من معجزات القديس مار أسيا الحكيم (3)

[الأب القس ميخائيل يعقوب]

من معجزات القديس مار أسيا الحكيم (3)

معجزة الشفاء التي أجراها القديس مار أسيا الحكيم للخورية أليزابيت ملكي

زوجة الأب القس ميخائيل يعقوب كاهن كنيسة مار أسيا الحكيم بالدرباسية
وهي المعجزة رقم ( 1 ) في كتاب ( من معجزات القديس مار أسيا الحكيم الجزء الأول )

تقول الخورية أليزابيت ملكي :
في عام 1999 كنت قد أصبت بالتهاب مزمن في حنجرتي منعني على أثرها الدكتور سمير ابراهيم من القامشلي عن ( الترتيل وعن الكلام وعن كل شيء باردٍ أو حرارته مرتفعة ) وبسبب ذلك فإني قد عانيت واستصعبت الأمر كثيراً لأنني رئيسة كورال كنيسة مار أسيا الحكيم وأحب الترتيل والإنشاد الروحي كثيراً ، فإن الله قد منَّ عليّ بصوت صالح لذلك .
في يوم العنصرة من ذاك العام ذاته وأثناء القداس الإلهي أثناء ما كان الكاهن يرشّ الماء على المؤمنين وهو يطلب أن يرفرف الروح القدس على جميعهم انسحقت أمام الرب انسحاقاً شديداً ببكاءٍ ودموعٍ غزيرة طالبة منه له المجد أن يشفيني من ذلك المرض .
وفي مساء ذلك اليوم قصدتّ شفيعي مار أسيا الحكيم لأنام في الكنيسة طالبة منه أن يشفيني من مرضي فلم يبخل علي بالشفاء بل تمجّد اسم ربنا يسوع المسيح الذي قال : اسألوا تعطوا . اطلبوا تجدوا . اقرعوا يفتح لكم . لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له ( مت7: 7-8 ) .
كانت بصحبتي ابنتاي ( فايا ونور الصغيرتين ) وإحدى بناتنا من الرعية كانت تدعى صولانج الملقبة ( سوسو ) وبصحبتها أخواتها الصغار . وبعد أن صلينا نام الجميع أما أنا فقد عدّت إلى الصلاة بانسحاق أمام من يستحق وحده أن ننسحق أمامه بدموع حارة وغزيرة . بعدها حاولت أن أنام لكنني لم أستطع إذ كلما كنت أغمض عيني كنت أسمع صوت المبخرة في الهيكل فأعود لأستيقظ من جديد . وهكذا ظللت على هذه الحال حتى اقتراب الفجر . فتضرعت إلى القديس مار أسيا وأنا أنظر إلى صورته قائلة : أرجوك يا قديس الله مار أسيا أن تجعلني أنام ولو قليلاً فإن الصباح آتٍ كي أدبر بناتي في النهار ( ذلك لأن القس ميخائيل وفور انتهائه من قداس العنصرة سافر مباشرة متوجهاً إلى دمشق ) وما أن أنهيت كلامي هذا حتى نظرت إلى الساعة فوجدتها تشير إلى الساعة الرابعة إلا الربع صباحاً . ثم إذا بشفيعي القديس مار أسيا الحكيم يجعلني أغطُّ بنومٍ عميق ، وفي منامي سمعته وهو في الهيكل يصلي لكنني لم أفهم أية كلمة مما كان يصليها ( حينما استفسرت فيما بعد من القس ميخائيل أجاب أنه من المؤكد كان يصلي بلغة السماء الغير مفهومة في الأرض على حد قول الرسول بولس : ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان الذي أعده الله للذين يحبونه 1كو2: 9 لأنه لولا ذلك لصلى بإحدى اللغات التي تعرفينها إن كانت السريانية أو العربية أو غيرها )
وبعد الصلاة نزل القديس متوجها نحوي وفي يده المبخرة فوضعها جانباً وجلس بجانبي وهذه نعمة لم أكن مستحقة لها أنا العبدة الخاطئة . قام بفتح فمي وعكف إصبعه ( السبابة ) وأدخلها في فمي وأخذ ينظف حلقي وحنجرتي ثم أخرجها من فمي وأخذ المبخرة وبخّر عليّ ثلاث مراتٍ . وفي أثناء ذلك حدث بداخل الكنيسة صوت كأنه من هبوب ريح شديد وكنت أسمع مع هذا الصوت أصوات التسبيح من داخل الهيكل مع أصوات المراوح التي تستخدم خصيصاً حين تلاوة الكاهن لبعض الأقوال الجوهرية في القداس .......... ثم نظرت القديس يصعد إلى الهيكل وهدأ كل شيء . وفي لحظة الهدوء رأيت ستار الهيكل يرتفع إلى فوق بدلاً من انسحابه جانباً وشاهدت القديس مار أسيا واقفاً أمام المذبح باسطاً يديه وهو يصلي وهنا أيضاً لم أفهم شيئاً من اللغة التي كان يصلي بها ، فارتجفت من الرهبة عندها . بعدها نزل القديس أيضاً ووضع المبخرة عند رأسي فأحدث وضعها على الأرض صوتاً استيقظت على أثره من نومي فعلمت على الفور أن القديس مار أسيا الحكيم قد جاء لعوني وشفاني من ذلك المرض الذي كان قد أصاب حنجرتي فنظرت فوراً إلى الساعة فوجدتها الساعة الرابعة والربع وكنت صاحية تماماً وبعد أن استيقظت أعدت في مخيلتي كل ما جرى لي أثناء نومي خلال تلك النصف ساعة ومن شدة فرحي بتلك النعمة التي منّ بها علي ربنا يسوع المسيح له كل المجد بشفاعة القديس مار أسيا الحكيم فإنني لم أتمالك نفسي فأجهشت وذرفت الدموع الغزيرة معلنة أني لست مستحقة لتلك النعمة ثم رحت أصلي بصوت عالٍ وجهوري .
مــــلاحظات :
1- لأيام عدة سبقت وإلى لحظة أن نمتُ فيها لم أكن قادرة على بلع ريقي إلا بصعوبة بالغة بسبب ما كان يرافق ذلك من آلام شديدة ، وبعد أن استيقظت وجدت نفسي وأنا أبلع ريقي بكل السهولة والاعتيادية وكأني لم أًصب بذلك المرض بتاتاً .
2- ممن كان شاهداً أختنا المؤمنة الروحية ( صولانج ) التي قلت أنها جاءت معي وبرفقتها أخواتها الصغيرات والتي نبّهتها قبل أن تنام هي وأخواتها إلى أن نومي خفيفٌ جداً فإن احتاج الأمر إلى أي شيء يكفي أن تلمسيني فقط فسأستيقظ . هذه المؤمنة ( صولانج ) أفادت : إن ابنتك نور ( كان عمرها آنذاك 3 سنوات وأيام قليلة ) استيقظت من نومها وبكت فقامت وارتمت على بطنك فأخذتها ووضعتها في مكانها ونظرت إليك وأنا مستغربة أنك قد قلت بأن نومك خفيف جداً وأن مجرد لمسك سوف تستيقظين وها إن ابنتك قد سقطت على بطنك ولم تستيقظي ، لكني انتبهت إلى أن يداك موضوعتان على صدرك بشكل صليب وشفتاك تتحركان من دون أي صوت فقلقت من أجلك وقررت إيقاظك وحينما حاولت ذلك رأيت كفّ يدٍ امتدت لتغطي وجهي وأعادتني إلى نومٍ عميق وللمسيح المجد .
أضواء على المعجزة :
1- إن الدكتور سمير ابراهيم هو من أبناء كنيستنا وهو من الأطباء المشهورين الناجحين جداً في اختصاصه ( أذن . أنف . حنجرة ) وإن تشخيصه لا يخيب . وبعد أن شخّص المرض أفاد بأن حالتها المرضية صعبة .
2-إن الخورية هي مرتلة في كنيسة القديس مار أسيا الحكيم وهي مداومة على حضور صلوات الكنيسة صباحاً ومساءً على الرغم من أنها أمٌّ لثلاثة أبناء ( ابنتان وولد ) وهي مدرسة تحمل إجازة في اللغة العربية . وإذ أن ربنا له المجد لا يُضيع أجرة عمل صالح لذا فقد كافأها بأن أرسل قديسه مار أسيا الحكيم ليشفيها ويعفيها من النتيجة الخطيرة التي كان محتملاً أن تصل إليها .
3-إن اليد التي أعادت الابنة الروحية صولانج إلى النوم هي يد القديس مار أسيا الحكيم الذي جاء ليقوم بشفاء الخورية وما شهادتها إلا برهاناً قاطعاً على حدوث هذه المعجزة .
4-إن اللغة التي صلى بها القديس مار أسيا الحكيم كانت هي لغة السماء . لماذا صلى ذلك اليوم بلغة السماء مع أن أناساً آخرين عديدين وفي مرات عديدة من الذين ناموا في الكنيسة كانوا يسمعونه في الهيكل يصلي باللغة السريانية ؟ إن واحدة من الغايات كما أرى أنا هي أن يؤكد القديس مار أسيا الحكيم وحدة السماويين مع الأرضيين في الأجواء الروحية وهذا ما يذكرني بمقطوعة صلاة من الصلاة السريانية ( بةرعُك مرَن نُقِش اْنا ) . يقول : نِؤوِآ قُلا دَألٌوةَن قليدا دفُةَح ةَإعِا دَشمَيُا ونامرون إّبَي مًَلاكِا مِن سِدإَيؤٌون . كمُا بَسٍيم قُل عَفإُنِا ومُريُا مفَنِا بَعجَل شِالُةؤٌوًن . ترجمتها ليكن صوت صلاتنا مفتاحاً يفتح لنا أبواب السماء فيصرخ رؤساء الملائكة من صفوفهم قائلين : ما أعذب صوت الأرضيين والرب على الفور يجيب سؤالاتهم . وما تأكيد ذلك إلا حمل القديس مار أسيا الحكيم للمبخرة في يده التي أن دخان البخور الذي يتصاعد منها هو رمز لارتفاع الصلاة إلى الله وهو يقتبلها كقبول رائحة طيبة وهذا ما يفسر أهمية الصلاة التي صلتها الخورية ومن معها من البنات الصغيرات قبل النوم ثم حينما صارت تصلي بمفردها أيضاً بعد أن هجع الجميع إلى النوم ليكون ذلك عبرة لمن يزور كنيسة وخاصة لينام فيها أن يقضي معظم الليل في الصلاة وإن الله يسمعه وسيستجيب له .

[Fadi]

بارخمور أبونا

يسوع المسيح هو هو الأمس واليوم وإلى الأبد الطريق والحق والحياة نور العالم ...
بشفاعة اتقياءه ومختاريه يجترح المعجزات .. يفتح الباب لمن يقرع ... يعطي لمن يطلب ... قدوس اسمه من جيل إلى جيل وإلى دهر الداهرين آمين .

[فريدة زاديكه]

وفي مساء ذلك اليوم قصدتّ شفيعي مار أسيا الحكيم لأنام في الكنيسة طالبة منه أن يشفيني من مرضي فلم يبخل علي بالشفاء بل تمجّد اسم ربنا يسوع المسيح الذي قال : اسألوا تعطوا . اطلبوا تجدوا . اقرعوا يفتح لكم . لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له ( مت7: 7-8 ) .
آمنت وصدقت بالقديس مار أسيا ا لحكيم وبقوته الإلهية * الحمد لله على شفاء زوجة القس ميخائيل*
شكرا لكل ماتنقله لنا من عجائب ومواضيع دينية مقدسة *
وبارخور أبونا صلاتك معنا

[fouadzadieke]

أولا نقول للأخت الخورية الكريمة اليزابيت ملكي ألف مبروك لنعمة الرب التي ظهرت فيك على هذه الهيئة السماوية وثانيا نشكر أبانا الكاهن الرقيق ميخائيل ولتكن بركة صلاته معنا دائما وثالثا إن للرب في شعبه عجائبه وعلينا أن نؤمن إيمانا أكيدا وقاطعا أن من يتوجّه إلى الرب بطلب من خلال أيّ من قديسيه الأمناء فإن طلبه سيستجاب له كما تمت الاستجابة لتضرعات وصلوات الخورية أليزابيت ملكي وهي تشهد للحق وشهادتها مثبتة بالدلائل والمنطق والحدث والشهود. الحمد لله رب السماء والأرض الذي لا يترك رعيته بل هو دائم السهر عليها لأجل راحتها. وشكرا لك يا أبونا ميخائيل على هذه النعم الروحية الطيبة التي يفوح عطرها من طيبك الأبوي.

[الأب القس ميخائيل يعقوب]

الشكر الجزيل على كلماتكم الرقيقة والرائعة المفعمة إيماناً ومحبة . وشكراً جزيلاً على تفاعلكم مع أخبار المعجزات التي يكتبها ضعفي . لكم محبتي يا استاذ فؤاد ويا أخت فريدة ويا أخ فادي ولتشملكم محبة ربنا يسوع المسيح .