Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2007, 08:44 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,842
افتراضي البروتستانت والانجليون في العراق بقلم:حارث يوسف غنيمة(1)

البروتستانت والانجليون في العراق
حارث يوسف غنيمة(1)
في العراق ثلاث طوائف بروتستانتية إنجيلية معترف بها وهي :
1. الطائفة البروتستانتية الإنجيلية الوطنية
2. الطائفة الإنجيلية البروتستانتية الاثورية
3.طائفة الادفنتست السبتيين
ان هذه الطوائف وان كانت وليدة التبشير البروتستانتي في غربي إيران وفي أرجاء الدولة العثمانية وفي العراق الحديث إلا أنها الآن طوائف وطنية تتمتع بالاستقلال الذاتي إداريا وماليا.
نشأ نظام الطوائف في الدولة العثمانية بعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية سنة 1453 وذلك لما عين السلطان محمد الثاني [ كينادوس] ـ بطريرك الارثوذكس اليونانيين ـ وسيطا بينه وبين الرعايا المسيحيين واصبح مسئولا عنهم وعن دفع الجزية واخلاصهم للسلطان . مع توالي الزمان اعترف البابا العالي بموجب فرمانات كان يصدرها بالطوائف الكاثوليكية والارثوذكس القائمة في دولته . لقد أتاح هذا النظام ونظام الامتيازات التي كانت تتمتع به فرنسا ودول أوربية أخرى فرصة للتدخل في شؤون الدولة العثمانية تارة بدافع سياسي وطورا بحجة حماية الاقليات غير الإسلامية واصبح لفرنسا الحق في إيفاد المرسلين الكاثوليك للتبشير بين مسيحي الدولة بينما انتهجت السلطات العثمانية سياسة عرقلة نشاط الإرساليات البروتستانتية ولكن بسبب مساندة الدول الأوربية الكبرى للدولة العثمانية في قهر محمد علي ، اخذت الدولة العثمانية تغمض عينيها عن النشاط البروتستانتي.
إذا كانت فرنسا قد دعمت الكنائس الشرقية الكاثوليكية وشجعت روسيا الكنائس الارثودكس فأن إنجلترا ليكون لها دور في التسابق الدولي رعت الطوائف البروتستانتية رعت المبشرين البروتستانت الوافدين من إنجلترا وأمريكا هذا وبجهود السفير البريطاني في اسطنبول ـ السر سترافورد كاننج ـ حصل البروتستانت المنشقون عن الطائفة الأرمينية الغريغورية على الاستقلال سنة 1948 وانضم إليهم فيما بعد البروتستانت السريان واليونان وكونوا الطائفة البروتستانتية " بروتستانت جماعتي " ثم حصلوا في سنة 1850 بجهود ممثلي بريطانيا وبروسيا والولايات المتحدة الاميركية على الاعتراف الرسمي بالطائفة التي شملت أتباع جميع الكنائس البروتستانتية كالمشيخية والأسقفية والميثودستية والابرشانية .
في العقد الثالث من القرن التاسع عشر تجول في بلاد الشرق الأوسط مبشرون موفدون من جمعيات وهيئات بروتستانتية إنجليزية وأمريكية لدراسة أحوال السكان وتوزيع الكتاب المقدس والقيام بالوعظ ثم أخذت هذه المؤسسات تنشئ لها مراكز ومحطات رئيسية وفرعية في هذه المنطقة بهدف تحويل أبنائها إلى البروتستانتية ولتحقيق أهدافها استخدمت الوسائل التبشيرية التقليدية كافتتاح المدارس للبنين والبنات وإنشاء المكتبات والمستوصفات والمستشفيات وتشييد دور العبادة وغير ذلك من الفعاليات الدينية والثقافية .
في سنة 1833 أوفد مجلس الوكلاء الأمريكي للإرساليات الأجنبية المبشرين جوستن بركنز والدكتور اساهل جرانت مع زوجتيهما الى اورميا في غربي إيران حيث أسسا فيها محطة رئيسية ومنها امتد نشاط الإرسالية ليشمل جبال كردستان والموصل . قابل د. جرانت المار شمعون مرات عديدة كما زار الموصل مع بركنز وبناء على توصيتهما افتتح المجلس الأمريكي محطة في الموصل في 1841 ، وفي سنة 1842 وصل الموصل القس جورج برس بادجر ممثل رئيس أساقفة كانتربري ـ ومطران لندن للعمل بين النساطرة والكلدان وراح يبذل أقصى جهوده لجذب الكنيسة الاثورية الى الا نكليكانية وأبعادها عن المنشقين الأمريكان والكنيسة الكاثوليكية وكذلك لأحداث انشقاق بين صفوف الكلدان الذين تحولوا الى الكنيسة الكاثوليكية إلا انه فشل في جميع محاولاته .
أصبحت منطقة الموصل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مسرحا لصراع البعثات التبشيرية البروتستانتية وتعرضت محطة الموصل الى انتقالها من إرسالية الى أخرى في فترات زمنية قصيرة . فإرسالية المجلس الأمريكي التي تسلمت محطة الموصل في 1841 تخلت عنها في 1845 وحلت محلها إرسالية الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت بإشراف القس هوراتيو ساوت كيت المقيم في استنبول ولفشلها في مهامها عاد المجلس الأمريكي ليؤسس في 1850 الإرسالية الاثورية التي شملت منطقة عملها ولايات الموصل وماردين وديار بكر وقد ظلت هذه الإرسالية تركية الشرقية وبذلك أصبحت الموصل " محطة بالاسم والزيارة " خلت من مبشرين مقيمين يزورها مبشرون متواجدون في المنطقة بين حين وآخر . ظل هذا الوضع قائما حتى سنة 1892 حينما تسلم مجلس الكنيسة المشيخية في الولايات الأمريكية إدارة المحطة وذلك لغاية سنة 1898 ويجدر بنا هنا أن نشير الى ان منطقة نشاط الإرساليات البروتستانتية الوارد ذكرها كانت محصورة بالمنطقة الشمالية من العراق وما جاورها ولا تشمل المنطقتين الوسطى و الجنوبية .
ان اقدم كنيسة بروتستانتية لا تزال موجودة في العراق هي كنيسة الموصل فمنذ 1840 اقام فيها البروتستانت مكانا للعبادة ولذلك اعتبروها سنة تأسيس الكنيسة في العراق ولكن انتظام الكنيسة لم يتم الا بعد ان انتمى الى الكنيسة تسعة أشخاص في 3 / 11/ 1851 وبدأ المبشرون بتدوين أسماء أبناء الطائفة وتواريخ ولادتهم و زواجهم و وفاتهم في سجل يدلنا على ان نمو الكنيسة كان نموا بطيئا فبعد خمس سنوات أصبحت الكنيسة تتألف من (12) عضوا و (57) نفسا هذا ولم يكن عدد أعضاء الكنيسة في ازدياد مطرد بل كان متذبذبا بين ارتفاع وانخفاض وان عددهم حتى سنة 1896 لم يزد على (60) شخصا معظمهم من السريان الارثوذكس والكلدان . ان الدوافع التي حملت هؤلاء الأشخاص الى التحول الى البروتستانتية متنوعة فمنهم من فضل معتقداتهم على معتقدات كنائسهم السابقة ومنهم من غضب على رجال الدين التابعين لكنائسهم السابقة ومنهم من ركض وراء الاغراءات الشخصية والمادية وغير ذلك من الأسباب الشخصية أما الأسباب التي عرقلت مساعي المبشرين البروتستانت فعديدة منها ان فرمان 1850 القاضي باعتراف الدولة العثمانية بالطائفة البروتستانتية اعترافا رسميا لم يستفد منه أهالي الموصل إذ استمرت الطوائف التي كان البروتستانت ينتمون إليها سابقا تقاومهم بحرمانهم من الكنيسة وتفرض عليهم جزية باهظة الى ان صدر فرمان 1854 الموجه الى باشا الموصل والقاضي بوجوب حماية البروتستانت كما ان أقارب المتحولين إلى البروتستانتية وأصدقائهم كانوا يقاطعونهم اجتماعيا وكذلك كانت الخلافات بين أبناء الطائفة البروتستانتية حافزاً الى عودتهم الى كنائسهم السابقة كما كانت مثبطة لعزائم الراغبين في الانتماء الى البروتستانتية .
عندما شرعت الإرساليات التبشيرية بتأسيس دور العبادة والمدارس وغيرها من المشاريع كانت تقوم بإدارتها وبالصرف عليها وبتقديم المنح للبروتستانت المعوزين ولكن بعد الاعتراف بالبروتستانت كطائفة في الموصل صدرت فرمانات بتعيين الوكيل المالي ورئيس لإدارة الطائفة وكثيرا ما كانت الإرساليات تساهم بدفع رواتب لمثل هؤلاء الأشخاص وتقدم المساعدات المالية لبناء دور العبادة ومشاريع الطائفة فمثلا قدمت إرسالية المجلس الأمريكي مساعدات قيمة لبناء الكنيسة المعروفة بأسم " مار سماق " وملاحقها في الموصل.
الى أواخر القرن التاسع عشر كانت الإرساليات العاملة في المنطقة الشمالية أمريكية تتبع النظام المشيخي بينما الإرساليات التي وفدت الى بغداد كانت من إنجلترا تتبع الكنيسة الا نكليكانية . ابتدأ العمل الإنجيلي في بغداد في نهاية 1829 بوصول المبشر الذائع الصيت " انتوني غروفز "وهو من جماعة الاخوة البليموتيين . حقق هذا المبشر بعض النجاح إذ افتتح مدرسة لأبناء الأرمن وبناتهم وباشر بعلاج أمراض الأسنان والعيون دون أن يلاقي مقاومة من السلطات الرسمية ولكن سرعان ما قلب له الدهر ظهر المجن اذ تفشى مرض الطاعون في 1831 بشكل مروع لم يسبق له مثيل وقضى على ثلثي سكان بغداد بما فيهم زوجة غروفز وابنه وعدد من منتسبين الإرسالية بحيث اضطر بعد فترة قصيرة الى غلق الإرسالية ومغادرة بغداد .
خلت بغداد من المبشرين البروتستانت حتى سنة 1844 حينما وصلها أحد المبشرين الموفدين من جمعية لندن لنشر المسيحية بين اليهود هذا ولم يقتصر نشاط هذه الجمعية على بغداد بل امتد ليشمل المدن التي كان يسكنها اليهود مثل الحلة والبصرة والموصل . افتتحت هذه الجمعية معهدا في بغداد لتلقين اليهود مبادئ الديانة المسيحية البروتستانتية أنشأت مكتبة و مطبعة ومصلى ولكن بالرغم من العمل المتواصل لمدة تزيد على عشرين عاما فان عدد اليهود الذين تم تحويلهم إلى البروتستانتية لم يتجاوز عدد أصابع اليد .
في سنة 1883 بدأت الجمعية الإرسالية الكنسية عملها في بغداد وبعد مضي خمس سنوات أسست " الإرسالية العربية التركية التي بالإضافة الى بغداد ، تسلمت حقا الموصل من الإرسالية المشيخية وقد واصلت نشاطها الى أن أبعدت السلطات الحكومية منتسبي هذه الإرسالية الى خارج القطر لنشوب الحرب العالمية الاولى واشتراك الدولة العثمانية بالحرب ضد الحلفاء . أنشأت هذه الإرسالية مشاريع متعددة في مناطق عملها ففي بغداد افتتحت مدرسة مدة الدراسة فيها أربع سنوات عرفت بـ " المكتب البروتستانتي " وكانت تدرس فيها العربية والإنجليزية والتركية والعلوم العامة وكانت هيئتها التعليمية تضم نخبة من حملة الأقلام ومعلمين قديرين ومبشرين أتفاضل . لقد تخرج فيها طلاب تسنى لهم مواصلة الدراسات العليا واصبحوا أطباء أو صيادلة أو تقلدوا مناصب مرموقة في الدولة . بلغ عدد طلابها عند غلقها في 1915 (120) طالباً اغلبهم من أبناء الجالية البروتستانتية والباقي من الطوائف والأديان الأخرى . هذا وافتتحت الإرسالية مدرسة ابتدائية للبنات في بغداد كما افتتحت مدرسة للبنين وأخرى للبنات في الموصل وأنشأت مكتبة لبيع الكتب المقدسة في الموصل علما بأن في بغداد كانت المكتبة تملكها جمعية الكتاب المقدس أما نشاط الإرسالية في حقل الطب فمنذ 1886 افتتحت عيادة خارجية طورتها الى مستشفى صغير اصبح في 1915 يضم 33 سريرا وعيادة خارجية . لقد كان في نية الإرسالية بناء مستشفى صغير اصبح في1915 يضم 32 سريرا وعيادة خارجية. لقد كان في نية الإرسالية بناء مستشفى واسع وحديث الا انه لنشوء الحرب العلمية الأولى توقف المشروع . وعلى غرار هذا المستشفى افتتحت الإرسالية في الموصل مستشفى ذات 24 سريرا خدم فيه أطباء وصيادلة وممرضات عراقيون بالإضافة إلى الأجانب .
كانت كنيسة الموصل كما سبق وان ذكرنا تتبع الطقس المشيخي ولكن بعد أن تسلمت الجمعية الإرسالية شؤونها أصرت على إتباع الطقس الأسقفي وبما ان راعي الكنيسة رفض ذلك وعينت أحد البروتستانت الوطنيين ليقوم بالخدمة الدينية والإشراف على شؤون الطائفة الرسمية والمكتبة ثم عهدت هذه المهمة الى المس مارتن التي اضطلعت بها الى أن غادرت العراق بسبب نشوء الحرب العالمية الأولى . أما في بغداد فالنازحون إليها من الموصل وماردين وسعرت وديار بكر شكلوا مع العوائل الأرمينية الساكنة فيها نواة كنيسة بغداد البروتستانتية وكان يرعاها القسس الإنجليز أو نوابهم الوطنيون ويقيمون الخدمة الدينية وفقا للطقس الأسقفي في مجمع الإرسالية . لقد عززت هذه الإرسالية موقف البروتستانت في الموصل وبغداد باستقدام معلمين من ماردين لخدمة الكنيسة والمدارس وأيتام الى ميتم الإرسالية في الموصل .
في مستهل هذا القرن أخذت الطائفة البروتستانتية تزدهر في العراق لا سيما بعد أن نزحت إليه عائلات بروتستانتية من ماردين والمناطق المجاورة لها كما نزحت إليه عائلات اثورية وارمنية حلت في مخيمات اللاجئين في بعقوبة .
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واحتلال العراق من قبل الإنجليز ونشوب ثورة العشرين قررت الكنيسة الانكليكانية عدم استئناف نشاطها في العراق لئلا تتعرض مؤسساتها الى الفشل بسبب تنامي الشعور الوطني المعادي لبريطانيا بينما تقرر في نيويورك في 1923 تأسيس " الإرسالية المتحدة فيما بين النهرين التي عرفت فيما بعد بـ " الإرسالية المتحدة في العراق " ثم أطلق عليها بعد ثورة 14 تموز 1958 المباركة اسم " الزمالة العراقية " هذا وقد أسس أعضاء الإرسالية تنفيذا لمتطلبات القوانين العراقية " الجمعية الخيرية الأمريكية في شمال العراق " وكان هدف الإرسالية التبشير بين سكان المنطقتين الشمالية والوسطى . افتتحت الإرسالية محطة في كل من بغداد والموصل ثم امتد نشاطها الى كل من كركوك ودهوك وبعشيقة واربيل والحلة وبعد ان انسحبت الإرسالية العربية التي سيأتي ذكرها من جنوبي العراق تسلمت الإرسالية المتحدة أعمالها من 1/ 1/ 1962 أصبحت مسئولة عن العمل الإنجيلي في العراق بأجمعه الى أن أغلقتها الحكومة العراقية في 1969 .
لقد شهدت الإرسالية خلال عملها في العراق أحداثا اقتصادية وسياسية جساما وتغييرات اجتماعية وثقافية على الصعيدين العالمي والوطني آثرت على خططها وفعالياتها منها الأزمات (1929 ـ 1933 ) التي أدت التي أدت الى انخفاض المساعدات المالية التي كانت تتلقاها لتنفيذ برامجها ومخططاتها والى عصيان بعض الاثورريين في 1933 الذي وضع أعضاء الإرسالية في موقف حرج هذا بالإضافة الى تنامي الشعور القومي بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وقيام ثورات مايس 1941 و14 تموز 1958 و17 ـ 30 تموز 1968 وفتور شعور العراقيين تجاه المرسلين .
أوفدت الإرسالية خلال عملها في العراق مائة مرسل ونيف توزعوا على مراكز نشاطاتها و قدموا خدمات ثقافية وطبية وإنسانية كما قدموا المساعدات القيمة الى الكنائس الإنجيلية في العراق إلى أن استقلت هذه الكنائس إداريا وماليا . ففي الموصل افتتحت الإرسالية روضة ومدرسة ودار ضيافة للبنات وبعد أن شيدت بناية حديثة خصصت لمدرسة الفنون البيتية .
شُكلت هيئة مشتركة من الوطنيين ومنهم لإدارة المنبر وشؤون الطائفة والقيام بالفرائض الدينية ولكن بعد أن أخذ الآهلون يهجرون الموصل لاسيما بعد ثورة الشواف تضاءل عدد البروتستانت في الموصل أغلقت الكنيسة أبوابها بينما في كركوك ازدادت عوائلهم وانتعشت الكنيسة في العقد الثامن من هذا القرن وفي بعشيقة حققت الإرسالية نجاحا طفيفاً باشرافها على أعمال الإرسالية الدانماركية إلى الشرق وتحويل بعض اليزيديين إلى البروتستانتية وافتتحت محطة لتدريب القرويين والمزارعين على أساليب الزراعة الحديثة . وفي اربيل عملت الإرسالية اللوثرية الشرقية ومن العراقيين الذين خدموا فيها القس صادق شامي (1942 ـ 1977) وهو من اصل يزيدي وبعد انفكاكه من الإرسالية واصل عمله الكنسي بصفته الشخصية .
أما في بغداد فبالاضافة إلى نشاطها التبشيري أولت هذه الإرسالية التعليم اهتمامها البالغ . أسس الدكتور ستاوت 1924 مدرسة تضم ستة صفوف ابتدائية وخمسة صفوف ثانوية اضيف اليها فيما بعد قسم داخلي . لقد نالت هذه المدرسة شهرة واسعة واعتبرت من أرقى مدارس عصرها حتى أن الجامعات الأمريكية في أمريكا أو في الشرق الأوسط اعترفت بشهاداتها وقبلت خريجيها في الدراسات العليا إليها ولكن لظروف طارئة اضطرت إلى غلق أبوابها في 1949 . أما مدرسة البنات فقد تم افتتاحها في 1925 وعهدت ادارتها إلى السيدة تومس التي ظلت في منصبها 18 سنة طورت خلالها المدرسة من ابتدائية إلى متوسطة إلى إعدادية الفرع الأدبي وفي عهد خليفاتها انتقلت المدرسة إلى بناية حديثة في المنصور أضيفت إليها دراسة الفرع العلمي إلا أنه في سنة 1968 تم تعريقها .
ان الجالية البروتستانتية في بغداد كانت تؤدي فرائضها الدينية بعد الحرب العالمية الأولى في كنيسة سانت جورج الانكليكانية في الباب الشرقي ولكن بعد أن تسلمت الإرسالية المتحدة في العراق حقل بغداد أخذت هذه الجالية تصلي مع المرسلين الأمريكان أما في دور سكناهم أو في جمعية الشبان المسيحيين إلى أن تسنى لهم بمساعدة هذه الإرسالية بناء كنيسة لهم في السنك في 1930 وكان يرأس الصلاة أما أحد القسس الأمريكان أو أحد شيوخ الطائفة . هذا وبعد تهديم كنيسة السنك لغرض تنظيم شوارع المنطقة ، أهدت الحكومة العراقية أرضا واسعة في بارك السعدون شيدت عليها الطائفة كنيسة واسعة ومرافق اخرى وقد تم افتتاحها في 1954 وتسلم شؤون الطائفة الدينية القس المصري حليم توفيق جيد إلى 1995 وذلك بإشراف مجلس الطائفة المنتخب .
ننتقل إلى المنطقة الجنوبية في العراق التي فيها انفردت بالتبشير البروتستانتي ، الإرسالية العربية المؤسسة في ولاية نيوجرسي الأمريكية ، فمنذ 1891 أسست محطة في البصرة ومنها انطلقت إلى مدن أخرى . في السنوات اللاحقة افتتحت محطة في العمارة وأخرى في الناصرية كما امتد نشاطها ليشمل البحرين والكويت ومطرح ومسقط وقطر . لقد ظلت هذه الإرسالية عاملة في جنوبي العراق حتى سنة 1962.
لم تكن مهمة المرسلين في أول عهدهم سهلة الاداء إذ لاقوا معارضة شديدة من الآهلين ومقاومة عنيفة من قبل السلطات التركية ولكن بعد نجاح الاتحاديين في الاستيلاء على الحكم في 1908 تحسنت أوضاعهم ولذا اخذ عددهم يزداد ونشاطاتهم تتنامى في المجالات المختلفة وفيما يلي موجزها :
1. دور العبادة : حتى سنة 1913 كان المرسلون يقومون بالفرائض الدينية أما في منازلهم أو في إحدى مؤسساتهم إلا أنهم شيدوا في تلك السنة كنيسة صغيرة على أرض الإرسالية التي تملكوها . وفي 1945 أقاموا كنيسة صغيرة أيضا في مدينة العمارة ظلت قائمة حتى 1959 .
2. بعد أن قدم بعض المرسلين الخدمات الطبية البسيطة أنشاؤا في 1911 مستشفى لنسنج التذكاري ولكن بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى واحتلال بريطانيا للبصرة والعمارة توجه المرسلون للعناية بالجنود البريطانيين الى ان وضعت الحرب أوزارها وافتتحت مستشفيات في البصرة وحينئذ نقلوا مستشفى لنسنج التذكاري إلى العمارة وباشروا بمعالجة المرضى الوطنيين في 1921 ثم استحدثوا منطقة معزولة لمعالجة المصابين بالجذام وظل المستشفى يستقبل مرضاه إلى أن أغلقت أبوابه في 1958 .
3. الخدمات التعليمية : في سنة 1912 وبجهود المرسل جون فان ايس التي امتدت خدماته وخدمات قرينته إلى سنة 1949 تم افتتاح " مدرسة الرجاء العالي للبنين" و " مدرسة الرجاء العالي للبنات " وكان مستوى الدراسة العالية ومن ثم تسلم المراكز المهمة في الدولة والقطاع الخاص وممارسة المهن المختلفة .
في أواخر القرن التاسع عشر استخدمت الإرسالية عددا من الأشخاص الذين يحسنون اللغة العربية لمساعدتها على قيامها بأداء مهماتها ولبيع الكتب . فمن هؤلاء ومن البروتستانت النازحين إلى البصرة من الموصل ومديات وماردين وديار بكر تكونت جماعة كنيسة البصرة الأولى وكانت تصلي مع المرسلين في كنيسة مدرسة الرجاء العالي إلى أن شيدت كنيسة خاصة بها في سنة 1931 وعهدت إلى الاسقف كرمبيت بالخدمة الدينية الذي ظل يعمل بجد واخلاص إلى ان أحال نفسه على التقاعد في 1941 . في 1984 كان يقدر عدد أبناء الطائفة في البصرة بمائة وعشرين عائلة ويرعاها القس المصري نصيف برهوم .
قدمنا فيما سبق نبذة عن الإرساليات البروتستانتية التي عملت في العراق والتي بجهودها تكونت الطائفة البروتستانتية الإنجيلية في العراق وفيما يلي لمحة خاطفة عن الطائفة الإنجيلية البروتستانتية الآثورية .
يرتقي تاريخ هذه الطائفة إلى عهد إرساليات مجلس الوكلاء الأمريكي للإرساليات الأجنبية ومجلس الإرساليات المشيخية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي عملت في منطقة اروميا . ونجحت في تحويل عدد من الآثوريين إلى البروتستانتية . في 1921 تأسست هذه الطائفة في العراق من الآثوريين الذين فروا من منطقة اورميا وحلوا في العراق في 1918 واستمروا في الإقامة فيه في العقد الثاني من القرن العشرين . افتتحت هذه الطائفة مدرسة التقدم لتعليم أولادها اللغتين الاثورية والعربية واستقدمت معلمين من إرسالية إيران ولما باشرت الإرسالية المتحدة في 1924 أعمالها في العراق قدمت لها الدعم المالي والمعنوي بحيث أصبحت المدرسة تضم الدراسات الابتدائية والمتوسطة والثانوية وفي 1940 شيدت الطائفة كنيسة ومدرسة بالقرب من ساحة الطيران واختارت القس خندو يونان لإدارة المدرسة والكنيسة وهو يعتبر في الواقع مؤسس الكنيسة والمدرسة وتقديرا لخدماته دفن في ساحة الكنيسة عندما توفى في 1950 . للطائفة مجلس منتخب كما للطائفة كنيسة في الموصل الا انه ليس للطائفة في الوقت الحاضر راع . يقدر عدد منتسبيها بمائتي شخص . بالاختصار ان هذه الطائفة مشيخية ومن حيث العقيدة لا تختلف عن الطائفة البروتستانتية الإنجيلية الوطنية إنما تتمسك باللغة الاثورية حفاظا على قوميتها وانها تتمتع بجميع الطوائف الأخرى وتؤدى واجباتها كالطوائف الأخرى .
هذا وقد فاتنا ان نذكر ان الإرسالية الكنسية الأسقفية في الولايات المتحدة الاميركية أوفدت في 1925 المرسلين ابلجيت وبانفيل للعمل بين الآثوريين في العراق وبعد ان غادره الأول قام بانفيل في 1931 بتأسيس مدرسة في الموصل لتدريس اللغتين الاثورية والإنجليزية والعلوم الاخرى كما قامت الإرسالية بتاسيس مدرسة في كركوك هذا وبما ان بانفيل ساند المار شمعون حتى في مواقفه العدائية تجاه الحكومة العراقية فقد قامت بإبعاده في 1933 إلى خارج العراق .
طائفة الأدفنتست السبتيين في العراق
وأخيرا ننتقل إلى طائفة الادفنتست السبتيين التي تكونت نواتها في العراق في 1923 من بشير حسو الذي لقنه التعاليم السبتية المبشر ايسنك وعمده في 1911 عندما كان الأول يدرس في الكلية البروتستانتية السورية ( الجامعة الأمريكية في بيروت ) وستة أشخاص آخرين عمدهم الثاني في الموصل في تلك السنة . في السنة التالية وصل الموصل أول مبشر مقيم في الموصل وأسس إرسالية ما بين النهرين التي بفضل جهودها والدعم الذي تلقته من الداخل والخارج تحول مئات من الأشخاص إلى السبتية خلال فترة عملها في العراق وقد كوّن هؤلاء جاليات سكنت في الموصل وكركوك وبغداد والبصرة وفيما يلي نقدم موجزا لنشاطات السبتيين في المجالات المختلفة :
1.في أول عهدهم في الموصل صلى السبتيون في بيت فتح الله الساعاتي وافتتحوا في 1931 مدرسة ابتدائية اضيفت إليها الدراسة الثانوية في 1945 . وفي سنة 1955 شيدوا بناية ضمت الكنيسة والمدرسة وقاعة واسعة الا انه في سنة 1960 لهجرة عدد كبير من السبتيين من الموصل اغلقت الكنيسة ابوابها ولكن في 1967 عمل فؤاد عسكر على جمع شمل السبتيين الباقين في الموصل لأداء الفرائض الدينية مجتمعا في الكنيسة .
2.في كركوك افتتح السبتيون مدرسة في بناية مستأجرة وذلك في 1954 الا انهم بعد ان تملكوا هذه البناية قاموا بتوسيعها استحدثوا فيها مصلى .
3.في العقد الثالث من هذا القرن حقق تجار سبتيون نجاحا باهرا في بغداد كناصيف وبشير حسو وللمساعي التي بذلوها والاغراءات التي قدموها لمن يتحول إلى السبتية نجحوا في استمالة عدد من الأشخاص اليهم . اتفق السبتيون مع البروتستانت حينئذ على استخدام كنيستهم أيام السبت للصلاة فيها ثم انتقلوا إلى بناية مستأجرة في شارع أبي نؤاس حتى شيدوا في 1958 في شارع النضال بناية جميلة ضمت في طابقها العلوي الكنيسة وفي طابقها الأرضي قاعات للاجتماع والمكتبة ومكاتب العاملين .
4.في 1936 أسس في البصرة سابل بغداصاريان مدرسة للسبتيين وفي 1948 افتتحت روز حداد مدرسة ابتدائية اضطرت بعد سنوات على غلقها لظروف خاصة أما الطائفة فقد شيدت في البصرة مركزا ضم كنيسة وقاعة واسعة ومرافق أخرى وقد تم افتتاحه في 1966 .
5.لما كان السبتيون يعتبرون جسد الإنسان معبدا لروح القدس فقد أولوا صحة الإنسان اهتمامها البالغ بإنشاء المستشفيات والمستوصفات وإقامة الندوات للمحافظة عليها . في سنة 1946 افتتحوا في شارع الرشيد مستشفى حديثا صغيرا ضم عيادة خارجية و12 غرفة خاصة للمرضى عدا المرافق الأخرى ولرغبتهم في توسيع أعمالهم الثقافية والصحية أسسوا جمعية خيرية بأسم " جمعية دار السلام " التي انشأت مستشفى نموذجيا واسعا في منطقة العلوية تم افتتاحه في 1954 الا انه لم يعش طويلا لأن الحكومة استملكته في 1959 ومع هذا فأن عزيمتهم لم تثبط إذ واصلوا جهودهم بإقامة الندوات والحملات لبيان أخطار التدخين وتناول المخدرات والمشروبات الكحولية وارشاد الناس بأهمية العناية بصحتهم .
إضافة إلى الطوائف الثلاث المعترف بها في العراق والمتقدم ذكرها فهناك إرساليات بروتستانتية إنجيلية بشرت بتعاليمها في العراق ونجحت باستمالة جماعات صغيرة إليها بالإضافة إلى الأجانب الوافدين إلى العراق كما يتبين للقارئ الكريم من الملحق علماً بأن عدد البالغين والمنتسبين لم يطرأ عليه تغيير يذكر كما أن بعض دور العبادة قد خلت من الرعاة وأغلقت أبوابها .

(1) ولد في بغداد في 5/11/1925 وهو ينتمي الى عائلة كلدانية كاثوليكية . أكمل دراسته الابتدائية في مدرسة القديس يوسف للأباء الكرمليين ثم انهى دراسته المتوسطة والثانوية في كلية بغداد للأباء اليسوعيين . التحق بكلية الحقوق العراقية وتخرج فيها في حزيران 1947 . انتخب عضوا في مجلس أمانة العاصمة للسنوات 1952 ـ 1956 ثم اعيد انتخابه وظل عضوا عاملا حتى تموز 1958 . مارس المحاماة و التجارة . له كتاب يوميات يوسف غنيمة ـ رحلة الى اوروبة 1929 ( مطبعة السعدون ـ بغداد 1968 ) وكتاب السياسي الاديب يوسف غنيمة ( مطبعة دار الحرية للطباعة ـ بغداد 1990 ) وكتاب الدرة اليتيمة في تاريخ اسرة غنيمة للباحث نرسيس صائغيان . تحقيق وتكملة حارث غنيمة ( طبع كومبيوتر ـ بغداد 1991 ) . كما له بحث عن الطوائف الدينية في القوانين العراقية نشر في مجلة بين النهرين عدد 68 سنة 1989 وله مقالات أخرى نشرت في مجلة الفكر المسيحي ومجلة بين النهرين
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-02-2007, 08:50 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

شكرا لك لهذه المعلومات يافؤاد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-02-2007, 01:05 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,842
افتراضي

شكرا لمرورك يا سميرة
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-06-2007, 09:32 AM
الأب القس ميخائيل يعقوب الأب القس ميخائيل يعقوب غير متواجد حالياً
Ultra-User
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 304
افتراضي

شكرا جزيلاً استاذ فؤاد على هذه المعلومات .
وفي الحقيقة إن السياسة وعلى الدوام لم تخدم الدين مع أن الدين لا يلغي السياسة
كما أن ما بدر من الدول الغربية آنذاك لهو دليل قاطع على عمل الأصابع اليهودية التي كانت وما تزال تحرك وتصوّب البنادق في صدر الكنيسة أينما كانت .
__________________


مسيحنا الله

الأب القس ميخائيل بهنان صارة

هـــــــــــــــــــــ : 711840
موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-06-2007, 10:23 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,842
افتراضي

بارخمور و شكرا لمرورك المفرح أبونا دائما و لك كل المحبة و الشكر و حفظك الرب يسوع و رعاك آمين.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21-11-2007, 08:06 PM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي بدعة السبتيين وشهود يهوه والمورمون

اخوتي المحبوبين في الرب اضع لكم هدا الموقع اللدي يكشف ضلال شهود يهوه والسبتيين والمورمون اللدي تنقض تعاليمهم لاهوت ربنا يسوع المسيح وهم بهدا يجلبون على انفسهم الهلاك الابدي وقد كتب الردود مجموعة من المعلمين المؤمنين صلاتي ان يكون هدا الموقع سبب بركة كي نتعلم كيف نفضح اسليب هده الجماعات وبليس من ورائهم (http://www.kalimatalhayat.com/cults/cults.htm
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:53 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke