العلاقة المتينة بين بشار اسد وتنظيم الدولة

[fouadzadieke]

العلاقة المتينة بين بشار اسد وتنظيم الدولة

263 زيارة


سوريون – لينا طلاس – في الوقت الذي يدعي نظام بشار الأسد أنه على استعداد لمقاتلة الإرهابيين من بينهم ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن الوقائع في سورية تشير إلى أن النظام على علاقات متينة مع التنظيم.
صحيفة "التايم" الأميركية تحدثت عن هذه العلاقة النفعية بين الأسد و"تنظيم الدولة"، ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال سوري على علاقة قريبة مع حكومة النظام، أن نظام الأسد اشترى النفط من المنشآت النفطية التي يسيطر عليها "تنظيم الدولة" وأنه حافظ على هذه العلاقة خلال فترة الصراع.
وأوضح رجل الأعمال الذي أخفى هويته ومعلوماته الشخصية لأسباب أمنية أن موظفين تابعين للنظام يتعاملون مع "تنظيم الدولة" في الرقة وبعض المناطق الخاضعة للتنظيم في دير الزور. ويستشهد رجل الأعمال بخدمة الهواتف المتنقلة الموجودة في الرقة كمثال على التعامل التجاري بين النظام ورجال الأعمال السوريين و"تنظيم الدولة".
ويقول: إن "الشركتين الرئيسيتين لخدمات الهواتف الجوالة في البلاد تستمران بالعمل في الرقة، و كلا الشركتين ترسلان مهندسين للمناطق الخاضعة لسيطرة داعش (تنظيم الدولة) لتصليح الأضرار التي تصيب الأبراج"، ويشير في الوقت نفسه إلى أن هنالك شحنات منتظمة من الطعام تدخل إلى الرقة وأن التنظيم يفرض ضريبة صغيرة على كل الشاحنات التي تجلب الطعام إلى الرقة (بما في ذلك شاحنات رجل الأعمال)، ويقدمون إيصالات بالدفع عليها شعار "تنظيم الدولة"، ويصف رجل الأعمال العملية بأنها "منظمة للغاية".
وبحسب صحيفة "التايم" فإن الأسد لا يرى "تنظيم الدولة" كمشكلته الأولية، حسبما يقول رجل الأعمال. بل إن النظام يخشى الجيش السوري الحر و"جبهة النصرة" ولا يخشى من التنظيم، ذلك أن الجيش الحر و"النصرة" يصرحان بأن هدفهما هو إسقاط الأسد، ولكن "تنظيم الدولة" لا يقول هذا. ولم يقم مطلقاً بتهديد دمشق بشكل مباشر.
ويلفت رجل الأعمال إلى أن غارات النظام على مواقع وأهداف تابعة لـ"تنظيم الدولة" تعتبر متدنية، وقال: "لو كان النظام جاداً حول التخلص من داعش، لكان قصف الرقة. ولكنه يقصف مدناً أخرى بدلاً عنها، حيث يكون الجيش السوري الحر قوياً". ويشير رجل الأعمال إلى أن العلاقة بين الأسد و"تنظيم الدولة" علاقة نفعية أكثر منها رسمية، منوهاً في الوقت نفسه إلى أنه كلما زادت قوة "تنظيم الدولة" كلما كان الأمر أكثر فائدة للنظام، لأن هذا الأمر يوتر أميركا وفي المقابل يعتقدون أن الأسد حائط صد في وجه التنظيم.
ويعتبر دبلوماسي غربي رفيع مختص بالحرب الدائرة في سورية بأن "تنظيم الدولة" يعتبر ذات قيمة للأسد، ويشير الدبلوماسي إلى أن من مصلحة نظام الأسد إضعاف المعارضة السورية وتقوية "تنظيم الدولة" في نفس الوقت، لكي يجد المجتمع الدولي نفسه فيما بعد أمام خيارين إما الأسد أو التنظيم.
ويقول الدبلوماسي: "لذا فإن تجاهل الصراع بين المعارضة السورية ونظام الأسد وتوجيه التركيز فقط على داعش قد يحل المشاكل على المدى القريب، ولكن ستأتي مشاكل أخرى. من بينها أن تزايد السخط في صفوف السنة سيتركهم دون خيار سوى الانضمام إلى داعش. ليس لأسباب أيديولوجية، ولكن لأنهم سيقومون بكل ما يتطلبه الأمر للإطاحة بالنظام في دمشق".