Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2023, 07:06 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي في أكاديمية رياض الشعر و الأدب من خلال برنامج حديث الساعة تقديم الدكتورة مها يوسف و ا

في أكاديمية رياض الشعر و الأدب من خلال برنامج حديث الساعة تقديم الدكتورة مها يوسف و الدكتور عدنان الطيبي و الاستاذة إنصاف ابو ترابي جاءت مشاركتي قبل قليل على موضوع
القسمة و النّصيب
بقلم الشاعر فؤاد زاديكى
بالحقيقة أمام هذا المفهوم الشائع و الدّارج في مجتمعاتنا يمكن القول أنّه يدعو إلى تساؤلات كثيرة نحن بحاجة ماسّة لتلقّي أجوبة شافية و مقنعة عليها.
ماذا تعني كلمة قسمة؟ من المنطق أن نفهم مضمون هذه الكلمة الذي يشير إلى أنّ الإنسان مكتوب عليه قدره و قسمته هذا من منطلق ما يقول به الدّين. هناك أقوال و أمثال كثيرة تذهب إلى هذا الاتّجاه نذكر منها: كلّ الأشياء قسمة و نصيب أي أنّها مُقَرّة سلفًا من عند الربّ. و القول: المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين و غيرها كثير كلّها تشير إلى أنّ الإنسان مُسيّر بالكثير من أمور حياته إذ لا خيار له بها
أليست أدياننا التي اعتنقناها دون رغبة منا قسمةً و نصيبًا؟ حتى اسماءنا التي نُعرَف بها و بلداننا التي ننتمي إليها و أسرنا التي ولدنا فيها. فهل كان بالإمكان اختيار غير ذلك؟ بالتأكيد لا. لكن هناك أمور حياتية أخرى كثيرة تعتمد على مساعينا و إرادتنا و أعمالنا فهذه لا تكون قسمةً و نصيبًا بل تعني اجتهادًا و تحقيقًا لمطامح و آمال نرغب بالوصول إليها و الحصول عليها.
عندما نربط حياتنا بالدّين و نعتمد على ما يقوله فهذا يُوجب علينا قبول كلّ ما يحصل لنا ليس هكذا فقط بل أنّنا نحاول على الأغلب تبرير ذلك بأنّه مكتوب علينا و ليس من المكتوب مهروب أو هو إرادة ربّانيّة
ليس من شكّ في أنّ الإنسان يكون على الأغلب متمرّدًا ثائرًا على الأوضاع السيئة و الفاسدة و هو يحاول تحسين تلك الأوضاع لكن ألا توجد إرادة لربنا في كلّ هذا؟ بالطبع أجل و هنا يدلّ هذا على أنّ الخالق يترك لدينا مساحة من الحرية لاختيار الأفضل أو ما يتلاءم مع أفكارنا و طموحاتنا فمتى اخترنا الصحيح نكون أفدنا نفوسنا و حياتنا و إذا اخترنا ما هو خلاف ذلك فأيضًا نتائجه سوف تنعكس علينا سلبًا. وهنا نكون مخيّرين بينما تسعون بالمائة من أمور حياتنا هي مفروضة علينا كقسمة و نصيب.
هناك ترابط واضح بين النّصيب و القدر فالنّصيب يكون من صنع الإنسان من خلال عمله و جهده أمّا القدر فهو مكتوب عليه من الربّ و ليس بإمكان أيّ إنسان تغيير قدره.
أستطيع القول في نهاية المطاف أنّ كلّ ما يجري في حياة البشر هو مكتوب مُسبقًا و سوف يتحقّق بحذافيره و حتى الأمور و القضايا و المواقف التي يقوم الإنسان بصنعها للرب إرادة بها بشكلٍ من الاشكال.
من الطبيعيّ أن تختلف الآراء و وجهات النّظر برؤية هذا الموضوع فالنّاس يأتون من مشارب فكرية و خلفيّات دينية و اجتماعية ليست متطابقة كلّ التّطابق. على أيّة حال فالموضوع جميل و البحث به مفيد وعرض الأفكار و الرؤى المختلفة هو غنًى لنا جميعًا من خلال الوقوف على ابعادها و مراميها و مضامينها بالتّفاعل معها. بالتوفيق للجميع.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke