَ شاطئِ البحرِ.

كيف سأخفِّفُ يا قلبي من جمرةِ الحنينِ، يتقدّمُ أخي نحوَ أمّي قائلاً لها تفضّلي هوذا صبري، يقدّمُ لها صورةً كبيرة من صُوَري المعلّقة فوق جدارِ الحزن، تحضنُ صورتي ، تبتسمُ بسمةً تنعشُ غربتي، تقبّلني قبلةً واحدة ثم تسلمُ الرُّوح عابرةً في قبّةِ السَّماءِ، وأنا من خلفِ البِّحارِ أنقشُ على الورقِ في نفسِ الثواني كيفَ يشيِّعون جنازة أمّي، هل بلَّغتني فراشاتي التي كنتُ أقبِّلُها فوقَ بيادرِ العمرِ، أم أنَّ روحَها كانت تعانق روحي رغم أنفِ الكون، ورغم أنف البحرِ ورغم أنفِ الصَّخرِ والجمرِ ورغم اهتياجِ الريحِ؟ هل نحنُ البشر باقات وردٍ من لونِ الماء أم أنَّنا شهقة غيمة ماطرة فوقَ موجاتِ الحياة؟

ذُهِلْتُ عندما شيّعوا جنازة أمّي إنكسرت شجرة في ساحةِ الدارِ من جذعها المحاذي لسطحِ الأرض، إنحنَتِ الشَّجرة ومالت ثم إنكسرَتْ أمام حشدٍ من المشيِّعين، هطلَتْ أسئلة أحبّتي على الروحانيين، إندهشَ الحشدُ، ولا ردَّ لهذا الإنكسار، هل كنتُ في نسغِ الشَّجرةِ هناك، أنحني مودّعاً أمّي، أم أنني كنتُ نسمةً هائمةً فوقَ تواشيحِ الضريحِ؟

وداعاً يا أمّي، يا زهرةَ منبعثة من أرخبيلاتِ الكونِ، روحي عانقت أمّي مثلما كانت تعانقُ زرقةَ السّماءِ، جاءني صديقٌ بناءً على طلبي، عيناي حمراوان، ماذا حصل، قال صديقي؟ أمّي ستودّعُ الكونَ هذه الليلة أو في الصَّباحِ الباكرِ على إيقاعِ شهيقِ الشُّروقِ!

هل جاءك خبراً يا صديقي؟ قال صديقي، كيف سيأتيني وأنا معلّق بين خيوطِ الغربة ولا وسيلة إتّصالٍ إلى عناقِ ذبذباتِ الرُّوحِ؟ كيفَ راودكَ هذا إذاً؟ روحي يا صديقي، توغّلَتْ في دكنةِ الليلِ عبر البحارِ! هزّ رأسه متصوراً أنَّني أهذي أو ربما أصابني رجّة في شرانقِ غربتي .. هدّأني، إبتسمتُ وأنا غارقٌ في حزني قائلاً، نحن أشبهُ ما نكونُ فراشات تشتعلُ من وهجِ الشَّوقِ، من وهجِ العناقِ، عناقُ الرُّوحِ أعمق من كلِّ أنواعِ العناقِ، ما كان يفهمني، ربّما كانت لغتي تلامسُ شظايا الاِنشطارِ، اِنشطارُ الرُّوح على مساحاتِ الاشتعال!

عندما سمع لاحقاً وسمعتُ أنا الآخر، جاءني، قبّلني، متسائلاً بإنذهالٍ، ما هذا التواصل الروحي العميق يا أصدق الأصدقاء؟ بسمةٌ حائرة اِرتسمَت حولَ حافّاتِ بئري، قائلاً هل تأكَّدْتَ الآن يا صديقي أنّني ما كنتُ أهذي؟ مع أنَّني كنتُ أتمنّى في قرارةِ نفسي لو كنتُ أهذي وأهذي، بكاءٌ من أعماقِ صحارى الرُّوحِ تدفعني نحوَ دفءِ الشَّرقِ، نحو هداهدِ القلبِ، نحو مرابعِ الطفولة، نحوَ مسقطِ الرأسِ، نحوَ عظامِ الأهلِ، نحوَ هلالاتِ النُّجومِ الغافية بين جوانحِ الحلمِ!

مَن يستطيعُ أن ينتشلني من اِندِلاقِ هذه البراكين سوى قلمي؟ أهلاً بكَ يا قلمي، تعالَ كي أزرعَ رحيقكَ بين عشبةِ القلبِ وشهقةِ الرُّوحِ كي أرسمَ فوقَ بيادرِ غربتي ترتيلةً من لونِ المحبّة، من لونِ فراشةٍ موشومة فوق بسمةِ أمٍّ متعانقة مع هلالاتِ الرُّوحِ، مع صعودِ بخورِ القلمِ!



ستوكهولم: 6 . 3 . 2005

صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم

sabriyousef1@hotmail.com

http://www.rezgar.com/m.asp?i=10





.................................................. .......................................






مقالات نقديّة في القصّة السُّورية





بقلم: سعاد جبر *



ماهية استلاب ( الأنا ) في نصّ كوابيس

رصد اهتزازات الشُّعور وانثلامات الوجدان في الإبداعية الأدبية

ضبط الكاتب لمسارات حراك شخوصه في النصّ القصصي

قراءة نقدية في نصّ " قصة حصار" للكاتب أسد محمد بن محمد

.................................................. ............................





رصد اهتزازات الشُّعور وانثلامات الوجدان في الإبداعيّة الأدبية



دراسة تطبيقيّة في نصّ" ترتيلة الرحيل " للكاتب صبري يوسف



الكاتبة : د. سعاد جبر





تعدُّ الأعمال الأدبية نتاجا حيّاً للفكر والإحساس ونتاجاً لما يحسُّ به الأديب من صدام بينه وبين الواقع ، ومن هنا ينبغي أن نميِّز بين الواقع كما هو قائم في العالم الموضوعي ، وبين الواقع كما يرتأيه الأديب ، لأنه واقع يسمو على الواقع الراهن ، انّه واقع لا يخضع للزمان ، فقد يكون الواقع الذي يحياه الأديب واقعاً حدث في الماضي ، ولكنه ينبض بالحياة كأقوى ما يكون النبض في عقل ووجدان الأديب ، ولاشكّ أنَّ الأديب ليس مجرد آلة تصوير أو شرّيط تسجيل لالتقاط الواقع ثمَّ سرده كما هو ، بل يعدُّ الأساس في تلقّي الواقع، ولديه هو ما يمكن أن نعبِّر عنه بهزّة الشُّعور أو انثلام الوجدان ونزف جراحها على السطور ، وحتى بالنسبة لحالة الفرح التي تهزُّ مشاعر الفنّان أو الأديب فإنها تكون في الواقع ردّ فعل لحزن سابق أو لانثلام وجداني قديم ، ومعنى هذا أن ما يختزنه الأديب أو الفنّان من أحزان ومن انثلام للمشاعر يشكِّل الركيزة التي ينبني عليها ما قد يحسُّ به من هزّة فرح ونشوة سرور في المواقف التي يستشعر فيها الفرح أو السُّرور، فالأصل في الإبداع الأدبي هو الحزن وليس الفرح. وهذا ما يفسر شيوع الحزن عند الأدباء لأنه مصدر الطاقة الإبداعية في لغة التسامي والرفض والاستلهامات ، و لذلك فإنّ النّجاح الذي قد يهزُّ مشاعر الأديب / الفنان إنما يكون قوياً ومؤثراً في حالات تصاعد تقدير ابداعيته من قبل الآخرين بعد مرارات المرّات التي لاقى فيها الهوان واللامبالاة . وهناك شواهد على ارتباط الإبداعية بمؤثرات لغة الحزن ومعطياته إذ يقول أحمد رامي :ـ يسرُّني جداً أن أقرأ شعري فيبكي من يسمعني، إن ألذّ شئ عندي أن أبكي، أحبُّ البكاء دائماً ، ومساحات الحياة تمتلئ بشواهد سيكولوجية تؤكّد اختلاط لغة الفرح مع تداعيات لغة الحزن في مشاعر متماهية واحدة ، واختلاط الحزن في لغة هستريا الفرح وتواليك ، ولكن كلا المشهدين يؤكّدان أنّ الفرح يرتمي في نهاية الأمر في أحضان الحزن ولغته التعبيرية والاسقاطية ، فالبكاء والضُّحك وجهان لعملة واحدة فهما صنوان لايفترقان ، فهناك ثمة تداخلا بين البكاء والضحك ، وفي نهاية المطاف يسكن الحزن في لغة الإسقاطات في كليهما على قمة استلهامات الاشراقات من خلال نوافذه السابرة في أعماق الحياة ؛ حيث تنسكب من ماهيّته النازفة المقهورة سيمفونيات روائع المبدعين .



ونصّ ترتيلة الرحيل إبداعيّة أدبية تختلط فيها مشاعر الفرح ـ المتراقصة مع هالات الفراشات الماسيّة في النصّ المنبعثة من مشاعر الطفولة وانطلاقاتها الضاحكة وتساؤلاتها العميقة في الوجدان ـ مع مرارات الغربة واحتراق الروح على أزقّتها المظلمة في عزف ألحان الاشتياق للأم في الأنا والوطن ، ويشكِّل ذلك المقطع الرومانسي في تركيبة النصّ ـ في بُعد الفكرة ـ الخيط المغناطيسي الذي يجذب كافة مقاطع النصّ تجاهها ، بحيث تشكل تماوجات الفراشات في الطبيعة وتراقصاتها مركزية النصّ التي تنبعث منها اهتزاز المشاعر وانثلام الوجدان في الألم والاحتراقات بشكل دائري يدور حول مركز النص في انبعاثات اشراقاته الإبداعية ، في ماهية حزينة فيها من التلوع وحرقة الاشتياق نحو الأمومة الحانية التي تشكل نقطة مركز الحياة واستشعار معاني الفرح والجمال والطبيعة في عين حقيقتها من البهاء والنضرة .



ويبلغ النص في تدفُّقات الأنا اللاشعورية واسقاطاتها ومسارات فراشات الطبيعة ومشاعر الأمومة ونبضاتها في الحياة ، كلّ ذلك يبلغ حد الاشتعال نحو الفناء المطلق ورحلة السَّفر البعيد حيث تغيب ماهيات الذوات وتبقى حرقة وحنان التذكار . ويعبِّر عنها النصّ في استفهامات حائرة :



" أتساءل: هل نحنُ الّذين عبرنا البحار وعبرنا الجسور وعبرنا بوّابات الشِّعر والنصِّ والقصِّ والسَّردِ والعشقِ، عرفنا لماذا تحومُ الفراشات حول الضَّوءِ إلى حدّ الاشتعال؟! "



وتنساب في النصّ احساسات مرهفة نحو الأم ـ في الأنا والوطن ـ المختلطة بعذابات الغربة ، مما يزيد حرقة الألم ومساحات استشعار المرارة في الأعماق والوجود ، وتصل في أعلى تصاعداتها عند لحظة فتح السماوات أبوابها لروح الأمومة المعطاءة وفي أعماقها كل الحنان للابن الذي غاب مع أسترة الغربة ولم يعد حتى عند لحظة اقتراب رحلة الفناء الأخير ، فتصعد إلى سماءها الخالدة وهي مترعة النبض بالشَّوق إليه والتلهُّف لرؤياه . وهذه مساحة تعبيرية مؤثرة للغاية ، واتَّسمت بجماليات تراكيبها في التعبير وامتلاكها فنّيات بارعة في عكس تلك المؤثرات الحزينة في إضاءات خافته مؤلمة ؛ تتجرع الألم والحسرة ؛ وتشتعل فيها نار الغربة وعذاباتها .



ويرتسم في النصّ هالات رقيقة للغة التصوير الفني للفراشات ، التي تجتاح مساحات الطُّفولة في لغة الذكريات الجميلة ، وتنساب منها نحو أحضان الأمومة التي تشكِّل ماهيّة الوجود وبهجة الحياة ، وتتوالى اشراقاتها على لغة الصداقة وتماهيات الورود في تجاذبات الفراشات، وتتشكَّل منها المفارقات المرة بين جماليات الطبيعة الخالدة في لغة الأم في الجسد والوجود وتماهيات مرارة الغربة واحتراق الرُّوح في الاشتياق ، وتتناثر اسقاطاتها في استفهامات ضبابية عاشقة للفرح في آتون أحزان مشتعلة :



" تعالي أيّتها الفراشة التائهة في عوالم الحلم، في عوالم البحث عن الفرح الآفلِ، لماذا لا تبقى أفراحنا ساطعةً فوق خيوطِ الشَّمس؟! "



وتتعالى إبداعية الأديب في متتاليات لغة مونولوج حارّة في النصّ ، تتماوج معها انكسارات مشاعر الاشتياق واحتراقات الرُّوح ، لتبلغ حالة الخلاص وماهية المنتج الابداعي الذي يعكس فيوضاته على الورق في رسالته الإبداعية حيث يقول:



" لا يستطيعُ أن ينتشلني من اِندِلاقِ هذه البراكين سوى قلمي؟ أهلاً بكَ يا قلمي، تعالَ كي أزرعَ رحيقكَ بين عشبةِ القلبِ وشهقةِ الرُّوحِ كي أرسمَ فوقَ بيادرِ غربتي ترتيلةً من لونِ المحبّة، من لونِ فراشةٍ موشومة فوق بسمةِ أمٍّ متعانقة مع هلالاتِ الرُّوحِ، مع صعودِ بخورِ القلمِ! "



وهنا تبرز حلّة هروب السَّارد نحو ميادين الفرح المنبعثة من أتون عذابات تعصف باللاشعور والجسد والوجود في عين السَّارد ، في لغة التذكار وهستريا فرح تعبر عن زخم معاناة يحترق في أعماقه الواعية واللاواعية ، تشفر في لغة الاغتراب، وهالات أحزان مستعرة ملتهبة في الأعماق مع أعراس الفراشات على السُّطور .



ولا يسعني في نهاية رحلة التجلّيات مع الحروف البهية إلا أن أزجي تحايا التقدير الزنبقية لمبدعنا الألق : صبري يوسف على ما أمتعنا به من حروف ربيعية مورقة ودام إبداعه فراشات أنيقة متفرِّدة في الحرف والرُّوح على أثير الحبر الخالد .



.................................................. .........................................



* سعاد جبر / الأردن



كاتبة وناقدة فلسطينة مقيمة في الأردن متخصصة في مجال سيكولوجيا الأدب

باحثة في مجال الدراسات التربوية والنقدية / اعلامية متخصصة في تحرير الندوات الثقافية

مستشارة تربوية في مجال هندسة الذات / عضوة في تجمع الكتاب والأدباء الفلسطنيين

حاصلة على شهادات تقديرية في مجال الإبداع والقصة كتابة ونقداً

صفحاتي الشخصية على شبكة الأنترنت



http://www.alrabetta.ae/content/category/5/85/94/

http://www.arabiancreativity.com/suad.htm

http://www.pnic.gov.ps/arabic/pionee...p?pioneer=1653

http://www.alazmina.info/club_saud_jaber.html

------------------------------------------

أُضيفت في 06/05/2005/ * خاص القصّة السُّورية / المصدر الكاتبة

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 17-07-2005 الساعة 03:03 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-07-2005, 04:21 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي عزيزي الاخ صبري .

عزيزي الاخ صبري .
قرائت قصة/ترتيلة الرحيل/ راءيت نفسي تعيش كل سطر ،كل كلمة،راقصة لهوى الفراشات طائرة معهم في الاعالي ،معانقة الورد الجميل وناشمة رائحة العذبة.
رائتني بجانبك ابكي والدتك ،اسال نفسي ماذا بعد؟
يا لجمال وروعة الكلمة ،صدقني عشت كل سطر معك ،عند قرائة هكذا قصة وبهذا الاسلوب المدهش لا يستطيع المرء الا على ان يسلم نفسه للكلمة وهي تسوقه.عظيم وحلو ،اهنئك على هذا البحر من المفردات
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-07-2005, 10:03 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,879
افتراضي ترتيلة الرحيل

للرحيل جنائزيته وللألم عنفوانه وللمشاعر والأحاسيس آيات عزف ربّانية تهذي مع كل دفقة حنان وتهمس في آذان جميع الفراشات لكي تشارك هي الأخرى في تلاوة القسم المخصّص لها من رباعيات التصوف وهي تدندن على أوتار وجعها تراتيل الغسق الموشوم بالحزن والمرتسم على بيادر الوداع. آه أيتها الحياة الجميلة كم أنت تعيسة وبائسة من دون الموت ! كم أنت روتين تتابع مملّ وليس الموت سوى ذاك الإنذار المبدع في أن أبديات الأشياء مجرّد تخرّصات يلقى بها على قارعة الزمن ليدوسها النسيان وهو من أعظم النعم التي منحتْ للإنسان التائه الشريد في خضم هذا الضياع الموشّى بألوان الحيرة والمرسوم بخطوط الشقاء.
عزيزي صبري:
رتّلتَ ترتيلتك كما شاءتْ قريحتك المعطاء واجهشتَ ببكاء الروح وتنهّدت على شهقات الحنين الضارب أطنابه في مضارب عشقنا للأرض وموطن ذكرياتنا ولفراق أحبائنا والغوالي. أما سؤالي فهل هناك منْ سيرتّل على هودج فراقنا وهو يسير إلى منتهى مطافه ليخلد إلى راحته الأبدية؟ هلْ هناك منْ سيجرعُ كأس حزن على رحيلنا؟ ثمّ كيف؟ إنه سؤالٌ لا بدّ أن ينفجر ذات يوم وينسلخ عن قوقعة خوفي المترقبة لهذا الرحيل أما ترتيلة وداعه فأرجو أن تشارك فيها كل فراشات الحقل التي داعبنا خدّها يوماً وجميعُ الطيور التي أقلقنا راحتها بمشاكسة غير مسؤولة وتعدّ أبله قاصرلم يكنْ بعدُ قد تبلور فهماً ووعياً وإدراكاً! أرجو أن تشاركنا هذا الرحيل غمامة المطر السابحة على جناح الريح، أرجو أن تشاركنا الترتيل الشمس هذه الحبيبة التي لم تخلف يوماً موعدها في البزوغ والانحدار. هل سيشاركوننا ترتيلة وداعنا يا صديقي؟

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 19-07-2005 الساعة 10:28 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-07-2005, 10:47 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد
العزيزة جورجيت

شكراً لمروركم الطيب ..

تحيّة وبعد
هل قرأتم الدراسة التي قدّمتها الكاتبة الأردنية د. سعاد جبر عن قصّة ترتيلة الرحيل ضمن مجموعة من القصص التي اختارتها وقدّمتها كدراسة حول القصة السورية، تفضّلوا يا أحبائي اقرأوا ما جاء في دراستها الشفيفة.

دراسة تطبيقيّة في نصّ" ترتيلة الرحيل " للكاتب صبري يوسف



الكاتبة : د. سعاد جبر


تعدُّ الأعمال الأدبية نتاجا حيّاً للفكر والإحساس ونتاجاً لما يحسُّ به الأديب من صدام بينه وبين الواقع ، ومن هنا ينبغي أن نميِّز بين الواقع كما هو قائم في العالم الموضوعي ، وبين الواقع كما يرتأيه الأديب ، لأنه واقع يسمو على الواقع الراهن ، انّه واقع لا يخضع للزمان ، فقد يكون الواقع الذي يحياه الأديب واقعاً حدث في الماضي ، ولكنه ينبض بالحياة كأقوى ما يكون النبض في عقل ووجدان الأديب ، ولاشكّ أنَّ الأديب ليس مجرد آلة تصوير أو شرّيط تسجيل لالتقاط الواقع ثمَّ سرده كما هو ، بل يعدُّ الأساس في تلقّي الواقع، ولديه هو ما يمكن أن نعبِّر عنه بهزّة الشُّعور أو انثلام الوجدان ونزف جراحها على السطور ، وحتى بالنسبة لحالة الفرح التي تهزُّ مشاعر الفنّان أو الأديب فإنها تكون في الواقع ردّ فعل لحزن سابق أو لانثلام وجداني قديم ، ومعنى هذا أن ما يختزنه الأديب أو الفنّان من أحزان ومن انثلام للمشاعر يشكِّل الركيزة التي ينبني عليها ما قد يحسُّ به من هزّة فرح ونشوة سرور في المواقف التي يستشعر فيها الفرح أو السُّرور، فالأصل في الإبداع الأدبي هو الحزن وليس الفرح. وهذا ما يفسر شيوع الحزن عند الأدباء لأنه مصدر الطاقة الإبداعية في لغة التسامي والرفض والاستلهامات ، و لذلك فإنّ النّجاح الذي قد يهزُّ مشاعر الأديب / الفنان إنما يكون قوياً ومؤثراً في حالات تصاعد تقدير ابداعيته من قبل الآخرين بعد مرارات المرّات التي لاقى فيها الهوان واللامبالاة . وهناك شواهد على ارتباط الإبداعية بمؤثرات لغة الحزن ومعطياته إذ يقول أحمد رامي :ـ يسرُّني جداً أن أقرأ شعري فيبكي من يسمعني، إن ألذّ شئ عندي أن أبكي، أحبُّ البكاء دائماً ، ومساحات الحياة تمتلئ بشواهد سيكولوجية تؤكّد اختلاط لغة الفرح مع تداعيات لغة الحزن في مشاعر متماهية واحدة ، واختلاط الحزن في لغة هستريا الفرح وتواليك ، ولكن كلا المشهدين يؤكّدان أنّ الفرح يرتمي في نهاية الأمر في أحضان الحزن ولغته التعبيرية والاسقاطية ، فالبكاء والضُّحك وجهان لعملة واحدة فهما صنوان لايفترقان ، فهناك ثمة تداخلا بين البكاء والضحك ، وفي نهاية المطاف يسكن الحزن في لغة الإسقاطات في كليهما على قمة استلهامات الاشراقات من خلال نوافذه السابرة في أعماق الحياة ؛ حيث تنسكب من ماهيّته النازفة المقهورة سيمفونيات روائع المبدعين .



ونصّ ترتيلة الرحيل إبداعيّة أدبية تختلط فيها مشاعر الفرح ـ المتراقصة مع هالات الفراشات الماسيّة في النصّ المنبعثة من مشاعر الطفولة وانطلاقاتها الضاحكة وتساؤلاتها العميقة في الوجدان ـ مع مرارات الغربة واحتراق الروح على أزقّتها المظلمة في عزف ألحان الاشتياق للأم في الأنا والوطن ، ويشكِّل ذلك المقطع الرومانسي في تركيبة النصّ ـ في بُعد الفكرة ـ الخيط المغناطيسي الذي يجذب كافة مقاطع النصّ تجاهها ، بحيث تشكل تماوجات الفراشات في الطبيعة وتراقصاتها مركزية النصّ التي تنبعث منها اهتزاز المشاعر وانثلام الوجدان في الألم والاحتراقات بشكل دائري يدور حول مركز النص في انبعاثات اشراقاته الإبداعية ، في ماهية حزينة فيها من التلوع وحرقة الاشتياق نحو الأمومة الحانية التي تشكل نقطة مركز الحياة واستشعار معاني الفرح والجمال والطبيعة في عين حقيقتها من البهاء والنضرة .



ويبلغ النص في تدفُّقات الأنا اللاشعورية واسقاطاتها ومسارات فراشات الطبيعة ومشاعر الأمومة ونبضاتها في الحياة ، كلّ ذلك يبلغ حد الاشتعال نحو الفناء المطلق ورحلة السَّفر البعيد حيث تغيب ماهيات الذوات وتبقى حرقة وحنان التذكار . ويعبِّر عنها النصّ في استفهامات حائرة :



" أتساءل: هل نحنُ الّذين عبرنا البحار وعبرنا الجسور وعبرنا بوّابات الشِّعر والنصِّ والقصِّ والسَّردِ والعشقِ، عرفنا لماذا تحومُ الفراشات حول الضَّوءِ إلى حدّ الاشتعال؟! "



وتنساب في النصّ احساسات مرهفة نحو الأم ـ في الأنا والوطن ـ المختلطة بعذابات الغربة ، مما يزيد حرقة الألم ومساحات استشعار المرارة في الأعماق والوجود ، وتصل في أعلى تصاعداتها عند لحظة فتح السماوات أبوابها لروح الأمومة المعطاءة وفي أعماقها كل الحنان للابن الذي غاب مع أسترة الغربة ولم يعد حتى عند لحظة اقتراب رحلة الفناء الأخير ، فتصعد إلى سماءها الخالدة وهي مترعة النبض بالشَّوق إليه والتلهُّف لرؤياه . وهذه مساحة تعبيرية مؤثرة للغاية ، واتَّسمت بجماليات تراكيبها في التعبير وامتلاكها فنّيات بارعة في عكس تلك المؤثرات الحزينة في إضاءات خافته مؤلمة ؛ تتجرع الألم والحسرة ؛ وتشتعل فيها نار الغربة وعذاباتها .



ويرتسم في النصّ هالات رقيقة للغة التصوير الفني للفراشات ، التي تجتاح مساحات الطُّفولة في لغة الذكريات الجميلة ، وتنساب منها نحو أحضان الأمومة التي تشكِّل ماهيّة الوجود وبهجة الحياة ، وتتوالى اشراقاتها على لغة الصداقة وتماهيات الورود في تجاذبات الفراشات، وتتشكَّل منها المفارقات المرة بين جماليات الطبيعة الخالدة في لغة الأم في الجسد والوجود وتماهيات مرارة الغربة واحتراق الرُّوح في الاشتياق ، وتتناثر اسقاطاتها في استفهامات ضبابية عاشقة للفرح في آتون أحزان مشتعلة :



" تعالي أيّتها الفراشة التائهة في عوالم الحلم، في عوالم البحث عن الفرح الآفلِ، لماذا لا تبقى أفراحنا ساطعةً فوق خيوطِ الشَّمس؟! "



وتتعالى إبداعية الأديب في متتاليات لغة مونولوج حارّة في النصّ ، تتماوج معها انكسارات مشاعر الاشتياق واحتراقات الرُّوح ، لتبلغ حالة الخلاص وماهية المنتج الابداعي الذي يعكس فيوضاته على الورق في رسالته الإبداعية حيث يقول:



" لا يستطيعُ أن ينتشلني من اِندِلاقِ هذه البراكين سوى قلمي؟ أهلاً بكَ يا قلمي، تعالَ كي أزرعَ رحيقكَ بين عشبةِ القلبِ وشهقةِ الرُّوحِ كي أرسمَ فوقَ بيادرِ غربتي ترتيلةً من لونِ المحبّة، من لونِ فراشةٍ موشومة فوق بسمةِ أمٍّ متعانقة مع هلالاتِ الرُّوحِ، مع صعودِ بخورِ القلمِ! "



وهنا تبرز حلّة هروب السَّارد نحو ميادين الفرح المنبعثة من أتون عذابات تعصف باللاشعور والجسد والوجود في عين السَّارد ، في لغة التذكار وهستريا فرح تعبر عن زخم معاناة يحترق في أعماقه الواعية واللاواعية ، تشفر في لغة الاغتراب، وهالات أحزان مستعرة ملتهبة في الأعماق مع أعراس الفراشات على السُّطور .



ولا يسعني في نهاية رحلة التجلّيات مع الحروف البهية إلا أن أزجي تحايا التقدير الزنبقية لمبدعنا الألق : صبري يوسف على ما أمتعنا به من حروف ربيعية مورقة ودام إبداعه فراشات أنيقة متفرِّدة في الحرف والرُّوح على أثير الحبر الخالد .



.................................................. .........................................



* سعاد جبر / الأردن



كاتبة وناقدة فلسطينة مقيمة في الأردن متخصصة في مجال سيكولوجيا الأدب

باحثة في مجال الدراسات التربوية والنقدية / اعلامية متخصصة في تحرير الندوات الثقافية

مستشارة تربوية في مجال هندسة الذات / عضوة في تجمع الكتاب والأدباء الفلسطنيين

حاصلة على شهادات تقديرية في مجال الإبداع والقصة كتابة ونقداً

صفحاتي الشخصية على شبكة الأنترنت



http://www.alrabetta.ae/content/category/5/85/94/

http://www.arabiancreativity.com/suad.htm

http://www.pnic.gov.ps/arabic/pione...sp?pioneer=1653

http://www.alazmina.info/club_saud_jaber.html

------------------------------------------

أُضيفت في 06/05/2005/ * خاص القصّة السُّورية / المصدر الكاتبة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20-07-2005, 08:33 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,879
افتراضي ترتيلة الرحيل

أجل يا عزيزي صبري كنتُ قرأت النّص وهو الآن مكرّر في الزاوية وعلى الرغم من ذلك فإن تقييم الأديبة الناقدة سعاد جبر للنص وتحليلها لصوره وأفكاره وجماليات المشاعر الوجدانية وهي تختلط مع حزن الغربة الأليم وفقدان الأم وهي أهم ركن لاستقرار الفرد ونموذج للديمومة إنما أعطى النص ألقاً وأضفى عليه مسحة من إرهاصات التمزّق الوجداني لاستحالة أبسط المواقف إلى أصعب ما يمكن.
إني سعيد جداً بهذا الإبداع الذي تأتي به قريحتك فهات وزدنا ونحن أحوج ما نكون إلى أدب واع ملتزم بقضايا الإنسان وهمومه الحياتية وفقك الله ومنحك القوة والصحة لتعطينا المزيد من هذه الروائع يا صديقي صبري
أخوك فؤاد
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20-07-2005, 10:49 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

أحييك يا صديقي الحميم فؤاد

هناك الكثير من القصص والقصائد والنصوص في طريقها إلى المنتدى فترقَّبوها أيها الأحبّة الرائعين ..

مع عميق مودّتي وإمتناني
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke