Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-03-2021, 10:29 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي الألعاب الشّعبيّة القديمة (طَاقْ طَاقْ طَاقِيِّهْ) بقلم/ فؤاد زاديكى

الألعاب الشّعبيّة القديمة

(طَاقْ طَاقْ طَاقِيِّهْ)

بقلم/ فؤاد زاديكى

ما مِنْ شكّ في أنّ اللَّعِب يلعبُ دورًا كبيرًا و خطيرًا و مؤثّرًا للغاية, في حياة الأطفال, فَمِنْ خلال اللّعب و ممارسة بعض الألعاب يقوم الجسم بنشاط بدني حيوي يُنشّط الدّورة الدّمويّة, كما يقوم بتقوية العضلات و كذلك ملكة التّركيز و الدّقّة لدى الأطفال, فلا يُخفى إذًا ما للّعب من أهميّة قُصوى, لهذا يتوجّب أن يتمّ تشجيع الطّفل على ممارسة الألعاب التي تساعد في القضاء على الفراغ لديه من خلال المتعة التي يشعر بها, مثلما تساعد على التعلّم و اكتساب المهارات و الخبرات الضروريّة لحياته.
حين كأطفال في مدينة (ديريك) كان للعب دورٌ بارزٌ و فاعلٌ في نشاطنا اليومي, وكان ذلك يوميًّا و باستمرارٍ دائم دون انقطاع, فما كنّا نعود من المدرسة لنتناول بعض الطعام على وجه السّرعة, حتى نقوم بمغادرة البيت لننضمّ إلى أطفالٍ آخرين, كانوا يشاركوننا تلك الهواية, كي نكسب المزيد من الوقت في اللعب مع بعض. و ما أكثر تلك الألعاب التي كنّا نمارسها, فمنها ما كان معروفًا من قبل مثل: (السيگاڤِه و الگِلَلْ (الدّحل) و المزعار (البارومة) و الچَطَلْ (النّقّافة) و الحينگاليو و المَخْطَبويِهْ (الغمّيضة) و البِرِّهْ و التُّوش و الباقوش و حمار و حايط و قَدَيان و لعبة الطَّپش أو الطَّفْش و الحِنْدِلْكِهْ و بوكِهْ هَرَا و اِسمَا فَصارَا و صِلّابِهْ و غُلوغُلو و پيپْ و شعير ضَربْ كتيرْ و لِي بَيتْ لِي بَيتْ و طاق طاق طاقيّة و لعبة الركوب على عود و الجري به و كأنّه حصان و لعبة الجري بإطار دولاب پِسْكِليتْ خالي من الجَنط و لعبة صناعة السيارات و العربانات من تيلات (أسلاك) و لعبة الدّامِه (الخَطَّة) و لعبة 7 حجارْ و لعبة النقّافة المصنوعة من المطّاط يوضع بداخلها حديدة بشكل نصف دائرة يتمّ إطلاقها بواسطة المطّاط (اللاصطيك) على الخصم و الزَّمْزِيلوق و الزِّيق و طِرْطْ و لعبة الجَري (السّباق) و السّباحة و الدَّيدايِهْ (الأرجوحة - المرجوحة) كرة القدم (فُطْبول) و كرة الطائرة (ڤولِي) و غيلابِهْ (مصارعة) و كِيْسَارِهْ (مصارعة باليدين) و جَرَران صِبعايِهْ و جَرّ حِبِلْ و لعبة الخرز و هي كانت على الأغلب من ألعاب البنات و لعبة الدَّامِهْ بالحجارة و لعبة شدّة الورق (اسكمبيلْ - پَاپَاظات) على أنواعه و كانت ظهرت مؤخرًا العاب لم تكن معروفة مثل الشطرنج و كرة طاولة (مضرب) الخ ...) و منه ما كانت الحاجة تدعونا لأن نصنعه بأنفسنا, فمثلًا عندما لم تكنْ تتوفّر لدينا كرةٌ نلعب بها, لسبب ما منها عدم توفّر المال اللازم لذلك, فإنّنا كنا نقوم بربط بعض قطع الأقمشة إلى بعضها البعض بشكل دائري أو قريب من الكروي, إلى أن تأخذ الشكل المقبول ليتمّ اللّعب بها ككرة قدم. كما كنّا نقوم و لعدم حصولنا على سيارة كما هو متوفّر لأطفال اليوم, فإنّا كنّا نقوم بجمع كمّيّة من التراب ثمّ نخلطه بالماء ليضبح عجينة من الطين و بعد ذلك نقوم بصنع أشكال منه على هيئة سيارة و ما شابه, و كنّا نُطلق على كلّ سيارة نقوم بصنعها من الطين باسم أحد شوفيريّي (سائقي) تلك الأيام فنقول: هذه بوسطة جورج رزقو و هذه سيارة ليفون و هذه سيارة جورج عرّو و غيرهم.
كانت المتعة كبيرة و عندما كان يحين وقت المساء, كنّا نعود إلى البيت, لنقوم بعد ذلك بكتابة الوظائف المدرسيّة و تعلّم الدروس و حفظ الاستظهار (المحفوظات) المطلوب. لكن أحيانًا كان اللعب يُنسينا أنّ المساء حلّ و يجب العودة إلى البيت فنبقى لمدة أطول أحيانًا تصل إلى منتصف الليل, كان هناك أمنٌ و سلام, فاللعب كان يتمّ بلا شعور بالخوف من أيّ أمر, أو طارئ, و كان الانسجام بيننا كأطفال و نحن نلهو و نلعب جميلًا جدًا, لكن كانت تخترق خلافات و سوء تفاهم أو تشاجر ذلك الهدوء و الانسجام و كان هذا من الأمور المألوفة لكن سرعان ما كان الغضب يزول و نعود إلى متابعة اللعب و كأنّ شيئًا لم يحدث. كنا كأطفال نتصرّف ببراءة و عفويّة, و هذا ما كان يجعل علاقات تلك الأيام تستمرّ أطول و تتعمّق أكثر, فلدينا أصدقاء من ذلك الزمن الجميل لا يمكن لنا أن ننساهم. و سأتناول بالحديث واحدةً من تلك الألعاب و هي لعبة ال (طاق طاق طاقيّة)و تُسمّى أيضًا لعبة (ساعي البريد) إنّها من أكثر الألعاب الشّعبية, التي كنّا نمارسها - و نحن أطفال - شهرة و اتّساعًا، "طاق طاق طاقية.. رِنْ رِنْ يا جَرَسْ ... حَوّلْ و اركَبْ عَالفَرَسْ) حيث تجتمع مجموعة من الشباب و البنات يتراوح عددهم ما بين السبعة إلى عشرة أشخاص بشكل دائري و هم جالسون على الأرض. يُخَصّص واحدٌ منهم ليقوم بحمل المَرْحَمِهْ (الشماغ و الطاقية) ثمّ يدور حول زملائه الجالسين على الأرض باستمرار و هو يُرَدِّد عبارة "طاق طاق طاقية.." أمّا هم فَيُرَدّدون عبارة "رِنْ رِنْ يا جَرَسْ ... حَوِّلْ و ارْكَبْ عَالفَرَسْ" و يستمر في إكمال الأهازيج بهذه الطريقة مع الدوران خلف الجالسين، ثم يضع الطاقية خلف ظهر أحدهم. و خلال دورانه يقوم الأطفال بِتحسّس خلفهم، ما إذا كان تمّ وضع المنديل (المرحمة أو الطاقيّة) خلفهم و إذا تأكد أحدهم أنّ الطاقيّة تمّ وضعُها خلفه, يقوم ليأخذها و هو ينطلق وراء الذي وضعها خلفه و الذي يرمي الشماغ على الأرض ليأخذه الذي يلحق به محاولاً اللحاق به و ضربه من الخلف (يِقْدِيُو), و يقوم واضع المنديل خلف زميله بالدوران حول دائرة الأطفال و يتفادى ضربات اللاحق، حتى يجلس في نفس مكان اللاحق (الشخص الذي تمّ وضع المنديل خلفه) ليكمل اللعبة مرة أخرى بنفس الطريقة و هو يردّد مثل سابقه "طاقْ طاقْ طاقيّة" ليردّد الجالسون "رِنْ رِنْ يا جَرَسْ ... حَوِّلْ و اركَبْ عَالفَرَسْ" و هناك مَنْ يلفظها "طاءْ طاءْ طائِيِّهْ" لأنّ أهل الشّام يلفظون القاف مثل الهمزة.
من المؤسف القول أنّ المسلمين – كعادتهم – يحاولون مسخ و تشويه الكثير من جماليّات الحياة فمثلما قالوا عن الموسيقى إنّها مزامير الشيطان فهم حاولوا تشويه معاني هذه اللعبة الجميلة بتفسير ديني غير معقول كي يحرموا الأطفال من ممارستها, إذ هم يقولون في تفسيرهم الخُنفشاري كما جاء في موقع (إسلام ويب):"القصد من طاق طاق طاقية: هي طاقية اليهودي التي يلبسها على رأسه أكيد تعرفونها.
ورن رن يا جرس: هو ما يقصد به أجراسهم التي يدقونها عند الذهاب لكنائسهم.
ومحمد راكب على الفرس: وهو الرسول محمد، و أنّه يحاربهم و هو يركب الخيل.
و الدّبّة: يقصد بها أم المؤمنين عائشة حماها و شرّفها من قول كل منافق (لعنة الله عليهم).
و طاحت في البير: و يقصد بها حادثة الإفك التي وقعت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
و صاحبها واحد خنزير: و يقصد بها من اتّهم مع عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك صحابي جليل رضي الله عنه.
قاتلهم الله و لعنهم الله و شلّ لسانهم من ألفها و لو أنّها من زمان يعني يمكن يكون مات، و مَنْ قالها و مَنْ ردّدها و هو يعلم معناها.
أتمنى من كلّ من يقرأها أن ينشرها لتوعية الناس، فـالدالّ على الخير كفاعله، الرجاء إرسالها لكل الموجودين عندك!
إن لم ترسلها قد تكون من المطرودين من رحمه الله.. انتهى»..
لكنّ الكاتب السعودي محمد الحربي ردّ على هذه الفتوى في (صحيفة عكاظ) بقولٍ منطقيّ و معقول قال فيه:" هذه آخر تحف الفتاوى التي وصلتني من قراصنة الانترنت المحتسبين.. «طاق طاق طاقية» التي كنا نلعبها صغارًا ستطردنا من رحمة الله!لم يعد مستغربًا أن تجد بعض مَنْ يدّعون حماية الدين و الدفاع عنه و عن العلماء، من قراصنة الإنترنت المحتسبين شتّامين سبّابين لا يتورّعون عن النيل من دينك و إيمانك و أخلاقك و عرضك؛ لمجرد أنّك تخالفهم الرأي و لمجرّد أنّك لا تتّفق مع شيخ محتسب. فما حاجته بالله عليكم للاختباء خلف أغنية سخيفة، أو أنشودة أطفال تافهة. كفاكم سذاجةً و اعملوا على ما هو أهمّ من ذلك، أنصروا دينكم و أوطانكم بالعلم و التقنية النافعة و الحوار العقلاني، فبكم سنتأخر أكثر من أيّ زمن آخر و مِن أيّ شعب آخر"
و نذكر هنا كلمات هذه الأهزوجة كاملةً كما وجدناها في بعض المواقع:
"طاق طاق طاقية .. شبّاكين بعِلّيّة .. رِنْ رِنْ يا جَرَسْ .. حَوِّلْ و ارْكَبْ عَالْفَرَسْ .. الدِّبِّة وِقْعِتْ فِالبيرْ.. صاحِبْها واحِدْ أميرْ (أو خنزيرْ)".
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg طاق طاق طاقيّة.jpg‏ (44.5 كيلوبايت, المشاهدات 3)
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke