Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2005, 09:58 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,951
افتراضي ناجيتُ قبركِ - لمحمد مهدي الجواهري

ناجيتُ قبركِ - لمحمد مهدي الجواهري




في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِــدُ **أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـــدُ

قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا **عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِــدوا

تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها **رأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ

أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ **ماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ

طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُ **ولا تَزالُ على ما كانتِ العُقَـدُ

ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌ **فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَـتْ **ولا العجوزُ على الكَـفَّيْنِ تَعْتَمِـدُ

وليتَ أنَّ النسورَ اسْتُنْزِفَتْ نَصَفَاً **أعمارُهُنَّ ولم يُخْصَصْ بها أحـدُ

حُيِّيتِ (أمَّ فُـرَاتٍ) إنَّ والـدةًً **بمثلِ ما انجبتْ تُـكْنى بما تَـلِـدُ

تحيَّةً لم أجِدْ من بـثِّ لاعِجِهَـا **بُدَّاً, وإنْ قامَ سَـدّاً بيننا اللَّحـدُ

بالرُوحِ رُدَّي عليها إنّها صِلَـةٌ **بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَـســدُ

عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً **رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْـتَــرِدُ

خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي **وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِـدُ

بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني **ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ

كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ **قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ

إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ **ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا


مُدي إليَّ يَداً تـُمْدَدْ إليكِ يَـدُ **لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِـدُ

كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِـدا ً قَـدَرٌ **وأمرُ ثانيهما مِن أمـرهِ صَـدَدُ

ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحـي غياهِبَـهُ **عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِـدُ

وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِـلة ٌ **صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِـدُ

ولفَّني شَبَـحٌ ما كانَ أشبهَــهُ **بِجَعْدِ شَـعْرِكِ حولَ الوجهِ يَنْعَـقِدُ

ألقيتُ رأسـيَ في طَّياتِـهِ فَزِعَـاً **نَظِير صُنْعيَ إذ آسى وأُفْتَــأدُ

أيّامَ إنْ ضاقَ صدري أستريحُ إلـى**صَدْرٍ هو الدهـرُ ما وفّى وما يَعِدُ

لا يُوحِشُ اللهُ رَبْعَاً تَـنْزِليـنَ بـهِ **أظُنُّ قبرَكِ رَوْضَاً نورُهُ يَقِــدُ

وأنَّ رَوْحَـكِ رُوحٌ تأنَسِينَ بهـا **إذا تململَ مَيْتٌ رُوحُهُ نَـكَــدُ

كُنَّا كنَبْتَـةِ رَيْحَـانٍ تَخَطَّمَهـا **صِرٌّ فأوراقُـها مَنْزُوعَة ٌ بَــدَدُ

غَطَّى جناحاكِ أطفالي فكُنْتِ لَهُـمْ **ثَغْرَاً إذا استيقظوا , عَيْنَاً إذا رَقَدوا

شَتَّى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بها**فهل يكـونُ وفـاءً أنّـني كَمِـدُ

لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَـسٌ **لهُ مَحلاً ، ولا خُبْـثٌ ولا حَسَـدُ

ولم تَكُنْ ضرَّةً غَيْرَى لجارتِـها **تُلوى لخيـرٍ يُواتيها وتُضْطَهَـدُ

ولا تَذِلُّ لِخَطْبٍ حُـمَّ نازِلُـهُ **ولا يُصَعِّـرُ منها المـالُ والوَلَـدُ


قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهـمْ **واللهِ لو كانَ خيرٌ أبْطَـأَتْ بُـرُدُ

ضاقتْ مرابِعُ لُبنان بما رَحُبَـتْ **عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُــدُ

تلكَ التي رَقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُـها **أيامَ كُنّـا وكانتْ عِيشَةٌ رَغَـــدُ

سوداءُ تَنْفُخُ عن ذكرى تُحَرِّقُـني **حتَّـى كأنّي على رَيْعَانِهَا حَــرِدُ

واللهِ لم يَحْلُ لي مَغْـدَىً ومُنْتَقَلٌ **لما نُـعِيتِ ولا شخصٌ ولا بَلَـدُ

أين المَفَـرُّ وما فيها يُطَارِدُنـي **والذكرياتُ ، طَرِيَّاً عُودُها، جُـدُدُ

أألظـلالُ التي كانَـتْ تُفَيِّئُنَـا **أمِ الهِضَابُ أمِ الماءُ الذي نَــرِدُ

أمْ أنتِ ماثِلَة ٌ؟ مِن ثَمَّ مُطَّـرَحٌ **لنا ومِنْ ثَـمَّ مُرْتَاحٌ ومُتَّـسَـدُ

سُرْعَانَ ما حالَتِ الرؤيا وما اختلفتْ **رُؤَىً , ولا طالَ- إلا ساعة ً- أَمَـدُ

مَرَرْتُ بالحَوْر ِ والأعراسُ تملأهُ **وعُدْتُ وهو كمَثْوَى الجانِّ ِ يَرْتَـعِدُ


مُنَىً - وأتْعِسْ بها- أن لا يكونَ على **توديعِهَا وهي في تابوتِـها رَصَدُ

لعلنِي قَـارِئٌ في حُـرِّ صَفْحَتِهَا **أيَّ العواطِفِ والأهـواءِ تَحْتَشِدُ

وسَامِعٌ لَفْظَـةً منها تُقَرِّظُـني **أمْ أنَّهَا - ومعـاذَ اللهِ - تَنْتَقِـدُ

ولاقِطٌ نَظْرَةً عَجْلَى يكـونُ بها **لي في الحَيَاةِ وما أَلْقَى بِهَا ، سَنَـدُ

* * * * *

-----------------

* نظمت والشاعر في بيروت في طريقه إلى المؤتمر الطبي العربي ، مندوباً عن العراق .. وقد وصله خبر وفاة عقيلته المفاجيء ، عن عارض مؤلم لم يمهلها سوى يومين .. فتخلّى عن الالتحاق بالمؤتمر وقفل راجعاً إلى بغداد .. وكان ذلك عام 1939 .

* نشرت في جريدة " الرأي العام " العدد 178 في 18 آذار 1939 .



التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-09-2005 الساعة 10:09 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:49 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke