فاوضوا!. شعر: فؤاد زاديكه

[fouadzadieke]

فاوِضُوا!

على خلفيّة مفاوضات السلام الجارية هذه الأيام بين سورية و إسرائيل بوساطة تركية.

فاوضوا عندَ اللّزومِ. الحقُّ أبقى
لو سطتْ أزمانُ قهرٍ و هو أتقى

إنّ للعدوانِ آثاراً نراها
في رؤى التاريخِ بلْ نحياها أشقى.

فاوضوا. فالحربُ زادتْ منْ بلاءٍ
أنعشوا الأفكارَ وعياً. تبقى أنقى

أفرزتْ ويلاتِ حزنٍ و استقرّتْ
في حنايانا و في الأعناقِ خَنْقا.

غيّروا منكم سلوكاً. قوّموهُ
و اخرجوا منْ عزلةٍ تشتدُّ طَوْقا!

علمُكم أدرى بأنّ الخصمَ أقوى
فاطرحوا أفكارَ وهمٍ عِشْنَ طَلْقا

كلّما أجّجتمُ النيرانَ تُهْتُمْ
في مساعيكم و جاءَ الوضعُ فَلْقا.

واقعُ الأحوالِ يقضي أن تخوضوا
منطقَ الأفكارِ, و الأفكارُ أرقى

منْ سلاحِ الفتكِ و الأحقادِ فهو
يملأُ الإنسانَ آمالاَ و عِشْقا

انشروا الراياتِ سلماً لا عداءً
في ربوعِ السّلمِ يرقى الشعبُ خُلْقا

ينبذُ الأحقادَ يبني ما يشاءُ
من حياةٍ يشتهيها تأتي دَفْقا.

فاوضوا. فالحلمُ يدعو أن تكونوا
مُنصفي شعبٍ. لكي يقتاتَ رِزْقا

انفضُوا عن أعينٍ أضغاثَ حلمٍ
لن يفيدَ الوهمُ بل يردينا حُمْقا

لن تُعادَ الأرضُ إلاّ بالسلامِ
فادرسوا التاريخ لا تأتوهُ بَصْقا

و اتركوا الأجيالَ تحيا في أمانٍ.

لا حروبٌ لا دمارٌ يأتي حَرْقا!