حريق هائل يلتهم منازل أثرية بدمشق القديمة

[fouadzadieke]

حريق هائل يلتهم منازل أثرية بدمشق القديمة

الحوادث

اندلع مساء أمس الجمعة حريق هائل في حارة القولي بمنطقة "ساروجه" بدمشق القديمة أتى على منزلين فدمرهما وأصاب 4 منازل أخرى بأضرار جزئية, وشارك (50) من عناصر فوج إطفاء محافظة دمشق بمحاصرة الحريق من أربع جهات على الأقل تساندهم (20) آلية إطفاء.

منازل سريعة الاشتعال!
قرابة التاسعة مساء بدأت ألسنة اللهب والدخان ترتفع عالياً في سماء حارة القولي ما استدعى طلب فوج إطفاء محافظة دمشق هاتف(113) فأرسلت زمرة النصر, وبوصولهم تبين ضخامة الحريق نظراً لطبيعة مواد البناء التقليدية سريعة الاشتعال والتي تتألف بشكل أساسي من اللبن والخشب, ما استدعى طلب النجدات من بقية مراكز إطفاء المدينة, في حين وصل للمكان تباعاً العشرات من رجال الشرطة و عملوا مشكورين على عزل المنطقة المنكوبة, وقال قائد شرطة محافظة دمشق نعمل على إبعاد المواطنين لحماية أرواحهم من الوقوع تحت الأنقاض ولتسهيل مهمة رجال الإطفاء).
وقال العقيد فوزي المفلح معاون قائد فوج الإطفاء: ( أسباب الحريق مصدر حراري مجهول, وعملنا على عزله وإخماده بكل إمكاناتنا, والأضرار بالملايين).
وبعد استعمال غزير للمياه عبر 6 فروع تم صب ما يزيد على (200) م3 من المياه لإخماد اللهب المتغلغل بالأبنية الخشبية, فتم إخماد الحريق الذي أدى لانهيار منزلين عربيين متقابلين و أصاب 4 أخرى بأضرار ومن الأبنية المتضررة ما كان يسمى "المدرسة الأهلية" والحمام العربي في هذا الحي الأثري والذي يعمّرُ أكثر من (800) سنة, والذي يزوره السياح من كل حدب و صوب, ولكن عيون تجار العمار لا تفارقه, وهناك شكوك من بعض الأهالي بأسباب الحريق وهل هو مجرد صدفة؟..


حرائق متكررة
ومع هذه الحرائق المتكررة بالأحياء القديمة بين العام والأخر, والتي تكشف الضعف المزمن بإجراءات الوقاية ومكافحة الحرائق بالمدينة القديمة والأثرية, وانقطاع المياه عن فوهات الحريق ليلاً وتأخر وصلها من قبل مؤسسة المياه, كما حصل بهذا الحادث, هل فكرت محافظة دمشق بإجرائات جديدة ومتطورة للحد من مخاطر هكذا حرائق؟!..


اقتراحات مهمة للوقاية من الكوارث
و بدورنا نتوجه لوزارة الإدارة المحلية ببعض الاقتراحات المهمة والعاجلة للتخفيف من مخاطر الحرائق وأذياتها وخصوصاً على الأحياء القديمة والأثرية في مدننا (حلب واللاذقية وحمص ودمشق..) ومن أهمها:
1 – إنشاء فوهات حريق (حديثة ظاهرية) مع علبة إطفاء متكاملة مجهزة بملابس الحريق والخوذ والخراطيم ومطافئ البودرة في كل حي, بحيث لا تبعد كل منهما عن الأخرى أكثر من (400) متراً, وتأمين مصدر مائي دائم على مدار الساعة للإطفاء.
2 – تدريب فئة من أهالي و شبان كل حي على أعمال الإطفاء والإنقاذ والدفاع المدني, وتوضع مفاتيح علب الإطفاء بتصرف لجنة الحي .
3 –إبعاد الفعاليات الصناعية والمستودعات التجارية ذات المواد الخطرة لخارج المناطق الأثرية.
4 – تركيب نظام "إنذار مبكر لاسلكي للحريق" في الأبنية مرتبط مباشرة بعمليات الإطفاء.
5 – افتتاح مراكز جديدة للإطفاء وتجهيزها بسيارات الإطفاء الصغيرة, ضمن الأحياء القديمة الضيقة لتسهيل الوصول والتعامل السريع الفعال مع الحادث.
6 – وضع الشروط والمواصفات الفنية لمواد البناء الخاصة بالمناطق الأثرية, بحيث تراعي أولا متطلبات الوقاية ومكافحة الحرائق أسوة بمعظم دول العالم, بحيث تكون طبقات البناء و الفواصل بين الأبنية مزودة حتماً بطبقة عازلة "مقاومة للاحتراق" لمنع انتقال الحريق من طابق لأخر ومن منزل لأخر كما يحدث حالياً.
7 – تقديم الدعم المادي والمعنوي للسكان, مع القروض الطويلة الأجل والمعفية من الفوائد لأعمال الصيانة والترميم.
وفي الختام نضع الاقتراحات السابقة باهتمام السيد محافظ دمشق.

تحقيق وتصوير: محمد الكسم - سيريانيوز