Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > قصص دينيّة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-10-2006, 10:55 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,897
افتراضي دراسة الكلمة

دراسة الكلمة


في يوم من الأيام جاء الى القرية شاب جميل الطلعة ، صغير السن ، ولكنه ذكي دارس لكلمة الله في انجيله المقدس ، عامل بها ، ليعمل راعيا لكنيسة القرية الصغيرة التي أُحيل راعيها القديم الى التقاعد لمرضه وكبر سنه .

وفي نهاية أول عضة له يلقيها على أهل قريته الجُدد سألهم : اين وصلتم في دراستكم لكلمة إلهنا الحي في كتابه المقدس . فقام أكبر رجال القرية سناً ليجيبه على تساؤله : نحن لا ندرس الكتاب المقدس يا سيدي . إن احتجنا الى استشارة أو نصيحة كنّا نتوجه بها الى راعي كنيستنا لنسأله ، وكان الرجل لا يتوانى عن شرح كل ما نروم معرفته ، في كل مرة نقدم فيها اليه .

فأجابه الراعي قائلا : أتعلمون ان كتابنا المقدس نافع في كل طرق الحياة ودروبها وحل مشاكلها التي يمكن أن تصادفكم في حياتكم اليومية ، فهو نافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي في البر ، ونحن نسعى الى تعلمه لكي نكون أناساً كاملين متأهبين لكل عمل صالح . ثم عاد فسألهم : ولماذا لا تدرسون وتتعلمون ما جاء في كلمة الله الحي بأنفسكم ؟ فقام يوسف راعي الغنم في القرية قائلاً : يا سيدي ليس لدينا الوقت الكافي . وقال له مزارع آخر : نعود من حقولنا متعبين لا نستطيع الدراسة . ونحن حقيقة لا نشعر ان دراسته ضرورة لحياتنا اليومية البسيطة التي نحياها في هذه القرية . فنحن نأتي كل اسبوع الى الكنيسة وهذا يكفينا . فأجابهم راعي كنيستهم : حسنا … حسنا .

وبعد أيام حضر الى القرية شاب غريب عن أبناءها ، لم يسمع باسمه أحد ، ولم يتعرف على شكله رجل من القرية كان أو امرأة . كان اسمه (حجر) .

امتهن (حجر) عدة مهن في تلك القرية ، فيوم يجدوه جامعا لمحصول الحقول ، ويوم يتحول الى بائع متجول ، ويوم يقوم برعي الأغنام لمالكيها ، كل ذلك من أجل توفير لقمة يسد بها رمقه عندما يأوي الى فراشه ليلاً . وسمح تنوع أعماله تلك ، بتعرفه على أحوال رجال القرية ، وطبيعة أعمالهم ، وكيف يقضون وقتهم ، ومتى يعودون الى بيوتهم .

كان (حجر) في كل يوم يمر بجانب واجهة مكتبة صغيرة في تلك القرية في طريقه الى مكان عمله ، يحمل زجاجها رسما لوجه يسوع المسيح . وقف (حجر) في يوم يتأمل في الرسم طويلاً . شدّه شيء غريب الى تلك الخطوط . مرت به امرأة عجوز فنظرت بدورها الى الرسم ، ثم أدارت رأسها باتجاه وجه (حجر) وبعد برهة قصيرة من الزمن قالت له : يا الله ما أكثر الشبه بينك وبين هذا الرسم . وفي تلك اللحظة رتب الشيطان خطة كان بطلها (حجر) .

في نفس ذلك اليوم كان يوسف عائدا بغنمه ، متأخرا في العودة الى بيته ليلا ، وفي إدخاله لغنمه الى حضيرتهم . فلاحظ طيف شخص ما يتحرك ، مختبئا بين أشجار الطريق ، فشعر بخوف شديد ولكن بعد قليل خرج ذلك الطيف له فتبينه رجلا لابساً عباءة طويلة تشبه تلك التي يراها في رسومات الكنائس وايقوناتها الدينية القديمة .

اقترب الطيف من يوسف وقال له : لا تخف يا يوسف ، جئت أُباركك ، فأنا يسوع . ركع الرجل على ركبتيه جاثياً يصلي . فقال له الطيف : قم يا يوسف لا تخف . لماذا أنت على عجلة من امرك . دعني أُباركك . فقام ووضع يده فوق رأس يوسف . ثم أكمل حديثه قائلا : دع قطيعك في رعايتي واذهب لتستريح في بيتك ، لأنك تبدو متعباً ، وسأُبارك لك مالك وماشيتك وأعود بها الى حضيرتها سالمة . شكره الرجل كثيرا ، وغادره تاركاً قطيعه في رعايته وهو يكاد يطير من الفرح لأن يسوع المسيح قد اختاره من بين كل العالمين ليظهر له ويبارك روحه وماله .

عاد يوسف مسرعاً الى بيته قاصاً على أسماع زوجته ما حصل له فهنئته وأعدت له طعام العشاء . وأخذت تنتظر معه مجيء يسوع الى بيتها المتواضع . وانتظرت … ساعات طوال ولم يأتي يسوع ولا أتى بالماشية كما وعد .

وفي الليلة التي أعقبتها كانت هناك قافلة تجارية قادمة من بعيد الى القرية ، وقبل وصولها بقليل ظهر لها ذلك الطيف بعباءته الطويلة قائلا لقائدها : تباركت يا صالح . فلم يتمالك صالح نفسه ودون أية كلمة ركع أمامه مصلياً . فقال له الطيف : اذهب الى بيتك في رعاية الله ، وسأُبارك قافلتك ومالك . ولكن لا تخبر أحدا بظهوري ، فأنا قد ظهرت لك فقط . ذهب الرجل الى بيته تغمره السعادة من رأسه الى أخمص قدميه . وانتظر . وانتظر . وضاعت القافلة بجميع أحمالها ولم يتمكن أحد من العثور عليها أبدا . وتكرر وقوع مثل هذه الأحداث ، حتى شعر الناس بالخوف ، وأحسّوا ان هناك شيئا غير طبيعي تجري أحداثه داخل قريتهم ، عليهم أن يتبينوه ويكشفوا سره .


اجتمع رجال القرية جميعهم وذهبوا الى راعي كنيستهم يخبرونه بما حدث في قريتهم . فاستمع لهم الشاب بهدوء ثم قال لهم : حلّها بسيط جداً . ولكن كل المطلوب منكم أن تشيعوا في كل مكان تتواجدون فيه ان راعي الكنيسة سيستلم عشرة آلاف رأس من الخراف في يوم الأحد القادم عند ضفة النهر المحاذي لقريتهم . فأجابه أحدهم :
- ولكنه عدد مذهل يا سيدي لرؤوس غنم .
فرد الراعي عليه :
- هذا هو المطلوب بالضبط يا عزيزي . وستأتون جميعكم معي وسترون بأعينكم وتسمعون بآذانكم ما أنا فاعل به .

في يوم الأحد ذهب راعي الكنيسة الى المكان المحدد وصحبه في ذهابه جميع رجال القرية الذي كان بينهم يوسف راعي الغنم ، وصالح حارس القافلة . واختبأ الجميع في مكان قريب بناء على وصية راعي كنيستهم ، يسمح لهم برؤية وسماع كل ما سيجري أمامهم من أحداث بين ذلك (الطيف) وراعي كنيستهم ، الذي أبقوه وحده في انتظار (الطيف) ، الذي كان الجميع متأكدين من قدومه ، من أجل العشرة آلاف رأس غنم الذي ليس لها وجود أصلا .

ولم يطل انتظار الجميع فبعد دقائق لمح راعي الكنيسة من بعيد قدوم شبح إنسان ليست له ملامح محددة . فقال له : مرحبا ، من أنت . فقال الطيف : أنا يسوع جئت لأُباركك وأُبارك قطيعك . يا ترى أين هو ؟ فقال له راعي الكنيسة :
- شكرا لك يا سيدي . وأنا في طريقي اليك ، حملني زكا سلامه لك .

فشعر (الطيف) بالخوف وتصور ان هذا الذي اسمه (زكا) يمكن أن يكون قد كشف لعبته .
- من هو هذا زكا ، أنا لا أعرفه .
- ولكنه يعرفك حق المعرفة يا سيدي ، حتى انه قابلك يوما .
- لا أدري ، لعلي قابلته ونسيت . أين هي خرافك ؟
- يمكنك أن تناديها يا سيدي . فهي ستسمع صوتك .
- كيف لي أن أتكلم مع خراف ؟؟
- أنا لم أتعود أن أُسمع الخراف صوتي ، أنا أُباركها فقط . فأين خرافك لأُباركها ؟
- حسناً حسناً … أيها الباب ؟
- كيف أكون باباً يا رجل ، أ جننت هل تعرف مع من تتكلم .
- اني أعرف بالضبط مع من أتكلم . فمن المفروض اني أتكلم الآن مع حمل الله .
- أنا لست حمل ، أنا أُبارك الحملان فقط . لقد بدأت أتضايق . أنا لا أُحب مثل هذا التأخير. انك تحدثني وكأنك عدو لي .
- لا تهتم بذلك . ألست أنت الذي قلتَ لي : أُحبوا أعداءكم ؟
- متى قلت أنا لك ذلك ؟ فأنا أول مرة أظهر لك . وأنا لا أستطيع أن أُحب عدواً لي … كيف لي أن أُحب أعدائي ، أنا دائما أتمنى موت أعدائي .
فقال له راعي الكنيسة الشاب : هكذا إذن …

والتفت الى رجال قريته المختبئين كل في موضع بين الأشجار المحيطة به ، والذين استمعوا جيدا الى كل كلمة دارت في هذا اللقاء . فهجم الرجال على ذلك الطيف وأتوا به الى القرية مكبلا بالأصفاد . وعندما أزاحوا العباءة من على جسده ظهر لهم ذلك الذي اسمه (حجر) .

وفي اليوم الثاني ، جلس الجميع أمام راعي كنيستهم ، للاستماع الى الدرس الأول الذي يشرح لهم أهمية تعلم كلمة الله الحي ودراستها في كتابه المقدس ، وتطبيقاتها في جميع أمور حياتهم.

تناول الراعي قطعة طباشير صغيرة وخطَّ على اللوح الأسود ، المسند الى جذع شجرة باسقة الخضرة ، جلس الجميع تحت فيء ظلالها ، كلمات تقول :



" هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم ! " يوحنا 1 : 29 .


… وبدأ الدرس .
منقول عن موقع (إنجيلي)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke